تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هو المخاض؟

المخاض عبارة عن سلسلةٍ من الأحداث تؤدي في نهايتها إلى خروج محصول الحمل الذي يشمل الجنين والمشيمة عبر السبيل التناسلي بعد الأسبوع العشرين من الحمل، وغالباً يبدأ المخاض خلال أسبوعين قبل أو بعد الموعد المحدد للولادة، ولا يمكن التنبؤ بدقة بموعده. ^[1]

ما هي آلية حدوث المخاض؟

ما زالت الآلية المباشرة لبدء حوادث المخاض غير واضحة بشكلٍ كامل، لكن يحدث تنسيق معقد لإتمام عملية الولادة، وتتدخل العديد من الهرمونات في هذه العملية، ومنها: ^[2]

1- الأوكسيتوسين

يعتبر مقلصاً للعضلة الرحمية، وهو مركبٌ عصبيّ يتمُّ إنتاجه في المهاد، ويخزن في النخامى الخلفية، ويكون عديم الفعالية في منتصف الحمل أو قبل نضج العنق، لكنه يصبح فعالاً بشدة في تحريض التقلصات الرحمية في نهاية الحمل، بسبب زيادة عدد مستقبلاته في نسيج العضلة الرحمية.

2- البروستاغلاندين

أثبتت الدراسات وجود دور هام للبروستاغلاندين في بدء المخاض، حيث تزداد مستوياته بشدة خلال المخاض، وهو يفيد في نضج العنق، وفي تحريض التقلصات الرحمية.

بالإضافة إلى دور الهرمونات يلعب الجنين دوراُ هاماً في إقلاع عملية المخاض، حيث يعتقد أن الجنين الناضج يطلق إشاراتٍ غدية تؤدي إلى بدء المخاض، مثل: الكاتيكولامينات التي تفرز بواسطة الغدد الكظرية، ويعتقد أيضاً أن الكورتيزول المفرز من الجنين في نهاية الحمل يؤثر على العضلة الرحمية.

ما هي علامات المخاض؟

المخاض لا يحدث بشكلٍ مفاجئ، إنما تسبقه بضعة أسابيع تحدث فيها عدة أعراض وعلامات تدل على قرب حدوثه، ومن هذه العلامات: ^[1]

1- التخفف (Lightening)

هو تدخل المجيء ضمن الحوض، حيث يثبت في المضيق العلوي للحوض، ويزداد في هذه الحالة ضغط الرحم على المثانة، وبالتالي تزداد الحاجة عند الحامل إلى التبول، لكن يخف عند الحامل ضيق التنفس والزلة.

2- ظهور السدادة المخاطية (Mucus Plug) أو (Bloody Show) خلال الحمل

تتجمع قطعة من المخاط عند فوهة العنق، حيث يحمي هذا المخاط من صعود الجراثيم عبر عنق الرحم إلى الرحم، لكن عندما يبدأ عنق الرحم بالاتساع والإمحاء، وتزداد ليونته، فتنقذف هذه السدادة المخاطية عبر المهبل، وغالباً ما يكون فيها بعض الخيوط الدموية، وقد تظهر بلونٍ رائقٍ صافٍ أو مدماة بلون زهري.

3- انبثاق جيب المياه (تمزق الأغشية الأمنيوسية)

يحدث على شكل نزول دفقةٍ مفاجئة من سائلٍ دافئٍ صافٍ لا يمكن إيقافه، ويبدأ المخاض بعده، وفي أحيان أخرى يحدث تمزق جيب المياه أثناء المخاض.

التقلصات الرحمية التي تكون في البداية غير منتظمة ومتباعدة ثم تصبح مؤلمة منتظمة الشدة مع تقدم المخاض.

ما هي مراحل أو أدوار المخاض؟

يقسم المخاض إلى ثلاث مراحل أو أدوار:

1- الدور الأول (دور الإمحاء والاتساع)

يبدأ هذا الدور مع بدء التقلصات الرحمية الفعالة، وينتهي مع اتساع عنق الرحم بشكلٍ كامل، ويقسم هذا الدور إلى:

الطور الكامن أو الخفي (The Latent Phase)

تزداد في هذا الطور فعالية الرحم، حيث تكون التقلصات الرحمية مؤلمة، لكنها غير منتظمة، وغالباً تكون متباعدةً بفواصل أكثر من 5-20 دقيقة رغم أنها تؤدي إلى بدء نضج عنق الرحم، حيث تزداد ليونته مع حدوث بعض الإمحاء، ويتسع إلى حوالي 4-6 سنتيمتر، ويعتبر هذا الطور من أطول أطوار المخاض، وقد يستمر لعدة أسابيع.

