تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يُعدُّ التهاب الكبد A أو التهاب الكبد الإنتاني (Hepatitis A) مرضاً واسع الانتشار، حيث يصيب ما يقارب 1.4 مليون حالة سنوياً في جميع أنحاء العالم، وتزداد نسبة الإصابة كثيراً في البلدان النامية. تتراوح الأعراض السريرية من خفيفة إلى التهاب كبدٍ صاعق، وتحدث الأعراض السريرية عند 30 بالمئة من الأطفال و80 بالمئة من البالغين.

في بعض البلدان كالولايات المتحدة الأمريكية انخفضت نسبة الإصابة كثيراً بعد تطبيق اللقاح، وبالتالي من المهمّ أخذ اللقاح، وتحسين الصرف الصحي، والتزام قواعد النظافة الشخصية، وتأمين سلامة الغذاء، ونظافة المياه للوقاية من انتشار التهاب الكبد، والوقاية من أي مضاعفاتٍ خطيرةٍ قد تحدث. ^[1]

ما هو التهاب الكبد الإنتاني (Hepatitis A) عند الأطفال؟

مرضٌ فيروسيٌّ حادٌّ محددٌ لذاته، يحدث بسبب الإصابة بفيروس التهاب الكبد A والذي يتواجد في دم وبراز الشخص المصاب. يُعتبر التهاب الكبد الإنتاني سريع الانتشار والعدوى، وينتقل بالطريق الفموي، أو البرازي، أو بالتماس الشديد مع المصاب، ويُسبّب ألاماً بطنيةً مع غثيانٍ وإقياءٍ ونقص شهية ولون يرقاني في الصلبة والجلد. أغلب الحالات تكون لا عرضية عند الأطفال (لا تظهر أعراض سريرية)، وعادةً ما يشفى بشكل عفويّ عند الأطفال، وفي حالاتٍ نادرة حوالي 1 بالمئة يحدث التهاب كبدٍ صاعقٍ عند الطفل. ^[2]

كيف تتمُّ العدوى بفيروس التهاب الكبد الإنتاني (التهاب الكبد A) عند الأطفال؟

1- ينتقل فيروس التهاب الكبد عن طريق شرب المياه أو تناول الأطعمة الملوثة ببراز الشخص المصاب.

2- عن طريق تناول الخضار التي تمّت سقايتها بمياه الصرف الصحي دون غسلها بشكلٍ جيد.

3- عند إعداد الطعام من قبل شخص مصاب ويداه ملوثتان ولم يغسلهما بشكل جيد.

4- كما تحدث الإصابة عند ملامسة مقابض الأبواب وصنبور المياه الملوث.

5- استخدام أدوات الشخص المصاب الخاصة (مثل: المنشفة).

6- عند السفر إلى المناطق الموبوءة، وبشكلٍ خاص في البلدان النامية دون تلقي اللقاح. ^[3]

ما هي الأعراض السريرية لالتهاب الكبد A عند الأطفال؟

تظهر الأعراض بعد 1 إلى 2 شهر من حدوث الإصابة بالفيروس، وقد لا تحدث أعراض سريرية عند أغلب الأطفال، وبشكل خاص الأطفال من هم أقل من 6 سنوات، وفي حالات نادرة تكون الإصابة خطرةً، وتحتاج الدخول إلى المستشفى، وتشمل الأعراض السريرية: ^[4]

1- حدوث أعراض عامة، مثل: التعب، والوهن، والحمى.

2- حدوث غثيان، ونقص شهية، وإسهال وإقياء.

3- حدوث ألامٍ عضليةٍ ومفصلية.

تستمر الأعراض السابقة عدة أيام ثم يبدأ اللون اليرقاني في الصلبة ثم في الجلد، ويترافق اللون اليرقاني مع ضخامةٍ كبديةٍ وألمٍ بطني، وتغير لون البول إلى الأصفر الداكن أو البني. وعادةً ما يبدأ تحسُّن الأعراض السريرية خلال أسبوع إلى أسبوعين، وقد تدوم الإصابة فترة أطول.

