Skip links
رسم توضيحي للجمجمة وكسور الفك العلوي

كسور الفك العلوي – التشخيص والعلاج

الرئيسية » المقالات » الطب » طب الأسنان » كسور الفك العلوي – التشخيص والعلاج

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تعدُّ كسور الفك العلوي شائعةً لدى المرضى الذين يتعرضون للصدمات الوجهية، والتي قد تنجم عن حوادث المرور، أو الرياضة، أو العنف الجسدي، وغيرها، ونظراً للتشريح المعقد لهذا الفك، وقربه من الأعضاء الحيوية، مثل: الدماغ، فإن التشخيص المبكر، والعلاج السريع والدقيق له أهمية كبيرة جداً.

يمثل الفك العلوي الجسر بين قاعدة الجمجمة في الأعلى والمستوى الإطباقي السنّي في الأسفل، وارتباطه الوثيق بالتجويف الفموي والتجويف الأنفي يجعله هيكلاً مهماً من الناحية الوظيفية والتجميلية، وقد تكون الكسور في هذا العظم مهددةً للحياة، وتتطلب دائماً علاجاً سريعاً ودقيقاً لإنقاذ حياة المريض. [1] [4]

ما هي أجزاء الفك العلوي؟

يتكون الفك العلوي من اندماج عظمين عند الخط المتوسط، وكل عظم له شكل هرمي قاعدته ملاصقة للتجويف الأنفي، وقمته هي الناتئ الوجني، وجسمه يشكل الجيب الفكي، ويتصل مع عظام الوجه المحيطة من خلال أربع نتوءاتٍ عظمية هي: [2]

● السنخي: والذي يكون في الأسفل، ويحتوي على أسنان الفك العلوي له شكل حدوة الحصان.

● الناتئ الحنكي: يندمج الفك العلوي الأيمن والأيسر عند الخط المتوسط من خلال النتوءات الحنكية، حيث يشكلان الدرز العلوي المتوسط.

● الناتئ الوجني: وهو الجزء الأكثر وحشيةً من الفك العلوي، يشكل الحدود الجانبية العلوية للجيب الفكي، وهو المسؤول عن بروز الوجنة، وعرض الوجه.

● الناتئ الأمامي: يقع بشكلٍ علوي ومتوسط بالنسبة لكل عظام الفك، ويتمفصل مع العظم الجبهي في الأعلى وعظام الأنف في الوسط.

تصنيف كسور الفك العلوي

يعدُّ تصنيف ليفورت الذي وضع علم 1901 أول تصنيفٍ لكسور الفك العلوي، ومازال يستخدم على نطاقٍ واسعٍ بسبب بساطته ومستويات التمايز التشريحي التي يقدمها، وقد قام مارسياني فيما بعد بتعديل تصنيف ليفورت الأساسي بإضافة العظام الأمامية والكسور الوجنية.

1- ليفورت 1 (كسر منخفض المستوى)

يمتدُّ خط الكسر للخلف من الحافة الجانبية للفتحة الأنفية الأمامية أسفل الدعامة الوجنية ليعبر الثلث السفلي من الصفيحة الجناحية، ويمرُّ الكسر أيضاً على طول الجدار الجانبي للأنف، والثلث السفلي من الحاجز لينضم إلى الكسر الجانبي خلف الحدبة الفكية.

2- ليفورت 2 (الكسر الهرمي أو تحت الوجني)

يمتدُّ هذا الكسر من المنطقة الوسطى لعظام الأنف إلى أسفل كلا الجانبين، ويعبر النتوءات الأمامية للفك العلوي إلى الجدار الأنسي لكل مدار، يعبر خط الكسر العظم الدمعي خلف كيس الدمع قبل أن يتجه للأمام ليعبر الحواف تحت الحجاج الأنسية، يمتدُّ الكسر إلى أسفل والخلف عبر الجدار الجانبي للجيب الفكي أسفل الدرز الوجني الفكي، ويقسم الصفيحة الجناحية إلى النصف تقريباً، يتمُّ فصل الكتلة عن قاعدة الجمجمة عبر الحاجز الأنفي، وقد يشمل أرضية الحفرة القحفية الأمامية.

