Skip links
طفلة صغيرة تضع ميزان الحرارة في فمها وتجلس على الأريكة. على يسارها تجلس أمها تنظر لها وعلى يمينها يجلس والدها ويضع لها كمادة بيضاء على جبينها

التسمُّم الغذائي عند الأطفال

الرئيسية » المقالات » الطب » أمراض » التسمُّم الغذائي عند الأطفال

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يعدُّ التسمُّم الغذائي من الاضطرابات المرضية الشائعة جداً عند الأطفال، وأكثر ما يحدث عند الأطفال بعمرٍ أقلّ من 5 سنوات، ويتسبّب بوفاة 125 ألف طفل سنوياً، وذلك تبعاً للتقارير الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، وتكثر الإصابة في البلدان النامية التي تعاني من سوء الصرف الصحي، وعدم الالتزام بقواعد النظافة العامة، وتخزين الأغذية في ظروفٍ غير صحية. [1]

ما هو التسمُّم الغذائي عند الأطفال؟

هو حالةٌ مرضيةٌ ناتجةٌ عن تناول أطعمةٍ ملوثةٍ بعوامل حية مُمْرضة، مثل: الجراثيم، الطفيليات، الفيروسات، الفطريات، أو بالمواد الكيميائية السامة، أو بسبب تناول الأغذية الفاسدة ذات الصلاحية المنتهية. وتختلف سرعة ظهور الأعراض تبعاً للعامل المُسبّب، فبعض أنواع الجراثيم تحتاج عدة ساعاتٍ ليظهر التأثير السُّمّي، وبعضها الآخر يستغرق عدة أيام أو أسابيع، ويتظاهر التسمُّم الغذائي بإسهال، وغثيان، وإقياء، وفي الحالات الشديدة قد يحدث قصورٌ كلويٌّ، أو كبديّ، أو اضطراباتٌ عصبية. [2]

كيف يحدث تلوث الطعام والمياه؟

1- عدم تخزين الطعام بشكلٍ صحي أو في درجة حرارةٍ مناسبة، وعلى سبيل المثال: عدم تبريد اللحوم، والأجبان.

2- طهي اللحوم بشكل غير كافٍ، فغالباً ما تتواجد الجراثيم في اللحوم النيئة.

3- عدم الالتزام بقواعد النظافة العامة من قبل الشخص الذي يقوم بإعداد الطعام، مثلاً: عدم غسيل اليدين قبل الطهي.

4- استخدام ألواح تقطيعٍ مشتركةٍ للخضار واللحوم دون غسلها بشكلٍ جيد.

5- تخزين اللحوم النيئة في الثلاجة فوق الطعام الجاهز للأكل، وبالتالي يتلوث بسببها.

6- عدم بسترة الحليب ومنتجاته.

7- دخول فضلات الإنسان والحيوان إلى مصادر المياه.

8- غسل الخضار والفواكه بالمياه الملوثة. [3]

ما هي الجراثيم التي تُسبّب التسمُّم الغذائي عند الأطفال؟

يوجد العديد من الجراثيم التي تُسبّب التسمُّم الغذائي عند الأطفال، وأشيعها: [2] [4] [5]

1- العطيفة الصائمية (Campylobacter)

غالباً ما تتنقل من خلال اللحوم، والأسماك، والدواجن غير المطهوة جيداً، والحليب غير المبستر، والمياه الملوثة، وتظهر الأعراض بعد يومين إلى 5 أيام من التعرض، وتكون الإصابة محددةً لذاتها عادةً، وقد يحدث إسهال مُدمّىً، ونادراً ما تُسبّب وفيات.

2- السالمونيلا (Salmonella)

هي السبب الأساسي للتسمُّم الغذائي في الولايات المتحدة الأمريكية، وأشيع سببٍ للدخول إلى المستشفى والوفيات، وتنتقل من خلال اللحوم، والبيض، والدواجن النيئة، أو غير المطبوخة جيداً، ومن خلال الفواكه، والخضار الطازجة غير المغسولة بشكل كافٍ، ومن التوابل والمكسرات الملوثة، وتبدأ الأعراض بالظهور بعد 6 ساعات إلى 6 أيام من التعرُّض.

