تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هي المدرات البولية؟

المدرات البولية (Diuretics) أو ما يدعى بحبوب الماء، هي علاجٌ شائعٌ لارتفاع ضغط الدم، تشمل مجموعةً متنوعةً من الأدوية تساعد في تقليل تراكم السوائل والأملاح في الجسم، كما تقلّل من كمية السوائل المتدفقة من خلال الأوردة والشرايين عبر تحفيز الكلية على طرح الماء والأملاح عبر البول إلى خارج الجسم، مما يساهم في خفض ضغط الدم، بالإضافة لعدة فوائد علاجية أخرى. ^[1]

ما هي أقسام المدرات البولية؟

تقسم المدرات البولية إلى ثلاثة أنواع رئيسية تشمل:

1- مدرات البول التيازيدية (Thiazide diuretics).

2- المدرات العروية أو الحلقية (loop diuretics).

3- المدرات الحافظة للبوتاسيوم (Potassium sparing diuretics).

لماذا تستخدم المدرات التيازيدية؟

تستخدم المدرات التيازيدية بشكلٍ رئيسي لعلاج ارتفاع ضغط الدم، كما تستخدم لعلاج قصور القلب بدلاً من المدرات العروية، إضافةً لعلاج فشل القلب الاحتقاني، ويمكن أن تستخدم أيضاً في علاج السكري الكاذب (إنتاج كميةٍ كبيرةٍ من البول بشكلٍ غير طبيعي، مما يسبّب خلل توازن السوائل في الجسم).

والوذمات بما فيها الوذمات الناجمة عن فشل القلب، أو تليُّف الكبد، أو الكلى، بالإضافة إلى تناولها بعد تكلس الكلية، وبعد تناول أدوية الكورتيكوستيروئيدات (Corticosteroids)، وهرمون الأستروجين. من أمثلة المدرات التيازيدية: إنداباميد (Indapamide)، كلورتاليدون (Chlorthalidone)، هيدروكلورتيازيد (Hedrochlorothiazide)، ميتولازون (Metolazone). ^{[2] [3] [4] [5]}

ما هي آلية عمل المدرات التيازيدية؟

تعمل المدرات التيازيدية عبر تثبيط ناقل الكلور- الصوديوم الموجود في القسم النازل من عروة هانلي في الأنبوب الكلوي، مما يقلل من إعادة امتصاص الصوديوم، وحدوث فقدان السوائل، ما يقلل حجم السائل في البلازما، وخارج الخلايا الأمر الذي يستدعي خروج السوائل الموجودة في الخلايا إلى خارجها، هذا الفعل يقلّل النتاج القلبي، وضغط القلب كونها أيضاً تسبّب توسع الأوعية الدموية. ^{[2] [3]}

ما هي التداخلات الدوائية للمدرات التيازيدية؟

تشمل التداخلات الدوائية للمدرات التيازيدية ما يلي: ^[4]

● عدم انتظام ضربات القلب الناجم عن انخفاض المستويات الدموية للبوتاسيوم والمغنيزيوم، خاصةً عند المرضى الذين يتعاطون الديجوكسين (Digoxin).

● تزيد المدرات التيازيدية من خطر التسمُّم بالليثيوم (Lithium) عبر تقليل قدرة الكلى على طرحه عبر البول.

● يمكن لمضادات الالتهاب اللاستيروئيدية أن تقلل فعالية المدرات التيازيدية، لأنها تقلل قدرة الكلى على إنتاج البول.

● يمكن للمدرات التيازيدية أن تقلّل استجابة الجسم للنورأدرينالين (Noradrenaline)، فتجعله أقل فعالية.

ما هي الآثار الجانبية للمدرات التيازيدية؟

يمكن للمدرات التيازيدية أن تسبّب عدة آثارٍ جانبية منها: زيادة نسبة السكر في الدم، زيادة مستوى حمض اليوريك، مما يحفّز نوبات النقرس، دوخة، عدم وضوح الرؤية، اضطراب معدي، انخفاض مستويات البوتاسيوم والمغنزيوم، فرط الكالسيوم، مما يسبّب اضطراب نظم القلب، العجز الجنسي، فرط شحوم الدم، القلاء الاستقلابي، وهو زيادة الحموضة بسبب زيادة البيكربونات. ^{[2] [4] [5]}

لماذا تستخدم المدرات العروية؟

تعتبر المدرات العروية أقوى المدرات البولية، تستخدم في علاج الوذمة الرئوية والوذمات الناتجة عن قصور القلب، وأمراض الكبد، أو الكلى، وعلاج ارتفاع ضغط الدم، فشل القلب الاحتقاني، والمتلازمة الكلوية، تورم الأطراف السفلية أو تراكم السوائل في الرئتين، قلة التبول، الاستسقاء. من أمثلة المدرات العروية: فورسيميد (Furosemide)، تورسيمد (Torsemide)، بوميتازيد (Bumetazide)، حمض الإيثاكرينيك (Ethacrynic acid). ^{[6] [7]}

