Published in: الطب

اضطرابات الشِفاه

Author د. أمين رحمون

Published on: 21 مايو، 2023

د. أمين رحمون

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تعريف الشفاه

تُعتبر الشِفاه الجزء المرئي من الحفرة الفموية، وهي ذات قوام متحرك وليّن، كما تمثل المدخل لتناول الطعام والتعبير عن الكلام وإطلاق الصوت بالحروف الصحيحة، كما أنها تمثل جهازاً حسياً يتحسس درجة الحرارة بشكلٍ جيد، إذ تتكون تشريحياً من الجزء الرطب والجزء الجاف وتلتقي مع جلد الوجه بما يُسمى الحافة القُرمزية. ^[1]

ماهي أبرز تصانيف اضطرابات الشِفاه؟

عادةً ما تُصنف الاضطرابات التي تحصل للشفاه إلى:

اضطرابات الشِفاه التطورية

1- حفر الشفاه الخلقية أو النواسير

وهي حالةٌ وراثيةٌ تصيب الإناث بنسبةٍ أكبر، غالباً ما تظهر على الشفة السفلية، وقد تكون أحادية أو ثنائية الجانب وتستمر بالتظاهر حتى مع التقدم بالعمر، تتظاهر على شكل انخماص أو حفرة يتراوح قطرها بين 3 الى 4 ملم، وقد تكون عميقةً لتصل إلى 2 سم عمقاً، كما يمكن أن تُحاط هذه الفوهة بتوزّمٍ وانتباجٍ بالشفة، تُعتبر هذه الحالة غير مؤثرة على الناحية الوظيفية للشفة، لكنها ربما تؤثر على الناحية الجمالية، لذلك نحتاج لمعالجة جراحية لها.

2- حفر الصوار

يُعتبر اضطراباً تطورياً يميل لإصابة الذكور أكثر من الإناث، تتظاهر على شكل انخماص أحادي أو ثنائي الجانب عند صوار الفم، وقد يصل عمقه ل 4 ملم والتدبير يكون أيضاً جراحياً.

3- الشفة المُضاعفة

هو اضطرابٌ يمكن أن يكون ولادياً أو مُكتسباً نتيجة رضّ على هذا المكان، يتظاهر على شكل طيّة من نسج زائدة على سطح المخاطية الشفوية الداخلي، يميل ذلك الاضطراب لإصابة الشفة العلوية ويكون تدبيره جراحياً أيضاً.

4- شقوق الشفة وقبّة الحنك

هو اضطرابٌ ولاديٌّ شائعٌ يصيب الشفة العلوية، ويحدث نتيجة فشل التحام جزئي الشفة خلال ال 4 أشهر الأولى من الحمل، ممكن أن يكون سطحياً بسيطاً، ويمكن أن يكون عميقاً واصلاً إلى قبّة الحنك وذلك حسب توقيت المرحلة التي حدث فيها هذا الاضطراب.

ومن أبرز أسباب حصوله: الوراثة، والدور العائلي، والعوامل البيئية، بالإضافة إلى العوز الغذائي عند الأم الحامل، مثل: عوز حمض الفوليك والريبوفلافين، يميل لإصابة الذكور والجانب الأيسر أكثر من الأيمن. وعادةً ما يترافق هذا الاضطراب بأعراض عديدة، تتمثل بصعوبة الأكل والبلع، واضطرابات اللفظ، وسوء وظيفة الشم، وإنتانات في الأذن الوسطى. ^[3]

اضطرابات التهابية

هنالك عدة اضطرابات التهابية يمكن أن تصيب الشِفاه ومن أبرزها:

1- التهاب الشفة الغدّي

يتظاهر هذا الالتهاب على شكل ضخامة قاسية بالشفة السفلية مع انقلابها للخارج وتوزّمها، كما تصبح الغدد اللعابية الشفوية عُقدية الملمس وذات أقنية بفوهات محمرة ومتوزّمة وواسعة، ومن العوامل المسببة له: التعرض المزمن لأشعة الشمس، وعوامل بيئية: كالتدخين، والتعرض للغبار، بالإضافة للدور الوراثي العائلي، وتُعتبر هذه الحالة من الحالات المحتملة الخَباثة وتدبيرها عادةً ما يكون جراحياً.

2- التهاب الشفة الحبيبي

سريرياً يشبه التهاب الشفة الغدّي، إذ تبدو الشفاه مُنتبجةً وطريةً في البداية ثم تصبح ذات قوام قاسٍ، ويكون الجلد المجاور إما سليماً أو تظهر عليه حمامات حمراء اللون، عادةً ما تترافق هذه الحالة مع أمراضٍ عامة كداء كرون والساركوئيد والسل، كما يمكن أن تحدث نتيجة تحسسٍ لمواد معينة. عادةً ما يكون العلاج بحقن ستيروئيدات قشرية ضمن الشفة وربما نحتاج للعلاج الجراحي.

3- التهاب الشفة الزاوي

عادةً ما ينجم هذا الالتهاب نتيجة عوامل إنتانية أو نقص البعد العمودي للحفرة الفموية أو رضوض على المنطقة أو عوز غذائي أو أمراض جلدية، يتظاهر هذا الالتهاب على شكل حرقة بمنطقة الصوار ثم تظهر حويصلات فقاعية في المكان، لتتحول بعدها إلى شقوقٍ وتقرحاتٍ مؤلمة.

4- التهاب الشفة الأكزيمائي

يُصيب هذا الالتهاب الشفة بشكل ثانوي ويحصل عند الأشخاص المصابين بالأكزيما بشكلٍ مُسبق، تُعالَج هذه الحالة بتطبيق المرطبات والستير وئيدات الموضعية على الشفة.

5- التهاب الشفة السفعي

يُعتبر هذا الالتهاب آفةً قبيل سرطانية نتيجة التعرض للشمسُ، وعادةً ما تشاهد عند المزارعين والعمال الذين يعملون في الأماكن المشمسة الحارة والجافة، وخاصةً لدى ذوي البشرة الرقيقة والفاتحة،  تُصيب الذكور أكثر من الإناث، وغالباً ما تُصاب الشفة السفلية، وعادةً ما تبدأ الإصابة باحمرار مُبكر في الشفة ثم تصبح جافةً ومغطاةً بالقشور التي عند إزالتها تظهر نقطةً نازفة، لتصبح بعدها الشفة مغطاةً بلويحة بيضاء رمادية، لينتهي الأمر بأن تصبح الحافة القُرمزية غير واضحة الحدود، وتظهر التقرحات على الشفة المتصلبة  المتوزّمة.

6- التهاب الشفة التوسفي

هو التهابٌ مزمنٌ وسطحيٌّ يصيب الحافة القُرمزية للشفاه، ويتميز بشكل مستمر للقشور والتوسفات وحس الحرقة. ومن أبرز أسباب هذا الالتهاب: الاضطرابات النفسية، والرضوض المزمنة، وعند الأشخاص الذين يعالجون بالريتان لعلاج حبّ الشباب. ^[2]

اضطرابات ورمية

سرطان الشفة مرضٌ يميل لإصابة الذكور الذين تتجاوز أعمارهم ال 40 سنة، ويُصيب غالباً الشفة السفلية، وعادةً ما يُسبق بالتهاب الشفة السفعي، كما يعاني المرضى في الحالات المتقدمة من عدم القدرة على إغلاق الشفاه وصعوبة في الكلام وتناول الطعام مع الألم والنزف والخدر. كما تتظاهر بآفات تقرحية متصلبة وقاسية أو عقدية ثؤلولية السطح والتدبير يكون جراحياً. ^[2]