Skip links
شخص مبتور الساق له قدم اصطناعية فضية اللون ويرتدي حذاء رياضي

تناذُر الطرف الشَّبَحي

الرئيسية » المقالات » الطب » تناذُر الطرف الشَّبَحي

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يعدُّ بتر أحد الأطراف من أصعب الطرق العلاجية المُتّبعَة في الكثير الأمراض (كالغرغرينا مثلاً)، فمن الضروري إجراؤها في بعض الحالات لإتمام العلاج، وعلى الرغم من صعوبة هذا الإجراء على المريض، إلا أن التحدّي الأكبر الذي قد يواجه المريض هو إحساسه بهذا الطرف المبتور بعد بتره ضمن ما يُسمّى بتناذُر الطرف الشَّبَحيPhantom limb) syndrome).

ما هو تناذُر الطرف الشَّبَحي؟

هي حالةٌ مرضيةٌ يعاني منها الأشخاص الذي خضعوا لعملية بتر أحد أطرافهم من إحساسٍ بالألم، والحركة في منطقة الطرف المبتور (أي غير الموجود)، وهي حالةٌ مزمنة، وقد تكون شديدةً ومُعنّدةً على الأدوية، وتتطلب المتابعة والعلاج الطبي.

إن المشكلة الأساسية في تناذُر الطرف الشَّبَحي هو الإحساس بالألم في الطرف المبتور، لذلك يُسمّى هذا التناذُر أيضاً ألم الطرف الشَّبَحي (Phantom limb pain) لكن في كثيرٍ من الحالات يشعر المريض بحركة الطرف أو حتى يمكن أن يتهيأ للمصاب أنه قادرٌ على تحريك هذا الطرف، وهي حالةٌ شائعةٌ حيث إنها تظهر لدى 80 إلى 100 بالمئة من الأشخاص الذين خضعوا لعملية بتر أحد أطرافهم. [1] [2]

الأعراض والتشخيص

يُراجع المريض عادةً بأعراض ألمٍ وحرقةٍ في الطرف المبتور حيث يكون المريض مُتيقّناً من وجود هذه الأحاسيس ضمن منطقة الطرف المصاب، وقد يصل الألم لدرجاتٍ شديدةٍ لا تستجيب لمُسكنات الألم الاعتيادية حيث يمكن أن يظهر هذا الألم وكأنه:

  • ألمٌ حارق.
  • ألمٌ ناتجٌ عن هرس الطرف المبتور.
  • صعقةٌ كهربائية.
  • التواء هذا الطرف.

إلا أن الأعراض لا تتوقف عند الألم فقط، بل قد تظهر الأعراض على هيئة أحاسيس أخرى مثل:

  • حركة الطرف المبتور.
  • سخونةٌ أو برودةٌ ضمن هذا الطرف.
  • شعورٌ بالاهتزاز ضمنه.
  • الحكة.

عادةً ما تظهر هذه الحالات ضمن الشهور الستة الأولى بعد إجراء عملية البتر، وبشكلٍ عام يكون تشخيص هذه الحالة سهلاً إلا أنه يجب التفريق بين تناذُر الطرف الشبحي أي الإحساس بالطرف المبتور، وتناذُر ألم الطرف المُتبقّي، ويكون سبب هذه الحالة غالباً متعلقاً باندمالٍ معيبٍ للجرح أو البتر بشكلٍ غير صحيح.

يُذكر وجود بعض الحالات لوجود ألمٍ غير مُفسَّر لدى عددٍ من الأشخاص بعد عدة سنين من قيامهم بعملية بترٍ لأحد أطرافهم، ويتضح فيما بعد أنه تظاهرٌ متأخرٌ لأعراض تناذُر الطرف الشّبحي. [1] [2]

ما هي مُسبّبات تناذُر الطرف الشَّبَحي؟

لا يزال الجواب النهائي حول مُسبّبات تناذُر الطرف الشَّبَحي غير محددة، فعلى الرغم من اقتراح الاضطراب النفسي الناتج عن عملية البتر كسببٍ رئيسيّ لهذا التظاهر إلا أنه يبقى السؤال حول آلية تشكُّل تنبيهٍ عصبيّ لمنطقةٍ لم تعد موجودةً في الجسم حيث إنه يُقترح غالباً حدوث سوء توصيل في التنبيهات الحسية الجسدية في الجهاز العصبي المركزي.

