Skip links
فتاة صغيرة تلبس كنزة بيضاء وتضغط بأصابع يديها على جانب رأسها بسبب احساسها بالألم في رأسها

الشقيقة عند الأطفال

الرئيسية » المقالات » الطب » طب الأطفال » الشقيقة عند الأطفال

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تُعتبر الشقيقة أو الصداع النصفي (Migraine) أشيع أنواع الصداع عند الأطفال، حيث تُصيب 10 بالمئة من الأطفال بين عمر خمس سنوات وخمسة عشر عاماً، وتصيب 28 بالمئة من المراهقين، وحوالي نصف الأشخاص الذين يعانون من الشقيقة حدثت النوبة الأولى لديهم بعمر أقلّ من 12 سنة. قد تكون نوبات الشقيقة عند الأطفال مؤلمةً جداً، وقد تُعطل الطفل عن ممارسة نشاطاته اليومية، وتُسبّب له الغياب المتكرر عن المدرسة.

وكثيراً ما يتمُّ التأخر في تشخيص الشقيقة عند الأطفال بسبب الاعتقاد السائد أنها خاصةٌ بالبالغين فقط، حيث يعاني الطفل من فتراتٍ طويلةٍ من الألم وسط إنكار الأهل لما يعانيه معتقدين أن الصداع عند الطفل يعود لأسباب نفسيةٍ أو للتهرب من الضغوط المدرسية أو مجرد وهم. وبالتالي من المهمِّ جداً أن يكون عند الأهل الوعي الكامل لمعرفة أعراض نوبة الشقيقة، ومحرضات النوبة عند الطفل، وأيضاً معرفة كيفية التعامل مع الطفل أثناء النوبة وتهدئته، ومعرفة متى يجب استدعاء الطبيب مباشرة. [1]

ما هي الشقيقة عند الأطفال؟

الشقيقة عند الأطفال أو ما يُعرف بالصداع النصفي هو صداعٌ متكررٌ متوسط الشدة إلى شديد، يبدأ بشكلٍ تدريجي خلال 15 إلى 30 دقيقة، وقد يكون مسبوقاً ب أورا (Aura) أو يحدث بدونها، ويترافق مع غثيانٍ وإقياءٍ وخوفٍ من الضوء والضجيج، وتزداد الأعراض سوءاً عند القيام بالأنشطة اليومية الروتينية، ويستمرُّ بين ساعتين إلى ثمانية وأربعين ساعةً عادةً.

تتميز الشقيقة عند الأطفال بأنها غالباً ثنائية الجانب بعكس البالغين حيث يكون الصداع وحيد الجانب، كما أنها تحدث عند الذكور قبل البلوغ أكثر من الإناث أما بعد البلوغ تصبح إصابة الفتيات أكثر. [1] [2]

ما معنى الأورا (Aura)؟

الأورا هي تغيراتٌ بصريةٌ أو حسيةٌ تحدث قبل بدء نوبة الصداع النصفي، وتكون مزعجةً للطفل، فقد يرى بقعاً أو خطوطاً متعرجةً، أو يشعر بوخزٍ في الشفاه، وقد يصبح حساساً للضوء، أو الصوت، أو الرائحة، أو قد يفقد جزءاً من الرؤية بشكلٍ مؤقت، وتستمر الأورا حتى بدء نوبة الصداع النصفي (الشقيقة). [3]

ما هي أسباب ومحرضات نوبة الشقيقة عند الأطفال؟

أسباب الشقيقة عند الأطفال غير معروفةٍ بشكلٍ واضح، ولكن تلعب العوامل الوراثية، والجينية، والبيئية، والغذائية، وتبدلات الطقس دوراً هاماً في حدوثها، وتشمل محرّضات نوبة الشقيقة عند الأطفال: [3] [4]

1- التعب، والإرهاق، والقلق، والتوتر المتكرر.

2- الأضواء الساطعة بما في ذلك الصادرة عن شاشة التلفاز، أو الهاتف المحمول، أو الجهاز اللوحي.

3- الأصوات العالية والضجيج.

4- الراحة بعد فتراتٍ طويلةٍ من الإجهاد البدني أو العقلي (مثلاً: التمارين الرياضية، أو الدراسة لساعاتٍ طويلة).

5- تغييراتٌ في نمط النوم عند الطفل، كالنوم لعدد ساعاتٍ قليلة أو ساعاتٍ طويلةٍ جداً.

6- التدخين السلبي.

7- الكافيين الموجود في القهوة، وغيرها من المشروبات.

8- الترفعُ الحروريُّ، والتجفاف الناتج عن قلة الوارد من السوائل.

9- التبدلات الهرمونية المرافقة للدورة الطمثية تلعب دوراً في حدوثها بعد البلوغ.

10- ويمكن أن يحدث بعد تناول أطعمةٍ معينةٍ.

ما هي الأطعمة التي تُسبّب الشقيقة؟

1- الأطعمة التي تحوي على الحمض الأميني التيرامين (Tyramine) مثل: (الجبن المُعتّق المخزن لفترةٍ طويلة، الأسماك المدخنة، كبد الدجاج، التين، الفاصولياء).

2- المكسرات أو زبدة الفول السوداني.

3- الشوكولا.

4- بعض أنواع الفواكه مثل: الأفوكادو، والموز، والحمضيات.

5- منتجات الألبان والأجبان.

6 – الأطعمة التي تحوي على غلوتامات الصوديوم (أندومي مثلاً).

7- الأطعمة المخللة أو التي تحوي كميةً كبيرةً من البهارات.

8- اللحوم المعلبة.

ما هي أعراض الشقيقة عند الأطفال؟

1- صداعٌ متوسط الشدة إلى شديد عادةً ما يكون صداعاً ضاغطاً ثنائي الجانب عند الأطفال، أما عند المراهقين والبالغين، فيكون صداعاً نابضاً في جانبٍ واحدٍ من الرأس عادة.

