Skip links
ممرضة تلبس ثياب طبية زرقاء وتحمل بين يديها طفل رضيع عاري ويظهر على كامل جسمه بقع جلدية حمراء بسبب اصابته بالحصبة

الحصبة عند الأطفال

الرئيسية » المقالات » الطب » طب الأطفال » الحصبة عند الأطفال

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تُعتبر الحصبة (Measles) مرضاً فيروسياً خطيراً شديد العدوى، وتُعدُّ من أكثر الإنتانات الفيروسية انتشاراً في مرحلة الطفولة. قبل البدء بإعطاء اللقاح كانت تؤدي إلى وفاة حوالي 206 مليون شخص سنوياً، وأغلب الإصابات عند الأطفال بعمرٍ أقل من 5 سنوات. بعد تطبيق اللقاح انخفضت نسبة الوفيات بحوالي 73 بالمئة، ولكن لا تزال الإصابة بالحصبة شائعةً في البلدان النامية التي تعاني من سوء الخدمات الصحية.

وللحصبة العديد من المضاعفات الخطيرة: كالتهاب الدماغ، والتخلف العقلي، وفقدان السمع، والبصر، والالتهاب الرئوي، وغيرها. ولذلك من الضروري التأكيد على أهمية أخذ اللقاح وعزل الشخص المصاب بالحصبة، وإبعاده بشكلٍ خاص عن الأطفال غير الملقحين أو المُضعفين مناعياً، وعن النساء الحوامل. [1]

ما هي الحصبة عند الأطفال؟

الحصبةُ هي إنتانٌ فيروسيٌّ شديد العدوى يصيب الأطفال بشكلٍ أساسي، ولكن يمكنه أن يحدث عند البالغين، أما أعراضها فهي: ارتفاع حرارة مع سعال، والتهاب ملتحمة، وسيلان أنف، ثم تظهر بقعٌ بيضاء في باطن الخد، وبعدها يبدأ الطفح الجلدي بالظهور. وقد تُسبّب مضاعفاتٍ خطيرةً للطفل: كالتهاب الرئة، والتهاب الدماغ، وفقدان السمع، وضعف القدرات العقلية، وصعوبة التعلم، وتراجع الأداء المعرفي، إضافةً إلى النوبات الصرَعية، وأيضاً يمكن أن تُسبّب الوفاة وبشكلٍ خاص عند الأطفال المُضعفين مناعياً. [2]

ما هو سبب الإصابة بالحصبة، وكيف تتمُّ العدوى بها؟

تحدث الإصابة بسبب فيروس الحصبة، وتتراوح مدة حضانة الفيروس من 6 أيام إلى 21 يوماً، ويكون الطفل مُعدياً قبل حوالي 4 أيام من ظهور الطفح الجلدي، ويبقى مُعدياً لمدة أربعة أيام بعد ظهور الطفح، وينتقل الفيروس من خلال: [2]

1- القُطيرات التنفسية الملوثة التي تنتشر في الهواء أثناء السعال، والعطاس، والكلام، ويمكن أن تبقى في هواء الغرفة حتى بعد مغادرة الشخص المصاب.

2- مصافحة، أو معانقة، أو تقبيل الشخص المصاب بالحصبة.

3- مشاركة الطعام والشراب مع المصاب بالحصبة.

4- كما يمكن أن ينتقل من الأم إلى الطفل خلال فترة الحمل أو الولادة.

ما هي الأعراض السريرية للإصابة بالحصبة عند الأطفال؟

1- تبدأ الأعراض السريرية للحصبة بأعراضٍ تشبه أعراض نزلة البرد وهي: سيلان أنف مع سعال وعطاس، ترفعٌ حروريٌّ تكون درجة الحرارة 38 درجة مئوية، وقد تصل إلى 40 درجة مئوية، آلامٌ عضليةٌ ومفصلية، وتعبٌ، وقلة نشاط، كما يحدث التهاب ملتحمة حيث تكون العين حمراء، ومؤلمةً، وحساسةً للضوء.

2- ثمَّ في اليوم الثاني أو الثالث للمرض تظهر بقعٌ بيضاء أو رمادية صغيرة على الغشاء المخاطي للفم وباطن الخدين تُسمى بقع كوبليك.

3- ثم يبدأ ظهور الطفح الجلدي بعد يومين إلى أربعة أيام بعد بدء الأعراض، ويبدأ بالظهور على الجبهة، والوجنتين، والعنق، وخلف الأذنين، ثم ينتشر إلى باقي أنحاء الجسم، ويكون الطفح بشكل بقعٍ حمراء أو بنية صغيرة.

