Skip links
امرأة بالغة تجلس في عيادة الطبيب ويقوم الطبيب بمعاينتها وفحصها وهي تضع يدها على خصرها اليمين مشيرة الى مكان الألم

تقييم المريض المُتألِّم

الرئيسية » المقالات » الطب » الطوارئ » تقييم المريض المُتألِّم

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

كيف نكسب ثقة المريض؟

دائماً الخطوة الأولى والمُهمَّة عند علاج أي مريض هي التواصل الفعّال مع المريض، ولا يكون التواصل فعَّالاً مع المريض إذا لم يتمّ كسب ثقته بحيث لا يخفي خجلاً، أو عناداً، أي معلومةٍ يمكن أن تغيّر التشخيص الطبي، أو تُصعب عملية التشخيص، أو العلاج، ويبدأ التقييم من لحظة مقابلة المريض حيث يظهر لنا تعابير وجه المريض المُتألّم على شكل وجهٍ شاحبٍ مُتجهّمٍ مع نظراتٍ تائهة، ويظهر لدينا علاماتٍ سلوكية، كالهياج أو عدم الحركة. [1]

ما هي المعلومات التي يطلبها الطبيب لتقييم حالة المريض المتألِّم؟

بعد التعرُّف على المريض ومرافق المريض يتمُّ البدء بأخذ المعلومات، ويتمُّ التركيز على النقاط التالية:

1- البدء: متى بدء الألم (بعد عملٍ جراحي، حادث).

2- التطور: كيف يترقَّى الألم (ببطءٍ، بسرعةٍ، مُترقٍّ).

3- التوضُّع: عميق، مُتوضّع، نفسي.

4- المظاهر النوعية: سطحي، عميق، حشوي.

5- السوابق المرضية.

6- مدة الألم.

7- انتشاره.

8- العوامل التي تزيد من الألم أو تخفّف منه.

ما هو مصطلح تقييم الألم (SOCRATES

هو اختصارٌ شائعٌ لكل مما يأتي:

– المكان (Site).

– البدء (Onset).

– صفته (Character).

– امتداده (Radiation).

– ارتباطه (Associated symptoms).

– نمطه أو وقته (Timing).

– العوامل التي تؤثر به (Exacerbating and relieving factors).

– شدَّته (Severity).

كل سؤالٍ من هذه الأسئلة يمكن أن يُقرّبنا من التشخيص الصحيح أو ينفي تشخيصاً خاطئاً كنا نعتقده. الألم الذي يحدث عند ممارسة النشاط، ويخفّ بالراحة، ويكون في مكان القلب يكون غالباً ألماً ناتجاً عن خنّاق الصدر المستقر بينما نفس الألم بنفس الأعراض عند الراحة هو خنّاق صدرٍ غير مستقر، فالفكرة أن العوامل المثيرة للألم ساعدتنا في تحديد نوع المشكلة، وأوقات البدء أيضاً ساعدتنا في تحديد المشكلة.

علامات التهاب الزائدة الدودية:

– Site: الشعور بألمٍ مفاجئ يبدأ في الجانب الأيمن بالجزء السفلي من البطن.

– Radiation: الشعور بألمٍ مفاجئ حول السُّرة، وغالباً ما ينتقل إلى المنطقة السفلية اليمنى من البطن.

– Exacerbating and relieving factors: الشعور بألم يتفاقم عند السُّعال، أو المشي، أو القيام بحركاتٍ مفاجئة.

– Associated symptoms: الغثيان والقيء فقدان الشهية الإصابة بحمَّى منخفضة الدرجة، والتي قد تتفاقم خلال تطور المرض.

علامات التهاب المرارة:

– Site: الشعور بألمٍ مفاجئ يبدأ في الجانب الأيمن بالجزء العلوي أو الأوسط من البطن.

– Radiation: يمتدُّ الألم إلى الكتف الأيمن أو الظهر.

