Skip links
فتاة صغيرة ترتدي كنزة زهرية تظهر متعبة وتضع يدها اليمين على رأسها وهي تنظر للأسفل

التهاب السحايا عند الأطفال

الرئيسية » المقالات » الطب » أمراض » التهاب السحايا عند الأطفال

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يعدُّ التهاب السحايا (Meningitis) اضطراباً مرضياً نادراً عند الأطفال، ولكنه خطيرٌ، وقد يترك مضاعفاتٍ عصبيةً دائمةً، مثل: الصّمم، والشلل الدماغي، وهو عبارةٌ عن التهابٍ يُصيب الأغشية الرقيقة المُحيطة بالدماغ والنخاع الشوكي، ويمكن أن يحدث للعديد من الأسباب منها: الجرثومي، والفيروسي، أو كمضاعفاتٍ لأمراضٍ أخرى مثل: الحصبة، وجدري الماء.

وتكثر الإصابة عند الأطفال الذين تقلُّ أعمارهم عن 5 سنوات، وأيضاً عند الأطفال الذين لم يتلقوا اللقاحات الموصي بها، وعند المصابين بضعفٍ في الجهاز المناعي أو بعد استئصال الطحال، وفي التجمُّعات السكانية المزدحمة، والمدارس الداخلية، ودور رعاية الأطفال. [1] [2]

ما هي أنواع التهاب السحايا عند الأطفال؟

1- التهاب السحايا الجرثومي

يعدُّ خطيراً جداً، ويمكن أن يؤدي إلى أذيّةٍ دماغيةٍ، وقد يُسبّب وفاة طفلٍ من أصل كل 5 أطفال مصابين به، ويكثر معدل انتشاره في الشتاء وأوائل الربيع، وتوجد أنواعٌ متعددةٌ من الجراثيم التي قد تُسبّبه عند الأطفال، وأشيعها المكورات الرئوية، والمكورات السحائية، والمكورات العقدية المجموعة B، والليستريا، وفي السابق كانت الجرثومة المُستدْمية النزلية من النوع B سبباً شائعاً لالتهاب السحايا عند الأطفال الصغار والرضع، ولكن مع استخدام اللقاح تراجعت نسبة الإصابة بها.

وكثيراً ما يحدث عندما تدخل الجراثيم إلى مجرى الدم من الجيوب الأنفية، أو الأذن، أو البلعوم، ومنه إلى الدماغ، والنخاع الشوكي، ويمكن أن تنتشر البكتيريا المُسبّبة عبر السعال، أو العطاس من قبل المصاب، أو عند التماس معه.

2- التهاب السحايا الفيروسي

أكثر شيوعاً من الجرثومي، وعادةً يكون أقلّ خطورةً (ولكن ليس بشكلٍ دائم)، ويكثر انتشاره في أواخر فصل الصيف وأوائل الخريف، ويمكن للعديد من الفيروسات أن تُسبّبه، مثل: فيروس الهربس البسيط، وفيروس النكاف، وفيروس شلل الأطفال.

3- التهاب السحايا الفطري

أقل شيوعاً من الفيروسي أو الجرثومي، ونادراً ما يحدث عند الأطفال الأصحاء، وغالباً ما يحدث عند الأطفال الأصحاء، وغالباً يحدث في حالات ضعف المناعة، كالإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية المُكتسَب (الإيدز).

4- التهاب السحايا الطفيلي

يُعتبر نادراً، وتُسبّبه طفيلياتٍ تنتقل من الحيوانات عند تناول لحومها، أو بيوضها، أو منتجاتها، مثل: الدواجن، والأسماك، والمأكولات البحرية، ويكون خطر الإصابة أعلى في حال كانت نيئةً أو غير مطبوخة جيداً، وهذا النوع من التهاب السحايا لا ينتقل من طفلٍ لآخر.

5- التهاب السحايا الأميبي

 هو عدوى نادرة وقاتلة، تحدث بسبب كائن وحيد الخلية يُسمّى الأميبا، ويعيش في المياه العذبة أو التربة، ولكنه لا يعيش في المياه المالحة، ويحدث عند السباحة في المياه، وليس عند شربها، وهي غير مُعديةٍ من طفلٍ لآخر.

6- التهاب السحايا غير المُعدي

يحدث مُرافقاً لأمراضٍ مثل: السرطان، والذئبة الحمامية الجهازية، أو بسبب التعرُّض لجراحةٍ أو رضٍّ على الرأس، أو بسبب تناول بعض أنواع الأدوية.

