تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

جميعنا نشرب القهوة، ونعتبرها طقساً من طقوس يومنا، ولكننا لا ندرك فوائدها وأضرارها، لذلك لابدّ من معرفة ذلك لكي نختار النوع المُفضّل بالنسبة إلينا.

ما هي أنواع حبوب القهوة؟

1- حبوب أرابيكا

هي من أنواع حبوب القهوة الأكثر شعبيةً في جميع أنحاء العالم، وقد نشأت في إثيوبيا، ولكنها النوع الأغلى سعراً لأن زراعتها صعبةٌ كونها حسّاسةٌ للبيئة، فهي تتطلب الزراعة على المرتفعات العالية، وتوفُّر الظل، والرطوبة، ودرجات حرارة ثابتة تتراوح ما بين 60 إلى 75 درجة فهرنهايت، كما أن نباتاتها أكثر عرضةً للأمراض، وتعطي قهوةً نكهتها ناعمة، ومُعقّدة، ولذيذة، وتفتقر بشكلٍ مميزٍ للطعم المرّ.

2- حبوب روبوستا

ثاني أكثر أنواع حبوب القهوة شعبيةً، وقد نشأت في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وتُعتبر أقلّ كلفةً كون زراعتها أكثر اقتصاديةً من نوع الأرابيكا لأنها تُعتبر مقاومةً للأمراض، وتتمكن من العيش في درجات حرارةٍ واسعة بين 97-65 درجة فهرنهايت. كما أنها تتحمل الظروف المناخية القاسية، مثل: التغيرات في هطول الأمطار، وأشعة الشمس القوية، ويُعتبر مذاقها أكثر مرارةً، ولها رائحةٌ قوية، وطعمٌ محترقٌ نوعاً ما، كما أنها تحتوي أيضاً على كافيين أكثر بكثير من حبوب أرابيكا.

3- حبوب ليبريكا

نشأت وسط وغرب أفريقيا، وتحديداً ليبيريا، ومن هنا أتت تسميتها، وانتشرت زراعتها في جنوب شرق آسيا بعد أن أصاب مرضٌ فطريٌّ يُدعى (صدأ القهوة) الكثير من محاصيل أرابيكا في تلك المنطقة. يتمُّ الحصول على كرز ليبريكا من نباتٍ أكبر بكثير من أرابيكا أو روبوستا، وهي غير منتظمة الشكل، وأقرب إلى روبوستا بالنسبة للحجم، والمظهر العام.

كما أنها تتحمل المناخ الحار والرطب، وتستطيع العيش على ارتفاعٍ منخفض. تنتج هذا النوع من الحبوب بشكلٍ رئيسي في إندونيسيا، وماليزيا، والفلبين، ويشكل هذا النوع حوالي 2 بالمئة من إمدادات القهوة في العالم، ولكن لا يتواجد هذا النوع في أسواق أمريكا الشمالية، وأوروبا. تتميز قهوة ليبريكا بالرائحة الزهرية الحادة والواضحة، والنكهة المُدخَّنة، وغالباً ما يتمُّ خلط هذه الأنواع مع الأصناف الأخرى لتحسين الطعم، وجعله أكثر تعقيداً.

4- حبوب إكسلسا

تنمو في جنوب شرق آسيا، وهي حبوبٌ بيضاويةٌ متطاولةٌ تشبه شكل حبوب ليبريكا، وتنمو هذه الحبوب على نباتات البنّ الكبيرة من حيث النكهة، وتتميز حبوب إكسلسا بنكهتها العميقة والمميزة، فهي تجمع بين نكهات التحميص الخفيفة، مثل: نكهات التارت، ونكهات الفواكه. كما أنها أقلُّ رائحةً وكافيين، ويتمُّ خلط هذا النوع مع أصنافٍ أخرى لأنه يضفي تعقيداً على النكهة. ^{[1] [2]}

ما هي فوائد شرب القهوة؟

1- تُعزّز مستويات الطاقة

تحتوي القهوة على الكافيين الذي له قدرةٌ على زيادة مستويات الطاقة، وتُقلّل من التعب، وتُحسّن الأداء كونها منبهٌ للجهاز العصبي المركزي حيث تقوم بمنع مُستقبلات الناقل العصبي المُسمّى الأدينوزين، مما يزيد من مستويات الناقلات العصبية في الدماغ، والتي تقوم بتنظيم مستويات الطاقة، مثل: الدوبامين.

