تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يحيط بالجنين داخل الرحم أغشيةٌ تُدعى الأغشية الجنينية التي تحوي ضمنها السائل الأمنيوسي الذي يساعد في نمو العظام والعضلات عند الجنين، ويحميه من الصدمات، ويساهم في نضج رئتيه. عادةً يحدث تمزُّق هذه الأغشية بشكلٍ طبيعي عند اقتراب موعد الولادة إلا أن حدوثه في غير الموعد الطبيعي يؤدي إلى مشاكل مهمة عند الأم والجنين.

ما هو انبثاق الأغشية الباكر قبل تمام الحمل؟

انبثاق الأغشية الباكر قبل تمام الحمل (Preterm premature rupture of membranes (PPROM)) هو تمزُّقٌ في الأغشية الجنينية، ونزول السائل الأمنيوسي من المهبل قبل بدء المخاض، وقبل الأسبوع 37 من الحمل، ويصادف تقريباً عند 1 إلى 2 بالمئة من الحوامل. ^[1]

ما هي عوامل الخطر لحدوث انبثاق الأغشية الباكر قبل تمام الحمل؟

تلعب العديد من العوامل البيئية، والوراثية، والفيزيولوجية دوراً في إحداث انبثاق الأغشية الباكر قبل تمام الحمل، ومن أهمّ عوامل الخطر المعروفة: ^[2]

1- سوابق حدوث انبثاق أغشيةٍ باكرٍ في الحمل السابق حيث تصل نسبة تكراره في الحمل اللاحق من 15 إلى 30 بالمئة.

2- النزف المهبلي خلال الثلث الثاني والثالث من الحمل.

3- التدخين.

4- سوء التغذية، مثل: عوز فيتامين C، والزنك، والنحاس.

5- انخفاض مشعر كتلة الجسم.

6- تدنّي الحالة الاجتماعية والاقتصادية.

7- إنتانات السبيل التناسلي السفلي.

8- الحمل المتعدد والاستسقاء الأمنيوسي.

9- وجود أمراض عند الأم مثل: السكري، ارتفاع التوتر الشرياني، أمراض الكولاجين الوراثية، : تناذر أهلر دانلوس.

ما هي مضاعفات انبثاق الأغشية الباكر قبل تمام الحمل؟

1- الخداجة

وهي أهمُّ المضاعفات حيث يُعتبر الانبثاق الباكر قبل تمام الحمل مسؤولاً عن ثلث حالات الولادة الباكرة.

2- الإنتان الأمنيوسي

وهو خمجٌ يصيب الجنين، أو الأغشية الجنينية، أو السائل الأمنيوسي، ويحدث عند 15-20 بالمئة من مريضات الانبثاق الباكر قبل تمام الحمل، حيث يحدث حمى عند الأم مع تسرُّع نبض الأم ونبض الجنين مع إيلام، ومضض الرحم، وخروج مفرزاتٍ قيحيةٍ كريهة الرائحة.

3- اختلاطاتٌ فوريةٌ

مثل: انسدال الحبل السري، وانفكاك المشيمة الباكر، وانضغاط الحبل السري.

4- تألُّم وموت الجنين

5- العمليات القيصرية

زيادة نسبة الولادة بالعمليات القيصرية. ^[3]

ما هي أعراض انبثاق الأغشية الباكر قبل تمام الحمل؟

تشكو السيدة عادةً من حدوث دفقةٍ مفاجئةٍ لسائلٍ صافٍ أو أصفر شاحب من المهبل، وقد تشكو أحياناً من قصة تسريب متقطع أو مستمر لكمياتٍ قليلةٍ من السائل الأمنيوسي، وأحياناً مجرد إحساس بالرطوبة فقط في منطقة المهبل. ^[4]

كيف يتمُّ تشخيص انبثاق الأغشية الباكر قبل تمام الحمل؟

يعتمد التشخيص بشكلٍ أساسي على القصة السريرية، ويقوم الطبيب بإجراء كل مما يلي: ^[2]

1- الفحص السريري

يقوم الطبيب بوضع منظارٍ مهبلي عقيم في المهبل، ورؤية تدفُّق السائل الأمنيوسي من عنق الرحم، ويتمُّ أخذ عينةٍ من السائل وإجراء:

1- اختبار التسرخس بدراسة عينة السائل تحت المجهر.

2- اختبار أوراق النترازين حيث يتغير لونها بوجود انبثاق للأغشية الجنينية.

2- التصوير بالأمواج فوق الصوتية

 يُعتبر إجراءً مكمّلاً هاماً للفحص السريري في تأكيد التشخيص.

3- اختبارات خاصة

1- اختبار (AmniSure) يكشف وجود البروتين ألفا -1- ميكروغلوبين المشيمي الموجود في السائل الأمنيوسي.

2- اختبار (Actim prom test) يكشف البروتين الرابط لعامل النمو الشبيه بالأنسولين في السائل الأمنيوسي.

كيف يتمُّ تدبير حالات انبثاق الأغشية الباكر قبل تمام الحمل؟

يختلف العلاج بين المريضات حسب عمر الحمل وحالة الجنين عند حدوث الانبثاق، ويعتمد العلاج المحافظ على: ^[1]

1- القبول في المشفى.

2- إجراء تحاليل شاملة، ومراقبة العلامات الحياتية للأم، ومراقبة تخطيط قلب الجنين.

3- إعطاء الستيروئيدات القشرية حيث تُقلل من نسبة وفيات حديثي الولادة، ومتلازمة الضائقة التنفسية.

4- إعطاء الصادّات الحيوية الوقائية.

5- لا ينصح بإعطاء موقفات المخاض حيث ترافقت مع زيادة حدوث الإنتان الأمنيوسي.

6- تسريب السائل الأمنيوسي لم يتوفر على نطاقٍ واسع، ويحتاج هذا الإجراء لدراساتٍ واسعة.

كيف يتم تحريض الولادة بشكلٍ مباشر؟

ويتمُّ في حال وجود:

1- إنتانٍ أمنيوسي.

2- انفكاك مشيمة.

3- تألُّم جنين.

كيف يمكن تجنُّب تكرار انبثاق الأغشية الباكر في الحمول اللاحقة؟

لا يمكن منع حدوث انبثاق الأغشية الباكر، وعلى الرغم من أن نسبة تكراره عاليةٌ في الحمل اللاحق يجب على الحامل أن تلتزم يما يلي: ^[5]

1- الإقلاع عن التدخين.

2- التغذية الجيدة، والتركيز على المصادر الغنية بفيتامين C.

3- المتابعة بشكلٍ منتظمٍ عند الطبيب طيلة فترة الحمل.

4- ضبط الأمراض الجهازية الموجودة عند الأم، مثل: ضبط سكر المصل، والحفاظ على الضغط الشرياني ضمن حدوده الطبيعية.

5- يمكن للطبيب أن يعطي بشكلٍ وقائي 17 هيدروكسي البروجسترون فموياً، أو عن طريق المهبل، أو حقن عضلية حيث أثبتت الدراسات أنها تنقص خطر الولادة الباكرة سواءً مع أغشيةٍ سليمةٍ أو متمزقة.