Published in: الطب

الجهاز المناعي

Author د. سوزين بلال

Published on: 26 أكتوبر، 2023

د. سوزين بلال

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يُعتبر الجهاز المناعي (Immune System) الوحدة الرئيسية لحماية الجسم من العوامل الخارجية، مثل: البكتيريا، والفيروسات، والفطور، والعوامل الداخلية، مثل: السموم، والخلايا السرطانية، وهو يتألف من أعضاء، وأنسجة، وخلايا، وجزيئات محددة، والتي تُشكل نظاماً متكاملاً لتحقّق الاستجابة المناعية المطلوبة.

ممَّ يتكون الجهاز المناعي؟

تكون الأعضاء والخلايا المُشكلة لجهاز المناعة منتشرةً في كافة أنحاء الجسم، والمكونات الأساسية هي: ^{[1] [2] [3]}

1- الجلد (Skin)

أكبر عضوٍ في الجسم، وهو نوعٌ من المناعة الفطرية، ويُشكل حاجزاً فيزيائياً ضدَّ العوامل المُمْرضة الموجودة في المحيط.

2- الكريات البيض (Leukocyte)

هي أهمُّ المكونات، ولها أنواعٌ عدة بعضها يخصُّ المناعة الفطرية، مثل: البالعات، وبعضها يخصُّ المناعة المُكتسَبة، مثل: اللمفاويات البائية.

3- الطحال (Spleen)

عضوٌ يقع في الطرف العلوي الأيسر من البطن، ووظيفته تصنيع الخلايا اللمفاوية، والأضداد، وتحطيم الكريات الحمر التالفة.

4- نقي العظم (Bone Marrow)

وهو النسيج الرخو الموجود داخل العظم، والذي ينتج عناصر الدم، مثل: الكريات الحمر والبيض بأنواعها، والصفيحات الدموية.

5- الجهاز اللمفي (Lymphatic System)

 هو عبارة عن أوعيةٍ وعقد تقع في عدة أماكن من الجسم، مثل: الإبط، والصدر، والمغبن، ولها وظائف عدة مفيدة.

6- الأضداد (Antibodies)

 تُدعى أيضاً الأجسام المضادة، وتنتجها الخلايا البائية، وهي ترتبط بالمُستضد الموجود على العامل المُمْرض لتسهيل اكتشافه، والقضاء عليه.

7- الغدة الصعترية (Thymus gland)

هي غدةٌ صغيرة تقع خلف عظم القص، وتقوم بتصفية الدم ،وإنتاج الخلايا اللمفاوية التائية.

المناعة الفطرية (Innate Immunity)

يقصد بها المناعة التي توجد بشكلٍ طبيعي منذ الولادة، وتتكون من عوامل فيزيائية تعمل كحواجز ضدّ الكائنات المُمْرضة، مثل: الجلد، والأغشية المخاطية التي تبطن الأنف، والفم، والجهاز الهضمي والتنفسي، وتعمل على وقايتهم ضدَّ الأمراض، والعوامل كيميائية، مثل: الوسط الحامضي للمعدة الناتج عن إفراز حمض كلور الماء، أو الإنزيمات الحالّة الموجودة في الدمع، والتي تساعد في التخلص من الغبار، والبكتيريا الداخلة للعين.

كما تحوي المناعة الفطرية بعض أنواع الكريات البيض، مثل: البالعات (Macrophages)، أو الخلايا البلعمية التي تدور في الدم بحثاً عن الأجسام الغريبة، وبلعمتها، ويوجد نوعٌ آخر من الخلايا، وهي الخلايا البدينة (Mast cells) التي تقوم بإفراز مادةٍ تُدعى الهيستامين، والتي تعمل على زيادة تروية النسيج في مكان وجود الجسم الغريب، وتفرز أيضاً وسائط تُدعى السيتوكينات (Cytokines) تعمل على جذب المزيد من الخلايا البلعمية والكريات المحببة (Granulated cells)، مثل: الحمضات (Eosinophils) التي تعمل على قتل البكتيريا، والطفيليات، والأسسات (Basophils) التي تفرز مادة الهيستامين أيضاً، وبذلك تشارك الخلايا البدينة والأسسات في التفاعلات التحسسية بإطلاقها مادة الهيستامين.

