Skip links
رسم توضيحي لرئة مصابة بانسداد الشعب الرئوية

داء الانسداد الرئوي المزمن – أسبابه، مراحل حدوثه وكيفية العلاج

الرئيسية » المقالات » الطب » أمراض » داء الانسداد الرئوي المزمن – أسبابه، مراحل حدوثه وكيفية العلاج

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هو داء الانسداد الرئوي المزمن؟

الانسداد الرئوي المزمن ((COPD) Chronic obstruction pulmonary disease) هو مجموعةٌ من الأمراض التي تصيب الرئة، تؤثر بشكلٍ خاص على البالغين في منتصف العمر، وكبار السن المدخنين، يسبّب هذا الداء انسداد تدفُّق الهواء، واضطراباتٍ متعلقةً بالتنفس، وتشمل انتفاخ الرئة، والتهاب الشعب الهوائية المزمن.

حيث إن انتفاخ الرئة حالةٌ مرضيةٌ تتعرض فيها الحويصلات الهوائية في الرئتين للتدمير لبعض الأسباب، كدخان السجائر، أما التهاب الشعب الهوائية، فهو التهابٌ في بطانة أنابيب الشعب الهوائية التي تحمل الهواء من الحويصلات الهوائية بالرئتين وإليها. [1] [2] [3]

ما هي أعراض الانسداد الرئوي المزمن؟

يمكن لداء الانسداد الرئوي المزمن أن يملك أعراضاً عديدة، لكنها لا تظهر إلا بعد تعرض الرئة لضررٍ كبير، وتتفاقم مع مرور الوقت، وأهمُّ هذه الأعراض: [1] [2] [3]

● أزيزٌ متكرر.

● زيادةٌ في إنتاج البلغم أو المخاط.

● ضيقٌ في التنفس، خاصةً أثناء النشاط البدني.

● صعوبة أخذ نفسٍ عميق.

● سعالٌ مزمنٌ ينتج عنه بلغمٌ شفاف، أو أبيض، أو أصفر، أو مائل للأخضر.

● عدوى متكررة في الجهاز التنفسي.

قد يحدث في المراحل اللاحقة من داء الانسداد الرئوي المزمن فقدان وزنٍ غير مقصود، وتورمٌ في الكاحلين أو القدمين، ونوبات التفاقم، وهي نوبات مرضية تصبح بها أعراض المرض أكثر سوءاً، وتحدث بشكلٍ يومي، ويستمر لعدة أيام.

ما هي أسباب الإصابة بالانسداد الرئوي المزمن؟

أهمُّ أسباب الإصابة بالانسداد الرئوي المزمن دخان التبغ، ويعدُّ عاملاً رئيسياً في تطور المرض، وتشمل الأسباب الأخرى: [1] [2]

● التعرض للأبخرة الناتجة عن حرق الوقود، والتدفئة في المنازل سيئة التهوية، والتدخين السلبي.

● التعرض للملوثات الهوائية والغبار في المنزل أو ضمن العمل.

● الالتهابات المتكررة في الجهاز التنفسي.

● العوامل الوراثية، حيث يمكن لداء الانسداد الرئوي المزمن أن يحدث بسبب اضطرابٍ وراثي يدعى عوز ألفا 1 المضاد للتريبيسن، وهو بروتين يتكون في الكبد، ويفرز إلى مجرى الدم يساعد في حماية الرئتين، لذا فإن نقصه يسبّب أمراضاً في الكبد، أو الرئة، أو كليهما.

ما هي مراحل حدوث الانسداد الرئوي المزمن؟

يتطور الانسداد الرئوي المزمن وفقاً لعدة مراحل هي: [4]

1- المرحلة الأولى

أو المبكرة أو الانسداد الرئوي الخفيف، غالباً ما تكون العلامة الأولى للمرض هي الشعور بضيقٍ في التنفس أثناء ممارسة التمارين الخفيفة، كما يصاب المريض بالسعال البلغمي الذي يحدث صباحاً، وهي تُعتبر من علامات الإنذار المبكر لمرض الانسداد الرئوي المزمن.