3- العصية الكولونية (E. coli)

تنتقل عبر الطعام والمياه الملوثة ببراز الأشخاص أو الحيوانات المصابة، وعبر قطع اللحوم المفروم النيئة أو غير المطبوخة جيداً، والفواكه، والخضار الملوثة، والحليب غير المبستر، وهي تُفرز مادةً سامّةً تهيّج الأمعاء، ويبدأ ظهور الأعراض بعد يوم إلى أربعة أيام من التعرُّض.

4- الليستريا (Listeria)

تتواجد غالباً في منتجات الألبان غير المبسترة، والمأكولات البحرية المدخنة، واللحوم المُصنّعة مثل النقانق، وبشكلٍ أقل الخضار، والفواكه الملوثة، وتحدث الأعراض بعد 9 إلى 48 ساعة من التعرُّض.

5- المكورات العنقودية المذهبة (Staphylococcus aureus)

تنتقل عبر سلطة البطاطا أو البيض، الأطعمة المصنوعة من منتجات الألبان الملوثة، أو المعجنات المحشوة بقشدة، وقد تُركت في درجة حرارة الغرفة دون تبريد لفترةٍ طويلة، ويمكن أن تنتشر من خلال التلوث بالقطيرات التنفسية أثناء العطاس والسعال من قبل المصاب، أو من خلال يديه الملوثتين، ويبدأ التأثير خلال 30 دقيقة إلى 8 ساعات من العدوى.

6- الشيغيلا (Shigella)

تناول الأغذية أو المياه الملوثة ببراز الأشخاص المصابين أو مخالطتهم، وتناول الطعام الجاهز المُحضّر من قبل عاملٍ مصابٍ بالشيغيلا، وتظهر الأعراض بعد يوم إلى يومين من العدوى، وفي بعض الحالات يستغرق ظهورها أسبوعاً، وتُسبّب إسهالاً يحتوي على دمٍ أو مخاط.

ما هي أعراض التسمُّم الغذائي عند الأطفال؟

1- مخاطٌ في البراز، ويستمر الإسهال عدة أيام، وقد يبقى البراز رخواً قليلاً لمدة أسبوع أو أكثر.

2- يترافق في معظم الحالات مع إقياء، وغالباً ما يستمر لمدة يومٍ واحد، وفي بعض الحالات يستمر أكثر من ذلك.

3- ألمٌ في البطن مع مغص.

4- ترفُّعٌ حروريٌّ مع صداع.

5- في حال وجود إسهالات وإقياءات شديدة قد يحصل تجفاف، وأكثر ما يحدث عند الأطفال الذين تقلُّ أعمارهم عن سنة، وبشكلٍ خاص أقل من 6 أشهر، ويتظاهر بجفاف الفم، والأغشية المخاطية، وقلة أو غياب الدموع، وقلة كمية البول والخمول، وفي الحالات الشديدة قد يحدث اضطرابٌ في الوعي مع ميلٍ إلى النوم، وشحوبٍ في الجلد مع برودة الأطراف، ويصبح التنفس سريعاً وسطحياً، ويحدث انقطاع البول، وهبوط الضغط. [3] [4]

العلاج

غالباً تزول الأعراض السريرية خلال عدة أيام أو عندما يتمكن الجهاز المناعي للطفل من مقاومة العدوى، وفي الحالات الخفيفة يمكن أن يتمَّ العلاج في المنزل، وفي الحالات الشديدة أو عند حدوث المضاعفات يحتاج الطفل إلى الدخول إلى المستشفى، وتشمل التدابير العلاجية: [3] [4]

1- إعطاء الطفل محاليل الشوارد الفموية، وذلك لتعويض السوائل المفقودة أثناء الإقياء والإسهال، ولمنع حدوث التجفاف.

