Skip links
صبي صغير يرتدي كنزة بيضاء ويتمدد في السرير ويضع تحت ابطه ميزان لقياس درجة حرارة الجسم

داء كاواساكي عند الأطفال

الرئيسية » المقالات » الطب » أمراض » داء كاواساكي عند الأطفال

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يُعتبر داء كاواساكي (Kawasaki Disease) السبب الرئيسي لأمراض القلب المُكتسبَة عند الرضع وصغار الأطفال، حيث يتمُّ تشخيص أكثر من 4200 حالة سنوياً مصابة بداء كاواساكي في الولايات المتحدة الأمريكية، وحوالي 80 إلى 90 بالمئة من الحالات تحدث بعمر بين 6 أشهر إلى 5 سنوات، وهو أقلُّ شيوعاً عند الأطفال الأكبر سناً والمراهقين.

وفي حال تمَّ التشخيص والعلاج بشكلٍ باكر، فيمكن أن يبدأ التحسُّن عند الطفل خلال أيامٍ قليلةٍ مع احتمالٍ ضئيلٍ للإصابة بأمراض القلب على المدى الطويل، أما في حال عدم العلاج فإن المضاعفات القلبية المُترافقة مع داء كاواساكي تكون خطيرةً جداً، فقد يحدث تشكُّل أمّهات دمٍ في الشرايين الإكليلية، ومن ثم تمزُّقها أو قد يحصل احتشاءٌ في العضلة القلبية، ومن الممكن أن تحدث الوفاة في حوالي 2 إلى 3 بالمئة من الحالات غير المُعالجة. [1] [2]

ما هو داء كاواساكي عند الأطفال؟

داء كاواساكي أو يُسمّى أيضاً المتلازمة الجلدية المخاطية العقدية اللمفية هو عبارةٌ عن التهابٍ حادِّ يصيب الأوعية الدموية الصغيرة والمتوسطة مما يُسبّب أذيةً في الشرايين الإكليلية، ويُسبّب تظاهراتٍ في الجلد والأغشية المخاطية الفموية، وفي العقد اللمفاوية الموجودة في العنق، وهو عبارةٌ عن ثلاثة أطوار (مراحل).

1- الطور الحاد

يستمر حوالي 10 إلى 14 يوم في معظم الحالات، ولكن عند بعض الأطفال قد يستمر أكثر، وفي هذه الطور تظهر معظم الأعراض السريرية لداء كاواساكي حيث يحدث فيه ترفُّعٌ حروريٌّ مجهول السبب مع احتقانٍ في المُلتحمة ثنائي الجانب، وطفحٌ جلديّ بالإضافة إلى تغيُّراتٍ في الأغشية المخاطية الفموية، وضخامةٍ في العقد اللمفاوية الموجودة في العنق، كما يحدث تورُّمٌ واحمرارٌ في الراحتين والأخمصين، كما يمكن أن يحدث التهاب عضلةٍ قلبية، أو التهاب تامور، أو التهاب سحايا عقيم، أو التهاب مفاصل.

2- الطور تحت الحاد

يتمُّ فيه زوال الحرارة، والطفح الجلدي، وضخامة العقد اللمفاوية، ويحدث التهاب المفاصل في هذا الطور بشكلٍ أشيع من الطور السابق، كما قد يحدث إقياءٌ وإسهال، ويبدأ ظهور التوسُّف على اليدين والقدمين، ويترافق مع حدوث أمّهات الدم الإكليلية، وارتفاع في تعداد الصفيحات الدموية كما يوجد خطر لحدوث الموت المفاجئ عند الطفل، وعادةً ينتهي هذا الطور خلال ثلاثة أو أربعة أسابيع من بدء ظهور الحمى.

