تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يعدُّ نقل الدم (Blood Transfusion) من أكثر الإجراءات التي تُقام في المستشفيات والمراكز الصحية، وهي سحب مقدارٍ معينٍ من الدم من شخصٍ متبرع، ونقلها إلى شخصٍ آخر محتاج وفق شروطٍ وبروتوكولٍ معين. أجريت أول عملية ناجحة لنقل دمٍ من خروفٍ إلى إنسان عام 1967 على يد الطبيب جين دينيس (Gean Denis)، وعاش المريض الأول بصحةٍ جيدةٍ أما المرضى التاليين، فمنهم توفي فجأةً أو بعد مدةٍ قصيرة، وتمَّ حظر عمليات نقل الدم لحين اكتشاف الزمر الدموية عام 1900، ومعرفة مبدأ توافق هذه الزمر. ^[1]

ما هي استطبابات نقل الدم؟

تُستطب عملية نقل الدم لتعويض جسم المريض من الدم الكامل أو أحد عناصره من كريات حمر، وبيض، وصفيحات دموية، وقد يكون هذا الإجراء روتينياً عند بعض المرضى المصابين بآفات الدم المزمنة، ومن الحالات الضرورية لنقل الدم: ^{[2] [3]}

1- أثناء إجراء العمليات الجراحية الكبرى، مثل: عمليات القلب المفتوح، وذلك عند حدوث نزفٍ بكميةٍ كبيرة.

2- فقر الدم ذو الأعراض الشديدة، مثل: تسرُّع القلب، وانخفاض الضغط، والتعب المستمر، وهبوط مستوى هيموغلوبين الدم إلى 7ملغ \ ديسيلتر من الدم.

3- حالات فقر الدم المنجلي الحادة التي يحدث فيها تغيّرٌ في شكل الكرية الحمراء، مما يؤثر على وظيفتها في نقل الأوكسجين.

4- يجرى نقل الصفيحات للأشخاص المصابين بخللٍ في وظيفة الصفيحات أو نقصانٍ في عددها.

5- النزف الهضمي أو المهبلي الشديد في سياق أمراضٍ معينة خوفاً من حدوث الصدمة النزفية المُهدّدة للحياة.

6- أمراض الدم الخبيثة، مثل: اللوكيميا بشكلٍ روتيني حسب حاجة كل مريض.

ما هي الأدوات اللازمة لعملية نقل الدم؟

يتطلب الإجراء ممرضين ذي خبرةٍ لإمكانية التعامل مع المضاعفات، ومركزٍ طبيٍّ مُخدَّمٍ بشكلٍ جيد من ناحية النظافة، وتوافر الأدوات اللازمة، مثل: ^{[3] [4]}

1- كانيولا أو قثطرة وريدية، ويمكن أن توضع في وريدٍ محيطيٍّ مناسبٍ أو وريدٍ مركزي، مثل: الوريد الوداجي، ولها قياساتٌ متعددة حسب عمر المريض، وحالته الصحية، فالقثطرة ذات القياس 20 إلى 22 تستخدم لنقل الدم لدى المرضى البالغين، وللأطفال يستخدم قياس 22 إلى 25، أما لنقل الدم السريع عند البالغ يستخدم قياس 16 إلى 18.

2- فلاتر أو مصافٍ مناسبةٍ لتصفية الدم من العناصر غير المرغوبة، ويجب تبديلها كل أربع ساعات.

3- أجهزةٌ مخصصةٌ لتدفئة الدم تجنُّباً لحدوث هبوط حرارةٍ مفاجئٍ لدى المريض.

4- أدوات نقل الدم، مثل: المضخات التي تساعد على زيادة سرعة نقل الدم.

5- أدوات التسريب، مثل: الخراطيم البلاستيكية الخاصة بكل مريض، وتكون على شكل حرف Y.

6- كيس الدم الكامل أو العناصر الدموية المخصصة الذي يحوي على كميةٍ قليلةٍ من السيروم الملحي.

