تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

كيف يمكن الحصول على الحديد في الجسم لضمان عدم الإصابة بنقص الحديد؟

يمكن للجسم الحصول على الكمية الكافية والمناسبة من الحديد بشكلٍ يومي عبر اتباع نظامٍ غذائيٍّ صحيّ ومتوازنٍ يحوي على مصادر جيدة للحديد، وأهمّها الحديد الهيمي أي الحديد المُتواجد في المصادر الغذائية الحيوانية لأنه الأسرع، والأفضل من ناحية الامتصاص وإعطاء التأثير، بالإضافة للحديد غير الهيمي المتوافر في المصادر الغذائية النباتية.

يُخزّن الجسم الحديد الزائد بحيث يكون متوافراً عند الحاجة إليه في عملية صنع بروتين الهيموغلوبين، وعندما تبدأ هذه المخازن في النفاذ تبدأ أعراض نقص الحديد عند المريض بالظهور، وقد يحدث نقصٌ في كمية الحديد في الجسم لأسبابٍ عديدةٍ ومتنوعة، منها عدم اتباع نظامٍ غذائيّ غنيّ، بمصادر الحديد. ^[1]

هل كل حالة نقص حديد تشير لوجود فقر دم؟

لا تشير كل حالة من نقص الحديد لوجود إصابة بفقر الدم، ولكن يمكن لنقص الحديد أن يتطور، وتزداد شدته وصولاً للإصابة بمرض فقر الدم الناجم عن نقص الحديد.

كيف يمكن لنقص الحديد أن يتطور لفقر دمٍ ناجمٍ عن نقص الحديد؟

تتطور الإصابة بنقص الحديد لتصل إلى فقر دم عبر ثلاث مراحل هي: ^[1]

1- مرحلة بدء نفاذ مخازن الحديد

يحدث فيها تضاؤل إمداد الحديد لإنتاج الهيموغلوبين الحديد، وكريات الدم الحمراء بحيث يؤثر على الهيموغلوبين دون أن يؤثر بشكلٍ كبيرٍ على كريات الدم الحمراء.

2- مرحلة وجود مخازن منخفضة للحديد

يبدأ الجسم بتصنيع كريات دم حمراء منخفضة المستوى من الحديد، وتُدعى هذه الحالة بنقص الحديد الكامن، وهي مرحلة ما قبل الإصابة بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد.

3- مرحلة الإصابة بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد

يحدث فيها فقر دمٍ ناجم عن النقص الشديد في كمية الحديد في الدم مما يُسبّب ضعفاً شديداً في إنتاج الهيموغلوبين الموجود في كريات الدم الحمراء، وانخفاض مستوياته عن المعدل الطبيعي، وهنا تبدأ أعراض فقر الدم بالظهور بشكلٍ فعلي.

ما هي أعراض الإصابة بنقص الحديد؟

في المراحل الأولى من نقص الحديد لا تظهر أعراضٌ مميزةٌ وواضحة، فقد يحدث تعبٌ عام وشحوب الجلد، ولكن كلما انخفض مستوى الحديد في الجسم زادت الحالة المرضية سوءاً وصولاً للإصابة بفقر الدم الناجم عن فقر الدم، وبالتالي تزداد الأعراض، وهي: ^{[2] [3]}

1- التعب الشديد، والدوخة، والصداع.

2- شحوب الجلد.

3- ضيق التنفس، وألم في الصدر.

4- تسارع ضربات القلب أو عدم انتظامها.

5- البرودة والوخز في القدمين واليدين.

6- هشاشة الشعر والأظافر.

7- الشهية لمواد غريبة، كالتراب، والثلج.

8- ضعف الشهية، ونقص الوزن.

9- تورّمٌ وألمٌ في اللسان، وتشقّقاتٌ حول الفم.

كيف يتمُّ علاج نقص الحديد وفقر الدم الناجم عن نقص الحديد؟

1- اتباع نمط حياة صحيّ متوازن

عند وجود حالة نقص حديد بسيطة يتمُّ التوجه لتعويض النقص عبر اتباع نمط حياةٍ صحيّ متوازنٍ عبر إدخال الأطعمة الغنية بالحديد إلى النظام الغذائي، كاللحوم الحمراء، الأسماك، البيض، والخضروات ذات الأوراق الخضراء الداكنة، كاللفت، السبانخ، السلق، والمكسرات، البذور، الحبوب، الخبز المدعم بالحديد، البقوليات، وأهمّها العدس، الفول، والفواكه المجففة، كالمشمش، الخوخ، الزبيب، ويجب الابتعاد عن المواد الغذائية التي تعيق امتصاص الحديد، كالشاي، والقهوة، وذلك بسبب احتوائها على مادة الكافيين.

