تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يُعتبر عوز هرمون النمو من الاضطرابات النادرة عند الأطفال حيث يُصيب طفلاً واحداً من أصل كل 4000 إلى 10000 طفل، ولكنه يعدُّ من الأمراض الخطيرة في حال عدم العلاج، والتي تؤثر على صحة ونوعية حياة الطفل. تؤثر أيضاً على ثقته بنفسه ونظرته لذاته، فعندما يجد نفسه أقلَّ طولاً من أقرانه قد يُصاب بالقلق، والتوتر، وقلة الثقة بالنفس، والاكتئاب.

كما أن عدم التدبير المناسب يترتَّب عليه العديد من المضاعفات عند الطفل من قصر قامة، وتأخر بلوغ، وفرط شحوم الدم، واضطرابات قلبية وعائية. ^[1]

ما هو عوز هرمون النمو عند الأطفال؟

عوز هرمون النمو (Growth hormone deficiency (GHD)) أو القزامة النخامية (Pituitary dwarfism) هو اضطرابٌ مرضيّ يتمُّ إنتاج كميات غير كافية من هرمون النمو من قِبل الغدة النخامية الأمامية، مما يُسبّب قصر قامة للطفل مع بطء وتأخر نموّ، وملامح وجه مميزة (رأس مدور، وجه بملامح ناعمة)، وصغر أعضاء تناسلية، وتأخر بلوغ، وبدانة مع بقاء الذكاء طبيعياً عند الطفل. ^{[1] [2]}

قد يكون عوز هرمون النمو معزولاً أي يحدث فقط نقص في هرمون النمو دون وجود اضطرابات أخرى في عمل الغدة النخامية، وهو الأشيع عند الأطفال أو قد يكون عوز هرمون النمو مترافقاً مع قصور غدة نخامية شامل أي يترافق مع نقص هرمونات الغدة النخامية الأخرى، وهي:

1- الهرمون المضاد للإبالة أو يُسمَّى فازوبرسين Antidiuretic hormone (ADH or vasopressin).

2- الهرمون المنبه للجُريبات ((Follicle-stimulating hormone (FSH).

3- الهرمون الملوتن (Luteinizing hormone (LH)).

4- الهرمون المنبه للغدة الدرقية (Thyroid-stimulating hormone (TSH)).

5- الهرمون الموجه لقشر الكظر (Adrenocorticotrophic hormone (ACTH)).

ما هي أسباب عوز هرمون النمو عند الأطفال؟

قد يكون عوز هرمون النمو عند الأطفال خَلقياً أو مُكتسباً أو مجهول السبب: ^{[1] [3]}

1- عوز هرمون النمو الخَلقي: قد يعود لطفراتٍ جينية تؤثر على عمل الغدة النخامية، أو بسبب عدم وجود الغدة النخامية، أو وجود اضطراب في عمل مُستقبِلات هرمون النمو.

2- عوز هرمون النمو المُكتسَب: قد يحدث بسبب وجود ورمٍ دماغي على مستوى الغدة النخامية أو الوطاء.

3- رضوض على الرأس، والنزف الدماغي، والعمليات الجراحية على الرأس.

أمراض المناعة الذاتية

1- العلاج الشعاعي للسرطان في حال شمل الإشعاع الوطاء والغدة النخامية.

2- الحرمان النفسي والعاطفي: يتظاهر باضطرابات نفسية سلوكية عند الطفل، وتكون العلاقة سيئة مع الأهل أو يوجد عنف أسري، ويتحسن الطفل عند إبعاده عن البيئة المحيطة.

3- عوز هرمون النمو مجهول السبب: أي يحدث لأسباب غير معروفة.

ما هي أعراض عوز هرمون النمو عند الأطفال؟

1- يحدث قصر القامة شديد متناسب الأجزاء عند الطفل: أي يكون الطفل قصير القامة لكن يوجد تناسب بين طول الأطراف والجذع.

2- ينمو الأطفال الذين لديهم عوز هرمون النمو بمعدَّل بطيءٍ جداً (أقلُّ من 3,5 سم في السنة)، ويظهر تباطؤ نمو الطفل في عمر سنتين إلى ثلاث سنوات.

3- يُسبّب عوز هرمون النمو صغراً في حجم القضيب عند الطفل وخصيةً هاجرة.

4- أيضاً في حال عدم إنتاج هرمون النمو بشكل كافٍ ليقوم بتحفيز عملية البلوغ عند الطفل، فلن تظهر لديه علامات البلوغ، وقد يحدث تأخر أو غياب لمرحلة البلوغ.

5- كما يحدث عند الأطفال الذين لديهم عوز هرمون النمو تأخر في بزوغ الأسنان، ويحدث تأخر في العمر العظمي (العمر العظمي أقلُّ من العمر الزمني).

