تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

الصداع هو ألم يصيب الرأس، ويُمكن أن يترافق مع أعراضٍ أخرى، وتختلف مدة وتواتر الإصابة من شخص ٍلآخر، ويُقسم الصداع إلى صداع حاد، تحت حاد أو مزمن، ويتطور في أربعة أسابيع أو أكثر، ومن أكثر أنواع الصداع المزمن شيوعاً هو الشقيقة أو الصداع النصفي.

الصداع النصفي وصفاته

يظهر الصداع النصفي بشكلٍ تدريجي على شكل ألم نابض، يشبه خفقان القلب في الرأس وغالباً يكون في طرف واحد من الرأس، يستمر من أربع ساعات حتى ثلاثة أيام، ويترافق مع غثيان وإقياء، وعدم تحمّل الأصوات العالية والأضواء الشديدة أو الروائح المختلفة. لوحظ إصابة الإناث بأعراض نوبة الصداع النصفي أكثر من الذكور بثلاثة أضعاف، كما تشيع الإصابة في مرحلة المراهقة حتى عمر الـ 40 عام وتخف الإصابات بعد سن الخمسين. ^[1]

يُصنّف الصداع النصفي إلى قسمين

1- الصداع المترافق مع النسمة (الأورة) ويسمى الشكل الكلاسيكي أو التقليدي.

2- الصداع غير المترافق مع النسمة ويُدعى الشكل الشائع.

النسمة (الأورة): هي حالة إحساس مُسبق بقدوم نوبة الشقيقة، يشعر بها المريض قبل ربع ساعة من إصابته بالصداع وقد تستمر لساعات، وفي الغالب تكون اضطرابات بصرية، مثل: رؤية أضواء ساطعة أو خطوط منكسرة مزعجة، وقد تكون الاضطرابات صوتية أو حسية (خدر بالجبهة) أو حتى حركية(اختلاجات).

أسباب الصداع النصفي

السبب الأساسي وراء نوبة الصداع النصفي لم يُحدّد بعد، لكن النظريات القديمة اقترحت الأسباب الوعائية في الدماغ وعلاقتها بألم الرأس، لكنها لم تفسّر ظهور أعراض النسمة. أما النظريات الحديثة تقول: إن السبب هو زيادة نشاط الخلايا العصبية، وتنبيهها للعصب مثلث التوائم (العصب المسؤول عن إحساس الوجه والرأس).

يُمكن للعامل الهرموني أن يلعب دوراً مهماً في ظهور الصداع النصفي، حيث أن معظم النساء أكّدوا زيادة شدة الأعراض في فترة الطمث أو الحمل وقلّتها بعد سن اليأس (انقطاع الطمث). كما أن للتوتر والضغط النفسي دور في حدوث صداع الشقيقة، لأنه يؤثر على زيادة حساسية الدماغ للنواقل العصبية، وبالتالي التأثير على الأوعية الدموية.

على الرغم من الأثر الكبير للعوامل البيئية، لكن تبقى العوامل الوراثية أساسية في ظهور الصداع النصفي، حيث وُجد أن أربعة من أصل خمسة مصابين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالشقيقة، فإن إصابة أحد الأبوين بنوبات الصداع يُرجّح إصابة طفلهما بنسبة 50 بالمئة، ويرتفع احتمال الإصابة إلى 75 بالمئة عندما يشمل المرض الأبوين معاً. ^[2]

أعراض الصداع النصفي

1- زيادة الحساسية للأضواء والأصوات العالية والروائح. ^[3]

2- تقلبات المزاج.

3- تشوش التفكير.

4- ألم في العنق.

5- قشعريرة.

6- كثرة التبول.

7- نقصان في الشهية.

8- التعرّق.

9- العطش الشديد.

10- الرغبة بالنوم.

ممكن أن تستمر هذه الأعراض حتى بعد زوال نوبة الشقيقة.

الفحوصات اللازمة لتشخيص الصداع النصفي

عند مراجعة الطبيب سيقوم بأخذ القصة السريرية المفصّلة، ويطلب عدة فحوصات وصور لاستبعاد الأسباب الخطيرة التي قد تؤدي لظهور أعراض تُشبه الصداع النصفي، وتشمل هذه الفحوص:

1- تحاليل دم شاملة.

2- صورة طبقي محوري CT لنفي الأورام والكتل.

3- صورة رنين مغناطيسي MRI.

علاج الصداع النصفي

لا يوجد علاج محدد شافٍ لنوبة الشقيقة لذلك:

1- نبدأ بتسكين الألم بالمسكنات الخفيفة مثل: (الأسبرين أو الباراسيتامول) بالمشاركة مع الأدوية المضادة للإقياء، مثل: (ميتوكلوبراميد).

2- مركبات التريبتان والإرغوت.

3- مضادات الاكتئاب SSRIs.

4- خافضات الضغط، ومنها (حاصرات بيتا).

5- الأدوية المضادة للاختلاجات.

6- إذا كانت النوبة شديدة، يمكن اللجوء لحقن السم الوشيقي (البوتوكس).

7- تعويض الفيتامينات والمعادن الناقصة مثل: المغنزيوم أو فيتامين (ب).

يجب التنويه إلى عدم الإفراط في تناول المسكنات لتجنب التعوّد والانتباه إلى آثارها الجانبية، سواءً على الكبد، أو القلب، أو جهاز الإطراح (خطر قصور الكلية). ^[3]

طرق تساعد على تخفيف نوبات الصداع النصفي

1- الاستلقاء في مكان مُظلم وهادئ.

2- عدم تناول الأطعمة المُحرّضة لنوبة الصداع النصفي، كالجبن والشوكولاتة.

3- شرب الماء بكمياتٍ كافيةٍ.

4- الابتعاد عن الأعمال المجهدة والتفكير الزائد.

5- تجنّب الطقس شديد البرودة أو الحرارة.

6- بالإضافة إلى تخفيف الوزن، والمعالجة السلوكية، وممارسة تمارين الاسترخاء وشرب أعشاب، مثل: نبات القبّعية (Butterbur). ^[4]