تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يُعتبر الركود الصفراوي داخل الكبد في الحمل نادر الحدوث، حيث يُصيب امرأة حامل من بين ألف حامل، لكنه أشيع مرضٍ كبديّ يحدث خلال الحمل، ويُسبّب حكةً شديدةً تبدأ في راحتي اليدين والقدمين، وقد تشمل كامل الجسم، وتتراجع مباشرةً بعد الولادة خلال عدة أيام، لكنها تُسبّب مضاعفاتٍ مهمة على الجنين. ^[1]

ما هو الركود الصفراوي في الحمل؟

هو مرضٌ يصيب الكبد في النصف الثاني من الحمل، وغالباً في الثلث الأخير أو في نهاية الثلث الثاني من الحمل، ويحدث فيه تراكمٌ للأحماض الصفراوية في الدم، حيث إن الصفراء مادةٌ ينتجها الكبد، ويتمُّ تخزينها في المرارة، ليتمَّ إفرازها بعد الطعام لتساهم في هضم الدسم، أما في حالة الركود الصفراوي، فيتناقص أو يتوقف تدفُّق الصفراء، وبالتالي تتراكم في الكبد، ومن ثم تدخل إلى الدم، وعندما ترتفع مستوياتها في الدم تُسبّب الحكة. ^[2]

ما هي أسباب حدوث الركود الصفراوي في الحمل؟

السبب الأساسي لحدوث الركود الصفراوي غير واضحٍ، لكن تلعب عددٌ من العوامل سبباً في حدوثه: ^[2]

1- الهرمونات

ارتفاع هرموني الأستروجين والبروجسترون في الثلث الأخير من الحمل، حيث ينقص قدرة الكبد على نقل الصفراء، وبالتالي تتراكم في الكبد، وتنتقل إلى الدم.

2- أسبابٌ جينية

حيث لوحظ وجود إصاباتٍ عائلية.

3- أسابٌ بيئية

حيث لوحظ شيوعه في فصل الشتاء مقارنةً مع باقي الفصول.

ما هي أعراض الركود الصفراوي في الحمل؟

1- الحكة، وهي العرض الأساسي، وقد تكون العرض الوحيد، ولا تترافق مع طفح، وتختلف شدتها ونمطها، ولكنها غالباً تكون شديدةً، وتبدأ في راحتي اليدين وباطن القدمين، وقد تشمل كامل أنحاء الجسم، وتزداد شدتها في الليل.

2- اليرقان.

3- نقص الشهية والغثيان.

4- الإرهاق.

5- تلوُّن البراز بلونٍ فاتح، والبول بلونٍ غامق. ^[1]

ما هي عوامل الخطر لحدوث الركود الصفراوي في الحمل؟

1- وجود قصةٍ شخصيةٍ أو عائليةٍ للإصابة بالركود الصفراوي في الحمل.

2- الحمل التوأمي.

3- وجود مرضٍ كبديٍّ سابق.

4- تقدُّم عمر الحامل.

5- في حالات الإلقاح ضمن الزجاج، وهي الأشيع. ^[3]

ما هي مضاعفات الركود الصفراوي في الحمل؟

في حالات الركود الصفراوي في الحمل يزداد خطر حدوث ما يلي: ^[4]

1- موت الجنين داخل الرحم: تزداد نسبة حدوثه مع زيادة تركيز الأحماض الصفراوية في الدم، وغالباً يحدث في أسابيع الحمل الأخيرة قرب موعد الولادة.

2- متلازمة الضائقة التنفسية عند الوليد، حيث يُسبّب زيادة تركيز الأحماض الصفراوية خللاً في تركيب مادة السورفاكتانت التي تسمح بتمدُّد الرئة، وبالتالي لا يستطيع الوليد الحصول على كميةٍ كافيةٍ من الأوكسجين.

3- استنشاق العقي.

4- المخاض الباكر، حيث تكون الحامل أكثر عرضةً للولادة الباكرة سواءً نتيجة بدء المخاض بشكلٍ عفوي أو نتيجة تحريضٍ صناعيٍّ للمخاض.

5- الإصابة بالسكري الحَملي.

6- الإصابة بما قبل الإرجاج الحملي.

7- نقص فيتامين K مما يزيد خطر النزف.

كيف يتمُّ تشخيص الركود الصفراوي في الحمل؟

يتمُّ التشخيص بالاعتماد على: ^[5]

1- الأعراض السريرية، وخاصةً الحكة في الثلث الأخير من الحمل.

2- التاريخ الطبي للحامل.

3- الفحص السريري.

4- إجراء فحوصٍ دموية، وأهمّها :

– الأحماض الصفراوية، والتي ترتفع أكثر من 10 ميكرو مول/ليتر.

– ارتفاعٌ معتدلٌ في إنزيمات الكبد الناقلة للأمين ALT وAST.

-ارتفاع معتدل في الفوسفاتاز القلوية ALP.

-قد يرتفع البيلروبين.

كيف يتمُّ علاج الركود الصفراوي في الحمل؟

يهدف العلاج إلى تخفيف الأعراض عند الحامل، وتجنُّب حدوث المضاعفات على الجنين.

كيف يتمُّ تخفيف الحكة؟

1- دواء حمض أورسوديوكسيكوليك (Ursodeoxycholic acid)، حيث يخفض مستويات الأحماض الصفراوية في الدم، ويخفّف الحكة.

2- لوشن الكالامين.

3- مضادات الهيستامين.

يتمُّ تجنُّب حدوث المضاعفات بمراقبة الجنين بشكلٍ دوريّ بإجراء:

أ- اختبار اللاشدة NST لمراقبة معدل نبض الجنين.

ب- الصيغة الفيزيوحيوية BPP لمراقبة معدل قلب الجنين، حركته، مقوية العضلات، الحركات التنفسية، كمية السائل الأمنيوسي. ^[4]

ما هو موعد الولادة المُفضّل لمريضات الركود الصفراوي في الحمل؟

يعتمد تحديد موعد الولادة على درجة ارتفاع مستويات الأحماض الصفراوية في الدم، ويُفضّل أغلب الأطباء الولادة حوالي الأسبوع 37 من الحمل لتخفيف معدل الاختلاطات، ويوصى بتحريض المخاض، وأن تكون الولادة مهبلية، ولكن بعض الحالات تستدعي الولادة بالعملية القيصرية.

متى يوصي الأطباء بالولادة قبل الأسبوع 37؟

1- وجود سوابق وفاة جنينٍ داخل الرحم قبل الأسبوع 37.

2- ارتفاع قيم الأحماض الصفراوية في الدم أكثر من 100 ميكرومول/ليتر.

3- تفاقم الأعراض عند الحامل، وعدم استجابتها على الأدوية. ^{[2] [6]}