تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تتكون بنية السن من ثلاث طبقات: الميناء، والعاج، واللب، ويحتوي اللب على الأوعية الدموية، والأعصاب، والأنسجة الضامة التي تُبقي السن حياً (vital)، يحدث تموُّت الأسنان عندما تتلف تلك الأنسجة، وينقطع تدفق الدم إلى السن، فتتموّت الأعصاب داخل اللب، قد يكون ذلك مؤلماً، وقد لا يسبّب أعراضاً على الإطلاق.

وتعدُّ الأسنان الميتة أحد المصادر الأكثر انتشاراً للعدوى الالتهابية التي قد تنتقل إلى أعضاء أخرى، يمكن أن تحدث في أي عمرٍ للمريض، وقد تمّ إثبات علاقتها بأمراض، مثل: التهاب المفاصل، والعضلات، والأعصاب، والتهاب شغاف القلب الإنتاني، لذلك لابدّ من إزالة هذه البؤر، لأنها تعدُّ أسباباً محتملة إن لم تكن فعليةً لهذه الأمراض. ^{[1] [3]}

أسباب حدوث تموُّت الأسنان

1- الصدمات

حيث تتضرر الأوعية الدموية داخل السن، نتيجة التعرض لصدمةٍ قوية على الأسنان أثناء ممارسة الرياضة، أو السقوط على الوجه، أو أي حوادث أخرى، وبالتالي فإن الأعصاب، وجميع النُّسج الحية داخل اللب سوف تموت نتيجة انقطاع التروية الدموية عنها.

2- نخور الأسنان

إن انخفاض العناية السنية، واتباع نظامٍ غذائي غني بالسكريات يمكن أن يؤدي إلى حدوث النخور السنية، وإذا تركت هذه التجاويف دون علاج يمكن أن تصل البكتيريا إلى اللب وتصيبه، مما يسبّب الالتهاب، وموت الخلايا داخل اللب، وانقطاع إمداد الدم، وبالتالي تموُّت اللب بشكلٍ كامل.

3- الترميمات (الحشوات) الكبيرة

حتى وإن لم يصل النخر إلى اللب، فإن وجود حشواتٍ كبيرة يمكن أن يؤدي إلى تموّت اللب، وذلك بسبب حدوث أذية للسن ناتجة عن أحد الأسباب التالية:

● نخر طويل الأمد.

● إجراءات ترميم الحفرة بعد تنظيف النخر.

● انتقال الحرارة والبرودة عبر الترميم (الحشوة). ^[2]

التشخيص (الأعراض والعلامات)

توجد مجموعة من الأعراض تظهر على الأسنان غير الحية، وتساعد الطبيب في تشخيص الحالة: ^{[1] [2] [4]}

1- تغير لون الأسنان

في حال تعرض الأسنان إلى صدمة يمكن أن يؤدي تلف الأوعية الدموية إلى تغير لون السن إلى اللون الوردي، وفي النهاية إلى اللون الأسود الرمادي، أما إذا تأذى اللب بسبب النخر، فقد يظهر السن باللون الأصفر، أو الرمادي، أو البني الفاتح، أو الأسود، ويصبح لونه أكثر تغيراً مع استمرار التسوس.

2- ألم الأسنان أو اللثة

في حين أن بعض المرضى لن يشعروا بألم، فإن البعض قد يعانون من ألم خفيف، أو متوسط، أو شديد خاصةً من النهايات العصبية المتموضعة بين السطح الخارجي للسن والعظم المحيط به.

3- حساسية الأسنان

أثناء حدوث التموُّت قد يصبح السن حساساً جداً للحرارة أو البرودة، ولكن بعد حدوث التموُّت بشكلٍ كامل يصبح السن غير حساس نهائياً للحرارة أو البرودة.

4- العلامات الإضافية

قد تشمل: رائحة النفس السيئة، والطعم السيئ في الفم أو التورم حول اللثة.

5- ظهور الخراجات الحادة

في كثيرٍ من الأحيان لا يقتصر الإنتان على اللب فقط، وإنما ينتقل عبر الثقبة الذروية إلى النُّسج الحية المحيطة بالثقبة الذروية، وقد يلي هذا الانتشار أعراض حادة جداً تتمثل بالألم، والتورم، والحرارة، وتستمر لعدة أيام ناتجة عن تشكل خراج حاد في المنطقة، وتهدأ عندما يتفرغ الخراج بمفرده، ويتحول إلى خراج مزمن مع أو بدون تشكل ناسور، وعادةً بدون أعراض موضعية أخرى.

