Skip links
شخص يقيس ضغط دم امرأة

انخفاض ضغط الدم – أنواعه، أعراضه والعلاج المناسب

الرئيسية » المقالات » الطب » أمراض » انخفاض ضغط الدم – أنواعه، أعراضه والعلاج المناسب

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هي حالة انخفاض الضغط؟

يمكن القول إن المريض مصابٌ بحالة انخفاض الضغط عندما يكون ضغط الدم أقل بكثيرٍ من المعدل الطبيعي، وذلك نتيجة عدم حصول القلب والدماغ على كميةٍ كافيةٍ من الدم، حيث تكون قراءة الرقم العلوي (ضغط الدم الانقباضي) أقل من 90 ميلي متر زئبقي.

أما الرقم السفلي (ضغط الدم الانبساطي)، فيكون أقل من 60 ميلي متر زئبقي، يتفاوت معدل انخفاض ضغط الدم من شخصٍ إلى آخر؛ فما يعدُّ منخفضاً بالنسبة لشخصٍ ما قد يكون طبيعياً بالنسبة لشخصٍ آخر، وقد لا يسبّب أعراضاً ملحوظة، ولكن قد يكون مهدداً للحياة في بعض الحالات.

يمكن أن يحدث انخفاض ضغط الدم كحالةٍ مرضيةٍ من تلقاء ذاتها أو كعرضٍ لمجموعةٍ واسعةٍ من الحالات. ضغط الدم يعرف بأنه كمية الدم التي يضخُّها القلب، ومدى المقاومة التي يجدها تدفُّق الدم في الشرايين، ويقاس بالميلي متر الزئبقي، ويتكون من رقمين الأول الانقباضي، وهو الرقم العلوي، ويعبر عن ضغط الدم في الشرايين عندما ينبض القلب.

الثاني الانبساطي، وهو الرقم السفلي، ويعبر عن ضغط الدم في الشرايين عندما يستريح القلب بين النبضات، ويصل ضغط الدم إلى أدنى مستوياته أثناء الليل، ويرتفع ارتفاعاً حاداً عند الاستيقاظ. [1] [2] [3]

ما هي أنواع حالة انخفاض ضغط الدم؟

تشمل حالة انخفاض ضغط الدم (Hypotension pressure) عدة أنواعٍ منها: [2] [3]

1- انخفاض ضغط الدم المطلق

يكون عندها ضغط الدم أثناء الراحة أقل من 90 على 60 ميلي متر زئبقي.

2- انخفاض ضغط الدم الانتصابي

انخفاض مفاجئ في ضغط الدم، يحدث عند الاعتدال من وضعية الجلوس أو بعد الاستلقاء، وله عدة أسباب، مثل: الجفاف أو ملازمة الفراش لمدةٍ طويلة، الحمل، وبعض الحالات المرضية، تشيع الإصابة بهذا النوع من انخفاض الضغط عند البالغين الأكبر سناً، حيث يبقى الضغط منخفضاً لمدة تزيد عن ثلاثة دقائق، يجب أن يكون الانخفاض 20 ميلي متر زئبقي أو أكثر للضغط الانقباضي، و10 ميلي متر زئبقي أو أكثر للضغط الانبساطي.

3- انخفاض ضغط الدم بعد الأكل

يحدث بعد تناول الطعام بمدةٍ تتراوح بين ساعة إلى ساعتين، ويصيب البالغين الأكبر سناً، وخاصةً المصابين بارتفاع ضغط الدم أو أمراض الجهاز العصبي اللاإرادية، مثل: داء باركنسون، ويمكن تقليل الأعراض عبر تناول وجباتٍ صغيرة منخفضة الكربوهيدرات، وشرب الكثير من المياه، وتجنُّب تناول الكحوليات.

4- انخفاض ضغط الدم المتوسط عصبياً

يحدث بعد الوقوف لفترةٍ طويلة، ويصيب اليافعين والأطفال بالدرجة الأولى، ويُعزى سبب حدوثه إلى سوء التواصل بين القلب والدماغ.

5- الضمور الجهازي المتعدد المصحوب بانخفاض ضغط الدم الانتصابي

يطلق عليه متلازمة الشاي دريغر (Shy-drager syndrome)، وهو اضطرابٌ نادر يصيب الجهاز العصبي الذي يتحكم بالوظائف اللاإرادية، مثل: ضغط الدم، وسرعة القلب، والتنفس، والهضم، ويكون مصحوباً بارتفاعٍ شديدٍ في ضغط الدم أثناء الاستلقاء.

ما هي أعراض انخفاض ضغط الدم؟

يملك انخفاض ضغط الدم مجموعةً من الأعراض منها: [1] [2] [3]

رؤية ضبابية أو رؤية غير واضحة، الارتباك، الدوخة أو الإغماء، دوار، غثيان وتقيؤ، نعاس وضعف، انخفاض كمية البول، انخفاض النتاج القلبي. يؤدي الانخفاض الشديد في ضغط الدم إلى حالةٍ مرضيةٍ تعرف باسم الصدمة، وتشمل أعراضها: التشوش، وخاصةً عند كبار السن، برودة الجلد ورطوبته، الشحوب، سرعة التنفس وضعفه، سرعة النبض وضعفه.

