تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يُعتبر نقص السمع شائعاً نسبياً عند الأطفال حيث يعاني 1,9 بالمئة من الأطفال من مشاكل في السمع، ويوجد نقص سمعٍ دائم عند حوالي طفل واحد من أصل كل 1000 طفل، ونقص السمع أشيع عند الأطفال الذكور من الإناث، ويمكن أن يؤدي عدم اكتشاف نقص السمع أو التأخُّر في علاجه إلى إضعاف قدرة الطفل على التحدُّث، وفهم اللغة بشكلٍ صحيح، كما يؤدي إلى ضعف التواصل الاجتماعي، والعزلة، وتأخُّر التحصيل الدراسي إضافةً إلى العديد من الاضطرابات النفسية والسلوكية. ^[1]

ما هو نقص السمع عند الأطفال؟

هو فقدانٌ جزئيٌّ أو كليٌّ للقدرة على سماع الأصوات، وتمييزها ناتجٌ عن اضطرابٍ في بنية أو وظيفة الأذن، ويمكن أن يحدث نقص السمع عند الأطفال للعديد من الأسباب منها ما هو خلقيٌّ منذ الولادة أو مُكتسبٌ يحدث في أي عمر من حياة الطفل، ومنها ما هو غير معروف السبب، ويتمُّ تصنيفه بناءً على درجة نقص السمع إلى (خفيف الدرجة، متوسطٍ، شديدٍ، شديدٍ جداً أو عميق)، وحسب نوع نقص السمع إلى (نقص السمع التوصيلي، نقص السمع الحسّي العصبي، نقص السمع المُختلط). ^{[2] [3] [4]}

ما أنواع نقص السمع عند الأطفال؟

1- نقص السمع التوصيلي

يُعتبر السبب الأكثر شيوعاً لنقص السمع عند الرضع وصغار الأطفال، وينتج عن وجود انسدادٍ في الأذن الخارجية أو الوسطى مما يعوق مرور الأمواج الصوتية إلى الأذن الداخلية، وقد يكون خلقياً منذ الولادة عند بعض الأطفال، وينتج عن وجود تشوُّهاتٍ خلقيةٍ في الأذن، أو قد يكون مُكتسباً، وينتج عن وجود التهاباتٍ، أو وجود صِملاخ، أو أجسام أجنبية في الأذن، وغالباً ما يمكن علاجه بواسطة أنابيب التهوية، أو الأدوية، أو الجراحة.

2- نقص السمع الحسي العصبي

يكون الاضطراب على مستوى الأذن الداخلية أو في نقل الإشارات الصوتية إلى الدماغ، عادةً ما يكون منذ الولادة، ولكن في بعض الحالات قد يُكتسب لاحقاً، ويكون نقص السمع الحسي العصبي دائماً عادةً، ويحتاج إلى العلاج بالمُعينات السمعية أو زراعة القوقعة، وفي حال كان النقص شديداً، فقد يتعلم الطفل لغة الإشارة، وقراءة الشفاه، والإيماءات.

3- نقص السمع المُختلط

يحدث فيه نقص سمعٍ توصيليّ مع نقص سمعٍ حسّي عصبي، وقد ينتج عن إصابةٍ شديدةٍ في الرأس، أو عدوى مزمنة، أو أحد الاضطرابات الوراثية النادرة.

ما هي أسباب نقص السمع الخلقي عند الأطفال؟

قد يحدث نقص السمع الخلقي عند الأطفال للعديد من الأسباب، ومنها: ^[5]

1- أسباب وراثية.

2- أن يكون مترافقاً مع العديد من المتلازمات الجينية: مثل متلازمة ألبورت (Alport syndrome)، متلازمة تشارج (Charge) ، متلازمة كروزون (Crouzon)، متلازمة داون (Down)، وغيرها.

3- أن يكون مرافقاً لوجود تشوُّهٍ في الأذن الخارجية أو الوسطى (مثل: وجود رتق، تضيُّق، غياب الصيوان).

4- أن يحدث بعد نقص الأكسجة ضمن الرحم، أو أثناء الولادة، أو بعدها.

5- أن يكون ناتجاً عن أذيّات الولادة، والنزف الدماغي.

