Skip links
رسم توضيحي للقلب عند تعرضه لالتهاب التامور

التهاب التامور

الرئيسية » المقالات » الطب » أمراض » التهاب التامور

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يعدُّ التهاب التامور (Pericarditis) من الأمراض التي تُصيب الذكور أكثر من الإناث في عمر 30 إلى 50 عام، وله أسبابٌ عديدة التهابية وغير التهابية، ومضاعفاته خطيرةٌ قد تهدّد حياة المريض.

ما هو التامور؟

هو الغلاف الذي يحيط بالقلب والأوعية الكبيرة، مثل: الشريان الأبهر، والرئوي، ويتكون من طبقتين: واحدة داخلية تحيط بعضلة القلب بشكلٍ مباشر، وتُدعى (التامور الحشوي)، وطبقة خارجية تلامس جدار الصدر، وتُدعى (التامور الجداري)، وبينهما مسافةٌ تُدعى (جوف التامور).

وتحوي نسبةً قليلةً من السائل الذي يساهم في تسهيل حركة القلب عند الانقباض والانبساط، ويساهم غشاء التامور في امتصاص الصدمات التي قد تحدث على جدار الصدر، وبذلك تحمي القلب من الرضوض والتمزقات، وتحميه من الامتلاء الزائد بالدم، والتمدُّد المُفرط في طور الاسترخاء من الدورة القلبية، ويعمل التامور على منع دخول الجراثيم، والعوامل الالتهابية إلى عضلة القلب. [1]

ما أنواع التهاب التامور؟

تختلف الأنواع حسب توقيت بداية ظهور الأعراض ومدتها: [2]

1- التهاب التامور الحاد (Acute Pericarditis)

هو البدء المفاجئ للألم والأعراض الأخرى، ويكون شديداً ومزعجاً.

2- التهاب التامور المزمن (Chronic Pericarditis)

هو الالتهاب الذي تظهر أعراضه بعد ثلاثة أشهر من التعرُّض لسبب الإصابة (رضوض، عدوى).

3- التهاب التامور العاصر (Constrictive Pericarditis)

هو حالةٌ خطيرةٌ جداً، وتُسبّب تحدُّداً في حركة القلب نتيجة تثخُّن الوريقتين الجدارية والحشوية للتامور، وتشكل نسيجاً ليفياً قاسياً، وتحدث هذه الحالة بعد عدة إصاباتٍ من التهاب التامور الحاد.

ما أسباب التهاب التامور؟

قد يكون التهاب التامور مجهول السبب أو يحدث نتيجة أسبابٍ تُصنّف حسب الآلية الإمراضية، والعامل المُسبّب إلى: [3] [4]

1- العدوى

قد يحدث نتيجة عدوى جرثومية، أو فيروسية، أو فطرية، ومن أشيع الجراثيم المُسبّبة (المكورات الرئوية Streptococcus Pneumoniae، والعنقوديات المُذهبة Staphylococcus Aureus)، ومن أشيع العوامل الفيروسية (فيروس كوكساكي Coxsackie B) أما المُسبّبات الفطرية، فهي (الكانديدا Candida).

2- المتلازمات

ويقصد بها ظهور عدة أمراضٍ وعيوبٍ بنفس الوقت، مثل: متلازمة درسلر (Dressler Syndrome)، وهي تحدث بعد إصابة العضلة القلبية بالاحتشاء، ويكون التهاب التامور جزءاً من هذه المتلازمة.

3- أمراض مناعية

وهي إنتاج الجسم لأضدادٍ تحارب مكونات الجسم نفسه، مثل: مرض الذئبة الحمامية (Systemic Lupus Erythematosus)، والتهاب المفاصل الرثياني (Rheumatoid Arthritis).

4- أمراض ورمية

قد يحدث بسبب السرطان أو المعالجة الشعاعية له.

5- الأدوية

 قد تُسبّب بعض الأدوية التهاب التامور بآليةٍ معينةٍ، مثل: البنسلين، والهيدرالازين.

6- الرضوض

 قد يحدث بعد حوادث السير، وضربات جدار الصدر مثلاً.

