تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هو النيكوتين؟

النيكوتين هو منبه ومنشط يسبّب الإدمان، يوجد في نبات التبغ، وفي أجهزة التدخين الإلكترونية، كالنارجيلة الإلكترونية أو العادية، وفي منتجات التبغ، كالسجائر، وبعض منتجات الإقلاع عن التدخين، ويمتصُّ الجسم النيكوتين بسرعةٍ هائلة، حيث يصل إلى الدماغ في غضون ثوانٍ من استنشاقه. ^[1]

ماذا يفعل النيكوتين في جسم الإنسان؟

عندما يستنشق الإنسان الدخان الذي يحتوي على النيكوتين، فإن الجسم يمتصه بسرعة، ويدخل إلى الدم، ويبدأ بالتأثير على الدماغ خلال 10 ثوان فقط من وصوله للجسم، ويؤدي النيكوتين إلى التحفيز، وإثارة عدد من التفاعلات الكيميائية التي تخلق مشاعر مؤقتة من المتعة واللذة، لكنها قصيرة سرعان ما تزول وتختفي.

تشمل تلك التفاعلات إطلاق الكاتيكولامينات، كهرمون الأدرينالين الذي يتمُّ إفرازه عند الخوف الشديد أو الهروب والدفاع عن النفس، وجسدياً يزيد إفرازه من معدل ضربات القلب وضغط الدم، كما إن هذا الهرمون يخبر الجسم بتفريغ الجلوكوز الزائد في مجرى الدم، كما يحدُّ من الشهية، ويساهم في فقدان الوزن بشكلٍ كبير. ^[2]

ما هي أضرار النيكوتين على الأجزاء الأخرى من الجسم؟

يؤثر النيكوتين على الجلد، والقلب، والرئتين، والدماغ أيضاً، وفيما يلي سنوضح ذلك: ^[2]

1- الدماغ

يمكن للنيكوتين أن يغير كيمياء الدماغ، ويرتبط ذلك بزيادة خطر الإصابة بالاضطرابات النفسية، كالمعاناة من اكتئابٍ شديد، أو اضطراب ما بعد الصدمة، أو ثنائي القطب.

2- الجلد

يعمل النيكوتين على تضييق الأوعية الدموية، مما يمنع من وصول العناصر الغذائية إلى الجلد بالشكل الجيد، مما يؤدي إلى نقص الكولاجين، وظهور علامات الشيخوخة المبكرة والتجاعيد على الوجه.

3- القلب

يرفع النيكوتين معدل ضربات القلب، ويسبّب تضييق الشرايين، مما قد يزيد من خطر الإصابة بجلطة أو نوبة قلبية.

4- الرئتين

يحدُّ التدخين من سعة الرئتين، والقدرة على التنفس، ومع مرور الوقت يؤدي إلى اسودادهما، مما قد يسبّب أمراضاً، مثل: الانسداد الرئوي المزمن.

5- يؤثر النيكوتين على المرأة الحامل

يزيد النيكوتين عند المرأة الحامل من مضاعفات الإجهاض والإملاص، كما يؤدي إلى الإصابة بمرض القرحة الهضمية، ومرض الجزر المعدي المريئي.

كيف يعمل النيكوتين؟

يوجد في جسم الإنسان بروتينات محددة تدعى المستقبلات، وظيفتها استقبال النواقل العصبية فقط، أو مواد كيميائية محددة، وتسمّى المستقبلات التي يرتبط بها النيكوتين بالنيكوتين الكوليني لأن النيكوتين منبه، مما يعني أنه حتماً مرتبط بمستقبلات، وهو يؤدي لاستجابة بيولوجية، وتوجد تلك المستقبلات في العديد من أجزاء الجسم بما في ذلك الدماغ والوصلات العصبية العضلية أي مناطق الاتصال الحسي بين العضلات، والأعصاب، والجزء الداخلي من الغدة الكظرية.

بالإضافة للعقد العصبية، وتأتي قدرات النيكوتين المنشطة من حقيقة أنها ترتبط بمستقبلات، فالناقلات العصبية هي مواد كيميائية ناقلة، كالدوبامين، والأسيتيل كولين، والبيتا إندروفين لها القدرة على تنظيم المتعة، وتخفيف الألم، ورفع معدلات السعادة والفرح، وعلى سبيل المثال: إن إطلاق الدوبامين هو ما يجعل المدخن يشعر بالمتعة عندما يشعل سيجارته. ^[3]

ما هي آثار النيكوتين على الصحة العقلية للفرد؟

يمكن أن يؤثر التدخين على صحة الفرد وعقله، بالإضافة للتركيز والانتباه، وتشمل بعض التأثيرات المحتملة على الشخص أن يصبح: ^[3]

1- مدمناً

عندما يدخن الفرد سيجارة، فإن النيكوتين يصل إلى مجاري الدم في بضع ثوان، مما يعمل على تحسين المزاج عند الفرد، ويساعد في الاسترخاء، والاستخدام المنتظم يمكن أن يؤدي للإدمان، والجرعات المنتظمة من الدخان قد تؤدي إلى تغيرات في الجسم، فعندما ينخفض مخزون الجسم من النيكوتين تظهر عند الفرد أعراض الانسحاب، والرغبة بسيجارةٍ أخرى طلباً للنيكوتين، مما يزيد من خطر هذه العادة، فيصبح مدمناً.