6- قد يحدث كأحد مضاعفات الداء السكري عند الأم الحامل.

7- يمكن أن يكون أحد مضاعفات الخداجة، ونقص وزن الطفل عند الولادة.

8- أن يكون أحد مضاعفات الإصابة باليرقان الشديد (النووي).

9- أن ينتج عن إصابة الأم بالإنتانات أثناء الحمل (مثل: الإصابة بالحصبة الألمانية، أو بالفيروس المُضخّم للخلايا، أو فيروس الهربس البسيط).

10- تناول الأم الكحول أو المخدرات خلال الحمل.

ما هي أسباب نقص السمع المُكتسَب عند الأطفال؟

قد يحدث نقص السمع المُكتسَب عند الأطفال للعديد من الأسباب، ومنها: ^[5]

1- تراكم الصِّملاخ في الأذن.

2- التهابات الأذن الخارجية أو الوسطى المتكررة.

3- التهاب السحايا والدماغ.

4- الرضّ على الرأس، وأذيّات الدماغ.

5- التعرُّض المُفرط للضوضاء.

6- تناول الأدوية ذات التأثيرات السمّية على الأذن.

7- وجود جسمٍ غريبٍ في الأذن.

8- الإنتانات الفيروسية، مثل: الحصبة، والحصبة الألمانية، والنُّكاف.

ما هي أعراض الإصابة بضعف السمع عند الأطفال؟

في الحالة الطبيعية يستجيب الرضع للأصوات قبل وقتٍ طويلٍ من التواصل عبر الكلام، أما في حال ضعف السمع، فقد تحدث الأعراض التالية : ^{[4] [5]}

1- عند الرضع

1- لا يبدي الطفل أي ردَّ فعلٍ على الضوضاء العالية.

2- لا يتعرَّف على أصوات والديه في عمر 3 أشهر.

3- لا يدير رأسه نحو الصوت في عمر 6 أشهر.

4- لا يُقلّد الأصوات والكلمات البسيطة في عمر 12 شهر.

2- عند الأطفال الأكبر سناً

1- تأخُّر المهارات اللغوية.

2- الكلام غير الطبيعي.

3- الإصرار على الاستماع إلى الموسيقى أو مشاهدة التلفاز بصوت عالٍ.

4- صعوبات التعلم.

5- لا يستجيب عندما يناديه شخصٌ باسمه.

6- لا يبدي أي اهتمامٍ بالمحادثات.

7- شعور الطفل بالحزن والإحباط بسبب عدم قدرته على التعبير عن نفسه، والتواصل بشكلٍ مناسبٍ مع الوسط المحيط.

كيف يتمُّ تشخيص الإصابة بنقص السمع عند الأطفال؟

يوجد العديد من الطرق والوسائل لتشخيص الإصابة بنقص السمع عند الأطفال، ومنها: ^[6]

1- اختبار الانبعاث الصوتي

يُعتبر من أهمّ الفحوصات المُستخدمة للكشف المبكر عن نقص السمع عند الأطفال حديثي الولادة، ويستخدم هذا الاختبار لتقييم الجهاز الحسّي المسؤول عن السمع (الحلزون أو القوقعة)، حيث إن القوقعة تحتوي على خلايا مشعرة تنقبض عند تحفيزها بواسطة صوتٍ ما، وينتج عن هذه الانقباضات أمواج صوتية يمكن قياسها بواسطة ميكروفون خاص يوضع ضمن مجرى السمع الخارجي.

2- فحص السمع عن طريق اللعب

يتمُّ خلاله تقييم نقص السمع عند الأطفال بعمر بين سنتين إلى خمس سنوات في غرفة فحص السمع المعزولة صوتياً، يتمُّ إصدار أصواتٍ مختلفة الترددات عبر سماعاتٍ خاصة توضع على أذن الطفل أو عبر سماعاتٍ خارجية توضع في غرفة فحص السمع، ويقوم الطفل بالاستجابة للصوت عن طريق لعبة تفاعلية بين الطبيب والطفل، كأن يقوم بإلقاء مكعب في صندوق عند سماع كل صوت مما يسمح بمعرفة استجابة الطفل للأصوات المختلفة.

