Skip links
القسم الخلفي من جسد شخص بالغ وتظهر انتفاخات جلدية حمراء بسب الإصابة بصدمة تحسسية

الصدمة التحسّسية (التآقية)

الرئيسية » المقالات » الطب » الطوارئ » الصدمة التحسّسية (التآقية)

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تُعتبر الصدمة التحسّسية (Anaphylactic shock) من الحالات التي تحتاج إلى عنايةٍ إسعافيةٍ في قسم الطوارئ خلال دقائق من ظهور الأعراض التحسّسية، فإذا لم يتمّ تقديم العلاج الإسعافي اللازم، فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى الموت لدى الكثير من المصابين بحالات الصدمة التحسّسية لأنها تُسبّب توقُّفاً في عمل القلب، وتوقُّفاً في التنفس، والكثير من المشكلات الأخرى المُهدّدة للحياة. [1]

ما هي الصدمة التحسّسية؟

هي ردُّ فعلٍ تحسّسي يقوم به الجهاز المناعي إثر التعرض لمادة مُحسِّسة ودخولها إلى الدوران سواءً عن طريق الفم، أو الجلد، أو الوريد، وتُعتبر من المشكلات الخطيرة، والمهددة للحياة التي تتطلب علاجاً طبياً سريعاً جداً. [1]

كيف تحدث الصدمة التحسّسية؟

عند دخول المادة المُحسّسة للدوران الدموي تدفع الجهاز المناعي لإطلاق كمية كبيرة من المواد الكيميائية، كالهيستامين، والبراديكينين (وتُعتبر وسائط تُفعُّل استجابة الجسم الالتهابية)، ومواد أخرى تزيد من الحالة الالتهابية التي تتسبّب بحدوث صدمةٍ في الجسم. ويكون تأثير الصدمة مُعمّماً على جميع أجهزة الجسم، وخاصةً على الجهاز القلبي الوعائي، والتنفسي، والهضمي، ويجب حينها التوجه إلى قسم الطوارئ على الفور. [1] [2]

إن كمية المادة المُحسّسة ليس لها علاقة بشدّة الصدمة التحسّسية، فيمكن لكميةٍ قليلةٍ من المادة أن تُحدِث تحسُّساً شديداً، ولكن شدّة الصدمة التحسّسية تتعلق بأمرين مهمّين هما:

1- طريقة إدخال المادة:

عند دخول المادة عن طريق الهضم يكون ردَّ الفعل التحسسّي أخفّ من دخول المادة في الوريد، ويكون السبب هو أن سرعة وصول المادة المُحسِّسة إلى الدم أبطأ. مع الانتباه أثناء إعطاء بعض الأنواع مثل: الصادّات التي تُعطى عن طريق الوريد يجب إجراء اختبار تحسُّس قبل البدء بالإعطاء، ويجب حقنها ببطء لمنع تحسُّس المريض لأن الطريق الوريدي أسرع إلى الدوران.

2- تكرار إعطاء المادة المُحسِّسة:

إن تكرار إعطاء المادة المُحسِّسة عن طريق الهضم قد يزيد من ردّ الفعل التحسّسي في المرات القادمة. في الولايات المتحدة الأمريكية يصل مريض واحد إلى قسم الطوارئ كل 3 دقائق بسبب حالة صدمة تحسُّسية ٍعن طريق الطعام. [3]

ما هي الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الصدمة التحسّسية؟

تحدث غالباً من مواد كيميائية تدخل إلى الدوران في جسم الإنسان عبر طرق مختلفة مثل:

1- الأدوية: مثل مضادّات الالتهاب والصادّات، وخاصةً البنسلين، الحديد، ويمكن لأي دواء مهما كان بسيطاً أن يُسبّب التحسّس لأن كل شخص يمكن أن يتحسّس لمركب يُعتبر عند غيره غير مُحسِّس.

2- لسعات الحيوانات (خاصةً النحل) واللدغات.

3- بعض الأطعمة والأغذية: مثل الأطعمة الحاوية على مواد حافظة، الفول، البيض، الحليب، السمك، الفواكه ذات القشرة الوبرية (أحيانا الطعام نفسه ليس محُسِّساً لكن يوجد به مواد تُسبّب التحسُّس مثل: المبيدات الحشرية على الأطعمة، أو الأسماك التي تعيش بالقرب من مصبَّات المعامل والمصانع).

4- المواد الظليلة: وخاصةً التي تنحلُّ زيتياً.

5- المواد التخديرية: وخاصةً التي تُعطى وريدياً. 

6- المحاليل الغروانية: الدم ومشتقاته.