2- مضغوطاً

بعض الأشخاص يشغلون السيجارة، ويقومون بتدخينها لتقليل الغضب والقلق في حين تظهر بعض الأبحاث أن التدخين يؤدي إلى التوتر ونوبات هلع، ومن الممكن أن يعطي إحساساً قوياً بالتعب والخمول.

3- مكتئباً

الشخص المصاب بالاكتئاب أكثر عرضةً لإدمان التدخين مقارنةً بشخصٍ لا يعاني من الاكتئاب، حيث يسبّب التبغ إطلاق مادةٍ كيمياوية، وهي الدوبامين التي تثير المشاعر الإيجابية، وغالباً ما يكون لدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب مستويات منخفضة منه، لذلك يلجؤون للتدخين، لكن على المدى الطويل سيصبح إنتاج الدماغ للدوبامين بطيئاً، مما سيحفز الفرد على التدخين أكثر.

4- فصامياً

الأشخاص المصابين بالفصام أيضاً هم أكثر عرضةً للتدخين ثلاث مرات من أولئك الذين لا يعانون منه، وأظهرت بعض الأبحاث الحديثة أن التدخين يزيد من خطر الإصابة بالفصام.

ما هي الأعراض التي تنجم عن إدمان النيكوتين؟

1- لا يستطيع الفرد التخلي عن التدخين، وبمجرد التفكير بذلك تبدأ علامات الكره والغضب تجاه من حوله.

2- استمرار الفرد بالتدخين بالرغم من وجود مشكلاتٍ صحية لديه، كأمراضٍ في الرئة والقلب.

3- ظهور أعراض الامتناع بشكلٍ واضح على المدخن عند محاولة الإقلاع عن التدخين، كالقلق، والهياج، والتململ، والصعوبة في التركيز، والإحباط، وفقدان الشهية، وانتشار الهالات السوداء تحت العين، والنحافة الزائدة، بالإضافة لعدم القدرة على النوم، وحالات من الإسهال، وتدهور في الصحة الجسدية.

4- التخلي عن جميع الأنشطة الترفيهية والاجتماعية التي كانت تخلق السعادة في حياة الفرد من أجل التدخين فقط، فعلى سبيل المثال: قد يتوقف الفرد عن قضاء وقت مع أصدقائه أو التوجه لعمله من أجل الذهاب إلى الأماكن المخصصة للتدخين والمطاعم والمقاهي. ^[4]

بعض المواقف التي تحفّز الفرد على التدخين

1- شرب القهوة.

2- قيادة السيارة.

3- الرحلات والسفر مع الأصدقاء.

4- تناول المشروبات الكحولية. ^[4]

ما هي مضاعفات الإدمان على النيكوتين؟

يتسبّب الدخان في وفاة 30 بالمئة من إجمالي الوفيات بالسرطان حول العالم، ويحتوي دخان التبغ على ما يزيد عن 60 مادة كيميائية يعرف أنها تسبّب السرطان، وأمراض القلب، والأوعية الدموية، ومضاعفاتها خطيرة جداً نذكر منها ما يلي: ^[4]

1- أمراض وسرطان الرئة

التدخين هو السبب الرئيسي في ارتفاع عدد الوفيات الناتجة عن الإصابة بسرطانات معينة، كالرئة مثلاً، ويسبّب أيضاً أمراضاً، كانتفاخ الرئة، والتهاب القصبات الحاد، كذلك يؤدي إلى تفاقم الربو.

2- يزيد من احتمالية الإصابة بأنواع سرطانات أخرى

مثل: سرطان الفم، والبلعوم، والمري أو المثانة، وسرطان عنق الرحم، وبعض الأنواع من ابيضاض الدم.

3- الإصابة بداء السكري

يزيد التدخين من مقاومة الأنسولين، مما قد يمهد الطريق للإصابة بداء السكري الثاني. أما إذا كان الفرد مصاباً بمرض السكري، فقد يؤدي التدخين إلى حدوث إصاباتٍ في الكلية، ومشكلاتٍ في العين.

4- مشكلات العين

من الممكن أن يزيد التدخين من إعتام عدسة العين، وفقدان البصر الناتج عن الإصابة بالتنكس البقعي.

5- العقم والعجز الجنسي

يزيد إدمان التدخين من خطر انخفاض الخصوبة لدى النساء، كذلك عند الرجال أيضاً.

6- أمراض الأسنان واللثة

يزيد التدخين من اصفرار الأسنان، بالإضافة لرائحة الفم الكريهة التي يمكن أن تؤدي لالتهاب في دواعم الأسنان.

بعض النصائح للإقلاع عن التدخين واستخداماته

1- أن يستعد الفرد للتغيير، وبالأخص مع وجود عوامل محفزة لذلك، حيث يستطيع أن يكتب على ورقة مضار التدخين، وما الذي سوف يحققه عند الإقلاع عنه وتركه سواءً أكانت فوائد صحية بدنية أو اجتماعية، وحتى مالية، حيث سيدرك أنه ينفق الكثير من المال دون فائدة، ويحصل على مضار كثيرة، مما سيدفعه للتفكير قليلاً، واتخاذ القرار الصحيح.

2- الحصول على الدعم من الأصدقاء وأفراد العائلة غير المدخنين.

3- التحلي بالعزيمة والإرادة الكافية لتركه، ومن المفيد أن يراجع الفرد أخصائي نفسي ليساعده في وضع برنامجٍ علاجي وقائي، وأن يكون معه في الإنجاز خطوةً بخطوة. ^[5]