تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تُعرف الأدوية المُثبّطة للمناعة بأنها مجموعةٌ من الأدوية التي توقف عمل الجهاز المناعي بشكلٍ مؤقتٍ أو دائم، وذلك لمعالجة بعض أمراض المناعة الذاتية، وبعد عمليات نقل الأعضاء.

ما هي الزمر الرئيسية من الأدوية المُثبّطة للمناعة؟

1- الستيروئيدات القشرية السكرية (Glucocorticoids)

هي جزيئاتٌ صغيرةٌ تعمل على تنظيم استقلاب السكريات، وتُقلّل من ردّ فعل الجهاز المناعي، لذلك توصف لمرضى التحسُّس، والربو، وأمراض المناعة الذاتية، كالتهاب المفاصل الرثياني، وتستخدم أحياناً في الحالات الورمية، مثل: اللوكيميا (Leukemia) واللمفوما (Lymphoma) بجرعاتِ عالية.

إذ تعمل هذه الأدوية على تثبيط انقسام الخلايا اللمفاوية، وتخفّف من التأثيرات الجانبية للأدوية المعالجة للأورام، وأشيع أنواع الستيروئيدات القشرية السكرية، هي: بريدنيزولون (Prednisolone) على شكل أقراص أو مثيل بريدنيزولون (Methylprednisolone) على شكل حقنٍ وريدية، وتُسبّب بعض التأثيرات الجانبية، مثل: البدانة، والقرحة المعدية، وهشاشة العظام.

تعدُّ مثبطات الكالسيورين (Calcineurininhibitors) من الستيروئيدات، وهو نوعُ خاصٌّ من الكالسيوم والكالموديولين، والذي يعمل على تفعيل الخلايا التائية في الجهاز المناعي بآلياتٍ مختلفة، ومن أشيع الأدوية المُثبّطة للكالسيوم هو سيكلوسبورين (Cyclosporine) الذي يُستخدم بعد عمليات زرع الأعضاء، ويُسبّب أحياناً سمّيةً كلوية بشكلٍ حادٍّ أو مزمن، وبالتالي يُسبّب ارتفاعاً في ضغط الدم، ومستوى شوارد البوتاسيوم، والشحوم في الدم.

يوجد نوعٌ آخر من مثبطات الكالسيوم يُدعى تاكروليموس (Tacrolimus)، والذي يثبط عمل الخلايا التائية المساعدة، وهو أكثر فعاليةً من سيكلوسبورين، وأقلُّ تأثيراً على ضغط الدم.

2- الأضداد وحيدة النسيلة (Monoclonal antibodies)

هي غلوبيوليناتٌ مناعيةٌ تنتج من الخلايا البائية ترتبط بالعامل المُمْرض، وتمنعه من دخول خلايا الجسم، وقد أنتجت المصانع الشكل الدوائي منه بنفس مواصفات خلايا البشر لمعالجة بعض أمراض المناعة الذاتية، وتكون للأدوية اللاحقة (Zumab)، مثل: أليمتوزوماب (Alemtuzumab) الذي يُعطى فموياً أو وريدياً، ومن سلبياتها أنها غالية الثمن، ولا تتوافر بشكلٍ كبيرٍ لكن تأثيراتها الجانبية قليلة بالمقارنة مع باقي الأدوية.

يوجد الكثير من الأدوية المثبطة للمناعة، كالأدوية البيولوجية، مثل: ميثوتركسات (Methotrexate)، والأدوية الحاصرة للسيتوكينات المساهمة في الاستجابة المناعية، ومُثبّطات العامل المنخر الورمي (TNF). ^{[1] [2] [3] [4]}

ما هي توصيات استخدام الأدوية المُثبّطة للمناعة؟

تُعتبر الأدوية المُثبّطة للمناعة فئةً حساسةً من الأدوية، لذلك يجب وضع الشروط ،وإعطاء نصائح للمرضى الذين يتعاطون هذه الأدوية: ^{[5] [6]}

1- لا تُعطى هذه الأدوية بدون وصفةٍ طبيةٍ من الطبيب المُشرف على حالة المريض، لأنها توقف عمل جهاز المناعة، ويصبح الجسم عرضةً للعدوى بشكلٍ كبير.

2- يجب إخبار الطبيب بالمضاعفات والأعراض الجديدة التي تظهر على المريض بعد تعاطي هذه الأدوية، مثل: الصداع الشديد، والتعب، وتغير درجة الحرارة بشكلٍ ملحوظ.

3- يجب إعلام الطبيب بوجود الحمل أو الرضاعة عند النساء، لأنها تُعتبر أدويةً مشوهّةً للأجنة، وبعضها يدخل في تركيب حليب الأم.

4- تؤخذ الجرعات الدوائية حسب الوصفة لأن نسيان أخذ الجرعة أو أخذ جرعةٍ مضاعفة قد يُسبّب للمريض مظاهر خطيرة.

5- يجب الحرص على النظافة الشخصية لأن البكتيريا، والفيروسات الضعيفة يمكن أن تُسبّب للمريض عدوى شديدةً مهددةً للحياة.

6- لا يجب المشاركة بين الأدوية المُثبّطة للمناعة، والأدوية الأخرى، وعند الضرورة يجب أخذ استشارة الطبيب، لأنه قد يزيد أو ينقص من فعالية هذه الأدوية.

7- عند مرضى زرع الأعضاء تُعطى الأدوية بجرعةٍ عالية أثناء عملية الزرع، وبعد العملية تُعطى جرعات صغيرة لفترةٍ طويلةٍ بشكلٍ دوري، وتُدعى جرعة الصيانة.

8- يجب القيام بتحاليل دورية عند المريض لمراقبة وضع الكريات البيض، لأنه قد يحتاج إلى تعديل الجرعات أو تغيير الشكل الدوائي.

9- يجب مراقبة وظائف الكلية المُتمثّلة بالبولة والكرياتينين، لأن أغلب هذه الأدوية تُسبّب سميّةً كلويةً وقصوراً كلوياً.

أبدت الأدوية المُثبّطة للمناعة نجاحاً في الحفاظ على الأعضاء المزروعة، وعلاج أمراض المناعة الذاتية، لكن يجب استخدامها بحذر، وعدم إهمال الجرعات، والقيام بالمراقبة الطبية.