Published in: الطوارئ

تقييم الألم – أنواعه، ما أهمية وسائل تقييم الألم؟

Author د. محمد الفواز

Published on: 8 أغسطس، 2023

د. محمد الفواز

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

هو عملية تحديد مقدار الألم الذي يشعر به الفرد، وفهم طبيعته، ومستوى تأثيره على حياته، ويُعتبر تقييم الألم جزءاً أساسياً ومهمّاً من التشخيص الطبي، والرعاية الصحية الشخصية، حيث يُعتبر الموجّه الأساسي لخطة العلاج.

ما أنواع التقييم للألم؟

1- التقييم الذاتي: يعتمد على تعبير المريض في حال كان ناضجاً وواعياً.

2- تقييم غيري: يتمُّ بواسطة أحد أفراد الكادر الصحي. ^[1]

ما أنواع التقييم الذاتي؟

1- مقياس الألم الرقمي (Numeric Rating Scale – NRS)

يُطلب من الشخص تقييم شدة الألم على مقياسٍ رقمي من 0 إلى 10، حيث يُعتبر الرقم 0 خالياً من الألم، والرقم 10 أعلى درجات الألم الممكنة، ويستخدم هذا المقياس في العديد من البحوث السريرية، والممارسات السريرية. كما يستخدم هذا المقياس عند الأطفال الأكبر من 6 سنوات، وللمرضى بعد العمل الجراحي. ^[2]

2- مقياس الوجه الرقمي (Faces Pain Scale – FPS)

تُعرض للشخص مجموعةٌ من الوجوه عددها ستة أوجه تعبّر عن مدى شدة الألم حيث لكلّ وجهٍ رقمٌ تعبيريٌّ له في الخلف ليشابه مقياس الألم الرقمي، حيث يُطلب منه اختيار الوجه الذي يشبه حالة ألمه الحالية. يعدُّ هذا المقياس مفيداً لتقييم الألم لدى الأطفال فوق 4 سنوات، والأشخاص غير القادرين على التعبير بالكلمات. ^[3]

3- مقياس الألم التصنيفي البسيط (Simple Descriptive Pain Intensity Scale)

يُطلب من الشخص تحديد شدة الألم باستخدام أحد التعبيرات البسيطة، مثل: (ألم شديدٌ جداً، ألم شديد، ألم معتدل، ألم ضعيف، غياب الألم). يُعدُّ هذا المقياس سهل الاستخدام، ويمكن تطبيقه في أغلب الحالات، ويستخدم للأطفال فوق 8 سنوات، والبالغين، ويتميز ببساطته وسهولته، أما سلبيته، فهو يفتقر إلى الدقة، ويبالغ بعض المرضى في وصف الألم أحياناً، ويخطئ البعض في تقدير مستوى ألمهم. ^[3]

4- مقياس الألم البصري (Visual Analog Scale – VAS)

هو أحد الوسائل المهمّة المُستخدمة لتقييم شدة الألم حيث يكون له وجهان:

– وجهٌ يقابل المريض: يُعبّر فيه عن شدة الألم من غياب الألم إلى الألم الذي لا يحتمل.

– وجهٌ يقابل الفاحص: ويكون عبارةً عن مسطرةٍ مقسّمةٍ من 0 إلى 100، ويُطلب من المريض وضع علامةٍ على مكان تدرُّج الألمُ، وتكون الدرجة في الجهة الأخرى. ما يميّز هذه الأداة هو سهولة استخدامها، ولا يمكن تذكرها، وإمكانية تكرارها، وتستخدم للبالغين والأطفال فوق 6 سنوات، ولا يمكن استخدامها بعد العمل الجراحي بسبب تأثير مواد التخدير. ^[4]

تقييم الألم الغيري

يعتمد على مجموعةٍ متنوعةٍ من المعلومات والمصادر، بما في ذلك تعابير الوجه، والسلوك، والتواصل اللفظي، وغير اللفظي، ويتطلب فهماً شاملاً للحالة الشخصية، والتفاعل الواضح مع الشخص المعني، والتركيز على التعابير المرئية، والمخاطبة الدقيقة للأسئلة المتعلقة بالألم، وكل عرضٍ أو تعبيرٍ يُعبَّر عنه بنقطة، ويتمُّ جمع النقاط لتحديد درجة الألم، ومثال على ذلك: ^[5]

1- أسئلة سان أنطوان

يقيّم جدول سان أنطوان الألم، وبشكلٍ خاص الألم ذو المنشأ العصبي (الحروق، والشحنات الكهربائية)، وكلُّ معلومةٍ تُقيّم شدة الألم ب 4 مقاييس بين غائب وشديد.

