تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ازداد معدل انتشار ارتفاع الضغط الشرياني عند الأطفال خلال العقود الماضية، وبلغت نسبته 4,5 بالمئة في الولايات المتحدة الأمريكية، وبذلك يكون قد زاد بمقدار أربعة أضعاف عن السابق، ولا تزال أسباب الازدياد غير واضحة تماماً، ولكن تُتهَم البدانة بأن لها الدور الأكبر في ذلك. وعلى عكس الاعتقاد السائد بأن ارتفاع الضغط الشرياني يصيب البالغين فقط، فهو يصيب الأطفال أيضاً، ويترك مضاعفات عديدة وخطيرة مستقبلاً في حال عدم العلاج المناسب، مثل: السكتة الدماغية، وقصور القلب.  ^[1]

ما هو الضغط الشرياني؟

الضغط الشرياني هو القوة التي يؤثر بها الدم على جدران الشرايين، وتتأثر بنتاج العضلة القلبية، ومقاومة الأوعية الدموية، وعند قياس الضغط الشرياني يتمُّ تسجيل رقمين هما: ^[2]

1- الضغط الانقباضي

هو الرقم الأعلى عند قياس الضغط الشرياني، ويشير إلى أعلى قيمة ضغط مُطبقة على الشريان أثناء انقباض العضلة القلبية، وضخّها الدم إلى أنحاء الجسم.

2- الضغط الانبساطي

هو الرقم الأقلُّ المُسجَّل عند قياس الضغط الشرياني، ويشير إلى قيمة الضغط عند استرخاء العضلة القلبية وامتلائها بالدم. على سبيل المثال: في حال كانت قيمة الضغط الشرياني هي 110/70 مم زئبقي، فإن رقم 110 يشير إلى ضغط الدم الانقباضي، ورقم 70 يشير إلى ضغط الدم الانبساطي.

ما هو ارتفاع الضغط الشرياني عند الأطفال؟

ارتفاع الضغط الشرياني هو الارتفاع المستمر في ضغط الدم الانقباضي أو الانبساطي أو كليهما خلال عدة قياسات متكررة. يتمُّ مقارنة قيم الضغط عند الطفل مع قيمٍ معيارية لأطفال آخرين بنفس الطول، والجنس، والعمر، وفي حال كانت النسبة تساوي أعلى من 95 بالمئة خلال ثلاث قياسات متكررة على الأقل يُعتبر الضغط الشرياني مرتفعاً، ويقسم إلى ارتفاع ضغط شرياني أساسي وثانوي: ^{[1] [3] [4]}

1- ارتفاع الضغط الشرياني الأساسي عند الأطفال

هو ارتفاع في الضغط الشرياني دون وجود أسباب عضوية مرضية واضحة، وهو يحدث عادةً عند الأطفال بعمر فوق 6 سنوات، وعند المراهقين، ويترافق حدوثه مع وجود بدانةٍ عند الطفل أو وجود عوامل وراثية.

2- ارتفاع الضغط الشرياني الثانوي عند الأطفال

هو ارتفاع في الضغط الشرياني يعود لأسباب مرضية محددة قد تكون أسباب كلوية، أو غدّية، أو قلبية، أو عصبية، أو تشوهات في الأوعية الدموية، وعادةً يكون عند الرضع، وصغار الأطفال بعمر أقل من 6 سنوات.  

ما هي أسباب ارتفاع الضغط الشرياني الأساسي عند الأطفال؟

ارتفاع الضغط الشرياني الأساسي يكون مجهول السبب عادةً، ويتمُّ التشخيص باستبعاد العوامل المرضية، وتشمل عوامل الخطورة لحدوثه:

1- زيادة الوزن عند الطفل والبدانة.

2- وجود ارتفاع ضغط شرياني عند أحد أفراد العائلة.  

3- يحدث عند الذكور أكثر من الإناث.

4- في حال كانت حياة الطفل غير مستقرة، ويعاني من القلق والتوتر.

5- اتباع نظام غذائي غير صحي، مثل: إضافة كمية كبيرة من الملح إلى الطعام أو أخذ واردٍ عالٍ من السعرات الحرارية.

6- في حال ولادة الطفل قبل الأوان (طفل خديج) أو نقص وزن الطفل عند الولادة.

7- وجود عوامل اجتماعية تؤثر على حياة الطفل: على سبيل المثال: تعرُّض الطفل لسوء المعاملة، أو العنف الأسري، أو عدم تأمين ظروف حياة مناسبة للطفل من طعام ومسكن. ^[4]

ما هي أسباب ارتفاع الضغط الشرياني الثانوي عند الأطفال؟

1- الأسباب الكلوية

مثل: التهاب الكبيبات الكلوية، التهاب الحويضة والكلية، التشوهات الكلوية (الكلية عديدة الكيسات، سوء تصنُّع الكلية).  