2- قد تستمر نوبة الصداع النصفي عند الأطفال من ساعة واحدة على الأقل إلى عدة أيام، وعادةً تكون مدة النوبة أقصر من النوبة عند البالغين.

3- تترافق عادةً مع غثيانٍ وإقياء.

4- يتجنَّب الطفل النظر بشكلٍ مباشرٍ إلى الأضواء الساطعة.

5- قد يحدث لدى الطفل حساسيةٌ شديدةٌ للضجيج، وحساسيةٌ تجاه أنواعٍ محددة من الروائح.

6- قد يعاني بعض الأطفال من صعوبةٍ في التركيز، وعدم وضوح الرؤية، والدوار.

7- وقد يحدث عند بعض الأطفال آلامٌ بطنيةٌ مرافقةٌ لنوبة الشقيقة.

8- قد يكون الألم شديداً، ويُسبّب تعطيل الطفل عن القيام بنشاطاته اليومية أو عن الذهاب إلى المدرسة.

9- في حالاتٍ نادرةٍ قد يحدث اكتئابٌ أو هياجٌ عند الطفل. [5]

كيف يتمُّ تشخيص الشقيقة عند الأطفال؟

1- يتمُّ بناءً على القصة المرضية والفحص السريري، وذلك بناءً على صفات الصداع، وعدد مرات الحدوث، ووجود مرافقاتٍ أو محرضاتٍ لحدوث النوبة، ومدة استمرار النوبة، إضافةً إلى وجود قصةٍ عائليةٍ لوجود شقيقة عند أحد أفراد الأسرة.

2- يتمُّ إجراء تخطيط دماغٍ كهربائي للطفل في حال ترافقت النوبة مع اختلاجات (تقلصات عضلية لا إرادية مع اضطراب في الوعي).

3- يتمُّ إجراء تصوير رنينٍ مغناطيسي للطفل في حال حدث لدى الطفل (نقصٌ في حدة الرؤية، الصداع دائماً ثابتٌ في جهةٍ واحدة، صداعٌ شديدٌ لا يستجيب على المسكنات أو يستمر عدة أيام، اضطرابات في الكلام، واللغة، والحركة بعد النوبة). [6]

كيف يتمُّ علاج الشقيقة عند الأطفال؟

يعتمد العلاج على الوقاية من مُحرضات النوبة مع علاجٍ دوائي أثناء النوبة، وفي بعض الحالات يتمُّ إعطاء علاج دوائي وقائي للتقليل من النوبات. [7]

1- الوقاية من حدوث نوبة شقيقة

1- الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم.

2- الابتعاد عن القلق، والتوتر، والإجهاد.

3- الحصول على كميةٍ كافيةٍ من السوائل.

4- تجنب الأطعمة والمشروبات التي قد تحرض نوبة شقيقة مثل: الجبنة، واللحوم المعلبة، والكافيين، وغيرها.

5- تناول الوجبات الغذائية بشكلٍ منتظم.

6- تناول أغذية صحية: كالخضار، والفواكه، والحبوب الكاملة.

7- قد يفيد إعطاء المكمّلات الغذائية، مثل: فيتامين B12، والمغنيزيوم.

2- أثناء نوبة الشقيقة

1- أخذ الطفل إلى غرفةٍ هادئةٍ ومظلمةٍ بعيداً عن صوت التلفاز أو الضجيج.

2- تهدئة الطفل وجعله يستلقي، وتشجيعه على النوم.

3- قد يفيد استعمال الكمادات الباردة على رأس الطفل.

3- العلاج الدوائي

1- مسكنات الألم مثل: باراسيتامول (Paracetamol)، إيبوبروفن (Ibuprofen)، نابروكسين (Naproxen).

2- مضادات الإقياء في حال ترافقت النوبة مع غثيان وإقياء.

3- التريبتان (Triptan): يُعتبر من مسكنات الصداع النصفي التي تُعطى حصراً بوصفة طبية في حالات الصداع النصفي الشديدة والمتكررة.

4- العلاج الدوائي الوقائي

يُعطى في حال تكرار النوبات بمعدل أربع إلى ست نوبات في الشهر أو أكثر، وفي حال كانت النوبات تُعطل الطفل عن القيام بالأنشطة اليومية الروتينية أو الصداع لا يستجيب على المسكنات، ومن الأدوية التي قد تُعطى:

1- مضادات الهيستامين مثل: سيبروهيبتادين (Cyproheptadine).

2- الأدوية القلبية مثل: بروبانولول (Propranolol).

3- مضادات الاكتئاب مثل: أميتربتلين (Amitriptyline).

المراجع البحثية

1- American Academy of Pediatrics Section on Neurology. (2020, October 2). Migraine headaches in children & teens: Parent faqs. HealthyChildren.org. Retrieved March 23, 2023

2- BMJ Best Practice. (2020, July 7). Migraine headache in children. BMJ Best Practice. Retrieved March 23, 2023

3- The Royal Children’s Hospital Neurology department. (2018, May). Kids Health Information: Migraine headache. Retrieved March 22, 2023

4- Zambon, V. (2021, February 12). Migraines in children: Causes, symptoms, and how long they last. Medical News Today. Retrieved March 23, 2023

5- American Migraine Foundation. (2021, April 8). Migraine in children. American Migraine Foundation. Retrieved March 22, 2023

6- Al Khalili, Y., Asuncion, R. M., & Chopra, P. (2023, March 4). Migraine headache in childhood. Stat Pearls Publishing. Retrieved March 23, 2023

7- Iannelli, V. (2021, April 11). What to do about your child’s migraines. Very well Health. Retrieved March 22, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.