Skip links
طفل رضيع يرتدي كنزة خضراء ويظهر على بطنه بقع حمراء كثيفة

الحصبة الألمانية عند الأطفال

الرئيسية » المقالات » الطب » طب الأطفال » الحصبة الألمانية عند الأطفال

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

الحصبة الألمانية (Rubella) هي عدوى فيروسية حادة ومعدية، وتحدث غالباً عند الأطفال، وهي السبب الرئيسي للعيوب الخلقية التي يمكن الوقاية منها باللقاحات حيث تُسبّب العدوى بها عند النساء الحوامل إلى إجهاض الجنين أو حدوث تشوهاتٍ خلقية، مثل: الصمم، والأمراض القلبية. لا يوجد علاجٌ محدّدٌ للحصبة الألمانية، ولكن يتمُّ الوقاية منها عن طريق إعطاء اللقاح.

وتوصي منظمة الصحة العالمية جميع البلدان بإضافة لقاح الحصبة الألمانية إلى جدول اللقاحات الروتينية التي تُعطى للطفل، وهو عبارةٌ عن لقاحٍ حيّ مضعف، ويُعتبر جزءاً من لقاح MMR الذي يضمُّ أيضاً لقاح الحصبة والنكاف، ويعطي مناعةً دائمةً طويلة الأمد بنسبة 95 بالمئة، وهي مماثلةٌ لتلك التي تحدث بعد العدوى الطبيعية. [1]

ما هي الحصبة الألمانية عند الأطفال؟

إنتانٌ فيروسيٌّ حادٌّ ينتج عن الإصابة بفيروس الحصبة الألمانية، وتتظاهر بطفحٍ جلدي مُسبّب للحكة، ويترافق مع حمَّى منخفضة الدرجة، وإصابة في الجهاز اللمفاوي، وتكون الإصابة خفيفةً عند الأطفال عادةً، وتبقى الحالة العامة جيدة نسبياً، وتُسمّى أيضاً حصبة الثلاثة أيام، ولكنها تحدث بسبب فيروسٍ مختلف عن فيروس الحصبة.

وتنتقل العدوى من الشخص المصاب عن طريق القُطيرات التنفسية المملوءة بالفيروسات أثناء السعال أو العطاس حيث تنتشر في الهواء وعلى الأسطح، ويكون الأطفال المصابون مُعدين لمدةٍ تصل إلى أسبوعٍ قبل ظهور الطفح، وحتى أسبوعٍ بعد ظهوره. [2]

ما هي أعراض الإصابة بالحصبة الألمانية عند الأطفال؟

غالباً ما يكون الطفح الجلدي هو العلامة الأولى على حدوث العدوى، وهو طفحٌ لطخيٌّ حطاطيّ يشبه طفح الحصبة، ولكنه أصغر حجماً، وقد يكون ناعماً لدرجةٍ تصعب معها رؤيته، ويبدو بلونٍ أحمر أو وردي على البشرة البيضاء، ويصعب تمييزه على البشرة الداكنة، ولكنه قد يعطي ملمساً خشناً، ويبدأ خلف الأذنين ثم ينتشر بسرعةٍ إلى الوجه، والعنق، والجذع، والأطراف، ومن ثم كامل الجسم، ويستمر حوالي ثلاثة أيام، وقد تترافق معه الأعراض الآتية: [2] [3]

1- ترفّعٌ حروريٌّ خفيف الدرجة.

2- التهاب ملتحمة.

3- صداعٌ، وإحساسٌ بالضيق، والانزعاج.

4- سعالٌ، وسيلان أنف.

5- ضخامةٌ معمّمة في العقد اللمفاوية، وتصيب بشكلٍ خاص العقد الموجودة خلف الأذن، والقسم الخلفي من العنق (تسبق ظهور الطفح بحوالي 3 إلى 4 أيام).  

6- ألمٌ في الأصابع، أو الرسغين، أو الركبتين.

7- كما قد يحدث ضخامة طحال.

ما هي مضاعفات الإصابة بالحصبة الألمانية عند الأطفال؟

الحصبة الألمانية مرضٌ خفيف الشدة مقارنةً بالحصبة، ومعظم الإصابات تشفى دون مضاعفات، ولكن في بعض الحالات قد يحدث: [2] [4]

1- التهاب أذن وسطى.

2- التهاب الدماغ أو التهاب السحايا والدماغ: يُعتبر من المضاعفات النادرة الحدوث، ولكنه خطيرٌ ومهددٌ للحياة.

3- التهاب مفاصل وآلام مفصلية مستمرة قد تستغرق شهراً أو أكثر للتحسن، وهي أكثر شيوعاً عند الفتيات الشابات.

4- نقص الصفيحات الدموية: مما يؤدي إلى حدوث اضطراباتٍ نزفية.

5- التهاب العضلة القلبية.

6- التهاب الخصية.

ماذا يحدث في حال إصابة المرأة الحامل بفيروس الحصبة الألمانية؟

في حال الإصابة في الأشهر الأولى من الحمل يمكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة، مثل: الإجهاض، والإملاص، ومجموعة من التشوُّهات الخلقية الشديدة عند الجنين، ويكون خطر العيوب الخلقية بأعلى درجاته خلال الأسابيع الاثني عشر الأولى من الحمل ثم ينخفض بعد ذلك، وتكون العيوب نادرةً في حال الإصابة في الأسبوع العشرين من الحمل أو في الأسابيع التي تليه.

