تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هي الحساسية؟

تحدث الحساسية عند استجابة الجهاز المناعي لوجود مادةٍ غريبةٍ داخلة للجسم حيث تُفرز خلايا الجهاز المناعي مركبات بروتينية تُدعى الأجسام المضادّة تكتشف وجود هذه المواد الغريبة المثيرة للحساسية، فتعطي ردّة فعلٍ مناعيةٍ تختلف باختلاف المادة المُسبِّبة للحساسية كما تختلف شدة الحساسية، وتتفاوت من تهيُّجٍ بسيط وصولاً لحالةٍ شديدة تُدعى التأق. ^[1]

ما هو التأق؟

تفاعلٌ مناعيٌّ شديدٌ يحدث في أنواع عديدة من الحساسية، وهو حالةٌ خطيرةٌ مُهدّدة للحياة في بعض الحالات حيث تُسبّب الدخول في صدمة، وأهم أعراضه:

1- دوخة وفقدان الوعي.

2- انخفاض شديد في ضغط الدم.

3- ضيق شديد في التنفس.

4- طفح جلدي.

5- ضعف النبض.

6- غثيان وقيء. ^[1]

ما هي الحساسية الدوائية؟

تفاعل الجهاز المناعي ضدَّ بعض الأدوية، وتختلف حساسية الدواء عن الآثار الجانبية للدواء أو السمّية، حيث إن الآثار الجانبية معلومة ومُحتمَلة الحدوث عند عدد من المرضى، والسمِّية ناجمة عن تناول كمية كبيرة وزائدة من الدواء بينما حساسية الدواء تحدث عند عدد قليل من المرضى، وعند تناول كمية صغيرة من الدواء. تظهر الأعراض خلال ساعة من تناول الدواء وصولاً لعدة أيام، وتشمل: ^[2]

1- طفح جلدي، وشرى، وحكة.

2- تورم، والتهاب.

3- أزيز الصدر، وضيق التنفس.

4- سيلان الأنف.

5- حكة في العينين، وزيادة الدموع.

ما هي أسباب حدوث الحساسية الدوائية؟

تحدث نتيجة التعرُّف على الدواء بشكل خاطئ من قبل جهاز المناعة حيث يتعامل معه على أنه مادة غريبة، فيبدأ بتكوين أجسام مضادّة لهذا الدواء، وعند تكرار دخول الدواء إلى الجسم تتعرف عليه الأجسام المضادّة، وتُسبّب إطلاق إشارات للجهاز المناعي لإفراز مواد كيميائية أهمها الهيستامين، وهي المسؤولة عن ظهور أعراض التفاعلات التحسسية. ^[2]

كيف يتمُّ تشخيص الإصابة بالحساسية الدوائية؟

يتمُّ بإجراء بعض الاختبارات:

1- اختبارات الجلد

يُعطى للمريض كمية صغيرة من الدواء المشكوك به في الجلد باستخدام إبرة أو لصاقة جلدية.

1- في حال إيجابية الاختبار: تظهر نتوءات أو بقع صغيرة، وبارزة، ومثيرة للحكة، وهذا يعني أن المريض يتحسّس من هذا الدواء.

2- في حال سلبية الاختبار: أي عدم ظهور أي ردّ فعل تحسّسي، فهذا لا ينفي وجود الحساسية بشكلٍ قطعي.

2- اختبارات الدم

تتمُّ من أجل استبعاد وجود حالات مرضية أخرى تُسبّب نفس أعراض الحساسية، ولكنها ليست دقيقةً في تحديد نوع الدواء المُسبّب للحساسية لذلك فهي قليلة الاستخدام حيث يتمُّ اللجوء لها فقط في حال إمكانية حدوث تفاعل حادّ وخطير باستخدام اختبارات الجلد. ^[3]

كيف يتمُّ علاج الحساسية الدوائية؟

الامتناع عن تناول الدواء المثير للحساسية، وتناول بديلٍ عنه إذا أمكن ذلك. علاج الأعراض:

1- تُعطى مضادات الهيستامين لعلاج الحكة مثل: الديفينهيدرامين (Diphenhydramine)، واللوراتادين (Loratadine)، وسيبروهيبتادين (Cyproheptsdine).