3- طور النقاهة

وفي هذا الطور تزول كافة الأعراض السريرية بشكلٍ تدريجي، وقد يبقى التهاب المفاصل، وارتفاع تعداد الصفيحات الدموية، ويستمر حوالي ستة إلى ثمانية أسابيع بعد بدء ظهور الحمى.  [3] [4]

ما هي أسباب الإصابة بداء كاواساكي عند الأطفال؟

لا يوجد سببٌ واضحٌ للإصابة بداء كاواساكي عند الأطفال، ويُعتقد بأن المرض يحدث بعد إصابة فيروسيةٍ، أو جرثوميةٍ، أو بسبب عوامل بيئيةٍ مع وجود استعدادٍ جينيٍّ عند الطفل، والمرض لا ينتقل من طفل لآخر (غير معدٍ)، وتشمل عوامل الخطر للإصابة بداء كاواساكي:

1- العمر: الأطفال بعمرٍ أقلّ من 5 سنوات مُعرَّضون أكثر للإصابة بداء كاواساكي.

2- الجنس: تحدث الإصابة عند الذكور أكثر من الإناث.

3- العرق: تكثر الإصابة عند الأطفال من أصولٍ آسيوية. [5]

ما هي مضاعفات الإصابة بداء كاواساكي عند الأطفال؟

تترافق الإصابة مع حدوث المضاعفات القلبية بشكلٍ أساسي بسبب التأثير الالتهابي على الأوعية الدموية الإكليلية، وتشمل:

1- تشكل أمّهات الدم الإكليلية: وهي عبارةٌ عن تمدّدٍ غير طبيعي في جدران الشرايين الدموية الإكليلية بسبب ضعفٍ في جدارها مما يُسبّب انتفاخها بشكل يشبه البالون عند مرور الدم ضمنها، وفي بعض الحالات قد تتمزَّق أمّهات الدم الإكليلية مما يُسبّب نزفاً خطيراً حاداً.

2- احتشاء العضلة القلبية، وزيادة خطر حدوث الموت المفاجئ عند الطفل.

3- اضطرابٌ في نظم القلب.

4- قصور صمامات القلب.

5- التهاب العضلة القلبية.

قد تحدث مضاعفاتٌ أخرى: وتشمل: التهاب السحايا، التهاب الكبد، التهاب الدماغ، التهاب المفاصل، التهاب الإحليل، وتشفى عادةً دون أن تُسبّب أذيّةً دائمةً للطفل. [2] [4] [5]

كيف يتمُّ تشخيص الإصابة بداء كاواساكي عند الأطفال؟

لا يوجد تحليلٌ مخبريٌّ محدّدٌ لتشخيص داء كاواساكي عند الأطفال، ولكن يعتمد التشخيص على المعايير السريرية والتحاليل المخبرية والشعاعية، وعلى نفي الأسباب المرضية المُحتملة الأخرى:

1- المعايير السريرية التشخيصية

– وجود حمَّى غير مُفسَّرة لمدة 5 أيامٍ على الأقلّ، مع وجود 4 موجوداتٍ سريريةٍ على الأقلّ من أصل الخمسة التالية:

1- احتقانٌ في المُلتحمة ثنائي الجانب غير قيحي.

2- تغيراتٌ في الأغشية المخاطية الفموية (الشفتين وجوف الفم): احمرار الشفاه، تلوُّن اللسان بالأحمر مع تبارز الحليمات، فيعطي مظهراً يشبه الفراولة (لسان الفراولة)، احتقان في مخاطية الفم والبلعوم.

3- تغيُّراتٌ في الأطراف المحيطية: في الطور الحادّ يحدث احمرارٌ في الراحتين والأخمصين، ومن ثم في المراحل المُتقدّمة يحدث توسُّفٌ في رؤوس الأصابع.

4- طفحٌ متعدّد الأشكال غير مُترافقٍ مع وجود فقاعاتٍ أو بثور، يمكن أن يحدث في أي مكان الجسم، ولكن أشيع في منطقة الحفاض.

5- ضخامةٌ في العقد اللمفاوية الموجودة في العنق (على الأقلّ عقدة واحدة بقطر أكبر من 1.5 سم).

2- التحاليل المخبرية

1- يتمُّ إجراء تعداد الدم الكامل: حيث يبيُّن ارتفاعاً في تعداد الكريات البيضاء على حساب المعتدلات، وارتفاعاً في تعداد الصفيحات الدموية (في الطور تحت الحاد وطور النقاهة)، كما يحدث فقر دم سويّ الصباغ والحجم.