ما أسباب حدوث حالة انخفاض ضغط الدم؟

يمكن لانخفاض ضغط الدم أن يحدث لأسباب عديدة منها: [1] [2] [3]

1- انخفاض ضغط الدم الانتصابي.

2- أمراض الجهاز العصبي المركزي، مثل: داء باركنسون.

3- انخفاض حجم الدم، وحالات فقدان الدم، كما في النزيف الناتج عن إصابةٍ ما أو النزيف الداخلي، مما يسبّب انخفاضاً حاداً في ضغط الدم.

4- أمراض القلب والرئة، وذلك عندما لا يعملان بشكلٍ طبيعي أو عند الإصابة بفشل القلب.

5- الجفاف، وهو انخفاض مقدار الدم في الجسم، وذلك عندما لا يتوفر الماء في الجسم بالقدر الكافي، ويؤدي ذلك إلى انخفاض مستويات ضغط الدم، قد يحدث الجفاف بسبب الحمّى، أو التقيُّؤ، أو الإسهال الحاد، أو الإفراط في تناول المدرات البولية، والتمارين الشاقة.

6- الحالات التي تهدّد الحياة، مثل: عدم انتظام ضربات القلب، الانسداد الرئوي، النوبات القلبية، انهيار الرئة، الحساسية المفرطة، ردُّ الفعل المناعي للعدوى الشديدة (الإنتان) الذي يسبّب صدمةً إنتانية، والتي تسبّب انخفاضاً مفاجئاً في ضغط الدم .

7- تعاطي بعض الأدوية، كالأدوية التي تعالج ارتفاع الضغط، أو التي تعالج فشل القلب، أو عدم القدرة على الانتصاب، أو الأدوية التي تعالج المشاكل العصبية والاكتئاب.

8- الكحول أو العقاقير الترويحية، وبعض المكملات العشبية والفيتامينات، أو العلاجات المنزلية.

9- الحمل: حيث يحدث انخفاض ضغطٍ انتصابي بسبب النزيف أو مضاعفات الحمل الأخرى، وتزيد التغيرات أثناء الحمل من تمدّد الأوعية الدموية بسرعة، مما يسبّب انخفاض مستويات ضغط الدم، ومن الشائع حدوث الانخفاض خلال أول 24 أسبوع من الحمل، فيما يعود الضغط الى معدلاته الطبيعية بعد الولادة.

10- درجات الحرارة القصوى، حيث يمكن أن يؤثر التعرض للحرارة الشديدة أو البرودة الشديدة على انخفاض ضغط الدم، ويجعل آثاره أسوأ.

11- نقص العناصر الغذائية في النظام الغذائي، كنقص فيتامين B12 ،B9، والحديد، مما يمنع الجسم من إنتاج ما يكفي من كريات الدم الحمراء مسبّباً انخفاض ضغط.

12- الأمراض ذات الصلة بالهرمونات أو ما يدعى باضطرابات الغدد الصماء، حيث يمكن للاضطرابات التي تصيب الغدد جارات الدرقية أو الغدة الكظرية، مثل: داء أديسون أن تؤدي إلى انخفاض ضغط الدم، كما يسبّب داء السكري أو انخفاض سكر الدم حدوث انخفاض ضغط الدم أيضاً.

ما هي الأدوية التي قد تتسبّب في حدوث انخفاض ضغط الدم؟

يمكن لمجموعةٍ من الأدوية أن تتسبّب في حدوث انخفاض ضغط الدم، مثل: [1] [2]

المدرات البولية، مثل: الفورسيميد (Furosemide)، وهيدروكلورتيازيد (Hydrochlorothiazide).

– حاصرات مستقبلات ألفا، مثل: البرازوسين (Prazosin).

– حاصرات مستقبلات بيتا، مثل: أتينولول (Atenolol)، وبروبرانولول (Propranolol).

–  أدوية علاج داء باركنسون، مثل: البراميبكسول (Pramipexole) أو تلك الأدوية الحاوية على الليفودوبا (Levodopa).

– بعض مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة، مثل: الدوكسيبين (Doxepin)، وإيمبرامين (Imipramine).

– أدوية ضعف الانتصاب، مثل: سيلدينافيل (Sildenafil)، وتادالافيل (Tadalafil)، خاصةً عند تناولها مع دواء نيتروغليسرين (Nitroglycerin)

– الأدوية المستخدمة في الجراحة.

– المسكنات.

– الأدوية المستخدمة في علاج اضطرابات القلب، كأمراض القلب التاجية، وفشل القلب.

ما هي مضاعفات الإصابة بانخفاض ضغط الدم؟

ينجم عن انخفاض ضغط الدم مجموعةٌ من المضاعفات، وهي: [1] [2] [3]

● حدوث السقوط الذي قد يؤدي إلى الإصابة بالكسور العظمية في الورك، أو الكسور في العمود الفقري، أو حدوث ارتجاجات، وغيرها من الإصابات الخطيرة.