2- تُعطى الكورتيكوستيروئيدات بشكل فموي أو حقن لعلاج التورُّم والالتهاب، كالهيدروكورتيزون (Hydrocortisone)، وبيكلوميتازون (Beclomethasone).

3- يُعطى حقن الأدرينالين لعلاج التأق.

4- الموسّعات القصبية في حالة ضيق وصعوبة التنفس.

في بعض الحالات يكون من الضروري استخدام الدواء المُسبّب للحساسية، في هذه الحالة يصف الطبيب علاجاً يُدعى عقار إزالة التحسس الدوائي، حيث يتمّ إعطاء جرعة صغيرة من الدواء في البداية ثم يتمُّ زيادتها تدريجياً كل 15 إلى 30 دقيقة على مدى عدة ساعات أو عدة أيام، وفي حال الوصول للجرعة العلاجية المطلوبة دون ظهور ردّ فعل تحسسي، فيتمُّ الاستمرار بالعلاج دون أي مشاكل. ^[3]

ما هي أهمُّ الأدوية التي تُسبّب الحساسية؟

1- البنسلين (Penicillin)

يحدث ردُّ فعلٍ مناعي من الجسم تجاه الصادّات الحيوية التابعة للبنسلينات، تظهر الأعراض خلال ساعة عادةً، وتشمل طفحاً جلدياً، وشرىً، وتورماً، وارتفاع حرارة، وضيق التنفس، وفي بعض الحالات يحدث التأق كما تحدث الحساسية تجاه بعض مركبات السيفالوسبورينات (Cephalosporin) أيضاً لذلك يجب عدم وصف هذه الأدوية للمرضى الذين يتحسسون عليها. ^[4]

2- الأسبرين (Aspirin)

قد يحدث ردّ فعل مناعي تجاه الأسبرين، وغيره من مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية (NSAIDs)، كالإيبوبروفين (Ibuprofen)، والنابروكسين (Naproxen).^[5] تحدث الأعراض خلال عدة دقائق إلى عدة ساعات، وتتراوح بين خفيفة إلى حادة وصولاً للتأق.

3- مركبات السلفوناميدات (Sulfonamides)

تنتج الحساسية نتيجة وجود مجموعة السلفات (الكبريت)، ولا تحدث الحساسية من السلفات إلا بمركبات السلفوناميدات التابعة للصادّات الحيوية رغم وجودها في مركبات أخرى حيث تتواجد مجموعة السلفات في:

– بعض أدوية السكري مثل: غليبوريد (Glyburide)، وغليبيزيد (Glipizide).

– بعض مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية (NSAIDs) مثل: السيليكوكسيب (Celecoxib).

– المدرات البولية، كالفورسيميد (Furosemide)، وهيدروكلوروتيازيد (Hydrochlorothiazide). ^[6]

4- أدوية الصرع

يحدث ردُّ فعلٍ تحسسي تجاه بعض أدوية الصرع والاختلاج، مثل: الكاربامازبين (Carbamazepine)، واللاموتريجين (Lamotrigine)، ويكون العلاج عادةً عبر استبدال الدواء حسب توصيات الطبيب. ^[7]

5- الأدوية وحيدة النسيلة

هي أدوية تستخدم في علاج بعض أنواع السرطان والأمراض المناعية، ومنها تراستوزوماب (Trastuzumab)، وإيبريتوموماب (Ibritumomab). ^[7]

6- بعض أدوية العلاج الكيميائي

كالأدوية المستخدمة في علاج مرض السرطان، مثل: دوسيتاكسيل (Docetaxel)، وباكليتاكسيل (Paclitaxel) اللذان يستخدمان لعلاج سرطان الثدي، والرئة، والمعدة، وسرطان الرأس، والعنق، وغيرها. ^[7]