2- يتمُّ إجراء التحاليل التالية: البروتين الارتكاسي C C-Reactive Protein( CRP)، وسرعة تثفُّل الكريات الحمراءErythrocyte Sedimentation Rate (ESR)، حيث قد يرتفع كلاهما عند الإصابة بداء كاواساكي.

3- يتمُّ إجراء فحص بول: حيث يبيُّن وجود بيلةٍ قيحيةٍ تنشأ من الإحليل، وذلك في حال ترافق داء كاواساكي مع حدوث التهاب إحليل.

4- يتمُّ إجراء بزل السائل الدماغي الشوكي: حيث يبيُّن وجود زيادةٍ في تعداد الكريات البيضاء على حساب اللمفاويات، وذلك في حال ترافقت الإصابة مع التهاب سحايا عقيم.

3- الفحوصات الإضافية

1- تخطيط القلب الكهربائي وصورة شعاعية للصدر.

2- تصوير القلب بالأمواج فوق الصوتية: يبيُّن وجود أمّهات الدم الإكليلية، وقصور الصمامات.

3- في حال وجود أمّهات الدم الإكليلية عند إجراء تصويرٍ بالأمواج فوق الصوتية، فقد يتمُّ اللجوء إلى إجراء قسطرةٍ قلبية. [4] [6]

كيف يتمُّ علاج الإصابة بداء كاواساكي عند الأطفال؟

يعتمد العلاج على إعطاء جرعاتٍ عاليةٍ من الغلوبولين المناعي الوريدي والأسبرين:

1- الغلوبولين المناعي الوريدي ((IVIG) Intravenous Immunoglobulin)

يُعطى تسريب وريدي، ومن الأفضل إعطاؤه خلال الأيام العشرة الأولى من الإصابة بالمرض.

2- الأسبرين (Aspirin)

يفيد في تخفيف الحمَّى إضافةً إلى تأثيراته المضادة للالتهاب، كما أن الأسبرين عاملٌ مضادٌّ للصفيحات. يُعطى بدايةً بجرعاتٍ عالية لتقصير مدة الحمَّى، وذلك حتى مرور يومين أو ثلاثة من دون حمَّى، ومن ثم يُعطى بجرعةٍ منخفضةٍ حتى عودة تعداد الصفيحات الدموية إلى الطبيعي، وذلك في حال غياب وجود تغيراتٍ في الشرايين الإكليلية، أما في حال وجود أمهات الدم الإكليلية، فيستمر العلاج بالأسبرين مدى الحياة.

3- يجب الحذر عند إعطاء الأسبرين من متلازمة راي (Reye Syndrome)

وهي عبارةٌ عن قصور كبد مع اعتلالٍ دماغيّ يترافق مع إعطاء الأسبرين أثناء الإنتانات الفيروسية، مثل: جدري الماء أو الإنفلونزا، لذلك يتمُّ إعطاء الأطفال الذين يأخذون الأسبرين على المدى الطويل لقاح الإنفلونزا بشكلٍ سنوي، كما يُعطى لقاح جدري الماء في الأعمار المناسبة.

4- ديبريدامول (Dipyridamole)

في حال كان الأطفال معرضين للإصابة بجدري الماء، أو الإنفلونزا، أو على تماسٍّ مع أشخاص مصابين، فيتمُّ إعطاء ديبريدامول (Dipyridamole) بدلاً من الأسبرين بشكلٍ مؤقت، وذلك لتقليل خطر الإصابة بمتلازمة راي. [4] [6]

المراجع البحثية

1- HealthyChildren.org. (2020, May 13). Kawasaki Disease in Infants & Young Children. HealthyChildren.org. Retrieved June 11, 2023  

2- NHS choices. (2021, October 26). Kawasaki disease. NHS choices. Retrieved June 11, 2023

3- Beaumont. (n.d). Kawasaki Disease. Beaumont. Retrieved June 11, 2023

4- Raab, C. P. (2023, May 16). Kawasaki disease. MSD Manual Professional Edition. Retrieved June 11, 2023

5- Mayo Clinic. (2021, November 18). Kawasaki disease. Mayo Clinic. Retrieved June 11, 2023

6- WebMD. (2022, April 26). Kawasaki disease: Symptoms, causes, diagnosis, & treatment. WebMD. Retrieved June 13 ,2023

This website uses cookies to improve your web experience.