تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تُعتبر الحمى التيفية أحد أخطر الأمراض المعدية التي تهدّد الصحة العامة على مستوى العالم، حيث بلغ عدد الإصابات عام 2000 حوالي 21,5 مليون إصابة، وتُسبّب حوالي 200 ألف حالة وفاة سنوياً، وتكثر الإصابة في البلدان ذات الوضع الاجتماعي والاقتصادي المتدني، والتي ينتشر فيها قلة النظافة، وسوء الخدمات الصحية.

تصيب الحمى التيفية الأطفال والبالغين مع معدل إصابة أعلى عند الأطفال، وقد يكون بسبب ضعف الجهاز المناعي لديهم، ويمكن أن تُسبّب مضاعفات خطيرة، مثل: النزف الهضمي الشديد، وانثقاب الأمعاء، والتهاب السحايا، واضطراب في الوعي، وقد تؤدي إلى الوفاة، لذلك من المهم التأكيد على أهمية أخذ اللقاح عند السفر إلى المناطق الموبوءة، والالتزام بقواعد النظافة العامة، وعزل المصاب، وتجنب تناول الطعام، والشراب الملوث، ومراجعة الطبيب أو المستشفى بشكل مبكر للحصول على العلاج بالصادّات الحيوية المناسبة قبل حدوث المضاعفات. ^[1]

ما هي الحمى التيفية عند الأطفال؟

هي عدوى إنتانية تسببها جرثومة السالمونيلا التيفية، ويُعتبر الإنسان هو الثوي (المُضيف) الوحيد لها أي أنها تنتقل دوماً من إنسان إلى آخر، ولا تصيب الحيوانات، وتنتقل عن طريق الطعام والماء الملوث أو التماس المباشر مع المصاب، وتمرُّ عبر جدار الأمعاء إلى مجرى الدم مسببةً الأعراض السريرية، وتتظاهر بترفع حروري وإقياء مع إسهال أو إمساك، وقد تترافق مع مضاعفاتٍ خطيرةٍ مهددةٍ لحياة الطفل، كالنزف الهضمي، والانثقاب المعوي. ^[2]

كيف تتمُّ العدوى بالحمى التيفية عند الأطفال؟

1- عن طريق تناول الطعام والماء الملوث.

2- عند ملامسة الأسطح (مثل مقابض الأبواب والهواتف) بعد ملامستها من قبل الشخص المصاب.

3- عند تناول الطعام الذي تمَّ إعداده من قبل الشخص المصاب بالحمى التيفية.

4- عند مصافحة الشخص المصاب غير الملتزم بقواعد النظافة (عدم غسل اليدين بعد الذهاب إلى الحمام). ^[3]

ما هي أعراض الإصابة بالحمى التيفية عند الأطفال؟

قد تكون الأعراض خفيفة (ارتفاع بسيط في درجة الحرارة، وهن، سعال خفيف) أو تكون الأعراض شديدة ومضاعفاتها خطيرة ومهددة للحياة. تتراوح فترة الحضانة من أسبوع إلى ثلاثة أسابيع عادةً، وتشمل الأعراض السريرية: ^[4]

1- حمى ثابتة ومستمرة تصل إلى 40 درجة مئوية، ولا تستجيب على خافضات الحرارة، وتأخذ نموذج السلم أو الدرج أي ترتفع في المساء ثم تنخفض في الصباح دون أن تعود إلى الطبيعي.

2- وهن وتعب.

3- ألم بطن شديد.

4- قد يحدث إمساك أو إسهال.

5- صداع شديد، وقد يحدث اضطراب في الوعي.

6- ضخامة كبد وطحال.

7- طفح جلدي وردي، وهو عبارة عن بقع حمراء وردية مرتفعة قليلاً تتوضع على الجذع وجدار البطن عادةً، وتُعتبر مميزةً للحمى التيفية.

ما هي مضاعفات الإصابة بالحمى التيفية عند الأطفال؟

تحدث المضاعفات في الأسبوع الثاني أو الثالث من الإصابة بالمرض وتشمل: ^[5]

1- نزف هضمي قد يكون خطيراً ومهدداً للحياة، ويتظاهر بإقياء أو براز مُدمَّى مع شحوب، وتسرُّع قلب، وهبوط ضغط.

2- انثقاب أمعاء مما يؤدي إلى مرور الجراثيم إلى تجويف البطن، وحدوث التهاب صفاق (غشاء يغطي أحشاء البطن)، ويتظاهر بألم بطن شديد مع ترفع حروري، وإقياء، وهي حالة خطرة، وقد تكون قاتلة.