2- العلاج الدوائي

في حالة وجود نقص حديد متوسط الشدة يتمُّ البدء بالعلاج الدوائي الذي يمكن صرفه دون وصفةٍ طبية بحيث يُعطى مُكمّلاتٍ للحديد بشكل شرابٍ أو أقراصٍ دوائية، تسمح هذه الأدوية باستعادة مستويات الحديد ورجوعها لوضعها الطبيعي. تبدأ الأعراض بالتحسن خلال مدة أسبوعين، ومع ذلك يجب الاستمرار في تلقي العلاج لمدة عدة أشهر ريثما يعود الهيموغلوبين لمستوياته الطبيعية. قد تُسبّب مكملات الحديد حدوث الإمساك، وتلون البراز باللون الأسود، وتلك هي أبرز آثاره الجانبية.

3- مُكمّلات الحديد

في الحالات الشديدة من نقص الحديد يتمُّ إعطاء مُكمّلات الحديد بشكل تسريبٍ وريدي، وعند بدء التحسُّن تتمُّ متابعة العلاج باستخدام أقراص الحديد إلى حين استعادة المستويات الطبيعية للحديد.

4- تقييم مستويات الهيموغلوبين

في حالات نقص الحديد الناجمة عن بعض الأسباب المرضية يلجأ الطبيب لعلاج السبب المرضي بداية، ومن ثم إجراء تقييمٍ لمستويات الهيموغلوبين في الدم.

5- تناول حبوب منع الحمل للنساء

في حالة نقص الحديد الناجم عن فقدان الدم الشديد لغزارة الدورة الشهرية يتمُّ إعطاء أدوية حبوب منع الحمل للنساء اللواتي يعانين من هذه الحالة مما يُقلّل من كمية الدم المفقودة شهرياً، ويُقلّل الفقدان المستمر للحديد. 

6- إيقاف النزيف الناجم عن حالاتٍ مرضية

بعض حالات النزيف التي تحدث بسبب الاضطرابات الهضمية، مثل: قرحة المعدة، أو تقرُّحات القولون، والأورام الحميدة في القولون، أو حالات النزيف الناجمة عن الإصابات الشديدة، والتي تستدعي علاج النزيف عبر إيقافه لمنع الاستمرار في حالة فقدان الدم المُترافق مع فقدان الحديد، وقد يحتاج المريض أحياناً لعملية نقل الدم لتلبية الحاجة المتزايدة من كريات الدم الحمراء، أو عملية نقل حديد عبر حقنةٍ وريديةٍ من أجل تعويض فقدان الحديد المستمر.

7- مُكمّلات الحديد للمرأة الحامل

في بعض حالات الحمل قد تحدث الإصابة بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد لذلك عادةً يتمُّ إعطاء الحامل مُكمّلات الحديد من أجل مواكبة تطور الجنين، وإنتاج كريات دم حمراء كافية للحامل وجنينها أثناء فترة تكونه. ^{[4] [5] [6]}

ما هو حقن الأريثروبيوتين المستخدم لعلاج فقر الدم الناجم عن نقص الحديد؟

يتمُّ إنتاج بروتين الأريثروبيوتين من الكليتين، ويُحفّز نخاع العظم لإنتاج المزيد من كريات الدم الحمراء، ويمكن في بعض الحالات المرضية، كأمراض الكليتين والسرطان أن يحدث انخفاضٌ في إنتاج هذه المادة مما يُسبّب انخفاض تحفيز نخاع العظم في إنتاج كريات الدم الحمراء، ويُقلّل من كميتها، فتقلُّ كمية الحديد في الدم. لذلك يتمُّ حقن بروتين الأريثروبيوتين (Erythropoietin)، ورمزه (EPO) في الدم في هذه الحالات المرضية لضمان عودة مستويات الحديد والكريات الحمر لمعدلاتها الطبيعية. ^[5]

ما هي التعليمات الخاصة بتناول أقراص مُكمّلات الحديد؟

1- تناول أقراص الحديد على معدة فارغة لتحقيق أكبر امتصاصٍ ممكن، ولكن في كثير من الحالات يُسبّب الحديد ألماً معدياً لذا يمكن تناوله مع وجبات الطعام.

2- عدم تناول الحديد مع الأدوية المضادة للحموضة المعدية لأنها تُقلّل من امتصاص الحديد.

3- تناول الحديد مع الفيتامين C لأنه يحسن امتصاصه بنسبةٍ كبيرة. ^[7]