2- مقياس Comfort للألم

هو أداةٌ تُستخدم بشكلٍ أساسي في المستشفيات، ووحدات الرعاية الصحية لتقييم وتسجيل مستوى الألم لدى الأطفال، ويتمُّ استخدام هذا المقياس لتحديد مستوى الألم لدى الأطفال الذين لا يستطيعون التعبير عنه بوضوح، مثل: الرضع، والأطفال الذين لديهم صعوبةٌ في التواصل، والمرضى العاجزون الذين لديهم صعوبةٌ في الإدراك، ويقيس مقياس COMFORT الأمور التالية:

– اليقظة.

– الهدوء / الهياج.

– الاستجابة التنفسية.

– ضغط الدم.

– معدل ضربات القلب.

– العضلات.

– البكاء.

– الحركة الجسدية.

– توتر الوجه.

تُعطى لكل استجابةٍ علامة واحدة، والألم فوق 5 درجات يُعتبر شديداً (يُضاف أحياناً له بعض الإضافات ليتكون من أكثر من 10 درجات).

ما أهمية وسائل مقياس تقييم الألم؟

1- تحسين الرعاية الصحية، وتحسين التشخيص

يساعد تقييم الألم على توجيه الرعاية الصحية بشكلٍ أفضل، وتحقيق أفضل نتائج للعلاج، ويساعد فهم شدة الألم وتأثيره على حياة الشخص على تحديد الأدوية المناسبة، وتعديل الجرعات والأساليب العلاجية لتوفير تخفيف الألم الفعّال.

إن استخدام أدوات تقييم الألم يساعد الفاحص على تحديد صفات الألم بشكلٍ أدق، وبالتالي التوجُّه لحلّ المشكلة بسرعةٍ أكبر، وبشكلٍ أدق، وكلُّ وصفٍ مهمٌّ في تحديد مكان المشكلة (الألم الذي يوصف على أنه على شكل تنميل أو كهربائي يكون غالباً عصبي المنشأ أما الألم التشنُّجي يكون عضلي المنشأ).

2- تعزيز التواصل بين المريض والمُمارس الصحي

توفر وسائل تقييم الألم إطاراً مناسباً للتواصل بين المريض والمُمارس الصحي. يمكن للأسئلة والمقاييس المستخدمة أن تساعد المريض على وصف تجربته الشخصية للألم بشكلٍ أفضل، وبالتالي يُمكّن المُمارس الصحي من الفهم الأفضل للألم، وتحقيق الاستجابة الملائمة.

لا يمكن إغفال أهمية العلاقة الطبية بين المريض والطبيب حيث إن الثقة التي تعطى للطبيب لا تكون إلا بعد أن يبين الطبيب للمريض أنه مهتمٌّ بحالته، ويريد أن يعرف كيف يشعر ليستطيع مساعدته.

3- تقييم فعالية العلاج

من خلال تقييم الألم قبل وبعد العلاج، يمكن مراقبة فعالية العلاج، وتقييم ما إذا كانت الأدوية أو الإجراءات العلاجية تحقُّق تخفيفاً كافياً للألم، ويمكن أن يساعد ذلك في تعديل العلاج، وتحسين نتائج العلاج على المدى الطويل.

4- تطوير البحث العلمي

حيث إن هذه المقاييس مُستخدمةٌ بشكلٍ كبيرٍ من قبل الباحثين، وطلاب الدراسات عند قيامهم بالأبحاث التي تتعلق بدراسة الألم، وتأثير العلاجات الدوائية وغير الدوائية على مستوى الألم. ^[6]