Skip links
العالم موريس هيلمان

موريس هيلمان

الرئيسية » المقالات » عُلماء » موريس هيلمان

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تُنقِذ اللقاحات أرواح الأطفال منذ قرون عديدة، ويعود الفضل الأكبر في تطويرها إلى العالم (Maurice Hilleman) موريس هيلمان المعروف بكونه أب اللقاحات الحديثة، فقد طور حوالي 40 لقاح من بينها لقاح الحصبة، الحصبة الألمانية، النكاف، التهاب الكبد B، المكورات الرئوية، والمكورات السحائية، وغيرها الكثير. كما كان أول من جمع اللقاحات الثلاثة ضدّ أمراض الحصبة، النكاف، الحصبة الألمانية معاً ضمن لقاح واحد، وهو لقاح (Measles, Mumps, and Rubella) MMR.

وذلك بهدف تقليل عدد الحقن التي يتلقاها الطفل. مهَّد هيلمان بعمله الطريق لعالم أكثر أماناً في مواجهة الأمراض المعدية، فقد أنقذ ملايين الأرواح من الأطفال، فلقاح الحصبة لوحده منع ما يقارب المليون حالة وفاة، كما أدى عمله إلى زيادة متوسط العمر المتوقع للكثير من الأطفال. [1] [2]

نشأته

ولد موريس رالف هيلمان في الثلاثين من آب عام 1919 م في مدينة مايلز بولاية مونتانا في ظلّ ظروف مأساوية حيث توفيت أخته التوءم أثناء الولادة، وتوفيت والدته بعد ولادته بفترة قصيرة، وكانت وصية والدته في أيامها الأخيرة أن تتمَّ تربيته من قبل عائلة من أقاربه كانوا يعيشون في مكان قريب، وليس لديهم أطفال. كان والده بالتبني أكثر انفتاحاً من والده البيولوجي مما أتاح فرصةً كبيرةً أمام فضول موريس، حيث أظهر موريس من صغره استعداداً كبيراً للعلم كما بدأ بالعمل في سنّ مبكرة في مزرعة العائلة. [3] [4]

دراسته العلمية

تخرج هيلمان من المدرسة الثانوية عام 1937م، وحصل على منحة دراسية في كلية ولاية مونتانا في مجال الكيمياء وعلم الأحياء الدقيقة، وتخرج منها عام 1941 م، وتوالت عليه طلبات القبول من مختلف الجامعات لمتابعة الدراسات العليا ضمنها، ولكنه اختار جامعة شيكاغو كونها تحتلُّ مركزاً علمياً رائداً.

كان موضوع عمله في الدكتوراه حول العدوى بالكلاميديا (عدوى شائعة تُسبّب أمراضاً منقولةً بالجنس)، والتي كان يعتقد سابقاً أن سببها فيروسي، ولكن اكتشف هيلمان في أبحاثه أن سببها يعود إلى بكتريا (جرثومة) الكلاميديا، وأنها قابلةٌ للعلاج بالصادّات الحيوية، وهذا الاكتشاف كان سبباً لاكتشاف العلاجات الجديدة والفعالة ضدّ الأمراض المنقولة بالجنس، والتي تُسبّب العقم لآلاف النساء سنوياً. [4]

حياته المهنية

عند الانتهاء من الدكتوراة في عام 1944 م، بدأ العمل في شركة تُدعى (E.R. Squibb & Sons) حيث طور فيها لقاحه الأول ضدّ فيروس التهاب الدماغ الياباني، والذي كان يُعتبر السبب الأشيع لالتهاب الدماغ في العالم وقتها، وكان يُسبّب وذمةً دماغيةً ووفاة، وتمّ استخدام اللقاح لحماية القوات الأميركية في الحرب العالمية الثانية.

في عام 1949م أصبح الدكتور هيلمان رئيساً لأمراض الجهاز التنفسي في معهد والتر ريد العسكري للأبحاث في مدينة واشنطن، وبدأ بالدراسة والبحث حول فيروس الأنفلونزا حيث بدأ يلاحظ أن هناك تغيرات تصيب فيروس الأنفلونزا منها تغيرات صغيرة عُرفت فيما بعد باسم الانجراف المستضدي (Antigenic Drift)، وتغيرات أخرى كبيرة ورئيسية عرفت فيما بعد باسم التحول المستضدي (Antigenic Shift).     

كما اكتشف أن التحول المستضدي مسؤول عن حدوث الأوبئة، وتنبّأ بحدوث جائحة أنفلونزا في هونغ كونغ عام 1957 م، ليكون بذلك أول شخص في التاريخ يتوقع حدوث جائحة، وكانت النتيجة أن اكتشف لقاحاً قبل وصول الوباء إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ورغم أن الوباء تَسبّب في 70 ألف وفاة في الولايات المتحدة الأمريكية إلا أن خبراء الصحة العامة قدروا عدد الوفيات المتوقّع لو لم يتمّ تطبيق اللقاح بحوالي المليون.

في نهاية عام 1957 م بدأ العمل في شركة ميرك أند كو (Merck & Co) في الإشراف على أبحاث اللقاحات وتطويرها، وبقي فيها لبقية حياته المهنية. وأثناء تواجده فيها طور العديد من اللقاحات للوقاية من جدري الماء، والتهاب الكبد A، والتهاب الكبد B، والمكورات الرئوية، والمكورات السحائية، والحصبة، والنكاف، والحصبة الألمانية. [4]

تعدُّ قصة اكتشافه للقاح النكاف من القصص الفريدة من نوعها، فقد اكتشفه عقب إصابة ابنته به عام 1963 م حيث قام بأخذ عينة منها، وعزل الفيروس ثم قام بإضعافه، وصنع منه لقاحاً آمناً وفعالاً. باكتشاف لقاح التهاب الكبد B يكون أول من اكتشف لقاحاً يقي من أحد أنواع السرطان، وهو سرطان الكبد الذي قد يحدث كمضاعفة للإصابة بالتهاب الكبد B.

التقاعد

تقاعد موريس هيلمان من شركة ميرك عام 1984 م عن عمر يناهز 65 سنة حيث كان هذا سنّ التقاعد المفروض من قبل الشركات وقتها، ثم تابع المساهمة في مجال العلوم كمستشار لمساعدة الباحثين في مجال العلوم، كما عمل كمستشار في منظمة الصحة العالمية (WHO)  World Health Organization .

في عام 1988 م منحه الرئيس رونالد ريغن الميدالية الوطنية للعلوم National Medal of Science (The)، وهي أعلى جائزة علمية تُمنح في الولايات المتحدة الأمريكية، كما حصل عل العديد من الأوسمة والجوائز من قبل منظمة الصحة العالمية من ضمنها جائزة Lifetime) Achievement Award) الإنجاز مدى الحياة . [1] [4]

المراجع البحثية

1- Newman, L. (2005, April 30). Maurice Hilleman. BMJ : British Medical Journal. Retrieved April 30, 2023

2- Immunize Nevada. (n.d.). The unknown (vaccine) hero: Dr. Maurice Hilleman: Immunize Nevada. Immunize Nevada.org. Retrieved April 30, 2023

3- Montana State University: Mountains and Minds. (n.d.). About dr. hilleman. Montana State University: Mountains and Minds. Retrieved April 30, 2023

4- Hilleman Film. (2023, March 22). About dr. hilleman. Hilleman Film. Retrieved April 30, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.