Skip links
امرأة بالغة شقراء تقوم بهز طفلها الرضيع بعنف وتصرخ في وجهه

متلازمة هزّ الرضيع

الرئيسية » المقالات » الطب » طب الأطفال » متلازمة هزّ الرضيع

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تعدُّ متلازمة هزّ الرضيع (Shaken Baby Syndrome) شكلاً خطيراً من أشكال الإساءة التي يتعرَّض لها الطفل، وغالباً ما تحدث عندما يقوم أحد الأبوين أو الأشخاص الموكلين برعاية الطفل أثناء نوبة من الغضب أو الإحباط بتحريك الطفل وهزّه بعنف في محاولة منهم لإيقاف بكاء الطفل، فيُسبّب له أذيَّاتٍ دماغيةٍ خطيرة أو إعاقةً دائمة، كالشلل، أو فقدان البصر، أو قد يؤدي إلى حدوث وفاة الطفل.

ويتراوح عدد الحالات المُسجَّلة سنوياً في الولايات المتحدة الأمريكية بين 600 و1400 حالة، وتُعتبر متلازمة هزّ الرضيع السبب الأكثر شيوعاً للوفاة، والإعاقة طويلة الأمد عند الرضع وصغار الأطفال من ضحايا سوء المعاملة والعنف الأسري. [1]

ما هي متلازمة هزّ الرضيع؟

هي أحد أنواع الأذيّات الدماغية التي يتعرَّض لها الطفل عند هزِّ الرأس وتحريكه بطريقة عنيفة من قبل أحد الأبوين، أو الأشخاص المُوكّلين برعاية الطفل، أو جليسة الأطفال، أو أي شخص يعتني بالطفل، مما يُسبّب نزيفاً ووذمةً دماغيةً وبالتالي قد يترك إعاقةً دائمةً للطفل، واضطراباتٍ في الوظائف الحركية، والقدرات العقلية، كما قد يحدث أذيّةً في العنق والعمود الفقري، وقد يُسبّب وفاة الطفل، وعادةً ما تحدث عند الأطفال بعمرٍ أقلّ من سنة، وبشكلٍ خاص بين عمر شهرين إلى ثمانية أشهر. [2]

ما هو سبب متلازمة هزّ الرضيع؟

عادةً ما تحدث عندما يدخل الطفل في نوبة من البكاء الشديد، فيؤدي إلى موجةٍ من الغضب، أو الإحباط، أو الاكتئاب عند من يقوم برعايته، (كالأب، أو الأم، أو جليسة الأطفال)، فيحاولون بدورهم إسكات الرضيع عن طريق تحريكه بطريقةٍ عنيفة، وبما أن رأس الطفل الرضيع يكون كبيراً بالنسبة لحجم الدماغ، وعضلات العنق لديه ضعيفة، فعند تحريك الرأس بقوة سوف يتحرك الدماغ ذهاباً وإياباً ضمن الجمجمة مما يؤدي إلى أذيّة الدماغ، والإعاقة الدائمة، وبعض الحالات تصل إلى الوفاة. [2]

ما هي عوامل الخطر للإصابة بمتلازمة هزّ الرضيع؟

قد تلعب العوامل التالية دوراً في زيادة خطر تعرُّض الطفل لمتلازمة هزّ الرضيع، وهي: [3]

1- الزواج في سنّ مبكرة قبل تكوُّن النضج المعرفي والفكري الكافي لتربية الطفل.

2- عدم توفر الخبرة الكافية عند من يقوم برعاية الطفل حول الرضع، وكيفية الاعتناء بهم.

3- عدم الاستقرار العائلي والعنف الأسري.

4- في حال كان من يقوم برعاية الطفل مُدمِناً على الكحول والمخدرات.

5- أيضاً في حال كان الشخص الذي يعتني بالطفل لديه اضطرابات نفسية أو تعرض للعنف، وسوء المعاملة سابقاً عندما كان طفلاً.

ما هي أعراض وعلامات إصابة الطفل بمتلازمة هزّ الرضيع؟

1- يصبح الرضيع غير متفاعل، وغير قادر على الابتسامة أو إصدار الأصوات.

2- نقص في الشهية، وضعف رضاعة، وعدم القدرة على تناول الطعام.

3- الخمول وقلة الحركة، ويميل الطفل إلى البقاء نائماً.

4- قد يحدث زيادة في حجم الرأس، وكدمات على الذراعين والصدر.