2- تُخفّض من خطر الإصابة بمرض السكري

إن استهلاك القهوة بانتظامٍ على المدى الطويل يمكن أن يُخفّض من احتمال الإصابة بمرض السكري من النوع 2. أثبتت إحدى الدراسات أن تناول فنجان من القهوة يومياً يُخفّض بنسبة 6 بالمئة من الإصابة بمرض السكري من النوع 2، ويعود هذا إلى قدرة القهوة على المحافظة على وظيفة خلايا بيتا في البنكرياس، والتي هي مسؤولةٌ عن إنتاج مادة الأنسولين الذي يعمل على تنظيم معدلات السكر في الدم. كما أن القهوة غنيةٌ بمضادات الأكسدة التي تؤثر على حساسية الأنسولين، والالتهاب، والتمثيل الغذائي.

3- تحافظ على صحة الدماغ

أظهرت بعض البحوث حول شرب القهوة بأنها تساهم في الحماية من الإصابة ببعض الاضطرابات التنكسية العصبية (مرض الزهايمر، وباركنسون). أثبتت إحدى الدراسات أن استهلاك الكافيين بانتظامٍ يُقلّل من خطر الإصابة بمرض باركنسون كما أنها تساهم في التقليل من تطوره على المدى الطويل. كما أثبتت دراسة على أكثر من 29000 شخص أنه بزيادة استهلاك القهوة ينخفض خطر الإصابة بمرض الزهايمر، وأوضحت العديد من الدراسات حول استهلاك القهوة بشكلٍ معتدل يُخفّض من معدلات الإصابة بالتدهور المعرفي والخرف.

4- تساعد في إدارة الوزن

بحسب إحدى الأبحاث إن تناول القهوة يساعد في تبديل تخزين الدهون، وتدعم صحة الأمعاء، وهذا يساعد على تنظيم الوزن. كما أن هناك دراساتٌ أثبتت أن زيادة استهلاك القهوة يُخفّض دهون الجسم أيضاً، وقد وجدت دراسة أن تناول كوبين من القهوة بشكلٍ يومي يؤدي إلى زيادة مستويات النشاط البدني بالمقارنة مع تناول أقلّ من كوبٍ واحدٍ يومياً، وهذا يساعد في تعزيز تنظيم وإدارة الوزن.

5- تحمي من الإصابة بمرض الاكتئاب

وفقاً لإحدى المراجعات، وجد أن تناول كوب من القهوة يومياً يؤدي إلى انخفاض خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة 8 بالمئة، حيث أظهرت دراسة تمَّ إجراؤها على أكثر من 200 ألف شخص أن شرب القهوة يرتبط بانخفاض معدلات الانتحار.

6- تحمي من الإصابة بأمراض الكبد

إن العديد من الدراسات تشير إلى أن شرب القهوة يمكن أن يُعزّز صحة الكبد، وأثبتت إحدى الدراسات أن شرب أكثر كوبي قهوة بشكلٍ يومي يؤدي إلى انخفاض معدلات الإصابة بتليُّف الكبد، وسرطان الكبد عند الأشخاص المصابين بأمراض الكبد.

وفق أبحاثٍ أخرى، وجد أن زيادة شرب القهوة يؤدي إلى انخفاض معدلات الوفاة الناجمة عن أمراض الكبد المزمنة، فإن شرب كوبٍ واحدٍ من القهوة يومياً خفض من هذا الخطر بنسبة 17 بالمئة بينما خفض شرب أربعة أكواب قهوة بشكلٍ يومي من هذا الخطر بنسبة 71 بالمئة. أثبتت دراسة حديثة أن استهلاك القهوة يرتبط بانخفاض تصلُّب الكبد، الذي يُعتبر مقياساً يستخدم لتقييم تليُّف الكبد، وتشكل الأنسجة الندبية في الكبد.