– Exacerbating and relieving factors: ألمٌ عند لمس البطن.

– Associated symptoms: الغثيان القيء الحُمّى.

– Onset: تبدأ ظهور أعراض التهاب المرارة غالباً بعد تناول إحدى الوجبات، وخاصةً الوجبات الكبيرة أو المليئة بالدهون.

نلاحظ في مرض التهاب المرارة والتهاب الزائدة الدودية قرب الأعراض من بعضها لكن لكل مرض ميزاتٍ تميُّزه عن الآخر، وقد تمَّ تحديدها بواسطة اختصار SOCRATES، ولا يجب إغفال أي نقطةٍ من نقاط التشخيص لأن عرضاً أو ميزةً واحدةً يمكن أن تُغيُّر التشخيص بشكلٍ كامل أو توجهنا لمشكلة أخرى، وفي حال كان المريض طفلاً، أو شخصاً غير متوجه، أو فاقد الوعي يتمُّ أخذ البيانات والمعلومات من الأهل ومرافقي المريض. [2]

التقييم الجيد للوصول إلى التشخيص النهائي

من حقِّ الطبيب أن يطلب الإجراءات المناسبة التي تساعده على تشخيص الحالة المرضية بحيث لا تكون البيانات التي لدية ناقصةً، وتؤدي إلى علاجٍ أو تشخيصٍ خاطئ. عند وصول مريض يشكو من صداع ونوبات صرعية من حقِّ الطبيب المُعالج أن يطلب صورة رنينٍ مغناطيسيّ لتحديد المشكلة، فقد تكون المشكلة وجود ورمٍ دماغي أدَّى إلى حدوث ارتفاع الضغط داخل القحف، وسبَّب له هذه الأعراض. [1]

الفحص السريري للمريض المتألِّم

ويشمل عدة أمور وأهمها:

1- العلامات الحيوية

يجب أخذ العلامات الحيوية كاملةً حيث يشير ارتفاع الحرارة إلى الالتهاب في الجسم أو مشاكل أخرى، وغالباً المريض المُتألم يكون لدية زيادةٌ بعدد ضربات القلب، وهي من العلامات المُهمَّة التي نستطيع من خلالها معرفة أن المريض يتألَّم بشدة.[5]

فمثلاً المريض الموضوع على المنفسة أو المركن لا يستطيع التكلم والتعبير عن الألم، واستمرار الألم بدون تسكين يمكن أن يُسبّب له الأذّية والإزعاج، لذلك لدينا مجموعة من العلامات التي يجب الانتباه إليها عند تقييم المريض منها:

– العلامات السلوكية: زيادةٌ في حركات الوجه، العيون المغلقة، خفض الحاجب، شدُّ الجفن، رفع الخدين، انفصال الشفتين، توسُّع حدقة العين، كمنعكسٍ للألم حيث إن المريض المُتألم تتوسَّع حدقة العين لديه. [2] [3]

– العلامات الحيوية: تتغير عند إجراءٍ مؤلمٍ للمريض فاقد الوعي لكن ليس مثبتاً بشكلٍ قطعي أن التغيير مرتبط بالألم نفسه أم تأثير ثانوي لإجراء الباضع ما عدا التنفس، فإنه يزداد معدله عند المريض المُتألم، وإن كان فاقداً الوعي. [4]

يجب التركيز عليها عند تقييم المريض المخدَّر أو الموضوع على المنفسة لمعرفة هل هو مُتألمٌ أم يعاني من مشاكل أخرى خاصةً إن مريض العناية يتعرَّض للكثير من الإجراءات الغازية والباضعة بشكلٍ يومي (سحب عينات الدم، التنبيب الرغامي، البزل الشرياني، فتح الأوردة). [6]

2- التأمُّل

يجب ملاحظة أي علامات غير طبيعية من لحظة دخول المريض كالجنف، أو الكتل في الجسم، أو سلوك المريض. [1]