3- ليفورت 3 (الكسر المستعرض أو فوق الوجني)

يمتدُّ الكسر بالقرب من الدرز الجبهي الأنفي بشكلٍ عرضي إلى الخلف ومتوازٍ مع قاعدة الجمجمة، وينطوي على العمق الكامل للعظم الغربالي، يمرُّ الكسر أسفل الثقبة البصرية إلى الحدّ الخلفي للشقّ السفلي من قاعدة الشق الحجاجي السفلي، ويمتدُّ الكسر باتجاهين بحيث يتمُّ فصل الثلث الأوسط بأكمله من الهيكل العظمي للوجه عن قاعدة الجمجمة. إن تصنيف ليفورت لا يأخذ بعين الاعتبار كسور العظم السنخي، الكسور الحنكية، والخسارة العظمية. [3]

تشخيص كسور الفك العلوي

يعدُّ التقييم الفوري للإصابة مفتاح العلاج، حيث قد تكون هناك إصابات متزامنة مع الكسر، ومهددة لحياة المريض، لذلك يجب إجراء فحصٍ أولي للمريض، وقد تكون هناك حاجة إلى فريق الإنعاش في التدبير الأولي للمريض، وبمجرد أن تصبح حالة المريض مستقرةً نقوم بأخذ القصة السريرية الشاملة، ومن المهمّ التأكد ما إذا كان المريض قد فقد وعيه أو ظهرت عليه أي علامة أخرى للإصابة في الرأس.

حيث ستكون الرعاية العصبية ذات أولوية، ويجب معرفة آخر مرة تناول فيها المريض الطعام، والأدوية التي كان يتناولها مسبقاً في حال الحاجة إلى إجراء عمليةٍ جراحية، ويمكن إجراء الفحص الأولي بواسطة مصباحٍ أمامي، مرآة، مبعدات اللسان، منظار الأنف، منظار الأذن.

– الفحص خارج الفموي، ويشمل تسجيل الألم، والتورم، والنزيف، والكدمات، والرعاف.

– يجب فحص الرأس والرقبة بالجس، والتفتيش عن الجروح والتمزقات التي تحتاج إلى إغلاق، والبحث عن وجود بقايا أو أجسام غريبة.

– ملاحظة وتقييم وجود خدر أو تنميل يعدُّ أساسياً لتقييم وجود تلفٍ أو ضرر في الأعصاب خاصةً قبل إجراء أي عملٍ جراحي.

– صدمة منتصف الوجه، وعادةً ما تترافق مع تنميل فرع الفك العلوي من العصب مثلث التوائم.

– التشوُّهات أو الانخفاضات التي تلاحظ عند تقييم المريض من عدة مستويات تشير إلى وجود كسرٍ مزاح.

– تحدُّد حركة الفم تشير إلى وجود ورمٍ دموي يسبب ضرر للعضلات.

– المرضى المصابين بكسور ليفورت 1 يعانون من حركة الجزء الحامل للأسنان من الفك العلوي، وتغيير في الإطباق أو من ضررٍ في الأسنان، وغالباً ما يكون الفك العلوي مرناً، ويتحرك بحرية عندما يكون الكسر كاملاً، ويسهل التعامل معه، ويكون واضحاً جداً عندما يتحدث المريض.

– كسور ليفورت 2 لها نمط كسرٍ هرمي الشكل، وقد يشمل الكسر عظم حجاج العين (الحواف السفلية)، ويترافق مع رعاف (نزيف من الأنف).  

– تتضمن كسور ليفورت 3 عظام الأنف والجدران الجانبية للحجاج، والنتوءات الجناحية، والأقواس الوجنية، وقد يعاني المريض من انفصالٍ كاملٍ للجزء المتوسط من الوجه.

– المرضى الذين يعانون من كسورٍ معقدة (الكسور الوجنية الفكية) يعانون من الوذمة، والنزيف تحت الملتحمة، والوذمة حول الحجاج والعين، وفي كثيرٍ من الأحيان تترافق الكسور الوجنية الفكية مع إصاباتٍ بالعين، وتحتاج إلى تقييمٍ من قبل طبيب العينية.

– يمكن اختبار حركة منتصف الوجه عن طريق إمساك القوس السنخي الأمامي والسحب للأمام مع تثبيت المريض باليد الأخرى، وقد يحدد حجم وموقع الجزء المتحرك نوع كسر ليفورت الموجود. إذا كان هناك فقط جزء معزول من العظم متحرك، فقد يكون هناك كسر صغير في الشريحة السنخية أو الأنفية الجبهية.

