تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هي حساسية الطعام؟

حالةٌ مرضيةٌ تؤدي لاستجابة مناعية غير طبيعية، تؤثر بنسبة 8 بالمئة عند الأطفال بعمر أقلّ من خمس سنوات، وتقلُّ هذه النسبة عند البالغين، وتظهر أعراض الحساسية عادةً خلال عدة دقائق حتى عدة ساعات، وأهمها:

1- حكة، ووخز في الفم، والشفتين.

2- طفح جلدي أو أكزيما.

3- تورُّم في اللسان، والفم، والوجه.

4- انخفاض الضغط الدموي.

5- ضيق المسالك الهوائية، وصعوبة التنفس.

6- ألم في البطن، وغثيان، وتقيّؤ، وإسهال.

7- دوخة، ودوار، وأحياناً إغماء ^[1]

ما هي أسباب حساسية الطعام؟

عند دخول الطعام للجسم قد يتعرف عليه الجهاز المناعي بشكل خاطئ على أنه مادة غريبة، فيطلق أجساماً مضادةً تدعى الغلوبولين المناعي، وعند دخول الطعام المُسبّب للحساسية للجسم مرةً ثانيةً فإن الغلوبولين المناعي يتعرف عليه، ويرسل إشارةً لخلايا الجهاز المناعي لإفراز مادة الهيستامين ومواد كيميائية أخرى تتسبّب في ظهور أعراض الحساسية. ^[1]

الفرق بين حساسية الطعام وعدم تحمُّل الطعام

كلاهما يُسبّب أعراضاً متشابهةً، ويكمن الفرق في أن حساسية الطعام تؤثر على الجهاز المناعي، وتظهر عند تناول أقلّ كمية من العامل المُسبّب للحساسية (المؤرج). عدم تحمُّل الطعام يؤثر على الجهاز الهضمي، ويمكن للمريض تناول بعض الكميات القليلة دون أن تظهر عليه أي أعراض أو اضطرابات. ^[1]

ما هو علاج حساسية الطعام؟

في معظم أنواع حساسية الطعام يكون العلاج عبر تجنُّب الطعام المُسبّب للحساسية، وجميع المنتجات الحاوية عليه في حين تُعطى بعض الأدوية لتخفيف الأعراض، ومحاولة إنقاذ الشخص من الوفاة في حال كانت الحساسية شديدةً ومفرطة.

1- في حالة التفاعلات التحسسية البسيطة تُعطى مضادات الهيستامين، كالديفينهيدرامين (Diphenhydramine)، واللوراتادين (Loratadine)، وسيبروهيبتادين (Cyproheptsdine) من أجل تخفيف الحكة والطفح الجلدي، كما تُعطى الستيروئيدات القشرية، كالهيدروكورتيزون (Hyhdrocortisone)، وبيكلوميتازون (Beclomethasone) للتخلص من التورم، والانتفاخ، والالتهاب.

2- في حالة التفاعلات التحسسية الحادة والشديدة (التأق) تُعطى حقن الأدرينالين بشكل فوري وذاتي.

3- يعمل الباحثون حالياً على إعطاء علاج تجريبي يُدعى المعالجة المناعية الفموية، ويتمُّ عبر وضع كمية صغيرة من الطعام المُسبّب للحساسية في الفم أو تحت اللسان ثم زيادة الكمية بشكل تدريجي، والهدف هو إزالة الحساسية، والتخلص منها بشكل نهائي. ^[2]

ما هي أهم الأطعمة التي تُسبّب الحساسية؟

1- حليب البقر

أكثر أنواع الحساسية شيوعاً عند الرضع والأطفال الصغار هي الحساسية من حليب البقر، ولكنها تزول بحلول عمر الثلاث سنوات. يظهر ردُّ الفعل المناعي خلال عدة دقائق حتى نصف ساعة من تناول الحليب البقري، فيحدث تورُّم، وحكة، وتقيّؤ، وطفح جلدي، وقد يُسبّب حساسيةً مفرطةً أحياناً حيث يكون العلاج الأساسي بتجنُّب تناول حليب البقر ومشتقاته، والأطعمة الحاوية عليه.

2- البيض

تظهر حساسية البيض عند الأطفال، وتزول عادةً قبل الست سنوات من العمر، وتُسبّب ألماً هضمياً، وطفحاً جلدياً، وأعراضاً تنفسيةً، كضيق النفس، وقد يُسبّب حساسيةً مُفرطة. البروتينات الموجودة في صفار البيض تختلف قليلاً عن البروتينات الموجودة في بياض البيض لذلك قد تحدث الحساسية تجاه الصفار فقط، أو البياض فقط، أو كلاهما.

