تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تُعاني الكثير من الحوامل من مخاوف حول استخدام دواءٍ لحالةٍ مرضية خلال فترة الحمل، لذلك قامت منظمة إدارة الغذاء والدواء FDA (Food and Drug Administration) بتصنيف المواد الدوائية إلى خمس مجموعاتٍ، تبعاً لسلامة استخدامها عند الحامل، ومع ذلك يجب العودة إلى الطبيب عند أي حالةٍ مرضية.

ماذا تشمل المجموعات الدوائية حسب تصنيف إدارة الغذاء والدواء FDA؟

المجموعة A

وتشمل الأدوية التي أثبتت الدراسات السريرية على أجنة البشر أنها آمنة للحامل والجنين، أي لا تسبب أي أذيّةٍ لهما. كحمض الفوليك.

المجموعة B

وتشمل الأدوية التي أثبتت الدراسات على أجنة الحيوانات أنها آمنة لكن لم يثبت أمانها على أجنة البشر، لعدم وجود دراساتٍ كافية أو أنها سببت ضرراً عند الحيوانات، ولكن لم تسبب هذا الضرر عند البشر، لذلك تُعطى بأمان للحامل لكن تحت الإشراف الطبي. كالباراسيتامول والأموكسيسيللين.

المجموعة C

وتشمل الأدوية التي أثبتت الدراسات أنها تسبب بعض الأضرار عند الحيوانات، ولم تُجرَ دراسات عند البشر، أو الأدوية التي لم يُجرَ دراسة تأثيرها على الحمل عند البشر والحيوانات، وتُعطى فقط عندما تكون فوائدها أكثر من المضار المُحتملة، كالكلاريثرومايسين والأسبرين.

المجموعة D

وتشمل الأدوية التي أثبتت الدراسات أنها مُضرة للحامل أو الجنين أو كلاهما، وتُعطى فقط في الحالات المرضية الشديدة والمهددة للحياة، أي فقط عندما تكون الفوائد أكبر بكثير من المَضار المُحتملة، كالوارفارين والتتراسكلين.

المجموعة X

وتشمل الأدوية التي أثبتت الدراسات أنها ضارة أو مُشوهة للأجنة، وبالتالي يُمنع إعطاؤها للحامل لأي سببٍ كان، كالريتان والتاليدوميد. ^[1]

ما هي مضار تناول الأدوية بشكل عشوائي عند الحامل؟

1- حدوث تشوهاتٍ عند الجنين، ومنها التشوهات العصبية.

2- ولادة طفلٍ بوزنٍ أقل من المتوقع.

3- بعض الأدوية تسبب تضيّقاً في أوعية المشيمة عند الحامل.

4- حدوث ولادةٍ مبكرة.

5- موت الجنين في الرحم (إجهاض) أو عند الولادة.

6- بعض الأدوية تؤثر على الدماغ والذاكرة، ويبقى هذا التأثير مستمراً طيلة سنوات الحياة. ^[2]

ما هي أهم الأدوية أو المُكمّلات التي تُعطى للحامل أثناء فترة الحمل؟

1- فيتامين B9 (حمض الفوليك)

فيتامينٌ مهمٌّ جداً للوقاية من حدوث تشوهاتٍ وعيوبٍ عصبية عند الجنين، كالعيوب التي تؤثر على الدماغ والنخاع الشوكي، كما تزداد الحاجة إليه أثناء الحمل نظراً لتدخله في تصنيع كريات الدم الحمراء ونمو المشيمة والجنين. وعادةً يجب أن يُعطى حمض الفوليك منذ لحظة التخطيط للحمل حتى الولادة.

2- الكالسيوم

يُعطى في حالة نقص الكلس عند المرأة الحامل، وهو مفيدٌ لتقوية العظام والأسنان عند الحامل وجنينها.

3- الحديد

الحديد ضروريٌّ لإنتاج الهيموغلوبين في كريات الدم الحمراء، وتحتاج الحامل لكميةٍ كبيرةٍ من الحديد بالمقارنة مع غير الحامل، وذلك لتجنب حدوث فقر دم عند الحامل وجنينها، كما أن حدوث فقر الدم قد يسبب ولادةً مبكرةً أو ولادة طفل بوزن منخفض.

4- الأوميغا 3

حمضٌ دهني أساسيٌّ لصحة الجسم بشكل عام وللحامل بشكل خاص وعادةً يُنصح بتناولها قبل الحمل وخلاله وفي فترة الرضاعة. ^[3]

ما هي فائدة مادة الأوميغا 3؟

1- تساهم في نمو الجنين وتحسين تطوّر دماغه.