2- المرحلة الثانية والثالثة

أو الانسداد الرئوي المزمن المعتدل إلى الشديد، حيث يصبح ضيق التنفس أكثر وضوحاً، ويحدث مع الأنشطة اليومية العادية مع زيادةٍ في إنتاج ولون البلغم، كما يصبح المريض أكثر عرضةً للالتهابات الرئوية، كالتهاب الشعب الهوائية.

3- المرحلة الرابعة

أو الانسداد الرئوي المزمن الشديد جداً، ويحدث في هذه المرحلة ضيق تنفسٍ حادّ يحدُّ من الحركة، والقيام بالأنشطة اليومية، وقد يحتاج المريض للأوكسجين المحمول عبر معداتٍ خاصة.

ما هي آلية حدوث مرض الانسداد الرئوي المزمن؟

عادةً ما ينتقل الهواء عبر القصبات الهوائية إلى الرئتين مروراً بالشعب الهوائية، وصولاً إلى مجموعةٍ من الأكياس الهوائية الدقيقة تدعى الحويصلات الهوائية، وتحوي على شعيراتٍ دموية داخلها، يدخل الأوكسجين المحمول في الهواء إلى داخل الشعيرات الدموية ليصل إلى المجرى الدموي.

ويخرج غاز ثاني أوكسيد الكربون مع هواء الزفير، وفي حالة الانسداد الرئوي المزمن يحدث فقدانٌ لمرونة الشعب الهوائية والحويصلات الهوائية، وزيادة تمدّدها بشكلٍ كبير، مما يسبّب انحباس الهواء في الرئتين عند الزفير، وإعاقة تدفقه للخارج مع حدوث اضطراباتٍ تنفسية عند المريض. [2]

ما هي مضاعفات الإصابة بالانسداد الرئوي المزمن؟

ينتج عن الانسداد الرئوي المزمن مجموعة من المضاعفات: [1] [2] [5]

1- وجود قيودٍ على بعض النشاطات اليومية، كالمشي، وصعود السلم.

2- الحاجة للأوكسجين المحمول عبر معداتٍ خاصة.

3- الإصابة ببعض الأمراض المزمنة الأخرى، كالتهاب المفاصل، أو السكري، أو السكتة الدماغية.

4- تكرار حالات العدوى التنفسية، كنزلات البرد، والأنفلونزا، والتهاب الرئة، أو الربو.

5- اضطرابات قلبية، حيث يزداد احتمال الإصابة بالأمراض القلبية بما فيها النوبات القلبية.

6- ارتفاع ضغط الدم في الشرايين الرئوية، وهي الشرايين التي توصل الدم إلى الرئتين، مما يسبّب فرط ضغط الدم الرئوي.

7- سرطان الرئة.

8- اضطرابات الصحة العقلية والنفسية، كالإصابة بالاكتئاب.

9- فقدان العمل، والعزل الاجتماعي نتيجة تفاقم المرض، والحدّ من القيام بكافة الأنشطة حتى اليومية منها.

كيف يتمُّ تشخيص الإصابة بالانسداد الرئوي المزمن؟

بعد السؤال والاستفسار من قبل الطبيب عن الأعراض والمؤشرات المرضية، والتاريخ المرضي والعائلي، يخضع المريض لعدة فحوصاتٍ من أجل تشخيص الإصابة بالانسداد الرئوي المزمن: [3] [4] [6]

1- اختبارات الوظائف الرئوية

تقيس هذا الاختبارات كمية الهواء الذي يمكن استنشاقه وزفيره، ويحدد فيما إذا كانت الرئتين تمدُّ الدم بكميةٍ كافيةٍ من الأوكسجين. أهمُّ اختبارات الوظائف الرئوية هو مقياس التنفس، يتمُّ عبر النفخ ضمن أنبوبٍ متصلٍ بجهازٍ صغير معدٍّ لقياس كمية الهواء التي تستطيع الرئة تحملها، وسرعة إخراج الهواء عبر الزفير.

