تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تُعدّ تقنية الوخز بالإبر الصينية من إحدى أنواع العلاجات بالطب البديل، حيث زاد عدد مستخدمي هذه الطريقة بشكلٍ كبيرٍ، بفضل نتائجها الجيدة في إزالة الألم في عددٍ كبيرٍ من الأمراض المختلفة.

مبدأ الوخز بالإبر الصينية

تعتمد تقنية الوخز بالإبر الصينية على وضع إبر رفيعة في مناطق معينة من الجلد، حسب موضع الألم ونوعه، حيث تعمل هذه الإبر على تنبيه خلايا عصبية موجودة تحت الجلد أو العضلات، مما ينتج مواد كيميائية طبيعية في الجسم، تعمل على إزالة الألم مثل: الأندروفينات.

 كما تتطلب هذه التقنية الإيمان بوجود طاقة تدعى Qi، وهي المسؤولة عن صحة الإنسان، وأي اختلال في توازن هذه الطاقة يؤدي إلى ظهور الأمراض. يختلف عدد هذه الإبر حسب شدة الأعراض وعددها، إذ قد يضع المُعالج عدة إبر في نفس المنطقة المتألمة، أو يوزع هذه الإبر على مساحاتٍ واسعة بعمق مناسب تحت الجلد لمدة دقائق قليلة حتى 30 دقيقة. وتتكرر جلسات الوخز بالإبر الصينية حتى ثلاث جلسات في اليوم، لكي تحقق الفائدة المرجوة. ^[1]

تكون الإبر الصينية معقمة وتستعمل لمرة واحدة فقط، لذلك لا يُصاب المرضى بالإنتانات في هذه العملية، ولا يُسبب الوخز بالإبر الصينية أي ألمٍ لدى المريض، لأن الإبر رفيعة جداً، بل يشعر بالراحة والاسترخاء بسبب تأثيرها على إنتاج النواقل العصبية، مثل: السيروتونين والدوبامين. ^[4]

الأمراض المُعالَجة بالإبر الصينية

تستخدم هذه الإبر بشكل أساسي لإزالة الألم، لكنها تفيد أيضاً في بعض حالات التحسس والغثيان والتعب العام، والمرضى الذين يُنصح باتباعهم علاج الوخز بالإبر الصينية هم: ^[2]

1- مرضى آلام الظهر والرقبة.

2- مرضى صداع الشقيقة وصداع التوتر.

3- مريضات عسرة الطمث.

4- مرضى التهاب المفاصل.

5- مرضى ارتفاع ضغط الدم.

6- المصابين بالأرق والقلق.

7- أمراض البرد.

8- مرضى التهاب الأعصاب ومتلازمة التعب المزمن (الشعور بالتعب بلا سبب مرضي محدد).

9- مرضى السكري، حيث تعمل الإبر الصينية على تنظيم معدل سكر الدم، والاستجابة للأنسولين وحتى إنقاص الوزن. ^[4]

10- مرضى الاكتئاب. ^[5]

11- ألم الأسنان.

12- مُتلازمة النفق الرسغي: التي تسبب تنميل في اليدين وخاصة لدى النساء.

13- مريضات العقم حيث يزيد الوخز بالإبر من فعالية أدوية الخصوبة.

الحالات التي يُمنع فيها استخدام العلاج بالإبر الصينية

1- مرضى الناعور وانحلال الدم خوفاً، من حدوث النزف أو كدمة مكان وخز الإبرة.

2- المصابين بتقرحات على الجلد، خوفاً من دخول الجراثيم عن طريق الإبرة.

3- مرضى الاختلاجات، تجنباً لكسر الإبرة داخل الجسم أثناء تعرضهم لنوبة الاختلاج.

4- تعتبر تقنية الوخز بالإبر الصينية آمنة عند النساء الحوامل، بشرط إخبار المُعالج بذلك، لأن بعض النقاط في الجسم مسؤولة عن تحريض المخاض عند وخزها بالإبرة. ^[1]

تُعتبر آمنة أيضاً عند الأطفال عند تطبيقها بأيدٍ خبيرة، وتستخدم غالباً لتخفيف الغثيان والإقياء، ولا سيما بعد العلاج الكيماوي لمرضى السرطان. ^[5]

اختيار المعالجة بالإبر الصينية

تعتبر تقنية الوخز بالإبر الصينية علاجاً داعماً للعلاج الدوائي أو الجراحي، لذلك لا يجب الاعتماد على هذه التقنية لوحدها في العلاج، حيث ينبغي على المريض أن يكون مؤمناً بأنه سيتحسن على الوخز بالإبر الصينية، فالعامل النفسي له دورٌ كبير في فعالية العلاج، بالإضافة إلى كون المُعالج خبير في أساسيات هذه التقنية، ومدرّب على معرفة نقاط وخز الإبر المطلوبة في جسم مريضه. ^[3]

كما أنه من الضروري التأكد من موثوقية المعالج وعنايته بعقامة الإبر الواخزة، وأن تُستعمل لمرةٍ واحدة منعاً لحدوث الإنتانات. تتطلب تقنية الوخز بالإبر الصينية متابعة لكافة الجلسات، وبالوقت المحدد لها لكي يحقق المريض أكبر فائدةٍ ممكنة.