Skip links
فتاة بالغة ترتدي كنزة رمادية وتضع يداها الاثنتان عل رقبتها وتظهر على رقبتها رسمة للغدة الدرقية باللون الأحمر

قصور الدرق – الأعراض، الأسباب والعلاج

الرئيسية » المقالات » الطب » قصور الدرق – الأعراض، الأسباب والعلاج

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يُعرّف قصور الدرق أو نقص نشاط الغدة الدرقية (Hypothyroidism) بأنه عدم قدرة الغدة الدرقية على إفراز هرموناتها بما يتناسب مع حاجة الجسم، وذلك يؤدي إلى ظهور أعراض تشمل مختلف أجهزة الجسم، وتشيع الحالة عند النساء بعد عمر الخمسين أكثر من الرجال لأسباب مختلفة.

الغدة الدرقية

هي غدةٌ كبيرة لها شكل الفراشة مكونةٌ من فصين يفصل بينهما برزخ، وتقع في العنق أمام الحنجرة، وتُفرز هرمونين هما التيروكسين T4 (Thyroxine) والتيرونين ثلاثي اليود T3 (Triiodothyronine) اللذان يعملان على عملية استقلاب الجسم، وهي عملية تحويل الطعام لطاقة، وذلك بأوامرٍ من الغدة النخامية التي تُطلق الهرمون المُحرّض للغدة الدرقية (Thyroid-Stimulating Hormon)، وهنالك أمراضٌ تؤدي إلى نقص أو زيادة هرمونات الغدة الدرقية مما يؤدي إلى خللٍ في استقلاب الجسم. [1]

أعراض قصور الدرق

تبدأ أعراض قصور الدرق بالظهور بشكل بطيء وتختلف من مريض لآخر، وتكون بعض هذه الأعراض غير نوعية لأمراض الغدة الدرقية ومنها: [2]

1- الجهاز الهضمي

يعاني المريض من الإمساك وزيادة الوزن نتيجة نقص في استقلاب الدهون، وزيادة مستوى الكولسترول في الدم.

2- الجهاز القلبي الوعائي

يسبب قصور الدرق للمريض بطء القلب وارتفاع نسبة الإصابة بنقص التروية القلبية نتيجة زيادة الكولسترول.

3- الاضطرابات النفسية

مثل الاكتئاب، وتقلب المزاج، ومشاكل النوم، والتعب العام.

4- الجهاز العضلي الهيكلي

يصيب المريض ألمٌ وتوترٌ في العضلات وضعف في المفاصل.

5- الجهاز التناسلي الأنثوي

اضطرابٌ في مواعيد الدورة الطمثية، نتيجة خلل استقلاب الهرمونات الجنسية الأنثوية، وصعوبة في الحمل والإنجاب.

6- الجهاز التناسلي الذكري

يعاني الذكر المريض من خلل في الانتصاب عند تحريض الرغبة الجنسية، نتيجة خلل استقلاب هرمون التستوستيرون.

7- الجلد والشعر

يصبح الجلد جافاً والشعر ضعيفاً، ويشعر المريض بالبرد بشكل دائم، ويعاني من نقصٍ في التعرق.

8- البلوغ والنمو

يمكن أن يسبب قصور الدرق تأخراً في النمو عند الأطفال، والبلوغ المبكر عند المراهقين. أما عند الرضع فيسبب قصور الدرق الولادي صعوبةً في الرضاعة والنوم، وقد يكون بدون أعراض في بعض الأحيان.

قد تكون الأعراض شديدةً إذا لم يُعالج قصور الدرق، مثل: فقر الدم، ونقصٍ في السمع، وبحة الصوت نتيجة ضخامة الغدة الدرقية. قد تصبح الحالة مهددةً للحياة عندما يقع المريض في غيبوبةٍ ووذمةٍ مخاطية، وهي حالة يظهر فيها انخفاض الضغط، والحرارة، وبطء ضربات القلب، والوهن العام.