يمكن تشخيص الأسنان غير الحية خلال الزيارات الدورية لطبيب الأسنان من خلال تغيير اللون، أو من خلال الفحص الشعاعي الروتيني، فوجود الخراجات يؤدي إلى تخرُّبٍ عظمي في المنطقة الذروية يلاحظ شعاعياً، ويجب زيارة الطبيب بعد التعرض إلى صدمة على الأسنان لإجراء فحص الحيوية، والبدء بالعلاج في أقرب وقتٍ ممكن.

معالجة تموُّت الأسنان

من المهمّ معالجة الأسنان المتموتة بأسرع وقتٍ ممكن حتى لا تنتشر البكتيريا خارج هذه الأسنان، وتؤدي إلى ضررٍ في عظم الفك واللثة، يقوم الطبيب بعلاج الأسنان غير الحية عبر عدة خياراتٍ علاجية منها: ^[4]

1- المعالجة الجذرية للأسنان المتموتة

إن إجراء المعالجة الجذرية يحافظ على الفعالية الوظيفية للسن ضمن الفم، ويتضمن هذا الإجراء إجراء فتحة ضمن السن تصل إلى الحجرة اللبية ثم تنظيف أقنية السن بواسطة أدوات خاصة لإزالة البقايا اللبية المتموتة، وتنظيف جدران الأقنية، والإرواء بسوائل خاصة لتعقيم جدران الأقنية بشكل جيد ثم حشو هذه الأقنية بشكلٍ محكم، ووضع الترميم النهائي للسن.

في كثيرٍ من الأحيان قد يستطب وضع تاج للسن بعد إجراء المعالجة اللبية، منها الحالات التي يكون فيها تهدُّمٌ كبير في النُّسج السنية، والحالات التي يكون فيها الترميم كبيراً، فالأسنان المعالجة لبياً تصبح هشة، وقابلةً للكسر، حيث يقوم الطبيب بوضع تاجٍ خزفي متناسبٍ مع لون أسنان المريض، وذلك غالباً في الأسنان الخلفية التي تتحمل قوى المضغ.

أما الحالات التي يقرر فيها الطبيب عدم الحاجة لوضع تاج يمكن عمل تبييضٍ داخلي للسن، للتخلص من تغيير اللون الحاصل في السن، وذلك غالباً يكون في الأسنان الأمامية، أو يمكن عمل وجهٍ تجميلي (فينيير) للسن للحصول على لونٍ متناسبٍ مع لون الأسنان.

2- قلع الأسنان الغير حية

إذا كان السن متضرراً بشدة، ودرجة التهدُّم كبيرةً في جدران السن بحيث لا يمكن ترميمه يقوم الطبيب بقلع السن كاملاً، وكذلك في الحالات التي لا يمكن معها إتمام المعالجة الجذرية بشكلٍ جيد، مثل: حالات الأسنان المنحنية بشدة، أو ذات الأقنية المتكلسة، ويتمُّ التعويض عنه لاحقاً إما بزرعة سنية أو جسر.

إذا كان الألم شديداً، فيمكن القيام بعدة أمور في المنزل أثناء انتظار العلاج، مثل: تجنُّب المشروبات الساخنة التي يمكن أن تزيد الالتهاب، وتؤدي إلى تفاقم الألم، كما يمكن تناول الأدوية المضادة للالتهاب المتاحة بدون وصفة طبية، مثل: الإيبوبروفين، تجنُّب تناول الأشياء الصلبة التي تزيد قوة الضغط على السن.

الوقاية من تموُّت الأسنان

مؤسسة صحة الفم توصي الأفراد باتباع روتين العناية بالأسنان: ^[3]

1- تنظيف الأسنان باستخدام معجون أسنان يحتوي على الفلورايد قبل النوم، واستخدام خيط تنظيف الأسنان والفراشي بين الأسنان مرةً واحدةً على الأقل يومياً، وتجنُّب الأطعمة السكرية، واتباع نظامٍ غذائي صحي.

2- ارتداء واقي الفم للأشخاص الذين يمارسون رياضات معينة، وتجنُّب الإصابات بشكلٍ عام قدر الإمكان، تجنُّب مضغ الثلج، وكسر الأشياء الصلبة، وفتح الأشياء بواسطة الأسنان، كما يوصى مرضى الصرير الليلي كذلك باستخدام واقي الفم الليلي أثناء النوم.

3- تنظيم زياراتٍ دورية لطبيب الأسنان، وإجراء فحوصاتٍ شاملة للفم والأسنان.