أي أنه يوجد ربطٌ بين غياب ووجود الطرف، وتفعيلٍ مباشرٍ لأبسط المُنبّهات العصبية للدفاع عن الجسم (الألم)، فغياب الطرف يدفع لتوليد تنبيهٍ عصبيّ حسي يمرُّ عبر نفس السبيل الذي كان يصل بين الطرف المصاب والدماغ، الأمر الذي يُعطي انطباعاً خاطئاً للمريض على أن الألم مصدره هو الطرف المبتور. [3]

تدبير تناذُر الطرف الشَّبَحي

إن نسبةً كبيرةً من الحالات تكون أعراضها بسيطةً، ولا يحتاج المريض لعلاجٍ دوائي، وقد تتطلب بعض الحالات استخدام مسكنات الألم كمضادات الالتهاب الستيرويدية، وكما يوصف للحالات الشديدة أصنافٌ من مضادات الاكتئاب أو مضادات الاختلاج.

كما توجد طرق تدبيرٍ أخرى غير دوائية ذات فعاليةٍ مثبتة نذكر منها: العلاج بالإبر (أي وخز الإبر على مسار الألم)، والعلاج الحراري، والعلاج عن طريق تنبيه النخاع الشوكي، وأحد أكثر الطرق المُتّبعَة غير الدوائية في حالات تناذُر الطرف الشّبحي هي ما يُسمّى (Mirror box therapy) بالصندوق المرآة. [3]

ما هو علاج الصندوق المرآة (Mirror box therapy)؟

هو علاجٌ قائمٌ بشكلٍ رئيسي على خداع الدماغ، وذلك عبر إحداث تنبيهٍ بصريّ على أن الطرف المبتور هو طرفٌ سليم، ولا يعاني من أية مشاكل، الأمر الذي قد يُحدث استجابةً بتخفيف الألم في منطقة الطرف المصاب.

يتألف الصندوق المرآة من مرآةٍ بسيطةٍ تُشكل أحد جدران صندوقٍ خشبي حيث يضع المريض اليد السليمة خارج الصندوق بمواجهة المرآة، واليد الأخرى المبتورة يضعها داخل الصندوق، والهدف الرئيسي هو نسيان المريض لما هو موجودٌ داخل الصندوق (بقايا الطرف المبتور)، والتركيز على ما هو خارج الصندوق (الطرف السليم المُواجه للمرآة).

حيث يمكن تحريك الطرف السليم وفق حركاتٍ متناسقةٍ بالاعتماد على الموسيقى مثلاً، وعندها سيلاحظ المريض وجود حركةٍ مماثلةٍ على المرآة، وهذا الأمر سيعطي انطباعاً حسّياً جسدياً على أن الطرف المبتور لا يعاني من أية مشاكل، فهو يقوم بحركةٍ متناسقةٍ مع حركة الطرف السليم (إلا أن الحركة في الواقع هي فقط حركة الطرف السليم، وانعكاسه على المرآة) حيث إن الجهاز العصبي يستجيب أكثر للتنبيهات البصرية الأمر الذي يمنح الانطباع على أن ما يوجد على المرآة هو الطرف المبتور.

يتطلب هذا النوع من المعالجة البدء به بأسرع وقتٍ ممكن حيث إن قدرته على تخفيف الألم وإراحة المريض تزداد مع مرور الزمن، وتجنّب المريض العلاج الدوائي المُكلف، والذي يحمل الكثير من الأعراض الجانبية غير المرغوبة. وأيٌّ كانت الطريقة المُتّبعَة لعلاج تناذُر الطرف الشَّبَحي، فإنه من الضروري البدء بالعلاج في حال ظهور أي عرض، وعدم تجاهل حالة الأشخاص المصابين بهذا التناذُر. [4]

المراجع البحثية

1- Cristol, H. (2006, December 31). What is phantom limb pain? WebMD. Retrieved August 9, 2023

2- Professional, C. C. M. (n.d.). Phantom limb pain. Cleveland Clinic. Retrieved August 9, 2023

3- valethealth. (2022, December 15). Phantom Limb Pain: Causes and Treatments – Pontchartrain Orthopedics & Sports Medicine. Pontchartrain Orthopedics & Sports Medicine. Retrieved August 9, 2023

4- Mirror Therapy. (n.d.). Physiopedia. Retrieved August 9, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.