3- فحص السمع عن طريق التعزيز البصري

يتمُّ تقييم السمع عند الأطفال بين عمر ستة أشهر إلى سنتين في غرفة فحص السمع المعزولة صوتياً، يتمُّ إصدار أصواتٍ متفاوتةٍ في الترددات من اتجاهاتٍ مختلفة ضمن الغرفة، وعند التفات الطفل إلى مصدر الصوت يقوم الفاحص بإبراز لعبةٍ لتشجيع الطفل على الالتفات باستمرارٍ نحو مصدر الصوت.

4- تخطيط جذع الدماغ

يمكن استخدامه في مختلف الفئات العمرية، ويستخدم لتقييم السمع عند الأطفال غير القادرين على التفاعل مع الفاحص، يتمُّ وضع سماعاتٍ على أذني الطفل كما يتمُّ وضع أقطابٍ كهربائية على مناطق محددة من رأس الطفل، يتمُّ إسماع الطفل أصواتٍ من خلال السماعات، ومن ثم يتمُّ من خلال الأقطاب تسجيل الإشارات العصبية المُنبعثة على شكل موجاتٍ من الجهاز العصبي السمعي، ومن ثم يتمُّ تحليل هذه النتائج.

كيف يتمُّ علاج الإصابة بنقص السمع التوصيلي عند الأطفال؟

عادةً ما يكون نقص السمع التوصيلي مؤقتاً، ويعتمد العلاج على سبب الحدوث: ^{[4] [7]}

1- في حال وجود صِملاخٍ (شمع الأذن) زائد أو جسمٍ أجنبي في الأذن يقوم الطبيب بإزالته باستخدام أدواتٍ خاصة.

2- في حال كان السبب وجود التهاب في الأذن يتمُّ علاجه بالصادّات الحيوية.

3- في حال وجود تراكم سوائل في الأذن ناتجة عن التهاب الأذن الوسطى يتمُّ وضع أنابيب تهوية في غشاء الطبل.

4- في حال وجود تشوهاتٍ في الأذن يتمُّ اللجوء إلى إجراء الجراحة.

كيف يتمُّ علاج الإصابة بنقص السمع الحسي العصبي عند الأطفال؟

عادةً ما تكون الإصابة بنقص السمع الحسي العصبي عند الأطفال دائمةً، ولأن السمع ضروريٌّ لتطوير المهارات اللغوية للطفل، فينبغي العلاج بأسرع ما يمكن، وكلما كان العلاج أبكر كلما كان الطفل قادراً على اكتساب اللغة، والكلام، ومهارات التواصل بشكلٍ أفضل، ومن التدابير العلاجية الممكنة: ^{[4] [7]}

1- المُعينات السمعية

هي عبارةٌ عن أجهزةٍ إلكترونية تعمل على تضخيم الصوت، وفي حال نقص السمع الخفيف أو المتوسط يمكن أن يحدث وضوحٌ شبه طبيعي للكلام عند التواجد في غرفةٍ هادئة، لكن في حال كان نقص السمع شديداً يكون الطفل قادراً على التقاط بعض الأصوات من خلال المُعينات السمعية، ويحتاج إلى تعلُّم لغة الإشارة، والإيماءات، أو قراءة الشفاه ليتمكن من فهم الكلام، والمشاركة في المحادثات.

2- زرع الحلزون (القوقعة)

هي عبارةٌ عن أجهزةٍ إلكترونية تعمل على استعادة السمع جزئياً للأطفال المصابين بنقص سمعٍ شديد أو عميق في كلتا الأذنين، وهي أداةٌ مساعدةٌ للسمع يتمُّ نقل الصوت من خلالها بدلاً من الأذن، حيث تلتقط القوقعة المزروعة الأصوات من خلال مُعالِج الكلام الذي يتمُّ ارتداؤه خلف الأذن، وتنقله إلى جهاز السمع المزروع في الأذن الداخلية.

تساعد القوقعة المزروعة الأطفال على سماع العديد من الأصوات بما في ذلك الكلام، ولكنها لا تعيد السمع الطبيعي للطفل، ومن خلال العلاج السمعي اللفظي يمكن للطفل مع الوقت فهم اللغة المنطوقة.