ما هي خطوات عملية نقل الدم؟

تتطلب هذه العملية عدة تحضيراتٍ أولها تحديد الزمرة الدموية للمريض عبر أخذ عينةٍ، وإرسالها إلى المخبر، وبنك الدم لاختيار الدم المعطي المناسب لزمرة المريض، وإجراء تفاعل التصالب الذي يعتمد على مزج دم الشخص المُعطي والآخذ، ومراقبة حدوث تكتُّلاتٍ في العينة حيث تدلُّ هذه التكتلات على التلازن بين المُستضدّات الموجودة على كريات دم المعطي، والأضداد الموجودة في دم الآخذ.

بعد التأكد من سلبية اختبار التصالب (أي عدم حدوث تلازن، وبالتالي تطابق العينات) في بنك الدم، ويتمُّ إرسال وحدة الدم إلى المشفى المطلوب في نفس الوقت، وتقوم الممرضة بفتح طريقٍ وريديٍّ باستخدام كانيولا مناسبة الحجم، وينصح بفتح طريقين وريديين لإمكانية تزويد المريض بالأدوية الضرورية. وبعدها تُركّب وحدة الدم فور وصولها، وتُسرّب ببطءٍ خلال ربع الساعة الأولى للتأكد من عدم حدوث مضاعفاتٍ خطيرةٍ لدى المريض.

وبعدها يُسرَّب الدم بالسرعة المناسبة، ويتمُّ التأكد من نفاذ كمية الدم خلال ساعتين إلى أربع ساعات كحدٍّ أقصى، ويتمُّ تكليف الممرضة بمراقبة العلامات الحيوية للمريض، وهي الحرارة، والنبض، والضغط، ومعدل الأكسجة بشكلٍ مستمرّ، وإبلاغ الطبيب في حال حدوث مشاكل.

يرجى الاهتمام بعقامة الأدوات المُستخدمة في نقل الدم، ويكون بنك الدم مسؤولاً عن سلامة ونظافة وحدات الدم المُرسلة، حيث تُتبَّع شروطٌ عديدة، وهي درجة تجميدٍ مناسبة تبعاً لنوع العينة، وتُجمع هذه العينات من الدم من أشخاصٍ متبرعين. ^{[5] [6]}

ما هي مضاعفات عملية نقل الدم؟

يتعرض المريض لمضاعفاتٍ كثيرةٍ أثناء أو بعد عملية نقل الدم، وأهمّها: ^[5]

1- انحلال الكريات الحمر نتيجة نقل دمٍ غير مناسب، حيث يشكل الجهاز المناعي للمريض أضداداً تستهدف الكريات الحمر المنقولة من الشخص المُعطي، وتُسبّب انحلالها.

2- فرط الحديد في الدم نتيجة نقل انحلال الكريات الحمر، وتحرُّر الحديد في حالات نقل الدم المتكرر.

3- قد تنتقل بعض الأمراض عن طريق نقل دم من شخصٍ مصابٍ إلى شخصٍ سليم، مثل: الإيدز، والتهاب الكبد من النمط شي HCV.

4- قد يحدث تلوّثٌ للدم المنقول إلى المريض عند إجراء العملية في ظروف غير عقيمة، وبالتالي يصاب بتجرثم الدم.

5- في بعض الأحيان تهاجم أضداد المريض الكريات البيض المنقولة إليه مع وحدة الدم، ويصاب بارتفاع حرارةٍ شديدٍ دون أن يحدث انحلالٌ للكريات الحمر.

6- تظهر أعراض عدم توافق الدم على بعض المرضى، وهي الحمَّى، والقشعريرة، والطفح الجلدي، والصداع، وغيرها.

عند ظهور أحد هذه المضاعفات يجب إيقاف عملية نقل الدم نهائياً، وتسريب محلولٍ ملحيٍّ حصراً، وإعادة إرسال العينة إلى بنك الدم لمعرفة السبب الأساسي.