 2- تجنُّب إعطاء المشروبات الغازية، وكمياتٍ كبيرةٍ من عصائر الفاكهة المركزة لأنها يمكن أن تجعل الإسهال أسوء.

 3- في بعض الحالات يحتاج الطفل إلى إعطاء السوائل عبر الأنبوب الأنفي المعدي أو إعطاء السوائل عن طريق الوريد.

 4- يجب عدم إعطاء أدوية لإيقاف الإسهال للأطفال دون عمر 12 سنة، فهي غير آمنة، وقد تُسبّب مضاعفاتٍ خطيرة.

5- يمكن إعطاء الباراسيتامول (Paracetamol)، والإيبوبروفن (Ibuprofen) عند ارتفاع درجة الحرارة أو الصداع.

6- في بعض الحالات تكون هناك حاجة إلى العلاج بالصادّات الحيوية، مثل: الإصابة ناتجة عن أحد الجراثيم، أو وجود دمٍ في البراز، أو وجود ضعفٍ في الجهاز المناعي كما في حال العلاج الكيمياوي أو الإيدز.

7- يتمُّ إعطاء أدويةٍ مضادةٍ للطفيليات في حال كانت العدوى طفيلية.

كيف يمكن تقليل خطر الإصابة بالتسمُّم الغذائي عند الأطفال؟

1- غسل اليدين جيداً بالماء والصابون الدافئ لمدة 15 ثانية على الأقل من قبل جميع أفراد العائلة بشكلٍ متكررٍ، وخاصةً بعد الذهاب إلى الحمام، وقبل تحضير وتناول الطعام، وعدم لمس الطعام النيء.

2- غسل الخضار والفواكه النيئة جيداً قبل تناولها.

3- تنظيف جميع الأواني وأدوات التقطيع بالماء الساخن وسائل غسيل الصحون.

4- بسترة الحليب قبل إعطائه للطفل أو القيام بغليه في حال عدم القدرة على إجراء عملية البسترة.

5- الاحتفاظ باللحوم النيئة بشكلٍ خاص (اللحوم، والدواجن، والمأكولات البحرية) بعيداً عن الأطعمة الأخرى.

6- التخلص مباشرةً من الأطعمة الفاسدة والمنتهية الصلاحية.

7- تجنُّب تناول اللحوم والمأكولات البحرية النيئة، أو غير المطبوخة جيداً، والبيض النيء.

8- طهي جميع الأطعمة ذات المصادر الحيوانية إلى درجة حرارةٍ كافية: بالنسبة للحم البقر يجب أن يُطهى إلى درجة حرارة على الأقل 160 درجة فهرنهايت (71 درجة مئوية)، والدجاج والديك الرومي إلى درجة حرارة 165 درجة فهرنهايت (74 درجة مئوية)، والأسماك حتى درجة حرارة 145 درجة فهرنهايت (63 درجة مئوية)، وبيض الدجاج حتى يتماسك الصفار.

9- تبريد بقايا الطعام بسرعة، ويفضل أن يتمّ حفظها في علبٍ يمكن إغلاقها بشكلٍ محكم.

10- عدم الشرب مياه من الجداول والآبار الملوثة. [5]

المراجع البحثية

1- World Health Organization. (2015, December 3). Who’s first ever global estimates of Foodborne Diseases find children under 5 account for almost one third of deaths. World Health Organization. Retrieved July 24, 2023    

2- Cleveland Clinic medical. (2022, June 15). Food poisoning (foodborne illness): Symptoms, signs, treatment. Cleveland Clinic medical. Retrieved July 24, 2023

3- Tidy, C. (2020, December 13). Food poisoning in children. signs of food poisoning in children. Patient.info. Retrieved July 24, 2023

4- Mayo Clinic. (2022, December 30). Food poisoning. Mayo Clinic. Retrieved July 24, 2023

5- Brogan, R, J. (2022, April). Food poisoning. KidsHealth. Retrieved July 24, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.