4- يستمرُّ الطفح الجلدي حوالي سبعة أيام ثم يبدأ بالتقشر بشكلٍ تدريجي بدءاً من الوجه وانتهاءً بالقدمين. [3]

ما هي مضاعفات الإصابة بالحصبة عند الأطفال؟

1- التهاب الأذن الوسطى الحاد

يتظاهر بألمٍ في الأذن مع نقص سمعٍ واحمرارٍ في غشاء الطبل، وتُعدُّ من أكثر مضاعفات الإصابة بالحصبة عند الأطفال شيوعاً.

2- التهاب الحنجرة

يتظاهر ببحةٍ في الصوت مع صريرٍ وترفعٍ حروريّ.

3-التهاب الرئة

ويتظاهر بترفعٍ حروريّ مع تسرع تنفس، وعادةً تحدث عند الأطفال المُضعفين مناعياً، وعند الأطفال المصابين بسرطان الدم، وقد تؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات.

4- التهاب القصبات الحاد

ويتظاهر بسعال مع ترفعٍ حروريّ، وضيق نفس.

5- التهاب الدماغ الحاد

يمكن أن يصاب به طفلٌ من أصل كل ألف طفل مصابٍ بالحصبة، وهو يُعتبر إصابةً خطيرةً جداً قد تُسبّب أذيةً دماغيةً شديدةً مع تخلفٍ عقلي، وفي بعض الحالات تحدث الوفاة. ويتظاهر بترفعٍ حروريّ مع اختلاجات (حركات عضلية لا إرادية مع اضطرابٍ في الوعي)، وقد يحدث شلولٌ عصبيةٌ وسبات.

6- إقياءات وإسهال

قد تُسبّب الإصابة بالحصبة إقياءاتٍ شديدةً أو إسهالاً بكمياتٍ كبيرة، مما يؤدي إلى حدوث تجفافٍ عند الطفل.

7- التهاب العضلة القلبية

وتُعتبر من المضاعفات النادرة الحدوث.

8- التهاب العصب البصري

وتُعدُّ إصابةً قليلة الحدوث، ولكنها خطيرة، ويمكن أن تؤدي إلى فقدان البصر.

9- التهاب الدماغ الشامل المصلب تحت الحاد

ويُعتبر من المضاعفات التي تحدث بشكل متأخر ونادرة الحدوث، ويحدث فيه اضطرابٌ في الذاكرة مع حركاتٍ لا إرادية غير طبيعية، ورجفانٌ، واضطرابٌ في الرؤيا، وهو خطيرٌ جداً، وأغلب الأطفال الذين يحدث لديهم تنتهي بالوفاة. [3] [4]

ماذا يحدث في حال إصابة المرأة الحامل بالحصبة؟

1- الإصابة بالحصبة خلال الحمل لا تُسبب تشوهاتٍ خلقيةٍ عند الطفل عادةً، ولكن قد تسبب مضاعفاتٍ خطيرةٍ للأم غير الآخذة للقاح: كالالتهاب الرئوي، وغيره.

2- كما قد تؤدي الإصابة بالحصبة خلال الحمل إلى الإجهاض، أو ولادة جنينٍ متوفٍ، أو انخفاض وزن الطفل عند الولادة، أو زيادة خطر الولادة المبكرة.

3- يتمُّ إجراء تحاليل دموية لمعرفة إذا كان عند الأم مناعةً للحصبة، وفي حال لا يوجد مناعة عند الأم (أي لم تصب سابقاً، ولم تأخذ اللقاح)، يتمُّ إعطاؤها الغلوبولين المناعي الوريدي IVIG لتقليل حدوث المضاعفات، وفي حال كان لديها مناعة فلا داعٍ للغلوبولين المناعي. مع مراعاة انه لا يتمُّ إعطاء اللقاح للأمهات خلال الحمل وإنما بعد الولادة. [5]

كيف يتمُّ تشخيص الإصابة بالحصبة عند الأطفال؟

1- يعتمد التشخيص على القصة المرضية (سيلان أنف، ترفع حروري)، والفحص السريري (شكل الطفح وتوزعه في أنحاء الجسم).

2- يمكن معايرة أضداد الحصبة في الدم.

3- يمكن استقصاء وجود الفيروس في الدم والبول.