الطور الفعال (The Active Phase)

يحدث في هذا الطور استمرار اتساع عنق الرحم من 6 إلى 10 سنتيمتر (اتساع كامل للعنق) يحدث هذا الاتساع نتيجة التقلصات الرحمية التي تتصف بهذا الدور بأنها: مؤلمة، وتختلف شدة الألم باختلاف الماخض تبعاً لعتبة الألم لديها، ويزداد الألم بشكلٍ تدريجي مع بداية التقلص ليبلغ أقصى شدته في ذروة التقلص ثم يتناقص بفتراتٍ متقاربة، حيث قد تكون التقلصات مع بداية هذا الطور كل 5 دقائق ثم تصبح كل 2-3 دقائق في نهاية هذا الطور.

تزداد التقلصات بشكلٍ تدريجي في شدتها وفي مدتها، حيث تستمر لفترة تتراوح من 30 إلى 90 ثانية لا إرادية، ولا يمكن التحكم في حدوثها. في أغلب الأحيان يكون الطور الفعال أقصر من الطور الكامن، حيث يستمر 4 – 8 ساعات عند الولود، وأكثر عند الخروس ووسطياً يتسع عنق الرحم 1 سنتيمتر كل ساعة.

2- الدور الثاني وهو دور انقذاف الجنين

يبدأ هذا الدور عند اتساع عنق الرحم بشكلٍ كامل، وينتهي مع ولادة الجنين، وتستمر تقلصات الرحم في هذا الدور، حيث تدفع مجيء الجنين (غالباً الرأس) في المهبل، مما يؤدي إلى توسع المهبل أيضاً ثم تتمُّ ولادة المجيء، ويتبعه باقي أجزاء جسم الجنين.

وتساهم الماخض في هذا الدور عن طريق منعكس الكبس، حيث تساعد على دفع الجنين في القناة التناسلية، ويستمر الدور الثاني وسطياً 30 دقيقة يكون أقل عند الولود وأكثر عند الخروس (الولادة لأول مرة)، لكن يجب ألا يستمر أكثر من ساعة عند الولود و3 ساعات عند الخروس.

3- الدور الثالث للمخاض

هو دور الخلاص، ويبدأ عند ولادة الجنين، وينتهي مع انقذاف المشيمة، ويستغرق دور الخلاص عدة دقائق، ويجب ألا يتجاوز 30دقيقة، ويتمُّ الدور الثالث على مرحلتين:

مرحلة انفكاك المشيمة

حيث يبدأ انفكاك المشيمة خلال دقائق من ولادة الجنين، ويستمر انقباض الرحم على جوفها الذي مازال يحوي المشيمة، مما يؤدي في النهاية إلى انسلاخ المشيمة عن الرحم بعد تمزق الطبقة الإسفنجية للغشاء الساقط، ويتشكل خلف المشيمة ورم دموي يساعد على انفكاكها.

مرحلة هجرة المشيمة وانقذافها

تنزل المشيمة بعد انفكاكها عبر السبيل التناسلي تحت تأثير انقباض قعر الرحم ثم يتمُّ خروجها خارج الأعضاء التناسلية بمساعدة المولد أو عن طريق السعال، وزيادة الضغط داخل البطن. يتمُّ هذا الدور إما بمساعدة المولد عن طريق تسريب الأوكسيتوسين مع تطبيق ضغطٍ خفيف أو بشكلٍ فيزيولوجي بانتظار انفكاكها العفوي. ^{[2] [3]}

كيفية العناية بالماخض في المستشفى

1- يتمُّ فحص الماخض عند وصولها إلى المستشفى، ويتمُّ قياس توترها الشرياني، نبضها وحرارتها.

2- تتمُّ مراقبة تقلصات الرحم مع إصغاءٍ إلى نبض قلب الجنين عن طريق جهازٍ يوضع على بطن الحامل.

3- إجراء المسّ المهبلي، وملاحظة تبدلات عنق الرحم (الإمحاء والاتساع).

4- إجراء تحاليل دموية، مثل: تعداد دم كامل، فحص بول.

5- فتح قثطرة وريدية لتعويض السوائل وريدياً. ^[2]

ما هو المخاض الكاذب؟

هو عبارة عن تقلصاتٍ رحمية غير منتظمة توهم الحامل ببدء المخاض تحدث في نهاية الحمل وقبل بدء المخاض بأسبوعين تقريباً، وتكون التقلصات الرحمية مؤلمةً ومفاجئة، لكنها غير منتظمة، وتكون الفواصل بينها طويلة، وتختلف في شدتها، وتدعى هذه التقلصات (تقلصات براكستون هيكس)، ولا تترافق مع تبدلاتٍ في عنق الرحم، ولا تلبث أن تزول عند الراحة أو إعطاء مسكناتٍ خفيفة. ^{[1] [3]}