Skip links
رجل ممد على السرير يقوم بوضع يده على كتف امرأة تجلس بجانبه تنحني للأمام وتضع يديها على بطنها

ألم الإيلاج الحوضي التناسلي

الرئيسية » المقالات » الطب » ألم الإيلاج الحوضي التناسلي

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هو ألم الإيلاج الحوضي التناسلي؟

هو الألم الذي يصيب منطقة الأعضاء الجنسية التناسلية عند الأنثى نتيجة ممارسة الجنس، ويمكن وصفه بتعبيرٍ آخر (عسر الجماع)، ويستمر هذا الألم بشكلٍ متكرر قبل أو أثناء العلاقة، حيث يمكن أن تشعر المرأة بألمٍ خارجي في المهبل، ويمتدُّ إلى شفتي المهبل (الشفرين) أو عند فتحة المهبل.

والبعض الآخر يعاني من الألم داخلياً أي في عنق الرحم أو أسفل البطن، بالإضافة إلى التعب والإرهاق الجسدي الذي تشعر به النساء، مما يؤدي لتجنُّب العلاقة الجنسية، ويخلق نوعاً من الفجوة بين الطرفين، وخاصةً عند الأنثى بسبب حالة التوتر والخوف الذي ينتابها. [1]

من الأكثر عرضةً للإصابة بألم الإيلاج؟

الألم الشديد أثناء الممارسة الجنسية ينتشر وبكثرةٍ عند النساء، ومن المحتمل أن يؤثر على الرجال أيضاً، ولكن بنسبٍ قليلةٍ عن الإناث، وقد يكون الألم ناتجاً عن آثارٍ جسمية، أو عوامل نفسية، أو الإصابة بأمراضٍ معينة. [1]

ما هي أنواع ألم الإيلاج عند النساء؟

يمكن أن نستدل على نوع عسر الجماع الذي تعاني منه الأنثى عن طريق تحديد موقع الألم، وهما نوعان: [1]

1- عسر الجماع السطحي: هو ألم الدخول داخل الحجاج، ويتمُ الإحساس به عند مدخل المهبل أثناء عملية الإيلاج الأولي، وتوجد بعض العوامل التي تُسبّب ألم الدخول، كنقص التشحيم، أو الإصابة بمرضٍ محدد، أو افتقار عملية الجنس للمداعبة.

2- الألم العميق (عسر الجماع الاصطدامي): يحدث عند البدء بالإيلاج العميق، ويمكن أن يكون سيئاً في بعض الأوضاع الجنسية، وتشعر الأنثى بألمٍ شديدٍ في أسفل البطن أو في الرحم، ويمكن تصنيف الألم أثناء الجماع إلى:

● الألم الأساسي: وهو الألم الذي يتمُّ الشعور به عند أول بدايةٍ للنشاط الجنسي.

● الألم الثانوي: يتطور بعد ممارساتٍ عديدةٍ للجنس، ولكن دون ألم.

● الألم الكامل: الإحساس بالألم في كل مرةٍ يتمُّ فيها ممارسة الجنس.

● الألم الظرفي: وهو الذي يحدث في أوقاتٍ معينةٍ سواءً بعد الانتهاء من الطمث أو بعد الولادة القيصرية.

ما هي أعراض عسر الجماع؟

قد يبدو الألم بالنسبة للأنثى حاداً، أو شديداً، أو قابلاً للتحمُّل، ويشبه تقلصات الدورة الشهرية، وكأنه يأتي من أعماق الحوض، وعادةً ما تعبّر النساء عنه، وكأن هنالك شيئاً يصطدم بداخلهم، وتتنوع الأعراض ما بين: [2]

1- الإصابة بالعدوى (كعدوى المسالك البولية).

2- الجفاف في المهبل بسبب تغيراتٍ في هرمون الأستروجين أو عدم انتظام الدورة الشهرية، وأيضاً نتيجة قلة المداعبة قبل ممارسة الجنس.

3- الالتهابات التي تحصل في المهبل، ويمكن أن تكون سيئةً للغاية لدرجة أنها تمنع الشخص من ارتداء الملابس الداخلية بسبب الحكة والألم.

4- وجود بطانةٍ للرحم، وهو نسيجٌ ندبيٌّ يقع خارج الرحم، ولا علاقة له بالجراحة.