قد لا تحدث حساسية عند تناول منتجات أو أشكال غذائية أخرى حاوية على البيض لأن تعرض البيض لحرارة التسخين يمكن أن يغير من تركيب بروتيناته، ويفقدها الفعل المُحسّس لذلك يمكن تناول بعض الأغذية الحاوية على البيض المطبوخ دون ظهور أعراض الحساسية. يكون العلاج عبر تجنُّب تناول البيض مع مراعاة إمكانية تناول بعض المأكولات الحاوية على البيض المُعرَّض لحرارة التسخين.

3- شجر الجوز

تظهر الحساسية تجاه بعض أنواع المكسرات كالجوز، واللوز، والكاجو، والفستق، والصنوبر. يعاني المرضى من حساسية مدى الحياة تجاه المكسرات والمنتجات الغذائية الحاوية عليها، كالزيوت، وزبدة المكسرات، مثل: زبدة الفستق. العلاج يكون بتجنُّب تناول جميع أنواع المكسرات ومنتجاتها لأن الحساسية تجاه نوع واحد من المكسرات قد يُحرّض الحساسية تجاه بقية الأنواع.

كما يجب على المريض الاحتفاظ بحقن من الأدرينالين ليحقنها لنفسه في حال حدثت حالة تحسُّس شديدة نتيجة تناول أي من المكسرات عن طريق الخطأ حيث يعمل الأدرينالين على معاكسة أعراض الحساسية.

4- الفول السوداني

الفول السوداني من البقوليات، ويُسبّب حساسيةً شائعةً، وتُسبّب تفاعلات خطيرة ومميتة، كما أن الأشخاص الذين لديهم حساسية تجاه الفول السوداني قد تحدث لديهم حساسية تجاه المكسرات أيضاً. العلاج بتجنُّب تناول الفول السوداني ومشتقاته مدى الحياة، كما يُعتقد أن إعطاء الفول السوداني للأطفال بشكل مبكر قد يكون له أثراً وقائياً، ويمنع ظهور الحساسية لاحقاً بالإضافة لإعطاء العلاج التجريبي.

5- المحار

تحدث بسبب مهاجمة الجهاز المناعي لبروتينات التروبوميوسين بالدرجة الأولى بالإضافة لبروتينات أخرى مثل: أرجينين كيناز الموجودة في بعض أنواع الأسماك القشرية والرخوية التي تعرف باسم المحار مثل: الجمبري، القريدس، الحبار، سرطان البحر، المحارات الصدفية. تبقى هذه الحساسية مدى الحياة لذلك يجب تجنُّب تناول هذه الأسماك أو حتى شمّ رائحة طبخها لأن الأبخرة المتصاعدة منها عند الطبخ تؤدي لردِّ فعل تحسسي أيضاً.

6- القمح

تظهر حساسية تجاه بروتين الغلوتين الموجود في القمح وبعض الحبوب الأخرى، وتبدأ عند الأطفال وتزول بعمر العشرة سنوات. تُسبّب ألماً في الجهاز الهضمي، وطفحاً جلدياً، وتورماً، وقد تُسبّب في بعض الحالات حساسيةً شديدةً ومميتةً، لذلك يكون العلاج بتجنُّب تناول القمح وغيره من الحبوب الحاوية على بروتين الغلوتين، وكذلك بعض مستحضرات التجميل التي يدخل الغلوتين في تركيبها.

7- الصويا

تحدث الحساسية تجاه الصويا بعمر أقلّ من ثلاث سنوات، ولكن تزول بعمر الـ 16 عام، وأهمُّ أعراضها حكة بالفم، وسيلان الأنف، ربو، وصعوبة التنفس، طفح جلدي، وفي بعض الحالات يمكن للأطفال الذين يتحسسون من حليب البقر أن يتحسسوا أيضاً من الصويا. العلاج يكون بتجنُّب تناول الصويا، وجميع منتجاتها ومشتقاتها، كحليب الصويا، وصلصة الصويا.

8- الأسماك

حساسية شائعة تظهر أثناء الطفولة، وتستمر مدى الحياة، وقد تُسبّب تفاعلاً تحسسياً خطيراً ومميتاً، ويكون العلاج بإعطاء حقن الأدرينالين في حال تمّ تناول الأسماك بشكل خاطئ أو دون قصد حيث يجب تجنُّب تناولها بشكل دائم. المحار والأسماك الأخرى لا تحوي البروتينات ذاتها لذلك ليس من الضروري حدوث حساسية بسببهما معاً أي قد تحدث حساسية تجاه المحار دون حدوث حساسية تجاه بقية الأسماك والعكس صحيح. ^[3]