Skip links
رحم المرأة ويظهر الجزء العلوي المراد استئصاله محدد بخطوط مقطعة

استئصال الرحم

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تعدُّ عملية استئصال الرحم (Hesterectomy) من العمليات الجراحية الشائعة، وهي ثاني أشيع العمليات النسائية بعد العملية القيصرية، وتختلف طرق إجرائها حسب حالة المريضة.

لماذا يتمُّ استئصال الرحم؟

يتمُّ إجراء هذه العملية من قبل جراحي النسائية، وذلك بعد فشل العلاجات الأخرى، مثل: العلاج الدوائي والفيزيائي، وذلك يتمُّ في أمراضٍ كثيرةٍ تصيب الرحم مثل: [1]

1- النزف الغزير

هو النزف الذي يحدث في فترة الطمث لدرجة فقدان الدم بكمياتٍ كبيرةٍ وظهور المضاعفات، مثل: فقر الدم، وعدم الاستفادة من العلاجات الأخرى.

2- الطمث المؤلم

هو عدم تحمُّل التقلصات المؤلمة التي تحدث بشكلٍ دوري في كل دورة شهرية مما يمنع الأنثى من القيام بنشاطاتها اليومية، وعدم الاستفادة على المسكنات أو ظهور التأثيرات الجانبية لهذه الأدوية.

3- هبوط الرحم (Prolapsed Uterus)

هو ضعفٌ في الأربطة التي تدعم الرحم، ويحدث هبوط الرحم عند النساء عديدات الولادة، ويلجأ الأطباء إلى إعادة تثبيت الرحم، وعند فشل العمليات السابقة يتمُّ استئصال الرحم.

4- الورم الرحمي الليفي (Leiomyoma)

هي أورامٌ حميدةٌ تصيب الرحم، وتؤدي إلى نزفٍ غزيرٍ، وألم في الحوض، وعند فشل استئصال هذه الأورام واستمرار الأعراض يتمُّ استئصال الرحم.

5- فرط تنسُّج البِطانة الرحمية

هي زيادة تكاثر الخلايا الظهارية الموجودة في جوف الرحم، والتي تُسبّب نزوفاً متكررةً، واحتمال التحوُّل السرطاني.

6- البِطانة الرحمية المنتبذة (Endometriosis)

هي وجود نسيجٍ رحميّ في أماكن أخرى من الجسم، مثل: المبيض ويزيد ذلك من كمية النزف وألم المريضة.

7- سرطان الرحم (Uterus cancer)

هو وجود أورامٍ خبيثةٍ في جوف الرحم، ويمكن أن ينتشر للبُنى المجاورة، ويُسبّب نزفاً غزيراً، ويكون أحياناً استئصال الرحم هو الحلّ العلاجي الوحيد في بعض أنماط ومراحل السرطان، ويتبعه علاج كيميائي أو شعاعي مُتمّم.

8- الداء الحوضي الالتهابي (Pelvic inflammatory disease)

يعني وجود التهاب بسبب عدوى منتشرة في الحوض، ويتمُّ استئصال الرحم عند فشل العلاج الدوائي بالصادّات الحيوية. تتمُّ هذه العملية عند النساء اللواتي يعانين من أعراضٍ شديدةٍ ولمدةٍ طويلة، ويجب تنبيه المريضات اللواتي يرغبن بالخضوع لعملية استئصال الرحم بعدم إمكانية الحمل والإنجاب بعد العملية، وانقطاع الدورة الطمثية بشكلٍ كامل.

كيف تُحضَّر المريضة لعملية استئصال الرحم؟

يتمُّ استئصال الرحم بناءً على حالة المريضة ورغبتها، وقرار طبيب النسائية، وفشل العلاجات السابقة. يتمُّ تحضير المريضة بإجراء تحاليل عامة، مثل: تعداد الدم لكشف فقر الدم عند وجوده، والتأكد من سلامة عوامل التخثر، والتحاليل الروتينية الأخرى، مثل: السكر (الغلوكوز)، والشوارد، وغيرها، وينبغي الانتباه للأدوية التي تأخذها المريضة بسبب ضرورة إيقاف بعض الأدوية قبل العمل الجراحي، مثل: موانع التخثُّر، والمُميّعات (الأسبرين، والوارفارين)، وغيرها من الأدوية التي تؤثر على سير العمل الجراحي.