2- تصوير الرئة بالأشعة السينية X-Ray

حيث تساعد الأشعة السينية في تحري وجود انتفاخٍ في الرئة، واستبعاد وجود مشكلاتٍ رئوية أخرى، أو فشل القلب، أو الإصابة بسرطان الرئة.

3- التصوير المقطعي المحوسب

يساهم في الكشف عن وجود انتفاخٍ في الرئة، وتحديد ما إذا كان من الممكن الاستفادة من الجراحة كعلاجٍ للمرض، كما له دور في تحري الإصابة بسرطان الرئة.

4- تحليل غازات الدم الشرياني

يقيس هذا الاختبار مدى نجاح الرئتين في إمداد الدم بغاز الأوكسجين، والتخلص من غاز ثاني أوكسيد الكربون، كما يمكن له أن يكشف وجود عوز ألفا 1 المضاد للتريبيسن.

5- الفحوص المخبرية

لا تفيد الفحوص المخبرية في تشخيص الإصابة بالانسداد الرئوي المزمن، وإنما تساعد في استبعاد بعض الحالات المرضية الأخرى، أو تحديد ما إذا كان المريض مصاباً بعوز ألفا 1 المضاد للتريبيسن المتورط ببعض حالات الانسداد الرئوي المزمن.

6- اختبار عينة البلغم

للتحقُّق من وجود علاماتٍ تدل على الإصابة بعدوى في الصدر.

7- مقياس التأكسج النبضي

 يقيس نسبة غاز الأوكسجين في الدم.

كيف يتمُّ علاج الانسداد الرئوي المزمن؟

في جميع مراحل المرض، يمكن عادةً الحصول على علاجٍ فعالٍ يتمُّ من خلاله التحكم بالأعراض، وتقليل احتمالية حدوث المرض، وإبطاء تقدّمه. تشمل أول وأهمّ خطوةٍ في الخطة العلاجية الإقلاع عن التدخين في حال كان المريض مدخناً، ومن ثم البدء بالعلاج الدوائي: [3] [4] [5]

1- الموسعات القصبية

أدويةٌ تصمّم عادةً بشكل عبواتٍ استنشاقية تعمل على إرخاء العضلات المحيطة بالمجرى التنفسي، تساعد في تخفيف السعال وضيق التنفس، مما يجعل التنفس أكثر سهولة، وقد يحتاج المريض حسب شدة حالته المرضية إلى موسعٍ قصبي قصير الأمد، أو طويل الأمد، أو النوعين معاً.

● من الموسعات القصبية قصيرة الأمد: سالبوتامول (Sulbutamol)، أيبراتروبيوم (Ipratropium).

● من الموسعات القصبية طويلة الأمد: السالميترول (Salmeterol)، فورموتيرول (Formoterol).

2- الستيروئيدات الاستنشاقية

تعمل الستيروئيدات الاستنشاقية على تقليص التهاب مجرى الهواء، وتساعد في منع تفاقم الحالة المرضية، لكنها تملك آثاراً جانبيةً، كعدوى الفم، وبحة الصوت، ومن أمثلتها فلوتيكازون (Fluticasone)، بوديزونيد (Budesonide).

3- المنشقات التوليفية

أدوية تجمع بين الموسعات القصبية والستيروئيدات الاستنشاقية، ومنها: فورموتيرول (Formoterol)، وبوديزونيد (Budesonide)، أو سالميترول (Salmeterol)، وفليكوتيازون (Fluticasone). بعض المنشقات التوليفية تحوي أكثر من نوعٍ من الموسعات القصبية، مثل: سالبوتامول (Sulbutamol)، وإبراتروبيوم (Ipratropium).

