تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ازداد مُعدّل انتشار البدانة (Obesity) عند الأطفال خلال العقود الأخيرة بشكل ٍ ملحوظ في جميع أنحاء العالم، حيث إن 1 من أصل 5 أطفال لديهم بدانة في الولايات المتحدة الأمريكية، وغالباً ما تستمر مشكلة البدانة إلى ما بعد سن البلوغ. وعادةً ما تسبب البدانة للطفل العديد من الآثار السلبية الجسدية كالأمراض القلبية الوعائية، والنفسية، كالاكتئاب، والقلق، واضطراب المزاج، كما تؤثر على نمط حياته، وتكوين صورة عن نفسه، ونشاطه اليومي. ^[1]

تسببت البدانة بما يقارب 420 ألف حالة وفاة في عام 2000 في الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا الرقم يُقارب عدد الوفيات الناتجة عن التدخين 435 ألفاً، وربما يتجاوزه قليلاً، لذلك من المهم معالجة مشكلة البدانة من مرحلة الطفولة. ^[2]

متى نقول إن الطفل لديه بدانة؟

إن زيادة الوزن وحدها لا تكون كافيةً لتشخيص حالة البدانة عند الطفل، فالطفل قد يكون زائد الوزن، ولكنه طويل القامة، وبالتالي لا يمكن اعتباره بديناً. وإنما يتمُّ استخدام مشعر الكتلة الجسمية BMI، أو ما يُدعى بالإنكليزية Body) Mass index)، وهي حاصل قسمة الوزن على مربع طول الطفل، ويتمُّ مقارنة النتيجة مع مخططات نموٍّ خاصةٍ بالأطفال (تختلف حسب الجنس والعمر)، في حال كانت BMI أعلى أو تساوي 95 بالمئة على المخطط يُعتبر الطفل بديناً.

• مشعر كتلة الجسم BMI = وزن الجسم مُقدّراً بالكيلو جرام مقسوماً على الطول المُقدّر بالمتر. ^[4]

ما هي أسباب البدانة عند الأطفال؟

1- العامل الوراثي: تلعب الوراثة دوراً هاماً في حدوث البدانة عند الأطفال، ففي حال كان أحد الأبوين يعاني من البدانة، فإن احتمال حدوث البدانة لدى الطفل 40 بالمئة، وفي حال كان كلا الأبوين بديناً، فإن احتمال إصابة الطفل بالبدانة 80 بالمئة. ^[1]

2- زيادة الوارد الغذائي للطفل من السكريات السريعة الامتصاص والمأكولات الدسمة والنشويات مع قلة الوارد من الخضار والفواكه.

3- تأثير الإعلانات على الأطفال، والتي تؤدي إلى زيادة استهلاك الوجبات السريعة، والمشروبات الغازية، والأطعمة الصنعية.

4- قلة النشاط البدني للطفل، وعدم ممارسة التمارين الرياضة، والاعتماد على وسائل النقل بدلاً من المشي.

5- يلعب الوسط الاجتماعي المحيط بالطفل دوراً هاماً أيضاً، في حال وجود أصدقاءٍ يعانون من البدانة ترتفع نسبة الإصابة إلى 57 بالمئة.

6- قضاء ساعاتٍ طويلة أمام التلفاز، وألعاب الكمبيوتر، وتصفُّح الإنترنت.

7- يوجد أسباب أخرى تُسبّب بدانةً ثانوية (قصور الدرق، نقص هرمون النمو ، الأدوية كمضادات الهيستامين، داء كوشينغ).

ما هي مخاطر البدانة عند الأطفال؟

1- قد يحدث عند الطفل نوبات توقف تنفس أثناء النوم مع شخير.

2- يزداد مُعدّل حدوث الربو عند الأطفال البدينين.

3- قد يحدث ركوده صفراوية مع حصيات.

4- قد تحدث تشوهات في العظام وبشكل خاص الأطراف السفلية، وأيضاً آلام مفصلية.

5- من مخاطر البدانة أيضاً، ارتفاع الشحوم الثلاثية والكوليسترول.

6- قد تترافق البدانة مع ارتفاع الضغط الشرياني.

7- تُعتبر البدانة مُحفّزاً لارتفاع المقاومة على الأنسولين، وبالتالي قد يحدث داء السكري من النمط الثاني.

8- قد تُسبّب تراكم الشحوم في الكبد.

9- للبدانة أيضاً تأثيرٌ على مزاج الطفل، وقد يحدث لديه نهم للأكل.

10- قد يحدث نقص هرمون النمو وقصر القامة.

11- كما تُعتبر البدانة أحد العوامل المُؤهّبة للقلس المعدي المريئي.

12- قد يتأثر مستوى الطفل التعليمي وأداؤه المدرسي.

13- تؤثر البدانة على صحة الطفل النفسية، فقد تسبب له قلقاً واكتئاباً مع خجل ونظرةً سلبيةً للذات، كما تؤثر على علاقته بالأطفال الآخرين والوسط المحيط به.

14- وأيضاً تُسبّب فرط التوتر داخل القحف السليم.

15- في بعض الحالات قد تُسبّب البدانة: قلاء تنفسي، وقصور في القلب. ^[5]

ما هي النصائح الواجب اتباعها عند الأطفال الذين يعانون من البدانة؟

اتباع نظام غذائي صحي من خلال

1- التركيز على تناول الأطعمة الغنية بالألياف، كالفواكه (تفاح وموز)، والخضار (جزر، الخضار الورقية).

2- من المهم الحصول على غذاء متوازن (20 بالمئة من البروتين، 30 بالمئة من الدسم، 50 بالمئة من السكريات) مع التركيز على إعطائه وجبة الإفطار.

3- للرضاعة الطبيعية دورٌ أيضاً في تقليل معدل انتشار البدانة عند الأطفال.

4- مراقبة عادات الطفل الغذائية في حال كان يأكل فقط بدافع الملل أو الراحة، أو تعبيراً عن القلق والتوتر أو تظهر عليه علامات الاكتئاب، عندها يجب أخذ الاستشارة الطبية المناسبة.

5- من المهمّ جداً أن يكون الوالدان قدوةً جيدةً لطفلهما وملتزمان بتناول الطعام الصحي أمامه، مع دعم الطفل وتشجيعه وتعزيز ثقته بنفسه.

اتباع أسلوب حياة صحي

1- من الضروري أن يقوم الطفل بممارسة الرياضة إما بالأنشطة المدرسية، أو ركوب الدراجة، أو الركض، أو غيرها لمدة لا تقل عن (30 إلى 60) دقيقة.

2- تقليل وقت ألعاب الفيديو أو الكومبيوتر وتصفُّح الإنترنت، ومشاهدة التلفاز، واستخدام الهواتف الذكية، بحيث لا تتجاوز ساعة إلى ساعتين يومياً.

3- من المهم أيضاً حصول الطفل على ساعات نوم ٍكافية، حيث أن للنوم دوراً هاماً في التأثير على شهية الطفل ونموه.

4- في حال كانت البدانة ثانوية، تُعالج بعلاج السبب (قصور الدرق، نقص هرمون النمو).

5- ليس للعلاج الدوائي أو الجراحي دور في علاج البدانة عند الأطفال. ^[3]