5- المعاناة من مرض التهاب الحوض.

6- الشعور بالضيق أثناء الممارسة الجنسية، وعدم القدرة على الإثارة، والتفاعل الجيد مع الشريك.

7- وجود التهاباتٍ في المبيضين.

8- المعاناة من تشنُّجاتٍ عضليةٍ حول المهبل، ويكون ألم التشنُّجات شديداً لدرجة أن ممارسة العلاقة تكون مستحيلة.

ما هي أسباب ألم الإيلاج التناسلي؟

1- ألم الإدخال

– عدم كفاية استخدام المزحلقات، وغالباً ما ينتج ذلك لقلة عوامل التحفيز، والإثارة الجنسية، والمداعبة أيضاً، وذلك بسبب انخفاض مستويات الأستروجين، وخاصةً بعد الولادة، وأثناء مرحلة الرضاعة الطبيعية.

– تناول بعض الأدوية التي تجعل الجماع مؤلماً، كمضادات الاكتئاب، أو أدوية ارتفاع الضغط الدم، والمهدئات أيضاً، واستخدام أنواعٍ معينةٍ من حبوب تحديد النسل.

– التعرُّض للصدمة أو التهيُّج بسبب حادث، أو عملية جراحية خطيرة في الحوض، أو ختان الإناث، والقيام لبضع الفرج أي شقّ البطن أثناء الولادة لتوسيع قناة الولادة.

– مشاكل موجودة بسبب الولادة، وهي عدم اكتمال تكوُّن المهبل أو نموُّ نسيجٍ قد يعوق ويسدُّ فتحة المهبل.

– التشنُّج المهبلي، حيث تجعل التقلصات اللاإرادية الموجودة في عضلات المهبل عملية الإيلاج والجماع متعبةً، وشديدة الألم.

2- الألم العميق

يحدث في بعض الأحيان مع الإيلاج العميق الشعور بألمٍ عميقٍ بسبب:

– العلاجات الطبية والخضوع للجراحة، حيث تؤدي الندب الناتجة عن جراحة في منطقة الحوض بما في ذلك عملية استئصال الرحم إلى الألم العميق أثناء الجنس، ويمكن أيضاً أن يُسبّب الخضوع للعلاجات الكيميائية في حال الإصابة بالسرطان أو المعالجة بالأشعة إلى تغير في الجسد تجعل القيام بالجنس أمراً صعباً للغاية.

– الإصابة بأمراضٍ معينة، ومنها هبوط الرحم، أو الرحم المنقلب للخلف، أو المعاناة من أورامٍ ليفيةٍ في الرحم، ووجود أكياسٍ على المبيض، ومرض البواسير، ومتلازمة القولون المتهيُّج، وخلل القاع الحوضي الوظيفي.

3- العوامل النفسية

كل الأنشطة الجنسية ترتبط بالعواطف، والرغبة، والأحاسيس ارتباطاً شديداً، لذلك تلعب العوامل العاطفية النفسية دوراً في ألم الجماع، وتشمل:

– التوتر والخوف: حيث تكون عضلات قاع الحوض مشدودةً كثيراً، مما يُحدث ألماً أثناء عملية الاتصال الجنسي.

– المشكلات النفسية: يمكن أن يؤدي القلق، والتفكير الشديد بخطورة الأمر إلى جعل حالة الجسم النفسية غير جيدة، مما يساهم في انخفاض درجات الإثارة، وانعدام الراحة والأمان، وتجنُّب القيام بعلاقة جنسية.

– من الصعب إدراك فيما إذا كانت العوامل العاطفية مرتبطةً بألم الجماع، لأنه يمكن للألم الأولي أن ينتج عنه نفورٌ، وشكٌّ، وخوفٌ من تكرار الألم نفسه كل مرة، مما يصعب عملية الاسترخاء أو في حال تمّ التعرُّض للاغتصاب، وهنا يجب مراعاة حالة الشريك، وقول بعض الكلمات التي ترفع من درجات الأمان، والثقة لديه إلى حين مراجعة أخصائي. [3]

ما هو تشخيص عسر الجماع؟

عندما تعاني المرأة من عسر الجماع، والألم المزمن المتكرر يجب أخذ بعض المعلومات عن: [4]

1- معرفة ما إذا كانت تعاني من مرضٍ معينٍ في الجسم أو حالةٍ نفسيةٍ سيئة.

