تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هو النبض؟

هو الإحساس الذي نشعر به عند جسّ شريانٍ ما يستند إلى سطحٍ عظمي، ويمثُّل انقباض البطين الأيسر، وهو عدد المرات التي يدقّ خلالها القلب في الدقيقة، ويُعتبر قياس معدَّل النبض من أكثر العلامات الحيوية أهميةً، فهو يقيّم عمل القلب والأوعية الدموية. ^{[1] [2]}

ما هو سبب حدوث النبض؟

يحدث النبض عند تمدُّد الشريان بفعل الموجة الدموية التي تأتي من العضلة القلبية أثناء تقلُّصها، ومن ثم عودته إلى حالته الطبيعية بعد زوالها.

1- سرعة النبض

هي عدد النبضات في الدقيقة الواحدة.

2- نوعية النبض

هو كيفية الشعور بالنبض (الامتلاء) فيكون:

1- قوياً وممتلئاً: يكون في هذه الحالة لدى الشخص السوّي حيث نشعر بالنبضة عند ملامسة الشريان بإصبعنا.

2- قوياً أكثر من اللازم: غالباً ما يكون هذا النوع لدى مرضى التصلب الشرياني أو عند القيام بجهدٍ عضلي.

3- ضعيفاً: من الصعب تحديد مكانه، وغالباً ما يوجد لدى مرضى الصدمات حيث ينتج تصلبٌ وعائيٌّ محيطيّ.

4- خيطياً: نبضٌ خفيفٌ، وسريعٌ، وشبيه بالرعشة الخفيفة، وأيضاً نشاهده في حالة الصدمات. ^[1]

عند وجود النبض الخيطي السريع لدى المريض نستدلُّ بشكلٍ رئيسي إلى وجود صدمة نقص حجمٍ بسبب نزفٍ، أو انسدادٍ، أو ضياع سوائل، ويمكن أيضاً أن نشكّ بوجود صدمةٍ إنتانيةٍ أو صدمةٍ نزفية.

ما هي أماكن جسُّ النبض في الشرايين في جسم الإنسان؟

1- الشريان السُّباتي

من أشهر نقاط جسّ النبض في الجسم، ونتحرّى من خلاله عن الوفاة، ونجسُّه في حالات الصدمات والكوارث، وفي حالات الإنعاش، ونجسُّ السُّباتي بالتحديد لأنه أقرب إلى القلب، وهو الشريان المركزي الوحيد أما باقي الشرايين محيطية، ونشعر بهذا النبض في المنطقة العلوية والجانبية من الرقبة مع الانتباه لا نجسُّ النبض السُّباتي في حالة الشخص الواعي لأن الضغط على هذه المنطقة يمكن أن يؤدي إلى بطء القلب عند الشخص الواعي، أو تقييد تدفُّق الدم إلى الدماغ لديه مما يُسبّب الإغماء.

(في حالات تسرُّع القلب الشديدة نقوم بتمسيد المنطقة التي يمر منها الشريان السُّباتي بغرض تنبيه العصب المبهم الذي يؤدي تمسيده إلى إبطاء سرعة القلب، وتُدعى هذه المناورة فالسالفا).

2- الشريان الظنبوبي الخلفي

نجسُّه خلف الكعب الأنسي.

3- الشريان الكعبري

نجسُّه باستخدام السبابة والوسطى في مكانه بين عظم الرسغ والوتر في ناحية الإبهام من المعصم، ونلجأ لجسّ الشريان السُّباتي عند المرضى السويين.

4- الشريان العضدي

يُعتبر هذا الشريان أكبر الأوعية الدموية التي تروي الطرف العلوي من الجسم، ونجسُّ النبض العضدي لدى الأطفال لأنه يصعب جسّ النبض الكعبري لديهم، ويتمُّ جسّ الشريان العضدي أنسي وتر العضلة ذات الرأسين العضدية أعلى الثنية المرفقية بالإصبعين في الثلث السفلي للعضد.

5- الشريان الصدغي

سهل الجسّ عند الأطفال ونجسُّه أمام شحمة الأذن مقابل العظم الصدغي، والشريان الصدغي هو الشريان الرئيسي في الرأس، وهو فرعٌ من الشريان السُّباتي الظاهر.

6- الشريان الفخذي

المكان الأمثل لجسّه هو الجزء الداخلي من الفخذ في منتصف الطريق بين الارتفاق العاني والشوكة الحُرْقفية العلوية الأمامية.

7- الشريان المأبضي

يتمُّ جسُّه في الحفرة المأبضية على الوجه الخلفي لمفصل الركبة، ويُدعى بشريان باطن الركبة، وقد يكون جسُّ هذا النبض صعباً جداً لأن هذا الشريان مُغطّى بأنسجةٍ كثيرة.