كيف يتمُّ تشخيص التهاب الكبد A عند الأطفال؟

1-معايرة الغلوبولين المناعي IgM (immunoglobulin M antibodies) :وهو يدلُّ على وجود إصابةٍ حديثةٍ بالتهاب الكبد A، ويستمر وجوده في الدم حوالي 3 إلى 6 أشهر.

2- معايرة الغلوبولين المناعي IgG (immunoglobulin G antibodies): لا يرتفع إلا متأخراً ويبقى مرتفعاً لفترةٍ طويلةٍ بعد الشفاء من المرض، ويدلُّ وجوده على إصابةٍ سابقةٍ بالتهاب الكبد أو على أن الطفل قد تلقى اللقاح. ^[5]

3- معايرة أنزيمات الكبد وهي: ^[6]

• ألانين ترانس اميناز Test (ALT) Alanine transaminase.

• البروتين الكلي والألبومين Albumin and total Protein Test.

• الفوسفاتاز القلوية Alkaline phosphatase (ALP) test.

• أسبارتات ترانس أميناز Aspartate transaminase (AST) tes.

• البيلروبين Bilirubin test.

• غاما غلوتاميل ترانسفيراز Gamma-glutamyltransferase (GGT) test.

• زمن البروترومبين Prothrombin time (PT) test.

كيف يتمُّ علاج التهاب الكبد A عند الأطفال؟

1- العلاج في المنزل

لا يوجد علاجٌ نوعيٌّ لالتهاب الكبد A، وهو محدد لذاته أي أنه يُشفى بشكل عفويٌّ، والمعالجة تكون عرضيةً وداعمةً، مثل:

1- الحصول على قدرٍ كافٍ من الراحة وساعات نومٍ كافية.

2- أخذ واردٍ كافٍ من السوائل.

3- الحصول على غذاءٍ متوازنٍ ومتنوع من فواكه، وخضار، ومنتجات الألبان قليلة الدسم، واللحوم الخالية من الدهون، مع تقليل الوارد من البروتين والدسم.

4- تخصيص أدواتٍ خاصةٍ بالطفل.

5- عزل الطفل حتى يتماثل للشفاء وتعليمه كيف يغسل يديه بشكل جيد ولمدة 20 ثانية على الأقل.

2- العلاج في المستشفى

يتمُّ العلاج في المستشفى في الحالات التالية:

1- في حال وجود إقياءاتٍ شديدةٍ، أو إقياءٍ مُدمّى، أو إقياءٍ لونه يشبه طحل القهوة.

2- إذا كان الطفل غير قادرٍ على تقبُّل الطعام والسوائل.

3- إذا كان الطفل لديه آلاماً بطنيةً شديدة.

4- وجود قصور كبد حاد (تدهور سريع في وظائف الكبد).

5- وجود دمٍ في البراز أو البراز بلون أسود.

6- وجود اضطراب في وعي الطفل ونشاطه وتركيزه. ^[7]

كيف يمكن الوقاية من العدوى بالتهاب الكبد A عند الأطفال؟

1- إعطاء اللقاح لجميع الأطفال بعد عمر السنة، حيث تُعطى الجرعة الأولى بين عمر 12 و23 شهر، وتُعطى الجرعة الثانية بعد 6 أشهر من الجرعة الأولى.

2- إعطاء اللقاح للأطفال بشكل مبكر في عمر 6 أشهر في حال السفر إلى المناطق الموبوءة بالتهاب الكبد A.

3- إعطاء اللقاح للأطفال الأكبر، والمراهقين، والبالغين الذين لم يتلقوا اللقاح أبداً.

4- غسل اليدين جيداً بعد التعامل مع الطفل المصاب أو بعد تبديل الحفاضات.

5- غسل اليدين جيداً بعد الخروج من الحمام.

6- غسل الخضار والفواكه جيداً قبل تناولها.

7- غسل اليدين قبل تناول الطعام وقبل تحضيره. ^[8]