Published in: الأعشاب

الشاي الأخضر – مكوناته، فوائده وخطورته

Author د. سوزين بلال

Published on: 10 مايو، 2023

د. سوزين بلال

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تُستخلَص أنواع وألوان الشاي من النبتة ذاتها مع اختلاف طرائق معالجتها، فمنها الشاي الأسود الشائع، والأحمر، والأخضر الذي يُعدُّ من أهمّ الأنواع لفوائده الصحية المميزة وغناه بالمواد الفعالة، مثل: مضادات الأكسدة، وما تزال الدراسات مستمرة حول فوائد الشاي الأخضر لمختلف الأمراض لدى البالغين والأطفال.

تُعدُّ اليابان والصين من أكثر الدول استهلاكاً له إذ يبلغ متوسط عدد الأكواب المتناولة في اليوم الواحد خمسة أكواب لكل شخص، وتُعدُّ الهند من أكثر الدول اهتماماً بفوائد الشاي الأخضر الطبية. ^[1]

ما هي مكونات الشاي الأخضر؟

لا يحوي على أيّ سكريات، أو دهون، أو بروتينات، أو أيّ من العناصر الغذائية الأخرى، لكنه يحوي على نسبةٍ قليلة من الكافيين مقارنةً مع النسبة العالية الموجودة في القهوة، وتبلغ النسبة في كوب الشاي الأخضر ربع الكافيين الموجود في فنجان القهوة.

كما تحوي تركيبة الشاي الأخضر على مادة فعالة ومهمة في المجال الطبي، وتُدعى

( Epigallocatechin-3-gallate) اختصاراً EGCG بالإضافة إلى الفينولات (Polyphenols) التي تُكسِب المشروب فائدةً عالية. كما يحوي أيضاً على نسبة من المعادن، مثل: الحديد، الكالسيوم، البوتاسيوم، وبعض الفيتامينات بكميةٍ قليلة. ^[2]

ما هي فوائد الشاي الأخضر لصحة الإنسان؟

لا تقتصر فائدة استعمال الشاي الأخضر على إنقاص الوزن كما هو مُتعارف عليه، بل تشمل فوائده صحة أجهزة الجسم والوقاية والعلاج من بعض الأمراض، ومن هذه الفوائد: ^{[2] [3] [4]}

1- صحة الدماغ:

يساعد على إبقاء الدماغ يقظاً، ويُحسِّن جودة وظائفه المختلفة، مثل: الملاحظة، إدارة الوقت، المزاج، الذاكرة، وذلك لاحتوائه على الكافيين الذي يساعد على تنشيط المخ دون أن يؤثر سلباً على الحالة العامة للدماغ بالمقارنة مع المنبهات الأخرى التي يمكن أن تُسبِّب الأرق، والانفعال، واضطرابات النوم بفضل احتوائه على كمية أقل نسبياً من مادة الكافيين.

إن آلية عمل هذه المادة في دماغ الإنسان هي حصار نوع من النواقل العصبية المُثبِّطة لعمل الدماغ، ويُدعى الأدينوزين (Adenosine) مما يرفع من تأثير النواقل العصبية المنشطة، مثل: النورإبنفرين، والدوبامين، وتوجد مادة أخرى تساعد على استرخاء الدماغ، وهي عبارة عن حمض أميني يُدعى الثيانين (L-theanina) يستطيع عبور الحاجز الدماغي الدموي، وتنشيط ناقل عصبي مُثبِّط يُدعى GABA مما يعطي الدماغ فرصة للاسترخاء والتخلص من القلق والتوتر عبر زيادته لفعالية الدوبامين أيضاً، وإنتاجه لأمواج ألفا في كهربائية الدماغ.

إذاً يعمل الكافيين والثيانين معاً على تحقيق التوازن بين عمل وراحة الدماغ، والوصول إلى الوظائف الفكرية الأمثل. يُعزِّز الشاي الأخضر عمل الذاكرة أيضاً، وله فائدة واعدة في علاج بعض الأمراض النفسية العصبية، مثل: العته عند كبار السن. تمَّ إجراء بعض الاختبارات حول فائدة التركيز العالي منه والمواد الكيميائية المُستخلَصة منه بعد عملية الهضم والامتصاص في الوقاية من مرض الزهايمر.

وذلك لقدرته على حماية الخلايا العصبية من تأثير الجذور الحرة كونه مضاداً للأكسدة والحماية من تشكل البروتين الأساسي في إحداث المرض، والذي يُدعى الأميلوئيد (Amyloid).

