ضربة الشمس عند الأطفال – الأعراض، الإسعافات الأولية وكيفية الوقاية
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
- ما هي ضربة الشمس عند الأطفال؟
- ما هي عوامل الخطر للإصابة بضربة الشمس عند الأطفال؟
- ما هي أعراض ضربة الشمس عند الأطفال؟
- ما هي مضاعفات الإصابة بضربة الشمس عند الأطفال؟
- ما الفرق بين الإنهاك الحراري وضربة الشمس عند الأطفال؟
- ما هي الإسعافات الأولية عند إصابة الطفل بضربة الشمس؟
- كيف يمكن وقاية الطفل من التعرُّض لضربة الشمس؟
يرتبط فصل الصيف عند الأطفال بالمرح، والتسلية، وقضاء الأوقات الممتعة، ولكن مع الأسف، فإنهم مُعرَّضون أكثر من غيرهم للإصابة بضربة الشمس، وذلك عند ارتفاع درجة حرارة الجو، ووجود مستوياتٍ عاليةٍ من الرطوبة في البيئة المحيطة، فمساحة سطح الجسم لديهم تكون كبيرةً مقارنةً بكتلته، وقدرتهم على التعرُّق، وتنظيم درجة حرارة الجسم تكون أقلّ من بالبالغين، كما أنهم لا يطلبون الماء اللازم لتلبية احتياجاتهم مما يعرّضهم لخطر التجفاف.
بمجرد الاشتباه بتعرُّض الطفل لضربة الشمس يجب البدء مباشرةً بإجراءات التبريد السريع، لأنها إذا تركت دون تدبير سوف تؤدي إلى أذيّة أعضاء الجسم المختلفة بما فيها الدماغ، والقلب، والكليتين، ومن الممكن أن تؤدي إلى الوفاة. [1] [2]
ما هي ضربة الشمس عند الأطفال؟
حالةٌ خطيرةٌ مهددةٌ للحياة يحدث فيها ارتفاعٌ في درجة حرارة الجسم إلى أعلى من 40 درجة مئوية (104 درجة فهرنهايت) مع تبدُّلاتٍ واضطرابٍ في حالة الوعي، وقد تُسبّب أذيّةً دماغيةً، أو قصور أعضاء شديد، أو الوفاة في حال عدم التدخُّل السريع، وتحدث عندما يصبح الجسم غير قادرٍ على التحكُّم بدرجة حرارته، وتبريد نفسه، وفشله بالقيام بعملية التعرُّق، ويوجد نوعان من ضربة الشمس: [3]
1- ضربة الشمس الجهدية
بسبب القيام بالأنشطة البدنية، والتمارين الرياضية المُرهقة في الظروف الجوية الحارة والرطبة، وتتطور الإصابة خلال ساعاتٍ قليلة.
2- ضربة الشمس غير الجهدية
وتُسمّى ضربة الشمس الكلاسيكية، وتحدث بسبب العمر الصغير أو الاضطرابات المرضية الأساسية عند الطفل، وتتطور الإصابة خلال عدة أيام.
ما هي عوامل الخطر للإصابة بضربة الشمس عند الأطفال؟
1- العمر: تعتمد القدرة على التأقلم مع الارتفاع الشديد في درجة الحرارة على مقدار نضج وتطور الجهاز العصبي المركزي، والذي يكون عند الأطفال الصغار خاصةً أقلّ من 4 سنوات غير ناضجٍ بشكلٍ كافٍ مما يُسبّب صعوبةً في الحفاظ على توازن حرارة ورطوبة الجسم.
2- القيام بالأنشطة البدنية المرهقة أو التمارين الرياضية في الجو الحار.
3- عدم وجود مكيفاتٍ للهواء، فهي الوسيلة الأفضل للتبريد، والتقليل من الرطوبة، أما المراوح فقد تكون مفيدةً في بعض الحالات، ولكن في حال وجود طقسٍ شديد الحرارة تكون غير كافية.
4- تناول بعض أنواع الأدوية التي تؤثر على عمل القلب والأوعية الدموية، مثل: حاصرات بيتا (Beta blocker)، والتي تقوم بخفض الضغط الشرياني، أو مُدرّات البول (Diuretics) التي تقوم بطرح السوائل والصوديوم، أو الأدوية المضادة للاكتئاب، أو الذهان، أو الأدوية المُستخدمة في علاج اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط.