4- كما يمكن أخذ مسحة من البلعوم الأنفي للبحث عن الفيروس. [6]

كيف يتمُّ علاج الحصبة عند الأطفال؟

لا يوجد علاجٌ نوعيٌّ للحصبة وإنما العلاج عرضي: [7]

1- الراحة في السرير وعزل الطفل المصاب لأن المرض سريع الانتشار والعدوى.

2- تناول كمياتٍ كافيةٍ من السوائل كي لا يحدث تجفاف عند الطفل.

3- يمكن إعطاء خافضات الحرارة ومسكنات الألم مثل: باراسيتامول (Paracetamol).

4- لا يُعطى أسبرين (Aspirin) خوفاً من حدوث مُتلازمة راي عند الطفل (قصور كبدٍ مع اعتلال دماغ).

5- تخفيف حدة الإضاءة في غرفة الطفل، وارتداء نظاراتٍ للوقاية من أشعة الشمس، وتجنب القراءة، ومشاهدة التلفاز في حال كانت تُسبّب إزعاجاً في الرؤية عند الطفل.

6- النوم لساعاتٍ كافية.

7- قد يفيد إعطاء فيتامين A في تخفيف شدة الإصابة.

8- لا تفيد الصادّات الحيوية في علاج الحصبة، وإنما تستخدم في علاج الإصابة الجرثومية المرافقة، كما في حال ذات الرئة أو التهاب الأذن الوسطى الحاد.

9- يتمُّ إعطاء الغلوبولين المناعي خلال ستة أيام من التعرض للعدوى بالحصبة، وذلك لتخفيف شدة الإصابة، وهو يُعطى للأطفال غير المُلقحين، أو المُضعفين مناعياً، أو الذين يتلقون علاجاً كيماوياً، أو الذين يأخذون أدويةً كابتةً للمناعة، كما يُعطى للنساء الحوامل غير المُلقحات سابقاً.

كيف تتمُّ الوقاية من الإصابة بالحصبة عند الأطفال؟

1- تتمُّ الوقاية عن طريق إعطاء لقاح MMR (Measles, Mumps and Rubella) وهو عبارةٌ عن لقاحٍ حيّ مُضعفٍ يضمُّ لقاح كل من الحصبة، والنُّكاف، والحصبة الألمانية.

2- يُعطى اللقاح للأطفال على جرعتين الأولى بين عمر 12 إلى 15 شهر، والثانية بين عمر 4 إلى 6 سنوات.

3- عند الأطفال الأكبر سناً والمراهقين الذين لم يتلقوا اللقاح أبداً، يتمُّ أخذ جرعتين من اللقاح بفارق 28 يوم على الأقل بينهما.

4- لا يجب إعطاء اللقاح للأطفال الذين يعانون من حساسيةٍ تجاه اللقاح أو أي جزءٍ من مكوناته.

5- لا يُعطى اللقاح للنساء الحوامل، وإنما يجب الانتظار إلى بعد الولادة، وفي حال أخذ اللقاح يجب الانتظار أربعة أسابيعٍ على الأقل قبل التخطيط للحمل.

6- كما لا يُعطى اللقاح للأطفال الذين يعانون من ضعفٍ في الجهاز المناعي، كالأطفال المصابين بفيروس نقص المناعة المُكتسب (الإيدز) أو الذين يتلقون علاجاً كيماوياً أو الذين يأخذون أدوية كابتةً للمناعة.

7- لا يُعطى اللقاح في حال وجود إصابةٍ بالسل. [8]

المراجع البحثية

1- World Health Organization. (2023, March 20). Measles. World Health Organization. Retrieved March 25, 2023

2- Cleveland Clinic. (2021, October 25). Measles. Cleveland Clinic. Retrieved March 24, 2023

3- HSE.ie. (2021, April 29). Measles. HSE.ie. Retrieved March 24, 2023

4- Mayo Clinic. (2022, May 11). Measles. Mayo Clinic. Retrieved March 24, 2023

5- Pennmedicine.org. (2019, May 22). Measles in Pregnancy: Frequently Asked Questions. Pennmedicine.org. Retrieved March 25, 2023

6- healthdirect. (2021, November). Measles. healthdirect. Retrieved March 25, 2023

7- Mayo Foundation for Medical Education and Research. (2022, May 11). Measles. Mayo Clinic. Retrieved March 25, 2023

8- Centers for Disease Control and Prevention. (2021, January 26). Measles, mumps, and rubella (MMR) vaccination. Centers for Disease Control and Prevention. Retrieved March 25, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.