2- ضرورة أخذ التاريخ الجنسي والطبي الكامل.

3- طرح بعض الأسئلة التي تتعلق بنوعية الألم، ومكانه، وزمان حدوثه.

4- إجراء فحوصات للتأكد من سلامة منطقة الحوض أو معاناتها من تشوُّهات.

5- إجراء اختبار البول، واختبارات الدم أيضاً.

6- الكشف عن منطقة المهبل للتحقُّق من وجود التهاباتٍ أو جراثيم.

7- معرفة الهيكلية للأعضاء التناسبية الخارجية والداخلية.

8- إجراء فحوصات عن طريق الموجات فوق الصوتية، للكشف عن الرحم، والمثانة، وأعضاء الحوض الداخلية.

يمكن للأخصائي أن يشخص الحالة بعد القيام بتلك الإجراءات التي تمّ ذكرها سابقاً.

ما هو علاج الاضطراب؟

تتنوع العلاجات المتوافرة لعسر الجماع، ومنها:

1- العلاج الطبيعي للأنثى

غالباً ما يكون هذا النوع مفيداً للنساء اللواتي يعانون من الاضطراب بسبب عظام الحوض أو التغيرات الجسدية، وبعض المعالجين يتخصصون بعلاج قاع الحوض، بينما توجد فئةٌ أخرى تركز على علاج مشاكل العمود الفقري أو الحبل الشوكي، كما أن الاستشارة تساعد في معالجة هذه الضغوطات والمخاوف بعيداً عن الأدوية، فإن بعض الظروف يمكن أن تكون صعبةً وكفيلةً بأن تغير نظرة الأنثى تجاه الجنس، وأن تعتبر الرجل كائناً شاذاً، وخصوصاً في حال معاناتها من الألم معه، لذلك العامل النفسي مهمٌّ جداً لبداية مراحل العلاج الطبيعي.

2- عمليات الجراحة

لا يلزم إجراء عمليةٍ جراحيةٍ في حال المعاناة من عسر الجماع، وخاصةً أن الغالبية العظمى من النساء يتفقون على ذلك، ولكنها تلزم في بعض الأحيان، حيث يمكن أن تفيد العملية في حلّ المشكلة الأساسية سواءً أكان تشوُّهاً، أو مرضاً، أو إصابةً جسمية، ويتمُّ اللجوء إلى الجراحة بعد التأكد من عدم وجود إجراءاتٍ أخرى لا تدعو إلى الجراحة.

3- تناول الأدوية

يتمُّ استخدام المضادات الحيوية في حال تمّ الاشتباه بالإصابة بالفطريات، أو في حال وجود عدوى ما في المهبل، أو الحوض، وبالنسبة للأسباب الهرمونية، يمكن أن يشمل العلاج تناول أدويةٍ منظمةٍ للدورة الشهرية، أو وسائل منع الحمل، أو وضع كريمات مزحلقة ومطرية لمنطقة المهبل، وقد تجد بعض النساء الراحة عند تناول أدوية أو استعمال مراهم تستهدف الأعصاب المحيطة بعضلات وأعصاب الحوض، ولا يجب تناول هذه الأدوية دون وجود وصفةٍ طبيةٍ تسمح بذلك أو التحدث إلى طبيبٍ مختصٍّ، وإعلامه بالأمر، والأخذ بتدابير السلامة. [5]

المراجع البحثية

1- Professional, C. C. M. (n.d.-q). Dyspareunia (Painful intercourse). Cleveland Clinic. Retrieved January 19, 2024

2- familydoctor.org. (2023b, August 23). Dyspareunia – Painful sex | Familydoctor.org. Retrieved January 19, 2024

3- Painful intercourse (dyspareunia) – Diagnosis and treatment. Mayo Clinic. (2022, September 17). Retrieved January 19, 2024

4- Harvard Health. (2019, October 1). When sex gives more pain than pleasure. Retrieved January 19, 2024

5- CNP, B. D. A. (2023, July 7). Women’s sexual health: When being intimate hurts. Mayo Clinic Health System. Retrieved January 19, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.