6- قد يبدو وجه الطفل بملامح ناعمة وغير ناضجة مقارنةً بالأطفال في نفس العمر، وقد تكون الجبهة بارزةً مع انخفاض في جذع الأنف وذقن حاد.

7- كما يحدث نقص في سكر الدم، وقد تكون أول تظاهرات نقص هرمون النمو عند الطفل حديث الولادة هي نقص السكر.

8- تحدث بدانة عند الطفل مع توضع الشحوم بشكل خاص في منطقة البطن.

9- يبقى ذكاء الطفل ضمن الطبيعي ولا يتأثر.

10- في حال عدم علاج عوز هرمون النمو عند الأطفال قد تحدث المضاعفات التالية:

– انخفاض كثافة العظام، وزيادة الإصابة بالكسور العظمية، وفي المستقبل قد يصبح لديهم هشاشة عظام.

– زيادة الإصابة بأمراض القلب، والأوعية الدموية، وارتفاع الشحوم. ^[1]

كيف تُشخَّص الإصابة بعوز هرمون النمو عند الأطفال؟

1- التحاليل الدموية

– يتمُّ معايرة هرمون النمو في الدم، كما تتمُّ معايرة هرمونات الغدة النخامية الأخرى، مثل: الهرمون المُنبّه للغدة الدرقية (TSH) التي يُحتمل نقصها بشكل مرافق.

– يتمُّ إجراء اختبار التحريض: إعطاء مواد تُحرِّض إنتاج هرمون النمو مثل: أرجينين (Arginine)، أو الأنسولين (Insulin) ثم تتمُّ معايرته في الدم.

2- صورة شعاعية لليد اليسرى والمعصم

يتمُّ تحديد العمر العظمي للطفل بناءً على وجود نقاط التعظُّم، وفي حال عوز هرمون النمو يكون العمر العظمي أقلّ من العمر الزمني للطفل.

3- التصوير الطبقي المحوري والرنين المغناطيسي

في بعض الحالات يتمُّ إجراء تصوير طبقي محوري، أو رنين مغناطيسي في حال وجود اضطراب في التحاليل الدموية، أو وجود شك بوجود ورم على مستوى الغدة النخامية، أو الدماغ. ^[5]

كيف يتمُّ علاج الإصابة بعوز هرمون النمو عند الأطفال؟

1- يتمُّ العلاج بإعطاء هرمون النمو البشري الاصطناعي حقناً تحت الجلد، ويُسهم في تحسين طول الطفل، وزيادة الكتلة العضلية، ويحسّن نمو العظام، ويخفف من البدانة عند الطفل.

2- تتمُّ مراقبة الطفل عند طبيب أمراض الغدد عند الأطفال، وذلك كل أربعة إلى ستة أشهر مع قياس الطول والوزن بشكل منتظم، ويمكن إجراء صورة عمر عظمي للمعصم، وتحاليل دموية كل فترة لمراقبة التحسن والاستجابة للعلاج.

3- معظم الأطفال يستجيبون للعلاج بهرمون النمو، ويتحسن الطول والنمو، ولكن بعض الأطفال الآخرين لا يُبدون أي استجابة للعلاج. ^[6]

هل يوجد آثار جانبية للعلاج بهرمون النمو البشري الاصطناعي عند الأطفال؟

عادةً تكون الآثار الجانبية غير شائعة، ولكن يمكن أن يحدث: ^[7]

1- صداع.

2- آلام عضلية ومفصلية.

3- تورُّم اليدين والقدمين.

4- زيادة انحناء العمود الفقري (الجنف).

5- قد يحدث مقاومة للأنسولين عند الطفل، وبالتالي يرتفع سكر الدم.

6- قد يحدث قصور خفيف في وظيفة الغدة الدرقية.

7- كما توجد بعض الآثار الخطيرة، ولكنها نادرة الحدوث، مثل:

– صداع شديد مع صعوبة في الرؤية أو ما يُعرف بالورم المخِّي الكاذب.

– انزلاق مشاش رأس عظم الفخذ: وهو اضطراب في مفصل الورك يُسبّب للطفل عرج، وقصر أحد الساقين، وألم، وصعوبة في حركة المفصل

متى يتمّ إيقاف العلاج بهرمون النمو عند الأطفال؟

1- عندما يبلغ الطفل الطول المطلوب، والذي يتوافق مع العوامل الوراثية (أي يتوافق مع الطول المتوقَّع بالنسبة لطول الأب والأم).

2- عندما يصبح العمر العظمي للأنثى 14 سنة أو أكبر، والعمر العظمي للذكر 16 سنة أو أكبر.

3- في حال كان معدل زيادة الطول أقل من 2 سم في السنة.

4- وجود آثار جانبية خطيرة توجب إيقاف العلاج (صداع شديد مع صعوبة في الرؤية). ^[7]