3- الإصغاء والجسّ

4- الفحص الكامل للجسم

للبحث عن إنتاناتٍ أو رضوضٍ (أحياناً لا يكون مكان الألم بنفس مكان الأذيّة، فعند حدوث جرح بالقدم تتضخَّم العقد اللمفاوية البعيدة عن القدم الموجودة في المنطقة المعينة كجزءٍ من الاستجابة الالتهابية لذلك يجب الفحص الكامل والدقيق في الجسم لعدم إغفال أي معلومة يمكن أن تؤثر على التشخيص، وبالتالي العلاج). [1]

5- فحص المنطقة المُتألِّمة

– البحث عن Allodynia: وهي حدوث الألم بمنبهٍ غير مؤلم (عند النفخ على الوجه مثلاً يصرخ المريض من شدة الألم، وهو مؤشرٌ على أذيّة العصب الوجهي، أو أحياناً تُسبّب الآلام الناتجة عن الهربس هذا النوع من الألم). [6]

– تحرّي الألم العميق بالجسّ.. [1]

– تحرّي أي ألم يُستثار بالحركة كألم المفاصل في حالة أذيّات المفاصل.. [1]

– الفحص النفسي: تأثير الألم على السلوك كالانطوائية أو الخجل (خاصةً عند الشبان أول البلوغ والشابات يجب ملاحظة ذلك، فقد يكون الموضوع محرجاً لهم بعض الشيء)، والعدوانية، والهياج، مثل: مريض التعاطي. [1]

6- الفحوص المخبرية

ويضمُّ عدّة فحوصٍ كالفحوص الدموية، فحص بول، فحص غازات الدم الشرياني. [1]

7- الفحوص المُتمِّمة

1- فحص تخطيط القلب الكهربائي (مهمُّ في الآلام الصدرية).

2- خزعة.

3- فحوص شعاعية (إيكو – رنين مغناطيسي – صورة شعاعية بسيطة).

من المهمّ جداً الانتباه أثناء تشخيص الألم المزمن لأنه يدل غالباً على مشكلة مُعقّدة، وتحتاج استشارة من عدة اختصاصات. [1]

لا ينتهي التقييم والتشخيص هنا، فهنالك وسائل مُهمّة لتقييم الألم يجب اتباعها للوصول إلى التشخيص الصحيح، وبالتالي العلاج الصحيح للمريض المتألِّم.

المراجع البحثية

1- رستم، فاتن (2010، اذار، 3) طب الطوارئ، الالم، اللاذقية: جامعة تشرين.

2- Dr Chris Jefferies· Communication skills· Last updated: February 15, 2023. (2023a, February 15). The Socrates acronym in history taking. Geeky Medics.

3- Rahu, M. A., Grap, M. J., Cohn, J. F., Munro, C. L., Lyon, D. E., & Sessler, C. N. (2013, September 1). Facial Expression as an Indicator of Pain in Critically Ill Intubated Adults During Endotracheal Suctioning.  American Journal of Critical Care. Retrieved May 23, 2023

4- Larson, M. D., Kurz, A., Sessler, D. I., Dechert, M., Bjorksten, A. R., & Tayefeh, F. (1997, October 1). Alfentanil Blocks Reflex Pupillary Dilation in Response to Noxious Stimulation But Does Not Diminish the Light Reflex. Anesthesiology. Retrieved May 23, 2023

5- Arbour, C., Choinière, M., Topolovec-Vranic, J., Loiselle, C. G., & Gélinas, C. (2014, January 22). Can Fluctuations in Vital Signs Be Used for Pain Assessment in Critically Ill Patients with a Traumatic Brain Injury? Pain Research and Treatment. Retrieved May 23, 2023

6- Merriam-Webster. (n.d.). Allodynia. In Merriam-Webster.com dictionary. Retrieved May 23, 2023

  1. تقييم الألم - كاف
    Permalink

Comments are closed.

This website uses cookies to improve your web experience.