7- حساسية اللاتكس: ردُّ فعلٍ تحسسي تجاه البروتينات الموجودة في المطاط الطبيعي المكون لمادة اللاتكس. [1] [4]

كيف يتمُّ تشخيص الصدمة التحسّسية؟

عندما يأتي مريض إلى قسم الطوارئ بأعراض مشابهة للتآق أو أعراض تدعو للشكّ أنّ هذا المريض قد تحسّس من مادةٍ معينة، ويمكن أن يتعرض لصدمة تحسّسية يجب علينا أن نستفسر عن ردود الفعل التحسّسية السابقة، ويتضمَّن ذلك إذا كان لدى المريض ردُّ فعلٍ تحسُّسي تجاه مواد أو منتجات معينة، مثل: أغذية، أو أدوية، أو مطاط اللاتكس، أو لسعة حشرة معينة.

بعد أن نسأل عن ردود الفعل التحسّسية السابقة لتأكيد التشخيص يجب أن يخضع المريض لاختبار دم لكي نقيس كمية أنزيم (التريبتاز)، فهذا الأنزيم يرتفع عند حدوث نوبة تآق لمدة ثلاث ساعات تقريباً بعد النوبة. بالإضافة لإجراء اختبارات الحساسية لتحديد المواد المُحفّزة للتآق، وتكون هذه الاختبارات في الجلد أو الدم.  [4]

هناك الكثير من الحالات الصحية لديها أعراض وعلامات مشابهة بأعراض التآق لذلك يجب إجراء اختباراتٍ خاصة لنفي حدوث هذه الحالات الصحية.

ما هي أعراض الصدمة التحسّسية؟

تحدث أعراض التآق في أغلب الحالات في غضون دقائق بعد التعرُّض للمادة المُحسِّسة، ويمكن أن يحدث بعد نصف ساعة إلى ساعة تقريباً في بعض الحالات. وتكون الأعراض حسب شدة التآق: [1] [4]

1- نوبة تآقية خفيفة

أعراضها: توهّج، اندفاعات حمامية (طفح جلدي)، احمرار، حكة، مغص بطني، غثيان، إقياء، إسهال

2- نوبة تآقية متوسطة

أعراضها: وذمة عرقية (شرى)، وذمة حنجرة (ضيق تنفُّس)، تشنُّج قصبيّ مع وزيز، هبوط الضغط مع تسرُّع النبض (بتأثير الهيستامين).

3- نوبة تآقية شديدة

أعراضها: وهط وعائي (بسبب توسُّع الأوعية بعد تحرر الوسائط الكيميائية)، وتسرُّع النبض الشديد، ويصبح النبض خيطياً. في بعض الحالات التي يمكن أن تتعرض لحساسية من مادة معينة لا تظهر أعراض النوبة التآقية إلا لبعد مرور أربع ساعات تقريباً، ولكنها حالات نادرةٌ جداً.

ماهي المضاعفات التي تسببها الصدمة التحسّسية؟

في الحالات التي تحدث فيها نوبات تآقية شديدة، ولم تُعالج على الفور ممكن أن تكون مهددةً للحياة، وخاصّةً من خلال الأعراض الجهازية، فهي تُسبّب توقف القلب، أو توقف التنفس، وبالتالي حدوث الموت. [4]

ما هي عوامل الخطر؟

لا توجد عوامل خطر محددة ودائمة يجب علينا معرفتها بخصوص الصدمة التآقية، ولكن هناك عوامل تزيد من تأثير هذه الصدمة على توازن جسم معيّن، ومنها:

1- التعرُّض سابقاً للصدمة التآقية: إذا كان الشخص لديه نوبة تآق سابقة، فإن نسبة تعرضه لنوبةٍ جديدة يزيد.

2- مرضى الحساسية والربو معرضون أكثر من غيرهم لنوبات التآق.

3- الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في القلب أو الدم، مثل: التراكم غير الطبيعي لكريات الدم البيضاء (كثرة الخلايا البدينة).

عند تعرُّض الشخص لنوبة تآق إثر تعرضه لمُحفّز معين تكون في المستقبل احتمالية تعرضه لنوبة تآقية أكبر، ولكن والأهم معرفته هي أن النوبة الجديدة ستكون أكثر حدّةً من ردّة الفعل الأولى. 

ما هو علاج الصدمة التحسّسية؟

بما أن الصدمة التحسّسية من المشكلات الخطيرة والمهددة للحياة، فلابدَّ من تقديم العلاج الإسعافي المناسب في الوقت المناسب، ولكن لن يتوقّف الأمر هنا فحسب، بل يجب القيام بخطوات وقائية علاجية على المدى البعيد تكون خاصةً بالشخص والمادة المُحفّزة للحساسية. [1]

1– العلاج الإسعافي

عند دخول المريض إلى قسم الطوارئ، وكانت قد ظهرت عليه علامات تدلُّ على أنّه يتعرض لنوبة تآقية يجب:

1- تأمين ممر هوائي وإعطاء أوكسجين 100بالمئة: عن طريق تنبيب أو خزع الرغامى، ويجب استخدام أنبوب رغامي أصغر من المعتاد من قبل الطبيب المنبب (هذا مهمّ لأنه تكون هنالك وذمة بالممر الهوائي، فيمكن أن نزيد الأذيّة به إذا ما اخترنا نفس مقاس التنبيب المعتاد).

