تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يُعدّ التهاب الطريق التناسلي ولا سيما المهبل، من أكثر الشكايات التي تعاني منها الإناث في سن المراهقة وسن النشاط التناسلي، وله أسباب طفيلية، أهمها: المشعرة المهبلية (Trichomonas)، وأسباب جرثومية، مثل: جرثومة الغاردنيلا (Gardenella)، وأسباب فطرية، أشيعها فطرا الكانديدا (Candida).

ما هي أعراض التهاب المهبل عند الإناث؟

تختلف الأعراض تبعاً للعامل المُسبّب، لذلك يجب وصف الأعراض بدقة للطبيب، ليتمّ وضع التشخيص المناسب والعلاج المفيد لحالة كل مريضة.

من أهم الأعراض: ^[1]

1- الضائعات المهبلية: وهي المفرزات الغير طبيعية التي تخرج من المهبل، وتختلف ألوانها حسب العامل المُسبّب (مفرزات قيحية أو خضراء في حال التهاب المهبل الجرثومي، ومفرزات بيضاء اللون في حال (التهاب المهبل الفطري).

2- وجود رائحة كريهة تشبه رائحة السمك في حال التهاب المهبل الجرثومي، أما في التهاب المهبل الفطري تكون المفرزات عديمة الرائحة.

3- الحكة الشديدة، وذلك في التهاب المهبل الفطري، أما في التهاب المهبل الجرثومي فالحكة تكون أقل. ^[3]

4- الاحمرار والسخونة التي تدلُّ على وجود حالةٍ التهابية.

5- الشعور بحرقة أثناء التبول.

6- ظهور طفحٍ جلدي في المنطقة التناسلية لدى المريضة.^[3]

ما هي أسباب التهاب المهبل عند الإناث؟

يعود السبب الرئيسي لإصابة المهبل بالالتهابات إلى خللٍ في التوازن بين البكتيريا الطبيعية الموجودة في مخاطية الطرق التناسلية، حيث يزيد تكاثر الجراثيم أو الفطريات المُمْرضة وتبدأ بغزو بطانة المهبل وعنق الرحم، حيث تقوم الجراثيم المُمْرضة بتغيير الوسط الحامضي الموجود في المهبل، والذي يعمل كمصدر وقاية وحماية للجهاز التناسلي الأنثوي من العوامل المرضية، وبذلك يصبح الوسط ملائماً لتكاثر مزيدٍ من هذه الجراثيم.

يعود هذا الاختلال في التوازن الجرثومي إلى عوامل داخلية، مثل: نقص المناعة، نتيجة إصابة المريضة بالسكري أو في حالة الحمل، إضافةً إلى قلة النظافة الشخصية، وعدم تغيير الملابس الداخلية يومياً، حيث تعمل الرطوبة الموجودة في الملابس الداخلية على زيادة تكاثر الجراثيم، وعدم الغسيل والتجفيف جيداً بعد دخول الحمام، إضافةً إلى استخدام المريضة لموانع الحمل الموضعية، كاللوالب الرحمية الملوثة. ^[2]

في بعض الأحيان يمكن أن تنتقل هذه العوامل المُسبّبة للالتهابات التناسلية الأنثوية عن طريق الشريك في أثناء الجِماع، وبذلك تؤهّب إلى إصابة المرأة ببعض الأمراض الخطيرة المنتقلة بالجنس، مثل: السيلان بجرثومة النيسريا (Neisseria) أو الكلاميديا (Chlamydia).

ما هي طرق الوقاية من الالتهابات التناسلية الأنثوية؟

يوجد العديد من الطرق التي تساعد في الوقاية من الالتهابات التناسلية الأنثوية، وأهمها: الاعتناء بالنظافة الشخصية، وحلاقة شعر العانة بطرق معقمة، وغسل المنطقة التناسلية بالماء والصابون، وعدم استخدام الغسول والمواد المعطرة والمطهرة، والمياه الساخنة جداً، لأنها تُسبّب تخريشاً وحرقةً في فتحة المهبل.

ويفضل التقيُّد بلباسٍ داخلي مصنوع من القطن، وتجنُّب اللباس الضيق والمصنوع من خيوط البلاستيك، كونه يُسبّب تهيجاً أثناء الحركة والاحتكاك، كما يجب أن تكون الملابس الداخلية جافةً ومعقمةً بأشعة الشمس، إضافةً إلى استخدام الواقيات المعقمة أثناء الجِماع، والتحقق من سلامة الطرق التناسلية عند الشريك. ^[4]

ما هي طرق علاج الالتهابات التناسلية الأنثوية؟

العلاج في الحالات الشديدة يكون دوائياً، وذلك باستخدام الصادات الحيوية، مثل: فلاجيل (Metronidazole) أو كليندامايسين (Clindamycin)، وتطبق بشكل موضعي وتكون آمنةً عند الحوامل، كما يمكن أخذ الصادات فموياً بشرط أن تكمل المريضة الجرعة الموصوفة كاملةً لمدة سبعة أيام، لتجنُّب تكرر العدوى لاحقاً.

أما علاج الشريك فهو ليس ضرورياً لأنه لا يعتبر مرضاً منتقلاً بالجنس، ويستحسن زيارة الطبيب لإجراء فحص للعينة من المهبل واختبار زرع لمعرفة نوع الجرثوم ووصف الصادّ الحيوي المناسب. أما العدوى الفطرية فغالباً ما تُشفى بدون علاج أو باستخدام المضادات الفطرية الموضعية، كالفلوكونازول (Fluconazole).