7- التهاب السحايا المُزمن

تتشابه أعراضه مع التهاب السحايا الحاد، ولكن تتطور الإصابة خلال أسبوعين، وينتج عن عدوى بالفطريات أو المُتفطّرات السلية، حيث تدخل إلى الأنسجة المحيطة بالدماغ والنخاع الشوكي مُسبّبةً التهاب السحايا. [2] [3]

ما هي أعراض التهاب السحايا عند الأطفال؟

1- عند حديثي الولادة والأطفال بعمر أقلّ من سنتين

1- الترفُّع الحروريّ (قد يغيب عند صغار الرضع).

2- الإقياءات وضعف رضاعة.

3- الاختلاجات.

4- الهياج والبكاء عالي النغمة.

5- انتباج اليافوخ (البقعة اللينة الموجودة أعلى رأس الطفل).

6- الخمول والميل إلى النوم.

2- عند الأطفال الأكبر سناً

1- الترفُّع الحروريّ الشديد والمفاجئ.

2- الصداع، ويكون مُعمّماً ومترقّياً (يزداد شدةً مع الوقت).

3- تحدث صلابة نقرة حيث يشعر الطفل بالألم عند ثني الرقبة.

4- غثيان، وإقياء، وفقدان الشهية.

5- الاختلاجات.

6- التعب، والنعاس، والخمول، وصعوبة الاستيقاظ من النوم.

7- تيبُّسٌ وألم في الظهر.

8- رهاب الضوء (الانزعاج من الأضواء الساطعة).

9- طفحٌ جلديٌّ عند الإصابة بالمكورات السحائية. [2] [3]

ما هي مضاعفات التهاب السحايا عند الأطفال؟

1- فقدان السمع بشكلٍ جزئيٍّ أو كلي، لذلك ينبغي إجراء تقييمٍ لسمع الطفل بعد عدة أسابيع من الشفاء.

2- أذيّة العصب البصري مما قد يؤدي إلى فقدان البصر.

3- اضطرابٌ في الحركة، والتنسيق، والتوازن.

4- نوباتٌ متكررةٌ من الاختلاجات (تشنُّجاتٌ عضلية غير إرادية مُترافقة مع غياب الوعي).

5- صعوبةٌ في المشي، وقد تصل إلى الشلل.

6- اضطراباتٌ سلوكية، وصعوباتٌ في التعلم.

7- الخراج الدماغي، واستسقاء الدماغ.

8- إصابة العظام والمفاصل.

9- القصور الكلوي.

10- الوفاة. [2] [3]

كيف يتمُّ تشخيص الإصابة بالتهاب السحايا عند الأطفال؟

1- بزل السائل الدماغي الشوكي

يتمُّ إدخال إبرةٍ خاصة أسفل ظهر الطفل إلى القناة الشوكية، ويتمُّ من خلالها أخذ عينةٍ من السائل الدماغي الشوكي، وتحديد مستوى الكريات البيضاء، والسكر، والبروتين ضمنها، إضافةً إلى إجراء زرعٍ للعينة لتحديد نوع الجرثوم المُسبّب، ولكن لا يجرى البزل في حال كانت الحالة العامة للطفل سيئة.

2- تصويرٌ طبقيٌّ محوريّ أو رنينٌ مغناطيسي

قد يتمُّ إجراء تصويرٍ للدماغ والنخاع الشوكي، وذلك لاستبعاد وجود ورم، أو نزف، أو احتشاء، أو للبحث عن مضاعفات الإصابة بالتهاب السحايا، مثل: الخراجة الدماغية، أو استسقاء الدماغ.

3- زرع الدم

يتمُّ أخذ عينةٍ من الدم، وتوضع في طبقٍ خاص يُسمّى مزرعة دم، ومن ثم تفحص تحت المجهر. [2] [4]

كيف يتمُّ علاج التهاب السحايا عند الأطفال؟

يعتمد العلاج على عمر الطفل وصحته العامة، ومدى خطورة حالته، ونوع العامل المُمْرض المُسبّب، وفق ما يلي: [4] [5]

1- التهاب السحايا الجرثومي

يجب أن يبدأ العلاج في أسرع وقتٍ ممكن حيث يتمُّ إعطاء الصادّات الحيوية عن طريق الوريد، كما يتمُّ إعطاء السيتروئيدات (Steroids) التي تُقلّل من الوذمة الدماغية، ومن الاختلاطات خاصةً فقدان السمع والأذيّة الدماغية.