2- تأخير المخاض أي منع حدوث ولادة مبكرة.

3- منع حدوث الانسمام الحملي.

4- ضرورية لتكوّن الجهاز العصبي عند الجنين. ^[4]

في بعض الحالات يلجأ الطبيب لزيادة أو تأمين مصادر المواد السابقة غذائياً قبل الأدوية، وتضاف الأدوية حسب الحاجة حيث نجد أن حمض الفوليك مُتوافرٌ في السبانخ والبقوليات، ومع ذلك فإن المُكملات الحاوية عليه يجب إعطاءها للحامل. بينما الحديد متوافرٌ في اللحوم والسبانخ والبقوليات، والكالسيوم متوافرٌ في الحليب ومشتقاته والبيض، والأوميغا 3 متوافرٌ في الأسماك، مثل: السردين، والسلمون، وفي زيت السمك. ^[3]

ما هي أهمّ الأدوية التي أثبتت ضررها على الحامل وجنينها؟

1- الثاليدوميد

دواءٌ شاع استخدامه سابقاً لعلاج الغثيان عند الحامل، إلا أنه حالياً تم وضعه في المجموعة (X) من التصنيف الحملي، وذلك بعد اكتشاف تأثيراته الخطيرة والقاتلة للجنين.

ما هي أهم التأثيرات التي منعت استخدام التاليدوميد عند الحامل؟

1- وفاة الجنين.

2- ضمور الأطراف الثانوية (الساقين أو الذراعين أو كليهما).

3- غياب الأطراف الثنائية.

4- فقدان الأصابع أو وجود أصابع زائدة.

5- فقدان السمع الكلي، أو الجزئي، أو فقدان الرؤية الكلي، أو الجزئي.

6- تشوه الأنبوب الهضمي.

7- تشوه أو عدم وجود فتحة الشرج.

8- إصابة الأعضاء الحيوية، وهي حالة مُميتة قبل الولادة أو بعدها بوقتٍ قليل.

2- الوارفارين

مضاد تخثر للدم، يعبر المشيمة ويسبب تشوهات عند الجنين تُدعى مُتلازمة الوارفارين الجنينية، ويظهر عند حديثي الولادة المولودين لأمهات تناولن هذا الدواء خلال فترة الحمل، تصنيفه الحملي فئة (D).

ماذا تشمل متلازمة الوارفارين الجنينية؟

تشمل تشوهات عند الطفل المولود أهمها:

1- تشوهات في الوجه وخاصةً الأنف، مثل: نقص تنسج الأنف، والنزيف الأنفي، وتشوهات في العينين، حيث تسبب ضمور العينين.

2- اضطرابات خلقية، كعيوبٍ في القلب تسبب وفاة الجنين أو حديث الولادة.

3- تخلّفٌ عقلي.

3- الريتان

دواءٌ مشتقٌّ من فيتامين A يستخدم لعلاج حب الشباب، يتكون من مركب يُدعى ايزوتريتينوئين وتصنيفه الحملي فئة (X) ويعتبر دواءً ماسخاً للأجنة، أي يسبب تشوهات شديدة عند الجنين. لا يجوز إعطاء الريتان للإناث في سن الإخصاب إلا في حالة كانت تستخدم وسيلة منع حمل قوية وفعالة جداً، ويجب أن تبدأ باستخدام مانع الحمل قبل شهر من بدء العلاج بالريتان وخلال فترة العلاج به حتى بعد شهر من انتهاء العلاج.

4- الكلورامفنيكول

دواءٌ مضادٌّ للالتهابات البكتيرية تصنيفه الحملي فئة (C). يسبب الكلورامفنيكول مرضاً قاتلاً يُدعى مُتلازمة الطفل الرمادي (Baby Gray syndrome)، وذلك في حال تناولت الحامل هذا الدواء أثناء الحمل أو الإرضاع أو في حال تم إعطاؤه للأطفال حديثي الولادة. والسبب هو تراكم الدواء في دم الطفل مما يؤدي لنقص الأكسجين لديه وتحول لون الجلد إلى رمادي. ^[8]

ما هي أعراض متلازمة الطفل الرمادي؟

1- يتلون جلد الطفل باللون الرمادي.

2- انتفاخ في البطن.

3- ضيق التنفس.

4- إقياء وإسهال.

5- ازرقاق الجسم.

6- انهيار الدورة الدموية ثم الموت.