– الفحص الشعاعي: تعدُّ الأشعة المقطعية CT المعيار الذهبي للتشخيص النهائي لكسور الفك العلوي، والتصوير المقطعي في المستويات الثلاثة (المحوري، والسهمي، والإكليلي)، بالإضافة إلى إعادة البناء ثلاثي الأبعاد يساعد الجراح في التقييم الدقيق لأنماط الكسور، وفي التخطيط ما قبل الجراحة. [1] [3] [4]

تدبير ومعالجة كسور الفك العلوي

يتمُّ أولاً إسعاف المريض، وإجراء تنبيبٍ لتأمين مجرى الهواء إما عن طريق الفم أو عن طريق الأنف، ثم يتمّ تقييم الإصابة بشكلٍ دقيق، ويعدُّ توقيت العلاج مهماً أيضاً، حيث قد يكون من الصعب تقدير العيوب الجمالية في المرحلة الحادة بعد الإصابة، ومن المهمّ ترك تورم الأنسجة الرخوة يستقر قبل الجراحة، إذا كان هناك جروح أو تمزقات في الوجه يستطب الإغلاق من قبل فريق جراحة الفم، والوجه، والفكين أو فريق الجراحة التجميلية.

الهدف الأساسي من علاج كسور الفك العلوي هو استعادة إطباق الأسنان، ووظيفة المضغ، واستعادة الناحية الجمالية للوجه بسبب مساهمة الفك العلوي في بروز ومحيط منتصف الوجه، حيث قد يتعرض الجانب الجمالي للخطر بسبب الإصابات المرتبطة بالمركب الوجني، والأنف، وحجاج العين.

العوامل التي تؤثر على تحسين نتائج علاج كسور الفك العلوي

1- العلاج المبكر.

2- الإصلاح التشريحي والوظيفي للإصابات الأنفية الحجاجية الغربالية.

3- إعادة التموضع التشريحي، والتثبيت المستقر لأجزاء الكسر في جميع المستويات.

المبادئ الأساسية لعلاج كسور الفك العلوي

1- التصحيح اليدوي للكسر.

2- إعادة بناء الدعامات العظمية في منتصف الوجه، وذلك لمنع استطالة الوجه أو الانهيار الأمامي الخلفي للفك العلوي.

    3- إعادة تعزيز الدعامات المجاورة للأنف والدعامات الوجنية بصفائح صغيرة.

    4- استبدال العظام المفقودة أو المفتتة بشكلٍ كبيرٍ بطعومٍ عظمية ذاتية المنشأ.

    يتمُّ عادةً تثبيت الفكين (Maxillomandibular fixation) باستخدام أسلاك يتمُّ ربطها مع الفكين العلوي والسفلي باستخدام أربطةٍ سلكية حول الأسنان، وقد يتمُّ أيضاً استخدام تقنيات أخرى في تثبيت الكسور، مثل: التثبيت الجراحي باستخدام الصفائح والبراغي.

    العوامل الرئيسية في منع حدوث المضاعفات تشمل التقنية الجراحية السليمة، بالإضافة إلى تثقيف المريض فيما يتعلق بالرعاية والمتابعة بعد العمل الجراحي، ومن الاختلاطات التي قد تحدث هي سوء الإطباق حتى مع التقنية الجراحية الممتازة يمكن أن تكون العضة (الإطباق المركزي) بعيدة، ويمكن تصحيح ذلك بسهولةٍ في مرحلةٍ ما بعد الجراحة باستشارة طبيب تقويم الأسنان. [1] [3]

    المراجع البحثية

    1- Meldrum, J., Yousefi, Y., & Jenzer, A. C. (2023, January 20). Maxillary fracture. StatPearls – NCBI Bookshelf. Retrieved April 19, 2024

    2- Soriano, R. M., & Das, J. M. (2022, September 12). Anatomy, head and neck, Maxilla. StatPearls – NCBI Bookshelf. Retrieved April 19, 2024

    3- Jacob, O. (2022). Maxillary fractures. www.academia.edu. Retrieved April 19, 2024

    4- Facs, K. S. M. M. (n.d.). Maxillary and Le Fort fractures: Practice Essentials, epidemiology, etiology. Retrieved April 19, 2024

    This website uses cookies to improve your web experience.