ما هي آلية عمل المدرات العروية؟

تعمل المدرات العروية عبر تثبيط ناقل الصوديوم -البوتاسيوم الموجود في القسم الصاعد من عروة هانلي في الأنبوب الكلوي، مما يقلل أو يسبّب إلغاء إعادة امتصاص الصوديوم، والكلور، والبوتاسيوم، وفقدانه عبر البول مع إطراح السوائل، هذا الفعل يقلّل حجم السائل في البلازما، وخارج الخلايا، مما يستدعي خروج السوائل من داخل الخلايا إلى خارجها. ^{[6] [7]}

ما هي الآثار الجانبية للمدرات العروية؟

تشمل الآثار الجانبية للمدرات العروية: اضطراب توازن الأملاح في مجرى الدم، حيث يحدث انخفاض مستوى البوتاسيوم، والصوديوم، والمغنيزيوم، وارتفاع مستوى كالسيوم الدم، مما قد يسبّب اضطراب نظم القلب، ارتفاع مستوى السكر في الدم، ارتفاع مستوى حمض اليوريك، مما يسبّب حدوث نوبات النقرس، الدوخة عند الوقوف بسبب انخفاض ضغط الدم، تكرار التبول، اضطرابات معدية، نقص حجم الدم. ^{[7] [8]}

لماذا تستخدم المدرات الحافظة للبوتاسيوم؟

تستخدم المدرات الحافظة للبوتاسيوم من أجل إدرار البول مع الحفاظ على مستويات البوتاسيوم في الدم، حيث تساعد في علاج الاستسقاء، والوذمات، والسكتات القلبية، والشعرانية، وارتفاع ضغط الدم، نقص بوتاسيوم الدم، كما تستخدم في علاج فرط الألدوستيرونية الأولى (زيادة إنتاج هرمون الألدوستيرون عن طريق الغدة الكظرية)، والألدوستيرونية الثانوية (زيادة هرمون الألدوستيرون بسبب بعض الحالات المرضية كقصور القلب، وانخفاض تدفق الكلى)، متلازمة المبيض المتعدد الكيسات. ^{[9] [10] [11]}

ما هي الآثار الجانبية للمدرات الحافظة للبوتاسيوم؟

تشمل الآثار الجانبية للمدرات الحافظة للبوتاسيوم فرط بوتاسيوم الدم، التثدي عند الجنسين، ضعف جنسي، حماض استقلابي ناجم عن ارتفاع كلور الدم، وانخفاض البيكربونات، اضطرابات الدورة الشهرية. ^{[10] [11]}

ما هي آلية عمل المدرات الحافظة للبوتاسيوم؟

تقسم آلية عمل المدرات الحافظة للبوتاسيوم إلى قسمين: ^{[9] [10] [11]}

الأميلوريد (Amiloride)، والتريامترين (Triamterene)  يعملان عبر التدخل في نقل الماء والأملاح عبر تثبيط قنوات الصوديوم في عدة أماكن من الكلية بما فيها القنوات الجامعة، مما يسبّب إخراج السوائل من البلازما، وبقاء كميةٍ قليلة منها في المجرى الدموي، فتخرج السوائل المتراكمة في الأنسجة أو الرئتين لتحل مكانها، مما يساعد في علاج الوذمات، وإغلاق القنوات التي يمر من خلالها البوتاسيوم، مما يعني الاحتفاظ به.

أما الابليرينون (Eplerenone) والسبيرنولاكتون (Spironolactone)، فيعملان بطريقةٍ مختلفةٍ عبر منع عمل هرمون الألدوستيرون (عمله احتباس الماء والصوديوم في الجسم)، مما يسبّب إخراج السوائل والصوديوم من الجسم مع الاحتفاظ بالبوتاسيوم، لذا تدعى أحياناً بمضادات الألدوستيرون.

ما هي التداخلات الدوائية للمدرات الحافظة للبوتاسيوم ؟

لا تعطى المدرات الحافظة للبوتاسيوم مع أدويةٍ أخرى تسبّب الاحتفاظ بالبوتاسيوم، كالأدوية المثبطة للأنزيم المحول للأنجيوتنسين، مثل: الكابتوبريل (Captopril)، أو الأدوية المضادة لمستقبلات الأنجيوتنسين، مثل: الفالسارتان (Valsartan) لأنها تسبب حدوث فرط حادّ في مستويات بوتاسيوم الدم. وكذلك الأمر بالنسبة لمرضى داء أديسون، والمشاكل الكلوية الحادة. ^[10]