5- الأمراض المزمنة، مثل: أمراض القلب، الرئة، الكلى، الكبد، الغدة الدرقية، وأيضاً وجود بدانةٍ عند الطفل.
6- الجنس: تحدث الإصابة عند الذكور بشكلٍ أشيع من الإناث.
7- التعرُّض المفاجئ للطقس الحار، مثلاً: التعرُّض لموجة حرٍّ في أوائل فصل الصيف أو السفر إلى مناطق ذات مناخٍ أكثر حرارة.
8- وجود تاريخٍ عائلي للإصابة بضربة الشمس يزيد من خطورة حدوثها عند الطفل. [3] [4]
ما هي أعراض ضربة الشمس عند الأطفال؟
1- تبدُّلاتٌ في حالة الوعي والإدراك مع هذيان واختلاجات، وقد تصل إلى درجة فقدان الوعي والدخول في غيبوبة.
2- يصبح الجلد ساخناً جداً وجافاً مع ارتفاعٍ شديدٍ في درجة الحرارة، وغياب التعرُّق خاصةً في حال ضربة الشمس غير الجهدية، أما في ضربة الشمس الجهدية غالباً ما يحدث فرط تعرُّقٍ خاصةً بعد الانتهاء من التمارين الرياضية.
3- اضطرابٌ في التوازن مع رنح (اضطرابٌ في الحركة والتنسيق).
4- قد يحدث ارتفاعٌ أو انخفاضٌ في الضغط الشرياني.
5- غثيان وإقياء.
6- نقص إدرار البول.
7- تسرُّعٌ في التنفس، وزيادةٌ في معدل ضربات القلب. [3] [4]
ما هي مضاعفات الإصابة بضربة الشمس عند الأطفال؟
1- متلازمة الضائقة التنفسية الحادة: عبارةٌ عن أذيّةٍ رئويةٍ حادة تُسبّب انخفاضاً حاداً في مستوى الأوكسجين في الدم مما يُسبّب أذيّة أعضاء الجسم المختلفة، وقد تؤدي إلى الوفاة.
2- الوذمة الدماغية: تراكم السوائل بشكلٍ مفرطٍ في المسافات داخل وخارج الخلوية في الدماغ.
3- القصور الكلوي: عدم قدرة إحدى الكليتين أو كلاهما على القيام بوظيفتها في تنقية الدم، والتخلص من الفضلات والسموم عبر طرحها مع البول.
4- القصور الكبدي: عدم قدرة الكبد على القيام بوظائفه المختلفة من صنع بروتينات الدم التي تدخل في عملية التخثُّر، وإنتاج العصارة الصفراوية التي تساهم في عملية هضم الطعام، وتخليص الجسم من الفضلات السامة، وتخزين السكر على شكل جليكوجين، واستقلاب الدهون المُشبَعة.
5- أذيّة الجهاز العصبي المركزي.
6- اضطرابٌ في العمليات الاستقلابية في الجسم.
7- قصورٌ في وظيفة العضلة القلبية. [3] [4]
ما الفرق بين الإنهاك الحراري وضربة الشمس عند الأطفال؟
يحدث الإنهاك الحراري عندما يفقد الجسم الكثير من الماء والأملاح إما بسبب التعرُّق الزائد أو بسبب التجفاف، وهو أقلُّ خطورةً من ضربة الشمس، وعادةً يتحسن خلال 20 إلى 30 دقيقة.
أما ضربة الشمس تحدث عندما يفقد الجسم قدرته على التحكم بدرجة حرارته الداخلية، وهي حالةٌ إسعافيةٌ مُهدّدةٌ للحياة ومميتة، وفي حال عدم تدبير الإنهاك الحراري، فقد يتطور إلى ضربة شمس، وتشمل أعراضه: فرط التعرُّق، رطوبة الجلد، الصداع، الدوار، الإغماء، شحوب الجلد، الغثيان، الإقياء، التشنُّجات العضلية، العطش الشديد، الضعف، الوهن، ارتفاع درجة حرارة الجسم، ولكن تبقى أقلّ من 40.5 درجة مئوية (105 فهرنهايت)، تسرُّع النبض والتنفس.