ومن التشوُّهات الخلقية التي قد تحدث ضعفٌ أو فقدان السمع، وهو الأكثر شيوعاً، الساد العيني (إعتام عدسة العين)، الأمراض القلبية الخلقية (مثل: بقاء القناة الشريانية مفتوحة، تضيُّق الشريان الرئوي)، اعتلال الشبكية الصباغي، ضخامة الكبد والطحال، اليرقان، صغر الرأس، تأخر النمو، صعوبةٌ في التعلم، الإعاقة الذهنية، الإصابة بالسكري، اضطراباتٌ في الغدة الدرقية، التهاب السحايا والدماغ. [2] [5]

كيف يتمُّ تشخيص الإصابة بالحصبة الألمانية عند الأطفال؟

قد يكون من الصعب تشخيص الحصبة الألمانية لأن العلامات والأعراض السريرية تكون غير محددة، وغير مميزة بشكل كافٍ، فعلى سبيل المثال: تُسبّب العديد من الأمراض الحمَّى، والطفح الجلدي، مثل: الحصبة، والحمَّى القرمزية، وتشمل الطرق المستخدمة في التشخيص: [4] [6]

1- التاريخ الطبي: حيث يتمُّ السؤال عن اللقاحات المأخوذة، وتاريخ السفر.

2- الأعراض والفحص السريري: الحمَّى الخفيفة المترافقة مع طفح، وضخامة العقد اللمفاوية.

3- التحاليل المخبرية: يتمُّ إجراء تعداد الكريات البيضاء، والصفيحات الدموية، والبحث عن الأضداد النوعية للحصبة الألمانية. 

كيف يتمُّ علاج الحصبة الألمانية عند الأطفال؟

غالباً ما تتحسن الحصبة الألمانية خلال أسبوع من الإصابة، ولا يفيد إعطاء الصادّات الحيوية لأن الإصابة فيروسية، وليست جرثومية، وتكون المعالجة عرضية، ويتمُّ معالجة المضاعفات في حال حدوثها، وقد يكون من المفيد اتباع النصائح التالية: [3] [6]

1- الحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة والنوم.

2- شرب كمياتٍ كافية من السوائل.

3- إعطاء خافضات الحرارة، مثل: الباراسيتامول (Paracetamol)، والإيبوبروفن (Ibuprofen)، ويجب عدم إعطاء الأسبرين (Aspirin) للأطفال بعمرٍ أقل من 16 سنة خوفاً من حدوث متلازمة راي (اعتلالٌ دماغي مع قصورٍ في الكبد، وهي خطيرة، ويمكن أن تؤدي إلى حدوث الوفاة).

4- عدم إرسال الطفل إلى المدرسة أو الحضانة لمدة 5 أيام على الأقل بعد ظهور الطفح.

5- تعليم الطفل كيف يغسل يديه بشكلٍ جيد بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل.

6- تعليم الطفل استخدام المناديل عند السعال أو العطاس، ورمي المناديل المستعملة في سلة المهملات.

7- عدم مشاركة الآخرين أدوات المائدة، أو الأكواب، أو المناشف، أو الملابس.

كيف تتمُّ الوقاية من الحصبة الألمانية عند الأطفال؟

تتمُّ عبر إعطاء لقاح (( MMR) Measles, Mumps and Rubella)، وهو عبارةٌ عن لقاحٍ مركب يحتوي على فيروساتٍ حية مضعفة، وهي الحصبة، والنكاف، والحصبة الألمانية، ويُعتبر جزءاً من اللقاحات الروتينية، ويتوفر منه لقاحٌ مشترك مع لقاح جدري الماء يُسمّى (MMRV).

ويُعطى على جرعتين الأولى بعمر 12 إلى 15 شهر، والثانية بين عمر 4 إلى 6 سنوات، ويمكن إعطاء الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم 6 أشهر أثناء تفشي المرض أو عند السفر إلى المناطق الموبوءة، وفي حال تلقي الجرعة الأولى من اللقاح قبل عمر السنة، فيجب الحصول على جرعتين إضافيتين بعد إتمام العام الأول.

وقد تحدث بعض الآثار الجانبية، مثل: الحمَّى الخفيفة، والطفح الجلدي، ولكن لا يوجد علاقة بين اللقاح وحدوث اضطراب طيف التوحد عند الأطفال، ويوفر اللقاح مناعةً دائمةً بشكلٍ عام، ولا يُعطى للنساء غير المحصنات أي (الملقحات) سابقاً أثناء الحمل، وإنما يتمُّ بعد الولادة، وذلك من أجل حماية الحمول التالية، ويجب الانتظار أربعة أسابيع على الأقل بعد أخذه قبل محاولة الحمل.

كما لا يُعطى اللقاح في حالات ضعف المناعة، مثل: الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية المُكتسَب (الإيدز)، إعطاء جرعات عالية من السيتروئيدات القشرية (Corticosteroids)، إعطاء الأدوية المثبطة للمناعة بما في ذلك العلاج الكيميائي والشعاعي، الإصابة بالسرطان، مثل: لمفوما هودجكن، واللوكيميا.  [4] [6]

المراجع البحثية

1- World Health Organization. (2019, October 4). Rubella. World Health Organization. Retrieved August 31, 2023  

2- WebMD. (2022, April 26). Rubella (German measles): Symptoms, causes, treatment. WebMD. Retrieved August 31, 2023

3- NHS choices. (2022, May 23). Rubella (german measles). NHS choices. Retrieved August 31, 2023

4- Better Health Channel. (2008, September 2). Rubella. Better Health Channel. Retrieved August 31, 2023

5- Lanzieri, T . Redd ,S.  Abernathy, E. Icenogle, J. (2020, April 28). Congenital rubella syndrome. Centers for Disease Control and Prevention. Retrieved August 31, 2023

6-Tesini, B, L. (2023, August 10). Rubella. MSD Manual Consumer Version. Retrieved August 31, 2023  

This website uses cookies to improve your web experience.