8- شريان ظهر القدم

نجسُّه بين مشطي القدم الأول والثاني. ^{[1] [3] [4]}

ما هي العوامل التي تؤثر على النبض؟

1- العمر.

2- اللياقة ومستويات النشاط.

3- أمراض القلب والأوعية الدموية.

4- البيئة (درجة الحرارة).

5- وضعية الجسم.

6- الانفعالات.

7- الوزن.

8- الأدوية المأخوذة. ^[5]

مع العلم أن أخذ بعض الأدوية يمكن أن يؤثر على النبض من خلال تسببه في تضيُّق الشرايين التي تروي القلب بالدم مما يزيد سرعة ضربات القلب والعكس صحيح.

ما هي معدلات النبض الفيزيولوجية الطبيعية حسب العمر؟

1- عند الجنين: 140 إلى 160 نبضة بالدقيقة.

2- عند الولادة: 140 إلى 120 نبضة بالدقيقة.

3- حتى عمر الخمس سنوات: 100 نبضة بالدقيقة.

4- ستة سنوات: 90 نبضة بالدقيقة.

5- حتى 10سنوات وأكثر: 80 نبضة بالدقيقة.

6- الذكر الشاب والأنثى الشابة: 70 إلى 80 نبضة بالدقيقة.

7- المُسنّين: 60 نبضة بالدقيقة. ^[1]

الأشخاص المُسنّين يكون لديهم نبضٌ منخفضٌ بسبب تنكُّس العقدة الجيبية الأذينية (بطء قلبٍجيبي المنشأ).

ما هي أهمية النبض؟

1- نبض القلب السليم يبطئ ويسرع في النبض حسب حاجة الجسم المتغيرة من الأوكسجين.

2- يعطي النبض إشارات لوجود الكثير من الحالات المرضية حيث يتحرّى، ويعكس حالة القلب، فكل أمراض القلب تؤثر على النبض كأمراض تبطُّئ وتسُّرع النظم، مثل: (اعتلال العضلة القلبية، تنكُّس العقدة الجيبية، حصار أذيني بطيني، تسرُّع بطيني، تسرُّع اشتدادي).

3- قياس معدل النبض يظهر لنا إذا كان النبض منتظماً أو غير منتظم كما في الرجفانات.

4- له أهميةٌ في إظهار حالة الأوعية المحيطية، ففي حال لم نستطع جسّ النبض بسهولة، فهذا يدلّ على تقبّضٍ وعائيّ محيطي نتيجة خسارة الدم في الدوران نتيجة صعوده بشكلٍ كبيرٍ إلى الدماغ باعتباره المنطقة الأهم.

5- يبين لنا قياس معدل النبض أي انسداد أو وجود خثراتٍ في الشرايين.

6- يوضح لنا حالة الجهاز الدوراني في حالة الصدمات، أو الإسهال، أو الحروق، أو التجفاف، فيكون النبض سريعاً خيطياً غير ممتلئ.

7- له أهميةٌ في الجراحة، فهو يُعتمد مؤشراً لتحرّي النزف لدى المريض بعد العمل الجراحي. ^[1]

لا يكفي فحص القلب لنقول إن المريض بحالةٍ جيدة، فلا بدَّ من تحرّي وضع النظم القلبي.

ما هي حالات ازدياد النبض؟

1- بعد الطعام بسبب حاجة الجهاز الهضمي لكميةٍ أكبر من الدم.

2- بعد التمارين الرياضية (تزداد حاجة العضلات للأوكسجين، فيزداد النبض ليعوض الأوكسجين).

3- خلال الجِماع وبعده بدقائق (لزيادة الأدرينالين).

4- في حالات التوتر النفسية والقلق.

5 -في الحمّى (كلما زادت درجة الحرارة زاد النبض).

6- في فقر الدم (لمعاوضة نقص الهيموغلوبين المؤكسج).

7- النزف (تعويض نقص حجم الدم).

8- الانسمام الدرقي: فرط نشاط الدرق، وإفراز التيروكسين يزيد معدل النبض. ^[6]

ما هي حالات تباطؤ النبض؟

1- النقاهة بعد الأمراض، وبعد العمليات الجراحية (حالة فيزيولوجية طبيعية عكسية).

2- زيادة الضغط داخل القحف (بسبب زيادة الضغط على مركز البصلة السيسائية).

3- المعالجة بالديجتال (آلية حصار العقدة الجيبية الأذينية).

4- الحمّى التيفية التي تُسبّب تنكساً في العقدة الجيبية.

5- حصارات القلب: نتيجة منع مرور موجة الكهرباء من العقدة الجيبية الأذينية عبر الحاجز الأذيني البطيني إلى العقدة الأذينية البطينية. ^[6]

يجب الانتباه بأن النبض لدى مرضى التجفاف أو النزف لا يزداد بشكلٍ كبيرٍ كما يزداد عند الأشخاص الطبيعيين.