أسباب الإصابة بقصور الدرق

إن الإصابة بقصور الدرق لها أسباب عديدة قد تكون مناعية، مثل: داء هاشيموتو (Hashimoto’s disease)، وهو مرضٌ مناعيٌّ يهاجم فيه الجسم الغدة الدرقية، ويمنعها من إفراز هرموناتها بشكل صحيح أو أسباب التهابية، مثل: التهاب الغدة الدرقية تحت الحادّ أو التهاب ما بعد فترة النفاس عند الولادات أو التهاب الغدة الدرقية الصامت، ويمرُّ جسم المريض بفترةٍ من ارتفاع مستوى الهرمونات الدرقية في الدم، وتُدعى الحالة بالسمّية الدرقية (Thyrotoxicosis). [3]

وقد تبقى الحالة لمدة شهرٍ، وبعدها يحدث انخفاضٌ في إنتاج الغدة الدرقية للهرمونات لتصل لمرحلة قصور الدرق. ممكن أن تكون الأسباب جراحيةً، مثل: استئصال جزءٍ من الغدة الدرقية نتيجة إصابتها بكتل سليمة أو أورامٍ خبيثةٍ صغيرة الحجم، مما يسبب عدم كفاية إنتاج الهرمونات الدرقية من القسم المتبقي بعد العمل الجراحي.

ويمكن أن يلعب العلاج الشعاعي المُطبق بعد الجراحة في أورام الدرق الخبيثة دوراً في إحداث قصور الدرق، وقد يكون استخدام المريض لبعض الأدوية سبباً غير مباشرٍ في إمراضية قصور الدرق، مثل: أدوية العلاج الكيماوي لمرضى السرطان أو الليثيوم المستخدم عند مرضى الاكتئاب، وأسباب أخرى خلقية تصيب الأطفال، كنقص تطور الغدة الدرقية.

قصور الدرق والحمل

عند إصابة المرأة الحامل بقصور الدرق أو حدوث حمل عند المريضة، يمكن أن تتطور لديها اختلاطات خطيرة مهددة لحياتها وحياة جنينها، كإصابة الأم بمقدمة الارتعاج، وهي حالةٌ تصيب الحوامل يحدث فيها ارتفاعٌ في ضغط الدم، واحتباس سوائل، وقد تهدد هذه الحالة الجنين بإصابته بنقص النمو، واحتمال إصابته بقصور الدرق بعد الولادة، إضافةً إلى إصابة المرأة الحامل بفقر الدم بنقص الحديد والنزف بعد الولادة، واحتمال حدوث الإسقاطات أو الولادة المبكرة، كما يمكن إصابة الطفل بمشاكل جسدية وعقلية. [4]

تشخيص وعلاج قصور الدرق

عندما تظهر أحد الأعراض السابقة على المريض عليه أن يجري التحاليل المخبرية اللازمة، وهي معايرة مستوى الهرمون المحرض للدرق TSH والتيروكسين T4 الحرّ، عندما يُلاحظ انخفاضه عن المستوى الطبيعي يقوم الطبيب بوصف العلاج الهرموني الذي يعمل على تعويض الهرمونات المفقودة (levothyroxine)، ويتمُّ أخذ هذه الأقراص في نفس التوقيت يومياً على معدة فارغة مع شرب كمياتٍ كافيةٍ من الماء، ويتمُّ مراقبة مستوى الهرمونات شهرياً حتى تصل إلى المستوى المطلوب لتحديد جرعة الدواء اللازمة بما يتناسب مع حاجة المريض. [5]

المراجع البحثية

1- Hypothyroidism. American Thyroid Association. (n.d.). Retrieved March 10, 2023

2- Holland, K. (2023, February 21). What you need to know about hypothyroidism. Healthline. Retrieved March 10, 2023

3- U.S. Department of Health and Human Services. (n.d.). Hypothyroidism (underactive thyroid) – NIDDK. National Institute of Diabetes and Digestive and Kidney Diseases. Retrieved March 22, 2023

4- NHS. (n.d.). NHS choices. Retrieved March 10, 2023

5- Philip R Orlander, M. D. (2022, June 1). Hypothyroidism. Practice Essentials, Background, Pathophysiology. Retrieved March 10, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.