3- التهاب عضلة قلبية سُمِّي، ويتميز بارتفاع درجة الحرارة دون تسرع النبض، وإنما يكون بطيئاً نسبياً (في الحالة الطبيعية كل ارتفاع درجة حرارة واحدة يزيد معدل النبض 10 ضربات في الدقيقة).

4- التهاب سحايا.

5- التهاب الكبد.

6- التهاب الرئة.

7- التهاب الكبيبات الكلوية.

8- التهاب عظم ونقي.

9- قصور كلوي.  

كيف يتمُّ تشخيص الإصابة بالحمى التيفية عند الأطفال؟

1- يتمُّ الاشتباه بالمرض عند السفر إلى المناطق الموبوءة أو التماس مع شخصٍ مصاب، إضافةً إلى الأعراض السريرية (الحرارة المستمرة، الأعراض الهضمية، مثل: ألم البطن، والإسهال).

2- يتمُّ إجراء تحليل لتعداد الكريات البيضاء، ووظائف الكبد.

3- يتمُّ إجراء تحليل أضداد الحمى التيفية في الدم أو ما يُعرف بتحليل فيدال.

4- يتمُّ إجراء زرع دم أو زرع براز أو زرع سائل دماغي شوكي.

5- يتمُّ في بعض الحالات إجراء بزل النقي حيث يتمُّ أخذ عينة من نقي العظم، ومن ثم يتمُّ فحصها بحثاً عن وجود جرثوم الحمى التيفية. ^[6]

كيف يتمُّ علاج الإصابة بالحمى التيفية عند الأطفال؟

1- يعتمد العلاج على إعطاء الصادات الحيوية، مثل: سيفترياكسون (Ceftriaxone)، ومدة العلاج تتراوح بين 14 إلى 21 يوم.

2- إعطاء خافضات الحرارة مثل: الباراسيتامول (Paracetamol)، والإيبوبروفن (Ibuprofen).

3- إعطاء سوائل بكمياتٍ كافية لمنع حدوث التجفاف.

4- بعض الأطفال يحتاجون إلى قبول في المستشفى، وإعطاء صادات حيوية، وسوائل عن طريق الوريد.

5- في الحالات الشديدة يتمُّ إعطاء السيتروئيدات القشرية، مثل: الديكساميتازون (Dexamethasone).

6- في حال وجود انثقاب في الأمعاء، فهو يحتاج إلى تدخلٍ جراحي.

يبدأ التحسن خلال أسبوع إلى عشرة أيام، ولا يجب إيقاف العلاج عند الشعور بتحسن، وإنما يجب إتمام إعطاء الصادات الحيوية حتى انتهاء مدة العلاج كي لا يحدث نكس للإصابة. ^{[3] [6]}

كيف يمكن منع انتشار الحمى التيفية بعد إصابة الطفل بها؟

1- غسل اليدين جيداً بعد التعامل مع الطفل وبعد تبديل الحفاضات.

2- غسل يدي الطفل بشكل جيد بعد الذهاب إلى الحمام لمدة 20 ثانية على الأقل.

3- استعمال مناديل ورقية ومنشفة (بشكير) خاصةً بالطفل، وعدم مشاركتها مع الآخرين، وغسلها بشكل منتظم.

4 -غسل ملابس الطفل بشكلٍ منفصلٍ عن الآخرين.

5- وضع المناديل الورقية مباشرةً في كيس القمامة بعد استخدامها.

6- كما يجب ألا يلمس الطفل المصاب طعام الأشخاص الآخرين. ^[7]

في حال السفر إلى المناطق الموبوءة بالحمى التيفية، ما الإجراءات التي يمكن اتباعها لحماية الطفل من الإصابة؟

عند السفر إلى المناطق التي يكثر فيها انتشار الحمى التيفية، مثل: الهند، وإفريقيا، فيجب اتباع التعليمات التالية لحماية الطفل: ^[7]

1- إعطاء لقاح التيفوئيد للأطفال بعمر أكبر من سنتين.

2- عدم شرب الماء من أماكن غير آمنة بما في ذلك الماء المثلج، والمشروبات الممزوجة بالثلج.

3- عدم تناول الطعام من أكشاك الشوارع.

4- التأكد من طهي الطعام جيداً وتناوله وهو ساخن.

5- عدم تناول الطعام غير المطبوخ كالخضار، والفواكه، والمأكولات البحرية النيئة.