تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تضاعف عدد المصابين بالداء السكري خلال ال 20 سنة الأخيرة، ويكتسب خصوصيةً أثناء الحمل لما له من مضاعفاتٍ واختلاطاتٍ على سير الحمل، والحامل، وعلى الجنين، والوليد.

ما هي أنماط السكري خلال الحمل؟

يحدث السكري خلال الحمل عند 15.5 بالمئة من النساء حيث يتوزع كما يلي:

• 12.81 بالمئة سكري حملي، وهو سكري يُشخّص للمرة الأولى خلال الحمل.

• 1.3 بالمئة سكري معروف قبل الحمل قد يكون نمط 1 أو النمط 2. ^[1]

ما هي عوامل الخطر لحدوث السكري الحملي؟

1- السمنة BMI أكثر من 30 كغ/م².

2- سوابق سكري حَملي.

3- سوابق تشوُّهاتٍ أو وفيات أجنة.

4- قصة عائلية للسكري.

5- بيلة سكرية.

6- سوابق عرطلة جنينية.

7- العمر أكثر من 35 سنة.

8- ارتفاع توتُّر شرياني حملي. ^[2]

ما هو تأثير السكري على الجنين؟

1- عرطلة الجنين (وزن الجنين أكبر من 4.5 كغ):

يحدث بسبب ارتفاع سكر الدم عند الأم الذي ينتقل إلى دم الجنين، وارتفاع السكر عند الجنين يؤدي إلى زيادة إفراز الأنسولين من جزر لانغرهانس (التي تتضخَّم أيضاً)، وبالتالي زيادة تركيب الغلوكوجين، والسكريات، وتراكم الشحوم مُسبّبة العرطلة، وتزداد نسبة حصول العرطلة الجنينة في حال سُمنة الأم.

2- تشوُّهات الجنين الخلقية:

وأشيعها التشوُّهات القلبية الوعائية، والعضلية، الهيكلية، والعصبية، وتحدث بشكلٍ خاص في حالات عدم ضبط مستوى السكر عند الأم في فترة الإلقاح، وفترة تشكُّل الأعضاء عند الجنين (الأسابيع التسعة الأولى من الحمل).

3- موت الجنين داخل الرحم:

وترتفع نسبة حدوثه إذا اختلط السكري بتبدُّلات كلويةٍ، أو وعائيةٍ، أو حدوث حماض. ^[1]

هل السكري أثناء الحمل سببٌ في حدوث السكري لاحقاً عند الطفل؟

بالطبع هنالك علاقةٌ بين حدوث السكري الحَملي عند الأم وبين حدوث السُّمنة، وزيادة الوزن عند الطفل لاحقاً في فترة الطفولة والمراهقة، أيضاً يكون خطر إصابة الطفل بالسكري نمط 2 لاحقاً أعلى منه عند الأطفال من أمهات لم يُصبن به أثناء الحمل. ^[3]

ما تأثير السكري على سير الحمل؟

يُسبّب السكري عدة مضاعفاتٍ خطيرةً:

1- ارتفاع التوتُّر الشرياني: حيث تزداد نسبة حدوث ارتفاع التوتُّر الشرياني أو الانسمام الحَملي 3 إلى 4 أضعاف عنها في حال عدم وجود السكري، وخاصةً في حالات وجود تبدُّلاتٍ وعائيةٍ أو كلويةٍ عند الأم، ويخفُّ خطر تطوُّر الانسمام الحَملي في حال الضبط الدقيق لقيم السكر عند الأم.

2- الاستسقاء الأمنيوسي بسبب اختلال توازن السوائل والشوارد.

3- كثرة الرضوض الوالدية أثناء الولادة بسبب عرطلة الجنين.

4- ارتفاع نسبة العمليات القيصرية، وزيادة نسبة الخمج. ^[3]

هل السكري أثناء الحمل سببٌ في حدوث الإسقاط العفوي أو الولادة الباكرة؟

بالطبع يزداد خطر حدوث الإسقاط العفوي عند الحوامل السكريات، وقد يكون السبب هو ارتفاع سكر الدم عند الأم، والذي يؤدي إلى أذيّةٍ في تشكُّل وتطوُّر الجنين، وخاصةً في الأسابيع الأولى من الحمل. أيضاً إذا طورت الحامل السكرية مقاومةً على الأنسولين وارتفعت قيم الأنسولين في الدم قد يؤدي إلى أذيّة خلايا المشيمة في الفترة الباكرة لتشكُّلها، وبالتالي يزيد خطر الإسقاط.

ويزداد خطر الولادة المبكرة عند الحوامل السكريات، وخاصةً في حال عدم ضبط قيم السكر عند الأم في الثلث الأول والثاني من الحمل، والسبب قد يكون الاستسقاء الأمنيوسي أو العرطلة الجنينية حيث يتحرّض المخاض الباكر عفوياً، وقد يكون السبب وجود اختلاطات أخرى للسكري، مثل: الخمج، وتطوُّر الانسمام الحملي التي يدفع الطبيب إلى تحريض الولادة باكراً. ^{[3] [4]}

كيف يمكن الوقاية من هذه الاختلاطات قدر الإمكان؟

جميع هذه الاختلاطات تكون أعلى في حالات سُمنة الأم، وفي حال عدم ضبط قيم السكر لذلك فإن الوقاية يجب أن تبدأ قبل الحمل حيث يتمُّ تحديد عوامل الخطورة لحدوثه من قبل الطبيب، ويتمُّ توجيه السيدة لاتباع نظامٍ غذائيّ صحيّ يعتمد على الخضراوات، والفواكه، والابتعاد عن النشويات، والسكريات، والالتزام بالتمارين الرياضية المناسبة للحفاظ على وزنها ضمن الطبيعي.