4- مثبطات الفوسفو دي أستراز 4

مثل: دواء روفلوميلاست (Roflumilast)، وهو دواءٌ يعطى للمرضى المصابين بالانسداد الرئوي المزمن مع أعراض التهاب القصبات المزمن، يعمل على إرخاء مجرى الهواء، وتقليل الالتهاب.

5- التيوفيللين (Theophylline)

يحسن التنفس، ويمنع نوبات تفاقم المرض، وتستخدم في حالة عدم فعالية العلاجات السابقة.

6- الصادات الحيوية

حيث يمكن لبعض الالتهابات، كالتهاب القصبات الحاد، والتهاب الرئة، والأنفلونزا أن تزيد من حدة وتفاقم المرض، لذا ينصح بتناول الصادات الحيوية لعلاج هذه الالتهابات، وعلاج نوبات تفاقم الانسداد الرئوي المزمن، يمكن إعطاء الأزيترومايسين (Azithromycin) الذي أثبت فعاليته في نوبات تفاقم الانسداد الرئوي المزمن.

7- العلاج بالأوكسجين

يستخدم عند المرضى المصابين بدرجةٍ متوسطة أو شديدة من الانسداد الرئوي المزمن، حيث يتمّ إعطاء الأوكسجين إذا كانت كميته في الدم غير كافية، ويتمُّ ذلك عبر العديد من الأجهزة المحمولة خفيفة الوزن، التي تساهم في إيصال الأوكسجين للرئتين، وتحسين نوعية الحياة.

هل يمكن علاج الانسداد الرئوي المزمن عن طريق الجراحة؟

يمكن اللجوء إلى الجراحة عند بعض مرضى الانسداد الرئوي المزمن المصابين ببعض أشكال نفاخ الرئة الحاد الذين لم تجدِ الأدوية وحدها نفعاً معهم، وتشمل الجراحة أربع إجراءات: [3] [5] [6]

1- استئصال القولون

عملية إزالة جزءٍ من القولون، مما يسمح للرئتين بالعمل بشكلٍ أفضل، والتنفس بشكلٍ أكثر راحة.

2- جراحة تصغير حجم الرئة

حيث يتمُّ إزالة أجزاءٍ صغيرة من الجزء العلوي من الرئة التالفة، مما يعطي مساحةً إضافيةً في التجويف الصدري بحيث يمكن أن تتوسع أنسجة الرئة المتبقية، فيعمل الحجاب الحاجز بشكل أكثر كفاءة.

3- زراعة الرئة

يُعتمد عليها عند بعض المرضى، حيث تساهم في تحسين القدرة على التنفس، وتحسين النشاط، لكنها تعتبر عمليةً خطيرةً تحمل في طياتها خطورة رفض الزرع، والحاجة إلى مثبطات المناعة مدى الحياة.

4- استئصال الفقاعات الرئوية

يمكن أن تنشأ فقاعات هوائية في الرئتين بسبب تدمير جدران الحويصلات الهوائية، وقد تصبح كبيرةً جداً، وتسبّب مشاكل تنفسية، وعند إزالتها يتحسن تدفق الهواء، مما يحسن جودة الحياة.

المراجع البحثية

1- Chronic Obstructive Pulmonary Disease (COPD). (n.d.). Retrieved March 15, 2024

2- COPD – Symptoms and causes . (2020, April 15). Mayo Clinic. Retrieved March 15, 2024

3- Website, N. (2023a, April 17). Chronic obstructive pulmonary disease (COPD). nhs.uk. Retrieved March 15, 2024

4- Professional, C. C. M. (n.d.-b). Chronic Obstructive pulmonary Disease (COPD). Cleveland ClinIc. Retrieved March 15, 2024

5- MacGill, M. (2023, April 19). ChronIc obstructive pulmonary disease (COPD). Retrieved March 15, 2024

6- COPD – Diagnosis and treatment – Mayo Clinic. (2020, April 15). Retrieved March 15, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.