في حال ظهرت على الطفل أي علامة من علامات الإنهاك الحراري، فيجب إدخاله إلى المنزل، وإبعاده عن الشمس، وإزالة الملابس، وترطيب الجلد، وإعطائه الكثير من الماء البارد، وفي حال عدم التحسن، أو غياب التعرُّق، أو ارتفاع درجة الحرارة إلى 40 درجة مئوية، أو أعلى، أو وجود اختلاجات، أو فقدان وعي، فينبغي طلب الإسعاف مباشرةً. [2] [5]
ما هي الإسعافات الأولية عند إصابة الطفل بضربة الشمس؟
تُعتبر ضربة الشمس حالةً إسعافيةً مُهدّدةً للحياة، وينبغي طلب الإسعاف، والرعاية الطبية مباشرةً، وريثما تصل سيارة الإسعاف يمكن القيام بما يلي: [3] [6]
1- وضع الطفل في مكانٍ باردٍ وجيد التهوية، وفي الظل بعيداً عن أشعة الشمس.
2- نزع ملابس الطفل الضيقة، وغير الضرورية بما في ذلك السترة والجوارب.
3- جعل الطفل يستلقي مع رفع قدميه قليلاً.
4- في حال كان الطفل واعياً وقادراً على الشرب يتمُّ إعطاؤه رشفاتٍ متكررةٍ من المياه الباردة.
5- في حال كان الطفل يقظاً ويستجيب للتنبيه، فيمكن رشّه بالماء الفاتر أو وضعه في حمامٍ فاتر.
6- مراقبة التنفس جيداً، وإزالة أي عائقٍ أمام مجرى التنفس.
7- في حال وجود إقياء وضع الطفل بوضعية الاستلقاء الجانبي لمنع حدوث الاختناق.
8- عدم إعطاء أي أدوية بما في ذلك الباراسيتامول (Paracetamol) والأسبرين (Aspirin).
9- وضع كماداتٍ باردة على الرقبة، وتحت الإبط، وجذر الفخذ.
كيف يمكن وقاية الطفل من التعرُّض لضربة الشمس؟
1- شرب الكثير من المياه والسوائل الباردة، وخاصةً في حال ممارسة التمارين الرياضية لتعويض ما يفقده الجسم من سوائل أثناء التعرُّق.
2- ارتداء الملابس القطنية الخفيفة الفضفاضة ذات الألوان الفاتحة، ورشُّ الماء على الجلد والملابس.
3- تجنُّب التعرُّض المباشر لأشعة الشمس القوية، والمشي في ساعات الذروة (من 11 صباحاً إلى 3 ظهراً)، وفي حال الاضطرار للخروج ينبغي المشي في الظل.
4- تجنُّب النشاط البدني الشديد أو اللعب في الهواء الطلق عندما ترتفع درجة الحرارة أكثر من 30 درجة مئوية.
5- إطفاء الأنوار والمعدات الكهربائية التي لا يتمُّ استخدامها، وإغلاق الستائر نهاراً لمنع دخول أشعة الشمس.
6- يجب ألا يتعرَّض الطفل أثناء نومه لضوء الشمس بشكلٍ مباشر.
7- استخدام مقياس حرارة للغرفة التي ينام فيها الطفل لتكون بين 16 إلى 20 درجة مئوية.
8- عدم ترك الطفل في السيارة المتوقفة، لأن درجة حرارتها قد ترتفع بمقدار لا يقلُّ عن 10 درجات مئوية خلال 10 دقائق، ولا يُعتبر فتح النوافذ كافياً للتبريد. [5] [6]
المراجع البحثية
1- Bytomski, J, R. Squire, D, L. (2003, December). Heat illness in children. Current sports medicine reports. 2023, July 31
2- Down, I. (2022, November 23). 20 signs of heat stroke and heat exhaustion in Kids. Parents. Retrieved July 31, 2023
3- Cleveland Clinic. (2021, September 13). Heatstroke: What is it, symptoms, causes, treatment & recovery. Retrieved July 31, 2023
4- Mayo Clinic. (2022, June 25). Heatstroke. Retrieved July 31, 2023
5- HSE.ie. (2021, July 22). Heat exhaustion and heatstroke. HSE.ie. Retrieved July 31, 2023
6- Children’s Minnesota. (2022, April 13). FIRST AID: HEAT ILLNESS. Retrieved July 31, 2023