2- إعطاء الأدرينالين وريدياً: يُعتبر الأدرينالين الخيار الأول لعلاج الصدمة التحسّسية الإسعافي ويُعطى بقيمة 0,5 إلى 1ملغ، وإذا لم يكن بالاستطاعة فتح خط وريدي، فيجب حقنه بالعضل فوراً أو إعطاؤه عن طريق الأنبوب الرغامي (يجب أن تكون الجرعة العضلية أو الرغامية أعلى من الوريدية).

3- إعطاء السوائل الوريدية الشاردية أو الغروية: نعطيها بسبب حدوث وهط وعائي نسبي (نزح السوائل إلى الحيز الخلالي، وليس فقدانها خارج الجسم).

4- مضادات الهيستامين H1: تستخدم مضادات الهيستامين لعلاج الشرى والوذمة العرقية (هدروإكسزين، وكلورفين رامين، ودايفنهيدرامين).

5- إعطاء الستيروئيدات: تمنع الستيروئيدات تحرر وسائط كيميائية جديدة مثل: بريدنيزون، والهيدروكورتيزون، ويمكن وصف أيضاً كريمات ومراهم حاوية على ستيروئيدات قشرية تعالج الحكة، والطفح الجلدي موضعياً، أو بخاخات لعلاج التضيُّق القصبي.

6- إعطاء موسِّعات القصبات: هذه الموسِّعات لها تأثير مباشر على القصبات، ولا تؤثر على القلب مثل: الإيتافللين، والسالبوتامول. [1]

الأدرينالين

1- الأدرينالين هو الخيار الإسعافي الأول لعلاج الصدمة التحسّسية، وليس الستيروئيدات لأن الستيروئيدات لا تعالج الوهط الوعائي الحاصل بينما الأدرينالين يقبض الأوعية، ويعمل أيضاً على توسيع القصبات.

2- الأدرينالين لا يعطى تحت الجلد لأن تأثيره يكون بطيئاً جداً وليس إسعافياً.

3- عندما نقوم بإعطاء الأدرينالين نمدده ونعطيه ببطء شديد مع المراقبة لأنه في حالات الصدمة التحسّسية يكون القلب مازال يعمل، فنخشى تسرّعه بإعطاء الأدرينالين.

4- كما أن الأدرينالين في حالات نقص الأكسجة يمكن أن يتسبّب برجفان بُطيني. [1]

2– العلاج الوقائي على المدى البعيد

1- أغلب الأشخاص الذين لديهم ردّات فعلٍ تحسّسية سابقة يكونون حاملين معهم حقنة الأدرينالين، وهذا الأمر يجب التنبيه عليه، وتعليم المريض والأهل آلية حقن الأدرينالين في حال التعرُّض للصدمة.

2- عند التعرُّض لحساسية بسبب لسع الحشرات، فعندها يأخذ المريض مجموعة من حقن الحساسية (علاج مناعي)، فهذا سوف يخفف من شدّة ردّات الفعل في المرات القادمة.

3- في حالات كثيرة أخرى من التعرُّض لمادة مُحسِّسة لا يمكن الوقاية منها بهذه السهولة، ولكن يمكن القيام بإجراءات لتخفيف حدوث نوبات مستقبلية، وأهمها الابتعاد عن المادة المُحسّسة،فمثلاً: إذا كان الشخص يعاني من حساسية لإبر البنسلين يجب عدم أخذه لهذا الدواء، أو أي دواء فيه هذا المركّب أو إذا كان المريض يتحسّس لبعض أنواع الطعام يجب الابتعاد عن تناول هذه الأطعمة قدر الإمكان. [1]

المراجع البحثية

1- قباني، سمر (2010، اذار، 3) طب الطوارئ، الصدمة، اللاذقية: جامعة تشرين. Retrieved April 9, 2023

2.Altibbi.com. (n.d.). صدمة الحساسية,صدْمةٌ تأقِيّة ( anaphylactic shock ). الطبي. Retrieved April 9, 2023

3- عادل، ن. (2019, May 22). التأق/ فرط الحساسية. أنا أصدق العلم. Retrieved April 9, 2023

Mayo Foundation for Medical Education and Research. (n.d.-a) -4. الحساسية تجاه اللاتكس. Mayo Clinic. Retrieved April 9, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.