7- تحافظ على صحة القلب

وفق إحدى المراجعات إن شرب 3 إلى 5 أكواب من القهوة يومياً يُخفّض خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 15 بالمئة، كما أظهرت مراجعةٌ أخرى أن شرب 3 إلى 4 أكواب من القهوة يومياً ارتبط بخفض خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 21 بالمئة.

أثبتت إحدى الدراسات على أكثر من 21000 شخص بأن زيادة تناول القهوة يخفّض بشكلٍ كبيرٍ من خطر الإصابة بفشل القلب، كما أنه لابدَّ الإشارة إلى أن الكافيين يمكن أن يؤثر على مستويات ضغط الدم، وبخاصةٍ لدى الأشخاص الذين يعانون من ضغط الدم غير المنتظم مما يتوجب عليهم تخفيف أو الحدّ من تناول الكافيين.

8- تُعزّز الأداء الرياضي

يستخدم بعض الرياضيين القهوة لتحسين أدائهم، وزيادة مستويات الطاقة لديهم، وأثبتت إحدى المراجعات أن شرب القهوة قبل إجراء التمارين الرياضية يُعزّز من القدرة على التحمُّل، ويُقلّل من المجهود المتوقّع، ووجدت دراسةٌ أجريت على 126 من كبار السن بأن شرب القهوة يحسّن الأداء البدني، وسرعة المشي بالإضافة إلى ذلك، إن الاستهلاك المعتدل للكافيين يمكن أن يحسّن قليلاً من إنتاج الطاقة. ^[3]

ما هي أضرار القهوة؟

يُعتبر تناول ما يصل إلى 400 ملي جرام من الكافيين بشكلٍ يومي آمنٌ للبالغين أي ما يعادل أربعة أكوابٍ من القهوة. تنشأ المشاكل المتعلقة بشرب القهوة عند الناس المُدمنين عليها بشكلٍ يتجاوز الحدَّ الأقصى، والآثار السلبية الناجمة عن الإفراط في شرب القهوة هي: ^[4]

– ارتفاع ضغط الدم.

– الصداع.

– التوتر والعصبية.

– الأرق (صعوبةٌ في النوم).

– الدوار.

– حرقةٌ في المعدة.

– زيادة مستويات القلق.

– رعاش العضلات، والشعور باهتزازها.

– زيادة خفقان القلب.

– عدم انتظام ضربات القلب.

– كثرة التبول.

– الإصابة بالجفاف.

– زيادة هشاشة العظام لدى النساء بعد سن اليأس (في حال كانت وجباتهم الغذائية لا تحتوي على كميةٍ كافيةٍ من الكالسيوم).

– زيادةٌ في مستويات الكوليسترول، (وذلك بسبب شرب القهوة غير المُفلترة وغير المسلوقة). كما يمكن للتأثيرات السابقة أن تحدث للأشخاص الذين لديهم حساسية للكافيين عند شربهم كوبين أو أربعة أكواب من القهوة بشكلٍ يومي.

– هناك بعض الأدوية تتفاعل مع القهوة، وتتسبّب في مخاطر على صحة الإنسان، مثل: الإيفيدرين (الذي يُستخدم كمزيلٍ للاحتقان)، فيمكن أن يُسبّب تناوله مع القهوة زيادة ضغط الدم، وخطر الإصابة بسكتةٍ دماغية لذلك يجب على الأشخاص الذين يتناولون الأدوية أن يسألوا الطبيب إذا كانت الأدوية تتفاعل مع القهوة.

– ينصح الأطباء بتوقف النساء الحوامل عن شرب القهوة أو تناول أقلّ من 200 ملغ يومياً من الكافيين، كما يجب التوقف أو الإقلال من شرب القهوة لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتجاع الحمض أو حرقة المعدة.