Published in: الطوارئ

فحص البطن الجراحي – مراحله، الفحص عن طريق التأمُّل والإصغاء

Author د. محمد الفواز

Published on: 9 يوليو، 2023

د. محمد الفواز

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

مع تطوُّر الطب أصبحت الإجراءات التشخيصية (كالطبقي المحوري، والرنين المغناطيسي، والإيكو) تساعد في وضع التشخيص، وهذا الأمر يُعتبر مشكلةً كبيرةً لأنه قلّل من لجوء الأطباء إلى الفحص السريري الذي لطالما كان هو الشيء الأساسي الذي يبني الثقة بين المريض والطبيب، فهذه الثقة لا تأتي إلا من التواصل المباشر أثناء أخذ القصة السريرية.

وبناء هذه الثقة قد يحلّ جزءاً كبيراً من المشكلة سواءً أكانت نفسيةً أو جسدية. إن فحص ومقاربة مريض البطن الجراحي له مراحل مختلفة كما هو الحال في كل أجهزة الجسم.

ما هي مراحل فحص مريض البطن الجراحي؟

1- استجواب المريض.

2- الفحص السريري المتدرّج.

3- وضع التشخيص المبدئي.

4- إجراء الفحوصات المُتمّمة (مخبرية، شعاعية، فحوص خاصة).

5- وضع التشخيص النهائي.

6- المعالجة بعد التشخيص الأكيد. ^[1]

1- استجواب المريض

أ- يجب أخذ المعلومات الديموغرافية (الذاتية) من قبل الطبيب، وهذه المعلومات مهمّة، فهي تبني العلاقة والثقة بين المريض والطبيب، وهذه المعلومات هي (الاسم، العمر، الجنس، الحالة العائلية، العمل، السكن، العادات الشخصية كالتدخين، والكحول، والمخدرات، وغيرها) هذه المعلومات مهمةٌ جداً في تحديد التشخيص الطبي. ^{[2] [3]}

الكثير من الأمراض يتمُّ الشكُّ فيها من خلال هذه المعلومات وأخذها بالحسبان، فيمكن أن نجد أمراضاً تكون لدى فئةٍ عمريةٍ معينة كأورام البروستات، وارتفاع الضغط عند كبار العمر، أو اللوكيميا عند الأطفال، أو أمراض تنتشر في بيئة سكنية يكون فيها الوسط مناسباً لانتشار هذا المرض دون غيرها من المناطق (حبة حلب)، أو الأشخاص الذين لديهم عادات شخصية، فيمكن أن يكونوا أكثر عرضةً للإصابة بأمراض عديدة مثال: (الأشخاص الذين يتناولون لحم الخنزير، فيُسبّب لهم الإصابة بالدودة الشريطية، النباتيون مُعرّضون للإصابة بنقص الفيتامينات والمعادن ذات المصدر الحيواني أكثر من غيرهم). ^{[4] [5]}

ب- معرفة الشكوى الرئيسية (الأعراض التي دفعت المريض لمراجعة الطبيب أو الإسعاف). ^[1]

ت- أخذ القصة المرضية: خبرة الطبيب ومهارته مهمةٌ جداً في القصة المرضية، فمن خلال خبرته يسأل المريض أسئلة موجّهةً لاكتشاف التشخيص البدئي الدقيق، والقصة المرضية هي تفصيلٌ للشكوى الرئيسية، وربطها بالمعلومات الأخرى التي قد يعطيها المريض، وهذه الأسئلة يمكن أن نلخصها بالأسئلة التالية المهمّة:

– ما هي صفات الألم الذي يعاني منه المريض؟

– هل الألم مستمرٌ أم متقطعٌ؟

– أين مكان الألم؟

– ما هي الأعراض الأخرى التي يعاني منها المريض؟

– ما هي الأدوية التي يستخدمها المريض، والتي قد استخدمها لتخفيف الأعراض؟ ^[6] 