ما هي أعراض التهاب التامور؟

إن العرض الأساسي هو الألم الصدري حيث ينتشر إلى الكتف والرقبة، ويسوء الألم في حال الاستلقاء، والشهيق العميق، والسعال، ويصبح أفضل عند الانحناء للأمام والوقوف، ويكون الألم مشابهاً للنوبة القلبية، والأعراض الأخرى التي قد تظهر على المريض هي: [5]

1- ضيق النفس أو تسرُّع مرات التنفس.

2- السُّعال الجاف.

3- الخفقان.

4- تعبٌ، وحمى، وغثيان.

5- تورمٌ أو وذماتٌ في القدمين.

6- نوباتٌ من البرودة والرجفان.

كيف يُشخَّص التهاب التامور؟

يجب تشخيص التهاب التامور بشكلٍ عاجلٍ كونه حالةٌ إسعافية، ويتمُّ بالاستقصاءات الشعاعية التالية: [4]

1- الصورة البسيطة بالأشعة السينية X-ray، وهي مفيدةٌ في توضيح ازدياد حجم القلب بحساب قطر القلب نسبة لقطر الصدر.

2- الإيكوغراف: وهو تصوير القلب بالأمواج فوق الصوتية، وهي مهمةٌ في تشخيص التهاب التامور العاصر، وتثخُّن وريقات التامور، ودراسة حركة القلب.

3- تخطيط القلب الكهربائي: وتظهر فيه علاماتٌ مميزةٌ لالتهاب التامور، وهي ارتفاع القطعة ST في جميع المساري الذي يميزه عن الاحتشاء الذي ترتفع فيه ST في مسرى أو مسريين.

4- الطبقي المحوري CT: وهي مهمّةٌ لمرضى التهاب التامور العاصر.

MRI- 5 أو الرنين المغناطيسي: وهو مفيدٌ لرؤية الكتل الورمية التي يمكن أن تحدّد سبب التهاب التامور.

6- القسطرة القلبية: وهي تفيد في تحديد الضغط داخل أجواف القلب الذي يكون مرتفعاً في حالة التهاب التامور العاصر.

كيف يُعالَج التهاب التامور؟

إن المعالجة المفيدة تكون بتحديد السبب، ووصف الدواء المناسب له على الشكل التالي: [5]

1- نعالج السبب الجرثومي بالصادّات الحيوية المناسبة بعد إجراء الزرع الجرثومي وتحديد النوع.

2- تُستعمل مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية (Nonsteroidal anti-inflammatory Drugs)، واختصاراً NSAIDs في تدبير الحالات البسيطة والمتوسطة، مثال: الإيبوبروفين، والأسبرين بجرعات مناسبة.

3- يمكن استعمال الكولشسين (Colchicine) لتخفيف الالتهاب لكنه مضادُّ استطبابٍ عند مرضى القصور الكلوي.

4- الستيروئيدات القشرية تكون مفيدةً في بعض الحالات لكنها قد تُسبّب النكس.

5- تبقى الجراحة الحلّ الأخير في حال فشل المعالجة الدوائية أو النكس، وتُدعى (Pericardiectomy)، ويجريها طبيبٌ أخصائيٌّ في جراحة القلب، والأوعية، ولها أخطارٌ كثيرةٌ، مثل: الإنتانات، والنزف، واضطرابات النظم القلبية، ويبقى المريض بعد العملية في المشفى لأسابيع لمراقبة العلامات الحيوية، وعمل القلب، ومنع النكس.

المراجع البحثية

1- Professional, C. C. M. (.2023). Pericardium. Cleveland Clinic. Retrieved July 19, 2023

2- Pericarditis – Symptoms and causes – Mayo Clinic. (2022, April 30). Mayo Clinic. Retrieved July 19, 2023

3- Professional, C. C. M. (2023). Pericarditis. Cleveland Clinic. Retrieved July 19, 2023

4- Newman, T. (2018, January 25). Everything you need to know about pericarditis. Retrieved July 19, 2023

5- Healthdirect Australia. (n.d.). Pericarditis. Symptoms, Treatments and Causes | Health direct. Retrieved July 19, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.