5- قد يحدث اتساع في حدقة العين.

6- الإقياء

7- صعوبة في التنفس.

8- قد يصبح جلد الطفل شاحباً أو يميل إلى الزرقة.

9- يصبح الطفل غير قادرٍ على رفع رأسه، وغير قادرٍ على التركيز على من حوله، ومتابعة حركاتهم بعينيه.

10- كما قد يحدث نوبات اختلاجية (حركات عضلية لا إرادية مع اضطراب في الوعي).

11- قد يدخل الطفل في سُبات. [2] [3]

ما هي مضاعفات إصابة الطفل بمتلازمة هزّ الرضيع؟

1- اضطرابات في الرؤية، وقد تصل إلى فقدان البصر.

2- اضطراب في الحركة، والمشي، وضعف عضلي.

3- كما قد يحدث شلل دائم للطفل.

صبي صغير لا يستطيع المشي بسبب تعرضه للشلل ويقوم بالاستعانة بأجهزة طبية مساعدة تحيط بجسمه لتساعده على المشي

4- أذيّة دائمة في الدماغ مع اضطراب في القدرات العقلية.

5- أذيّة في العنق، والحبل الشوكي.

6- نوبات متكررة من الاختلاجات. [4]

كيف يتمُّ تشخيص وعلاج إصابة الطفل بمتلازمة هزّ الرضيع؟

1- عادةً يصعب الحصول على قصة مرضية صريحة ومُفصّلة من الوالدين، وبالتالي عند فحص الطفل والشك بالأعراض السريرية غير المُتوافقة مع القصة يتمُّ إجراء تصوير طبقي محوري، وتصوير رنين مغناطيسي للطفل بحثاً عن الأذيّة الداخلية، كنزيف الدماغ.

2- يختلف التدبير بين كل طفل وآخر تبعاً لدرجة الأذيّة، ومن المهمّ إسعاف الطفل مباشرةً إلى المستشفى بعد تعرضه للتحريك والهزّ العنيف للتدبير السريع، وفي بعض الحالات قد يحتاج إلى أجهزة التنفس الصناعي أو التداخل الجراحي لإيقاف النزف. [4]

كيف تتمُّ حماية الطفل من متلازمة هزّ الرضيع؟

تُعتبر متلازمة هزّ الرضيع من الاضطرابات التي يمكن الوقاية منها، ومن نتائجها السلبية الخطيرة على الطفل، ومن المهمِّ أن يُدرك من يقوم برعاية الطفل أن بعض الأطفال يبكون أكثر من غيرهم سواءً بسبب الجوع، أو المغص، أو تبليل الحفاضات، أو الألم، أو الحاجة إلى الدفء والاحتضان. من المفيد اتباع التعليمات التالية عندما يبدأ الطفل بالبكاء: [5]

1- التأكد من أن الطفل يأخذ ما يكفي من التغذية، وحفاضاته جافة غير مبللة.

2- تجشئة الطفل بعد الوجبات.

3- الهدهدة للطفل وضمه، واحتضانه، وإشعاره بالمحبة، والحنان.

4- إذا لم يتوقف الطفل عن البكاء، فيجب طلب الاستشارة من طبيب الأطفال.

5- في حال كان الطفل قد دخل في نوبة بكاء شديد، فيجب الامتناع عن هزِّه، أو ضربه، أو تعنيفه، والأفضل في هذه الحالة الابتعاد عنه قليلاً وطلب المساعدة من العائلة، أو الأصدقاء، أو حتى الجيران.

6- عدم ترك الطفل مع شخص سريع الغضب، أو عنيف، أو لديه اضطراب مزاج، أو سوابق أذيّة أطفال آخرين.

المراجع البحثية

1- AANS. (n.d.). Shaken baby syndrome. AANS. Retrieved April 14, 2023

2- Cleveland Clinic. (2022, November 8). Shaken baby syndrome (abusive head trauma): Symptoms, causes & treatment. Cleveland Clinic. Retrieved April 14, 2023

3- Mayo Clinic. (2023, March 18). Shaken baby syndrome. Mayo Clinic. Retrieved April 14, 2023

4- National Institute of Neurological Disorders and Stroke. (2023, January 20). Shaken baby syndrome. National Institute of Neurological Disorders and Stroke. Retrieved April 15, 2023

5- University of Rochester Medical Center. (n.d.). Prevent abusive head trauma. University of Rochester Medical Center. Retrieved April 15, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.