ث- الفحوصات المُتمّمة: يجب على الطبيب استعراض أجهزة الجسم الأخرى لتفريق الأعراض، فمن الممكن أن تكون الأعراض البطنية التي يعاني منها المريض قد تكون أعراضاً متنقلةً، فمثلاً: حالات النوبات القلبية، والالتهاب الرئوي، وانفتال الخصية قد تُسبّب آلاماً بطنيةً، وتُسمّى هذه الحالة الألم المنتقل. ^[7]

ج- نسأل عن السوابق المرضية والدوائية، والتحسسية، والجراحية، والوراثية. ^[1]

2- الفحص السريري المتدرج

الخطوة الأولى والأهمّ هي أخذ العلامات الحيوية التي تتضمن (الحرارة، الضغط، النبض، التنفس، الإطراح البولي). الخطوة الثانية هي فحص البطن بإتباع الخطوات التالية: (التأمُّل، القرع، الإصغاء، الجسّ، المسّ الشرجي). ^[1]

فحص البطن عن طريق التأمُّل

يبدأ الطبيب بمراقبة وتأمُّل وضعية المريض لأنها توجهه للتشخيص المناسب، فإذا كان المريض منثنٍ على نفسه، وهادئ نشكُّ بأن المشكلة تخريشٌ بريتواني، مثلاً: (التهاب الزائدة أو قرحة منثقبة) أما إذا كان المريض يثير ضجةً كبيرةً، ويتلوّى من الألم، فهو مريض قولنجي، مثلاً: (قولنج صفراوي أو كلوي).

تأمُّل لون الجلد:

1- شاحب: فقر دم.

2- احمرار: التهابات كلوية.

3- كدمات: كدمة في المراق الأيسر: تمزُّق طحال.

4- كدمة حول السرّة: التهاب بنكرياس نخري. ^[1]

مراقبة حركة جدار البطن:

1- متنفس.

2- غير متنفس: جراحي.

3- نراقب تصرفات المريض التي يقوم بها تلقائياً للتخفيف من أعراض المرض مثل: (الحكة، تجنُّب الإضاءة، تجنُّب الأصوات المرتفعة).

4- تأمُّل وجود ندبة عمليات جراحية، فمثلاً: وجود التصاقاتٍ لدى مريض انسداد الأمعاء نتيجة عملٍ جراحيٍّ سابق.

5- تأمُّل البطن للبحث عن وجود كتل.

6- مراقبة الدوران الجانبي: فرط توتر وريد الباب (كتشمُّع الكبد، انسداد الأجوف).

7- العنكبوت الوعائي: آفات الخلية الكبدية.

8- مراقبة تمدُّد البطن: وجود حملٍ أو حبن.

9- تأمُّل حركات الأمعاء من خلال جدار البطن لدى الأشخاص النحيلين. ^{[1] [8]}

فحص البطن عن طريق الإصغاء

نصغي في مريض البطن الجراحي كل مما يلي: ^{[1] [9]}

1- الحركات الحويّة المعوية: يجب على الطبيب وضع السماعة لمدة دقيقةٍ واحدة لأن تواتر الحركات الحيوية هو من 12 إلى 16 في الدقيقة.

2- الحركات الحويّة شديدة: انسدادٌ ميكانيكيٌّ للأمعاء.

3- الحركات الحويّة معدومة: كما في حالة الشلل الخزلي التالي لمشاكل عصبية أو السكري، وبعد الجراحة وعند إعطاء المُسكنات، وفي حالات اضطراب الشوارد.

4- نفخات الشرايين: تُسمع نفخات الشرايين كما في حالات ارتفاع التوتر الشرياني مثل: (تضيُّق الشريان الكلوي).

يجب أن نقوم بإجراء فحص البطن بانتظام لأن الجسّ يغيّر من الحركات الحوية لا نجريه في البداية، بل نجري الإصغاء بعد التأمُّل مباشرةً للحفاظ على حركات الأمعاء.