يبقى نوعان من الخلايا المشاركة في المناعة الفطرية، وهي الخلايا القاتلة الطبيعية (Natural killer cells) التي تستجيب للإشارات التي تصدرها الخلايا المضيفة للعامل المُمْرض لتقضي عليها، وتمنع انتشارها، والخلايا التغصنية (Dendritic cells)، وهي خلايا مهمة لتفعيل الاستجابة المناعية المُكتسبة، حيث تقوم ببلعمة العامل المُمْرض، وتحويله إلى أشلاء لتسهيل العملية على الخلايا الأخرى. ^[4]

المناعة المُكتسبة (Acquired Immunity)

هي المناعة التي تتشكل عند الطفل خلال فترة ما بعد الولادة، وهي مكونةٌ من نوعين من الخلايا، وهما اللمفاويات البائية والتائية التي تنشأ من نقي العظم: ^[5]

1- الخلايا البائية (B-cells)

لها نوعان: وهي الخلايا البلازمية (Plasmacytes)، وخلايا الذاكرة (Memory cells).

2- الخلايا التائية (T-cells)

وهي خلايا تنشأ من نقي العظم، وتنتقل إلى الغدة الصعترية لتتمايز إلى خلايا مساعدة (Helper cells)، وخلايا سامة (Cytotoxic cells).

تختلف المناعة الفطرية عن المُكتسبة بأنها تكون غير محددة ومستجيبة لكافة العوامل المُمْرضة بنفس الآلية المناعية، أما المناعة المُكتسبة، فهي محددة إذ تقوم بتفعيل الخلايا المخصصة لكل عاملٍ مُمْرض بإنتاجها أضداداً معينة لكل مُستضدٍّ موجودٍ على الجسم الغريب، إضافةً إلى استجابة المناعة الفطرية بسرعةٍ أكبر من المناعة المُكتسبة، حيث تستغرق الفطرية عدة دقائق لتتفعّل، أما المُكتسبة قد تستغرق بضعة أيام.

ولعلّ أهمّ ما يميز المناعة المُكتسبة أنها تحوي خلايا الذاكرة القادرة على تذكُّر المُستضد عند دخوله إلى جسم الإنسان في المرة الثانية، وبذلك تكون الاستجابة أسرع وأكثر فعاليةً من المرة الأولى، أما الفطرية، فهي لا تحوي على هذه القدرة، وبذلك تكون الاستجابة نفسها في كل مرة.

كيف نحافظ على سلامة الجهاز المناعي؟

إن المحافظة على سلامة الجهاز المناعي، وتعزيز مفعوله يساعد على التغلب على الأمراض الخفيفة، ويقصر فترة المرض في حال الإصابة الشديدة، ويتمُّ ذلك ببناء عاداتٍ يوميةٍ صحية وسليمة، ومنها: ^{[6] [7] [8]}

1- التغذية الصحية

إن الحرص على نوعية وكمية الطعام المُتناول هو عاملٌ مهمٌ لتعزيز صحة جهاز المناعة، وذلك بالإكثار من الفواكه، والخضار، واللحوم البيضاء، والحليب ومشتقاته، والعسل، والمكسرات، والتقليل من الدهون المُشبعة، والمشروبات الكحولية، والسكر المضاف، والملح بشكل رئيسي.

وينُصح بالاهتمام بالعناصر المغذية، مثل: الزنك، والحديد، ومجموعة الفيتامينات، مثل: فيتامين C، وفيتامين E، وفيتامين B6، ويمكن أخذ هذه الفيتامينات على شكل أقراصٍ مُكمّلة في حال عدم القدرة على تأمين الغذاء المطلوب.

2- النوم الكافي

يساعد النوم الكافي على تخفيف القلق، حيث يُعتبر القلق والتوتر من العوامل المُسبّبة لنقص فعالية جهاز المناعة، لذلك ينُصح بتجنُّب السهر لساعاتٍ طويلة، وأخذ غفوةٍ لمدة نصف ساعة خلال النهار بعد ساعات العمل أو الدراسة المجهدة.

3- التمارين الرياضية

إن فائدة التمارين تعود على كافة الجسم، فهي تحسُّن عمل القلب، وتخفف الوزن، وتخفض الضغط، وبذلك يكون الجهاز المناعي للشخص الرياضي قوياً، وفعّالاً ضدَّ الأمراض.

4- اللقاحات

 يجب إتمام جميع اللقاحات المطلوبة للطفل في الوقت المحدد، لأنها تعزّز من عمل الجهاز المناعي، وينبغي الاطلاع على اللقاحات الحديثة، مثل: لقاح فيروس الكورونا.

5- الماء

يعدُّ شرب الماء بكثرة عاملاً معززاً لنشاط الخلايا المناعية وتدفقها في كامل أنحاء الجسم.

6- الأعشاب

 لا يُنصح بأخذ الأعشاب بهدف تعزيز المناعة لعدم وجود دليلٍ علمي عليها، وإنما هي إشاعاتٌ لأغراضٍ تجاريةٍ فقط.