2- التهاب السحايا الفيروسي

 يتحسن معظم الأطفال من تلقاء أنفسهم، ولا توجد أدويةٌ لعلاج التهاب السحايا الفيروسي باستثناء الأسيكلوفير (Acyclovir) الذي يستخدم عند الإصابة بفيروس الهربس البسيط، والأطفال المصابين بضعفٍ في الجهاز المناعي يحتاجون للبقاء ضمن المستشفى.

3- التهاب السحايا الفطري

 يتمُّ إعطاء مضادات الفطور وريدياً.

4- التهاب السحايا السلّي

 يتمُّ علاج الطفل على مدار السنة بالأدوية المضادة للسلّ.

5- العلاج الداعم

1- الراحة في السرير.

2- زيادة في تناول السوائل عن طريق الفم أو عن طريق الوريد.

3- يتمُّ إعطاء أدويةٍ لتخفيف الحمّى، والصداع، مثل: باراسيتامول (Paracetamol)، ولا يجوز إعطاء الأسبرين (Aspirin) للأطفال بسبب خطر الإصابة بمتلازمة راي (اضطرابٌ نادر، ولكنه خطيرٌ ومميت يحدث فيه قصور كبد مع اعتلالٍ دماغي).

4- قد يحتاج بعض الأطفال إلى جهاز تنفس اصطناعي.

كيف يمكن الوقاية من الإصابة بالتهاب السحايا عند الأطفال؟

1- تعليم الطفل كيف يغسل يديه بشكلٍ جيدٍ بالماء والصابون لمدة 20 ثانية، وخاصةً بعد الذهاب إلى الحمام، أو قبل تناول الطعام، أو عندما يكون في الأماكن العامة.

2- عدم مشاركة أشياء الطفل الخاصة، مثل: فرشاة الأسنان، وأواني الطعام، والشراب.

3- عدم مشاركة الطعام والمشروبات مع الأشخاص الآخرين.

4- تغطية الفم والأنف أثناء السعال والعطاس.

5- اتباع نظامٍ غذائيّ صحي ومتوازن، وممارسة التمارين الرياضية، والنوم من لساعاتٍ كافية.

6- تجنُّب الأطعمة المصنوعة من منتجات الحليب غير المبستر، والبيض واللحوم، والأسماك النيئة، أو غير المطبوخة جيداً.

ما هي اللقاحات اللازمة للوقاية من التهاب السحايا؟

1- لقاح المُستدْمية النزلية من النوع B

 (Haemophilus. influenzae type b vaccine)، وهو من ضمن اللقاحات الروتينية التي تُعطى للطفل بدءاً من عمر شهرين، ويُعطى على 3 أو 4 جرعات.

2- لقاح المكورات الرئوية (PCV13 PCV13 Pneumococcal vaccine)

توصي الجمعية الأمريكية لطب الأطفال بهذا اللقاح لجميع الأطفال الأصحاء الذين تقلُّ أعمارهم عن سنتين، وذلك وفق أربع جرعات (بعمر شهرين، وأربع أشهر، و6 أشهر، و12 إلى 15 شهر)، والأطفال الأكبر سناً الذين لم يتلقوا الجرعات السابقة ينصح بجرعةٍ واحدة، وأيضاً يجب إعطاء الأطفال المُعرّضين لخطر الإصابة بالمكورات الرئوية (بعد استئصال الطحال مثلاً).

3- لقاح المكورات الرئوية PPSV23 (PPSV23 pneumococcal vaccine)

ويوصى باستخدام هذا اللقاح أيضاً للأطفال الأكبر سناً، والمُعرّضين لخطر الإصابة بالمكورات الرئوية.

4- لقاح المكورات السحائية (Meningococcal vaccine)

هو جزءٌ من اللقاح الروتيني في بعض البلدان، ويُعطى للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و12 عاماً، وجرعة داعمة بعمر 16 سنة، كما يُعطى للأطفال الصغار والرضع ذوي الخطورة العالية للإصابة بالمكورات الرئوية. كما يمكن للقاحات التي تحمي من الفيروسات، مثل: النكاف، والحصبة، وجدري الماء، والإنفلونزا أن تقي من الإصابة بالتهاب السحايا الفيروسي. [3] [5]

المراجع البحثية

1- The Royal Children’s Hospital Melbourne. (2018, April). Meningitis. Retrieved August 2, 2023

2- Mayo Clinic. (2023, January 27). Meningitis. Retrieved August 2, 2023

3- WebMD. (2022, November 29). Meningitis: Symptoms, causes, transmission, and treatment. Retrieved August 2, 2023

4- Boston Children’s Hospital. (n.d). Meningitis. Retrieved August 2, 2023

5- Cedars. (n.d). Meningitis in Children. Retrieved August 2, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.