2- الأسباب القلبية الوعائية

تضيُّق الشريان الكلوي، وجود خثرة ضمن الوريد الكلوي، تضيُّق الشريان الأبهر، وجود ناسور شرياني وريدي.

3- الأسباب الغدّية

فرط نشاط الغدة الدرقية (Hyperthyroidism)، زيادة إفراز السيتروئيدات القشرية (Corticosteroid)، زيادة إفراز السيتروئيدات المعدنية (Mineralocorticoid)، زيادة إنتاج الكاتيكول أمين (Catecholamine).

4- الأسباب العصبية: وجود ورم في الدماغ، نزف دماغي، فرط التوتر ضمن القحف. ^[4]

ما هي أعراض ارتفاع الضغط الشرياني عند الأطفال؟

1- ارتفاع الضغط الشرياني الأساسي عند الأطفال عادةً يكون لا عرضياً، ويُكشَف صدفةً خلال الفحص السريري الروتيني للطفل، وقد يحدث صداع، أو إقياء، أو اضطراب في الرؤية، أو خفقان قلب، أو ضيق نفس، أو ألم صدري.

2- أما بالنسبة لارتفاع الضغط الشرياني الثانوي عند الأطفال بالإضافة إلى الأعراض السابقة (صداع، خفقان) تظهر أعراض المرض المرافق، مثلاً: فشل نمو في حال كان سبب ارتفاع الضغط القصور الكلوي المزمن، أو جسُّ كتلةٍ في البطن في حال كان السبب ورم كلوي، أو عدم انتظام النبض في حال كان السبب فرط نشاط الغدة الدرقية. ^{[3] [4]}

ما هي مضاعفات ارتفاع الضغط الشرياني عند الأطفال؟

المضاعفات الحادة، وتشمل: 

1- المضاعفات العصبية: مثل: اعتلال الدماغ، نوب اختلاجيه (حركات عضلية لا إرادية مع اضطراب في الوعي)، خمول، فقدان وعي.

2- المضاعفات القلبية: قد يحدث قصور قلب.

3- المضاعفات العينية: قد يُسبِّب ارتفاع الضغط وذمة حليمة العصب البصري، نزفاً ضمن الشبكية.

4- المضاعفات الكلوية: قد يحدث قصور كلية حاد. ^[4]

ما هي المضاعفات المزمنة لارتفاع الضغط الشرياني؟

 عادةً لا تحدث قبل سنّ البلوغ أو المراهقة المتأخرة، وتشمل:

1- السكتة الدماغية.

2- السكتة القلبية.

3- القصور الكلوي المزمن.

4- كما يؤثر ارتفاع الضغط الشرياني على بطانة الأوعية، ويُسبِّب أمراضاً قلبيةً وعائية. ^[4]

كيف يتمُّ علاج ارتفاع الضغط الشرياني عند الأطفال؟

يتمُّ بإتباع نظام حياة صحي مع أدوية خافضة للضغط، وعلاج السبب المؤدي لارتفاع الضغط وذلك من خلال: ^{[5] [6]}

1- اتباع نظام حياة صحي

1- تناول أغذية صحية، مثل: الخضار، الفواكه، الحبوب الكاملة، الأطعمة قليلة الدسم.

2- التقليل من تناول الملح والسكر.

3- الحدُّ من تناول الأطعمة المُصنّعة والمعلبة.

4- تجنُّب الكافيين الموجود في القهوة، والشاي، والمشروبات الغازية.

5- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لمدة 30 إلى 60 دقيقة على الأقل حوالي 3 إلى 5 مرات أسبوعياً.

6- حماية الطفل من التعرُّض للتدخين السلبي.

2- العلاج الدوائي

يشمل إعطاء أحد الأدوية من المجموعات الدوائية التالية أو مشاركة بين عدة أنواع منها تبعاً لحالة كل طفل، وهي:

1- مثبطات الأنزيم القالب للأنجيوتنسين (Angiotensin-converting enzyme (ACE) inhibitors ) تقوم بإرخاء وتوسيع الأوعية الدموية مما يسهل تدفُّق الدم من خلالها.

2- حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين (Angiotensin I receptor) تمنع تأثيرات المواد الكيميائية التي تقبض الأوعية الدموية.

3- حاصرات أقنية الكالسيوم (Calcium channel blockers) تقوم بتوسيع الأوعية الدموية، وبالتالي تخفض الضغط الشرياني.

4- حاصرات بيتا (Beta blockers) تمنع تأثير الأدرينالين، وتُقلّل عدد ضربات القلب، وبالتالي يقلُّ الضغط الشرياني.

5- مدرات البول (Diuretics) تقوم بتخليص الجسم من الكميات الزائدة من السوائل.