من الضروري سؤال المريضة عن خضوعها لعملياتٍ سابقة على منطقة الحوض، وإن كانت تعاني من اضطرابات التخدير قبل العمل الجراحي أو لا، مثل: إصابتها أو إصابة أحد أفراد عائلتها بفرط الحرارة الخبيث نتيجة استعمال بعض أدوية التخدير. ويجب على المريضة حلاقة شعر منطقة العانة لتجنُّب التلوث قدر الإمكان، ومساعدة الطبيب على التعقيم بشكل جيد.

كما يفيد الدعم النفسي في نتيجة العمل الجراحي لذلك ينبغي إحاطة المريضة بالأشخاص الإيجابيين، والتأكيد على فكرة عدم قدرتها على الإنجاب لاتخاذ القرار الأفضل لها ولعائلتها.

كيف تتمُّ عملية استئصال الرحم؟

تختلف تقنية استئصال الرحم وفق عدّة معايير منها: حالة المريضة الصحية، وحجم الرحم، وإمكانيات المشفى، وخبرة الجراح، وتتمُّ في غرفة العمليات فتح خطوط وريدية للمريضة لتسريب الأدوية والسوائل أثناء العمل الجراحي لتغذية المريضة، وتوصيلها على جهاز المراقبة القلبية (Monitor) لمراقبة نبض المريضة وضغطها. تتمُّ عملية استئصال الرحم إما جراحياً أو تنظيرياً، وتكون خيارات الإجراء كالتالي: [2] [3]

1- استئصال الرحم عن طريق المهبل:

وهي إجراء شقٍّ صغيرٍ في البطن لفصل الرحم عن مجاوراته، وإخراج الرحم بملقط عن طريق المهبل، وتستمر العملية حوالي ثلاث ساعات، ولا يجوز إجراؤها في حالات سرطان الرحم لتجنُّب انتشار الورم.

2- استئصال رحم عن طريق فتح البطن:

وهي إجراء شقٍّ طولي أو عرضي بطول ستة إنش تقريباً في أسفل البطن، وإخراج الرحم عبر هذا الشقّ، وهذه العملية من أخطر الأنواع لكثرة المضاعفات بعد العمل الجراحي، ويُفضّل إجراؤها في حالات سرطان الرحم.

3- استئصال الرحم بالتنظير:

ويتمُّ ذلك بإجراء ثلاثة ثقوبٍ في بطن المريضة، وإدخال منظارٍ موصولٍ بكاميرا في أحد الثقوب، وحقن غازٍ في الثقب الثاني لتوسيع المنطقة، ومن ثم إخراج الرحم من فتحة المهبل، وتستمر العملية من ساعة لأربع ساعات.

4- استئصال الرحم بمساعدة الروبوت:

تشبه الطريقة السابقة مع وجود طبيب خبير بتحريك أيدي الروبوت داخل جسم المريضة، وهذه العملية باهظة الثمن، ولكن نتائجها ممتازة حيث يسمح للمريضة بالذهاب إلى المنزل في نفس يوم العملية.

ما هي الأعضاء التي يتمُّ استئصالها مع الرحم؟

يتمُّ تقييم حالة المريضة من قبل طبيب النسائية لوضع قرار العمل الجراحي وتوجد عدة احتمالات لذلك مثل:

1- استئصال الرحم لوحده مع العنق، وبقاء المبيضين، والقناتين الناقلات للبيوض، والمهبل، وهذه العملية مفيدةٌ في الحفاظ على الهرمونات الجنسية الأنثوية.

2- استئصال الرحم مع القنوات الناقلة للبيوض، وذلك في حال وجود أمراض على مستوى القناتين أيضاً مع بقاء المبيضين سالمين.

3- استئصال كل من الرحم والمبيضين والقناتين الناقلات للبيوض، والجزء العلوي من المهبل، وذلك في حالات البطانة الرحمية المُنتبذة أو الأورام.

4- استئصال الرحم الجذري، وذلك يشبه الإجراء السابق مع استئصال النسيج الدهني المحيط بالرحم، والعقد اللمفاوية الحوضية، وتشيع هذه العملية في الأورام المنتشرة بشدة.

يجب دراسة كل هذه الحالات مع أخذ التأثيرات الجانبية بعين الاعتبار، ويجب شرح كل هذه التفاصيل للمريضة قبل بدء العمل الجراحي.

