تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يُعرَف رهاب المرتفعات أو الأماكن المرتفعة (Acrophobia) بأنه نوعٌ من أنواع اضطراب القلق النفسية الشائعة الموجودة عند جميع الأعمار ولدى الإناث أكثر من الذكور، وهو يختلف عن الخوف من الأماكن المرتفعة التي تتواجد عند أي شخصٍ طبيعي.

ما هو رهاب المرتفعات؟

هو الخوف الشديد من التواجد في الأماكن المرتفعة أو رؤيتها في الصور والفيديوهات أو حتى التفكير بها ورؤيتها في الأحلام، وهذا النوع من الرهاب يختلف عن رهاب الهواء (باللاتينية Airophobia) الذي يواجه الإنسان عند الصعود على متن الطائرات فقط. يكون الأشخاص أكثر عُرضةً لرهاب المرتفعات عند إصابتهم بأمراض أذنية مثل: داء منيير ( Menière’s disease)، والدوار الدهليزي، أو أمراض نفسية مثل: الاكتئاب، والرهاب الإجتماعي، وعصبية مثل: الصداع النصفي (الشقيقة).

يبدأ الرهاب في سنّ الطفولة غالباً إما بسبب حادث بسيط عند الطفل مثل: السقوط من الشجرة، وشعوره بالألم، أو بتقليد الطفل لأحد والديه الذي يعاني من رهاب المرتفعات، أو إصابة الطفل برضٍّ نفسي نتيجة رؤية سقوط أحد معارفه من مكان مرتفع، فيخلق كل ذلك عنده عقدةً نفسيةً لا يستطيع التخلص منها عند تقدُّم العمر. ^[1]

ما هي أعراض رهاب المرتفعات؟

يمتلك جسم الإنسان جملةً عصبيةً ذاتيةً تُقسَم إلى ودّية، ونظيرة ودّية، ويكون مبدأ عملها بإنتاج النواقل العصبية التي تُسبِّب أعراضاً معينةً في الجسم، وتعمل الجملة نظيرة الودّية في حالات الراحة والاسترخاء أما الودّية تعمل عند الخوف الشديد والانفعال، ويكون إنتاجها بشكل أساسي للأدرينالين الذي يعمل على ظهور الأعراض التالية: ^{[1] [2] [3]}

1- تسرع ضربات القلب أو الخفقان.

2- تسرع التنفس، ويكون التنفس سطحياً.

3- التعرُّق المُفرِط حتى في الطقس البارد.

4- توسُّع حدقات العين نتيجة تأثيرها على العضلات المحيطة المُتحكِّمة بقطر الحدقة.

5- الغثيان، والدوار، وفقدان التوازن نتيجة التفكير بالأماكن المرتفعة.

6- الاهتزاز والرجفة في معظم أنحاء الجسم عند التعرض للأماكن المرتفعة.

7- جفاف الفم نتيجة التعرق، وفقد السوائل.

8- ضعف الركبتين، وعدم القدرة على المشي، والوقوف بثبات.

9- يعمل الشخص الذي يعاني من رهاب المرتفعات على تجنّب التحدث عن الأماكن المرتفعة أو التفكير بها أو حتى النظر إليها على شاشة التلفاز، ومن الممكن أن تظهر هذه الأعراض عند مرتفعات بسيطة، مثل: صعود السلم، أو الدرج، وبذلك تُسبِّب إعاقةً في القيام بواجبات الحياة اليومية لدى الشخص المصاب.

كيف يُعالَج رهاب المرتفعات؟

يلجأ معظم المرضى للابتعاد عن مصدر الرهاب بشكل عام، كالتفكير، أو الرؤية، أو الذهاب إلى المرتفعات، ولكن أحياناً تتفاقم الأعراض، وتؤثر على حياة الشخص لذلك يجب اتباع أحد الطرق العلاجية التالية: ^{[3] [4]}

1- العلاج النفسي:

يتضمن العلاج النفسي طرقاً كثيرة، مثل: العلاج بالتعرض، وذلك بمواجهة المخاوف التي يعاني منها المريض أي ذهابه إلى مكان مرتفع مع مُعالِجه النفسي أو التعرض للواقع الافتراضي باستخدام الوسائل التقنية المتطورة، مثل: تقنية النظارات ثلاثية الأبعاد التي تعمل على إظهار نماذج من الأماكن المرتفعة الوهمية على الشاشات مما يضمن سلامة المريض وابتعاده عن فكرة خطر هذه الأماكن.

2- المُعالجة المعرفية السلوكية:

وهي الاستعانة بمُعالجٍ نفسي للحديث عن مخاوف المريض، وكيفية مواجهتها، والتحكم بالانفعالات، وضبط النفس للوصول إلى مرحلة الهدوء عند الوقوع بمواقف تتضمن الحديث عن المرتفعات أو التواجد بها.

3- الاسترخاء:

يجب الحفاظ على التوازن النفسي، والابتعاد عن مصادر القلق عن طريق القيام بالرياضة، كالمشي، وتمارين اليوغا، والتنفس العميق.

4- الأدوية:

لا يُعتبَر العلاج الدوائي حلّاً جيداً في حالات الرهاب بشكل عام لكن قد يلجأ له المُعالِج في حال تعسَّر العلاج السلوكي والنفسي، وذلك للسيطرة على الأعراض الجسدية التي قد تظهر على المريض، مثل: أدوية حاصرات بيتا للتحكم بالخفقان، وتسرُّع التنفس، أو إعطاء المهدئات، مثل: البنزوديازبينات (Benzodiazepine) للسيطرة على حالة القلق والانفعال، ودي سيكلوزيرين (D-cycloserine) الذي يمكن أن يزيد من فعالية العلاج بالتعرض.

5- التنويم المغناطيسي:

هو أحد طرق المعالجة البديلة التي تحتاج إلى دراسات أعمق لإثبات فعاليتها.