● الضعف، والدوخة، والإغماء.

● حرمان الجسم من الأوكسجين مما يسبّب تلف القلب، أو الدماغ، أو الأعضاء الأخرى، وهذا النوع من الانخفاض يمكن أن يكون مهدّداً للحياة ما لم يتمّ علاجه بشكلٍ فوري.

● الصدمة: وهي توقف الأجهزة عن العمل بسبب محدودية تدفق الدم والأوكسجين، مما يسبّب تلف الأعضاء، وحدوث الصدمة.

● مشاكل القلب أو السكتة الدماغية، لأن انخفاض ضغط الدم يجعل القلب يحاول التعويض عبر ضخ الدم بشكلٍ أسرع أو بقوة أكبر، مما يسبّب ضرراً دائماً للقلب وصولاً لفشل القلب مع مرور الوقت، وقد يحدث أيضاً مشاكل، مثل: تجلط الدم، والسكتة الدماغية، لأن الأوردة العميقة لا يتدفق فيها الدم كما ينبغي، مما يسبّب تكون الجلط

كيف يتمُّ تشخيص الإصابة بانخفاض ضغط الدم؟

لتشخيص الإصابة بانخفاض ضغط الدم تُجرى عدة اختباراتٍ لتحديد سبب وجوده، ومن هذه الاختبارات: [3] [4]

1- اختبارات الدم والبول

تساعد في تشخيص نقص سكر الدم، أو فرط سكر الدم (داء السكري)، أو انخفاض عدد كريات الدم الحمراء، أو فقر الدم، وجميعها حالاتٌ مرضية تسبّب انخفاض ضغط الدم، كما تقيّم اختبارات الدم والبول مستويات بعض الهرمونات والفيتامينات.

2- تخطيط كهربائية القلب

هو اختبارٌ سريعٌ غير مؤلم يبين مدى سرعة نبض القلب أو تباطؤه، ويمكن استخدامه في تشخيص النوبات القلبية الحالية أو السابقة.

3- اختبار الطاولة المائلة

تقيّم كيفية تفاعل الجسم مع التغيرات في وضعٍ معين، أثناء هذا الاختبار يستلقي المريض على طاولةٍ مائلة لرفع الجزء العلوي من الجسم بشكلٍ يحاكي الحركة من الوضع الأفقي إلى وضع الوقوف مع وجود أحزمةٍ لتثبيت الجسم، وتتمُّ مراقبة معدل ضربات القلب، وضغط الدم أثناء الاختبار.

4- التصوير

يتمُّ ذلك عند الاشتباه بوجود مشكلةٍ في القلب أو الرئة تسبّب انخفاض ضغط الدم، وتشمل إجراءات التصوير: التصوير المقطعي المحوسب، التصوير بالرنين المغناطيسي، مخطط صدى القلب، اختبارات معتمدة على الموجات الصوتية، الأشعة السينية.

كيف يتمُّ علاج الإصابة بانخفاض ضغط الدم؟

نادراً ما يكون العلاج ضرورياً في حالة انخفاض ضغط الدم الذي لا يترافق مع أعراض أو تكون الأعراض طفيفة، أما إذا تسبّب في ظهور أعراض، فيتوقف العلاج على سبب المرض، لكن عندما يكون السبب غير واضح، فيكون الهدف عندئذٍ رفع ضغط الدم، وتخفيف الأعراض عبر عدة طرقٍ منها: [1] [3] [4]

– عند وجود أعراض انخفاض ضغط الدم يجب الاستلقاء، ورفع القدمين فوق مستوى القلب.

– ارتداء الجوارب الضاغطة، والتي تستخدم لتخفيف الألم، وتقليل دوالي الأوردة، كما تحسن تدفُّق الدم من الساقين إلى القلب.

– الإكثار من شرب الماء، لأنه يزيد من حجم الدم، ويساعد في الوقاية من الجفاف.

– في حالة حدوث صدمةٍ ناجمةٍ عن انخفاض ضغط الدم، فهي حالة تستدعي التدخل الفوري، حيث يمكن إعطاء سيروم دموي أو سوائل أخرى.

– إعطاء أدوية تسبّب زيادة ضغط الدم، وتحسين قوة القلب، كدواء الفلودروكورتيزون (Fludrocortisone) المستخدم في حالة انخفاض ضغط الدم الانتصابي.

– زيادة الملح في الطعام، ولكن بكميةٍ معتدلة.

المراجع البحثية

1- Low blood pressure (hypotension) – Symptoms and causes. (2022, May 14). Mayo Clinic. Retrieved April 23,2024

2- Professional, C. C. M. (n.d.). Low blood pressure. Cleveland Clinic. Retrieved April 23,2024

3- Low blood pressure (hypotension) – Diagnosis and treatment. Mayo Clinic. (2022, May 14). Retrieved April 23,2024

4- Low Blood Pressure. Retrieved April 23,2024

This website uses cookies to improve your web experience.