ما هي التأثيرات الجانبية لعملية استئصال الرحم؟

تعدُّ عملية استئصال الرحم من العمليات البسيطة إذا قام بها جراحٌ خبير، ومعه طاقم عملٍ مُتمرّس، ولكن لكل عمل جراحي مضاعفاتٌ وتأثيراتٌ جانبية، ومنها: [4] [5]

1- النزف أثناء العمل الجراحي أو بعده، ويمكن أن يُسبّب صدمةً نزفيةً للمريضة عند فقدان كميةٍ كبيرةٍ من الدم، ويجب نقل الدم المناسب فوراً لتعويض الكمية المفقودة.

2- الإنتان وذلك عند عدم تطبيق شروط العقامة من قبل الكادر الطبي أو عدم التزام المريضة بالنظافة الشخصية بعد إجراء العملية.

3- عند استئصال المبيضين عند امرأة قبل سن اليأس تعاني المريضة من أعراض نقص الهرمونات الجنسية، مثل: الهبات الساخنة، وهي تغيُّر الحرارة بين الارتفاع والانخفاض في نفس موعد الدورة الشهرية، وأيضاً تعاني من جفاف المهبل، وهشاشة العظام.

4- وجود مفرزات مهبلية في الفترة بعد العمل الجراحي لمدة ستة أسابيع تقريباً لذلك يُنصح باستخدام الفوط الصحية وتبديلها دورياً.

5- يمكن إصابة المثانة أثناء العمل الجراحي مما يعرض المريضة لخطر السلس البولي، ويعني عدم قدرة المريضة على التحكم بأوقات التبول.

6- يمكن إصابة المستقيم أو الأمعاء مما يؤدي لنزف أو حدوث التصاقات تؤدي للإمساك.

7- توجد اختلاطات كثيرة تتعلق بالتخدير عند المريضة، مثل: الإصابة بفرط الحرارة الخبيث أو تأثيرات أخفّ، مثل: الصداع، والدوار، وغيرها.

8- يؤدي شقّ البطن إلى حدوث ندباتٍ في مكان العمل الجراحي مما يؤثر على الناحية الجمالية أما شقوق المهبل فتكون غير ظاهرةٍ للعين المجردة.

9- قد يحدث خلل في عوامل تخثُّر الدم مما يؤدي إلى تشكل خثرات (تجمُّعاتٍ دموية) صغيرة داخل الأوعية، وخاصةً في الطرفين السفليين، ويمكن أن تصعد هذه الخثرات إلى الرئتين، وتُسبّب صمةً رئويةً مهددةً للحياة.

ما هي أهم النصائح بعد استئصال الرحم؟

تختلف مدة الاستشفاء حسب نوع وطريقة العمل الجراحي، ويكون الاستئصال عبر البطن هو النوع الأكثر خطورةً لذلك يُنصح بالبقاء في السرير بوضعية الراحة لفترة أطول من باقي الطرق (وسطياً ست أسابيع حتى 12 أسبوع)، ويجب عدم رفع الأشياء الثقيلة خلال هذه الفترة لحين التئام الجرح.

يجب الابتعاد عن ممارسة الجنس، واستعمال اللوالب، والواقيات الأنثوية خلال فترة الاستشفاء، وتناول الأطعمة المغذية، والمشي لمدة نصف ساعة يومياً بالتدريج، ويُنصح بمراقبة وضع المريضة بمراجعة طبيب النسائية، وإخباره بأي تغييرات حاصلة خلال فترة الاستشفاء، وينبغي تعويض الهرمونات الأنثوية، وخاصةً في حال تمَّ استئصال المبيضين عند المريضة. [6]

المراجع البحثية

1- Abdominal hysterectomy – Mayo Clinic. (2023, February 28). Retrieved May 30 ,2023

2- Hysterectomy. (2022, November 16). Johns Hopkins Medicine. Retrieved May 30 ,2023

3- Website, N. (2022d, October 14). Hysterectomy. nhs.uk. Retrieved May 30 ,2023

4- Professional, C. C. M. (n.d.-b). Hysterectomy. Cleveland Clinic. Retrieved May 30 ,2023

5- Hoffman, M., MD. (2010b, January 26). Hysterectomy. WebMD. Retrieved May 30 ,2023

6- Healthdirect Australia. (n.d.). Hysterectomy. Healthdirect. Retrieved May 30 ,2023

This website uses cookies to improve your web experience.