2- نقص الوزن:

تساعد مادة الكاتيكين (Catechins)، والكافيين الموجودتان في الشاي الأخضر على زيادة معدل الاستقلاب، وحرق السعرات الحرارية في الجسم مع اختلاف التأثير بين شخص لآخر، وحسب طريقة الدراسات العلمية التي أجريت حول هذا الموضوع، تفيد مادة الكافيين أيضاً في استهلاك الدهون المخزَّنة في الخلايا، وتحويلها إلى طاقة يستفيد منها الجسم عند أداء التمارين مما يزيد من معدل النشاط البدني.

كما يعمل على تخفيض نسبة الكولسترول الضار LDL، وهو بروتين يوزع الدهون على المناطق المختلفة من الجسم وخاصةً القلب، وبذلك له دور في إنقاص الوزن، وصحة القلب. ولم يُثبِت العلماء أيّ فائدة للشاي الأخضر بالنسبة للأشخاص الراغبين في الحفاظ على وزنهم بعد وصولهم إلى الوزن المثالي.

3- داء السكري:

ينتج السكري من النمط الأول عن غياب الأنسولين، والنمط الثاني من مقاومة خلايا الجسم للأنسولين المُفرَز من البنكرياس، فأكدت بعض الدراسات أن الشاي الأخضر يخفض من نسبة سكر الدم بشكل خفيف، ويزيد من حساسية الخلايا لهرمون الأنسولين حيث أجريت دراسة في اليابان، وبلغت نسبة تأثير الشاي الأخضر في الوقاية من الداء السكري ذي النمط الثاني 42 بالمئة. ^[1]

4- السرطانات:

 تنشأ الأورام السرطانية نتيجة التكاثر العشوائي للخلايا، وهو مرض مزمن ينتج عن أسباب كثيرة أهمها الالتهابات المزمنة، وبما أنه يحوي خصائص مضادة للالتهاب والأكسدة بفضل الفينولات، اعتقد علماء الأبحاث وجود تأثير فعّال ضدَّ السرطانات، ولا سيما تقليل نسبة حدوث سرطان الثدي، وسرطان البروستات، والأهم تقليل سرطان القولون بنسبة 42 بالمئة.

عند تطبيق الشاي الأخضر بشكل موضعي على الجلد تقوم الفينولات الموجودة في تركيبه بحماية الجلد ضدّ الأشعة فوق البنفسجية، وبذلك التقليل من نسبة حدوث سرطانات الجلد. لوحظ في بعض البلدان المُستهلِكة للشاي الأخضر بكثرة، مثل: اليابان، والصين انخفاضاً في معدل وقوع السرطانات المختلفة بنسبة جيدة.

5- صحة القلب والأوعية:

تكون الأمراض القلبية الوعائية المُسبِبة للاحتشاء والسكتات الدماغية غالباً بسبب انقطاع التروية في الشرايين المُغذِّية، فيعمل الشاي الأخضر بفضل خصائصه المضادة للالتهاب والأكسدة على تقليل نسبة تأذِّي الأوعية، ولكن ذلك يحتاج إلى دراسات أكثر لإثباتها.

6- صحة الأسنان:

 يعمل على التقليل من الالتهابات الفموية، وتحسين رائحة الفم الكريهة عن طريق حماية الأسنان من التسوس والنخر، وذلك بمضمضة الفم بالشاي الأخضر الخالي من السكر يومياً.

ما هي خطورة الشاي الأخضر؟

1- يُعدُّ من الأعشاب الآمنة لجسم الإنسان إذا استهلِك بكميةٍ معقولة لا تزيد عن ثمانية أكواب في اليوم أما إذا تمَّ شرب الشاي الأخضر أكثر من هذه الكمية فإن ذلك يُسبِّب زيادةً في نسبة الكافيين، وظهور تأثيراته السلبية المختلفة، مثل: الانفعال، والأرق.

2- يكون الشاي الأخضر آمناً عند الحوامل والمرضعات بالكمية المحددة لهن، وهي ستة أكواب يومياً، وإذا زادت الكمية يمكن أن تُسبِّب تشوهاتٍ للجنين ناجمة عن نقص حمض الفوليك، وعند المرضعات يمرُّ الكافيين إلى الحليب مُحدِثاً مشاكل عصبية عند الطفل الرضيع.

3- يجب الانتباه عند وصف الشاي الأخضر للأشخاص المصابين بأمراض كبدية، مثل تشمع الكبد حيث يمكن أن يزيد خطر حدوث اليرقان، وخروج البول الغامق، وألم البطن، وينبغي الحذر عند الأشخاص الذين يتناولون الأدوية القلبية، مثل حاصرات بيتا لأن الشاي الأخضر يُقلِّل من فعالية هذه الأدوية نسبياً. ^[4]