Skip links
جنود يحملون الأسلحة وفوقهم طائرات مروحية

الحرب – أسبابها، آثارها وتأثيرها على المجتمعات

الرئيسية » المقالات » الصحة النفسية » العلاقات » الحرب – أسبابها، آثارها وتأثيرها على المجتمعات

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تعريف الحرب

الحرب بالمعنى الشعبي هي الصراع بين الجماعات السياسية، ويتضمن أعمالاً عدائيةً طويلة الأمد، وعلماء الاجتماع يطلقون هذا المصطلح على مثل هذه الصراعات، فهم يتعاملون مع الحرب كمؤسسةٍ معترفٍ بها في العرف والقانون. عادةً ما يحصر الكتاب العسكريون المصطلح في الأعمال العدائية التي تكون فيها المجموعات المتنافسة متساويةً في القوة بما يكفي، لجعل النتيجة غير مؤكدة لبعض الوقت.

مفهوم الحرب

هي ظاهرة العنف الجماعي المنظم التي تؤثر على العلاقات بين مجتمعين أو أكثر أو تؤثر على علاقات القوة داخل المجتمع، وتخضع الحرب لقانون النزاع المسلح الذي يدعى “القانون الدولي الإنساني”، ويرتبط مفهوم القانون الدولي الإنساني ارتباطاً وثيقاً بأقدم تاريخٍ عرفته البشرية.

مفهوم الحرب التقليدية

هي شكلٌ من أشكال الحرب تجري باستخدام الأسلحة التقليدية، وتكتيكات المعارك بين دولتين أو أكثر في مواجهةٍ مفتوحة تكون القوى على كل جانب واضحة المعالم، ويكون القتال باستخدام الأسلحة التي تستهدف بصورةٍ رئيسية جيش الخصم. تجري هذه الحرب عادةً باستخدام أسلحةٍ تقليدية لا أسلحة كيميائية، أو بيولوجية، أو نووية.

مفهوم الحرب الباردة

وهو مصطلح أطلق على سياسة إيديولوجية وعسكرية في بعض الأحيان غير مباشرة، وحدثت بعد الحرب العالمية الثانية خلال فترة من 1945-1954. أما أطرافها، فهم عبارة عن أكبر قوتين في العالم، وهما الولايات المتحدة الأميركية، والاتحاد السوفيتي، وحلفاء كل منهما.

وقد انتصر الغرب، بقيادة الولايات المتحدة في هذه الحرب، حين فرض بقاء نموذجه الاجتماعي الاقتصادي والسياسي نموذجاً مسيطراً، بل النموذج الأوحد في العالم، وخرج الشرق” الاشتراكي ” بقيادة الاتحاد السوفيتي مهزوماً لزوال نموذجه من الوجود.

أجيال الحروب

مرت الحروب بخمسة أجيال، حيث تبدأ بالجيل الأول الذي استخدمت فيه الأسلحة والجنود، وكان هدفها الأساسي تحقيق الانتصارات العسكرية ثم الجيل الثاني، وكان بمنزلة تطورٍ للأسلحة، فظهرت الأسلحة الآلية والمدرعات الثقيلة، ولها الهدف نفسه، يليه حروب الجيل الثالث.

وظهر هذا النوع من الحروب إبان الحرب العالمية الثانية، ثم الجيل الرابع من الحروب، وهو صراعٌ يتميز بعدم وضوح الخطوط الفاصلة بين الحرب، والسياسة، والمقاتلين، والمدنيين، ثم حرب الجيل الخامس التي تنفذ في المقام الأول من خلال العمل العسكري غير الحركي، مثل: الهندسة الاجتماعية، والتضليل، والهجمات الإلكترونية إلى جانب التقنيات المستجدة، مثل: الذكاء الاصطناعي، والأنظمة المستقلة تماماً.

أشكال الحروب

1- الحرب الأهلية.

2- الحرب الاستعمارية.

3- حرب الاستقلال.

4- حرب الاستنزاف.

5- الحرب الاقتصادية.

6- حرب الإبادة.

7- حرب الخلافة.

8- حرب بالوكالة.

أسباب الحروب

من أسباب الحروب السطو على الثروات، والسيطرة على الممرات، والمعابر، والمضائق الاستراتيجية، وكذلك الخوف، والمصلحة، والمكانة، والانتقام، وغير ذلك من الأمور، ومن أجل ضمان النصر، تشكلت تحالفات كبرى، وشُنّت حروبٌ بالوكالة، وبات الصغار من الدول يحتمون بالكبار، وبدأ عصر الاستعمار.

في جميع العصور كانت الحرب موضوعاً مهماً للتحليل، وفي الجزء الأخير من القرن العشرين، وفي أعقاب حربين عالميتين، وفي ظل المحرقة النووية، والبيولوجية، والكيميائية تمّت كتابة المزيد حول هذا الموضوع أكثر من أي وقت مضى. إن المساعي لفهم طبيعة الحرب، وصياغة بعض النظريات حول أسبابها وسلوكها ومنعها له أهمية كبيرة، لأن النظريات تشكل توقعات البشرية، وتحدد السلوك البشري.

تدرك مدارس المنظرين المختلفة بشكلٍ عام التأثير العميق وانعكاساته على الحياة، وعادةً تشمل كتاباتهم عنصراً معيارياً قوياً لأنه عندما يقبلها السياسيون يمكن لأفكارهم أن تتخذ خصائص النبوءات ذاتية التحقق. كما يمكن تقسيم تحليل الحرب إلى عدة فئات، وكثيراً ما يتمّ التمييز بين المناهج الفلسفية، والسياسية، والاقتصادية، والتكنولوجية، والقانونية، والاجتماعية، والنفسية.

وتشير هذه الفروق إلى تباين بؤر الاهتمام والفئات التحليلية المختلفة التي يستخدمها المنظرون، ولكن معظم النظريات الفعلية مختلطة، لأن الحرب ظاهرة اجتماعية معقدة للغاية، لا يمكن تفسيرها بواسطة عاملٍ واحدٍ أو نهجٍ واحد.

أهداف الحروب

الحرب هي نزاعٌ مسلحٌ تبادليٌّ بين دولتين أو أكثر من الكيانات والتحالفات غير المنسجمة، حيث يكون الهدف منها هو إعادة تنظيم الجغرافيا السياسية، للحصول على نتائج مرجوة ومصممة بشكلٍ ذاتي.

تطور الحروب

لم تعد الحرب في الوقت الراهن مجرد حربٍ تقليدية واضحة المعالم والأدوات، وإنما باتت خليطاً من توظيف كافة الأدوات المتاحة التقليدية وغير التقليدية في ظل تحول تكنولوجي هائل غيّر كثيراً من المفاهيم السائدة عن الحرب، والصراع، والردع بحيث أضحى أبرز ملامح الحرب هو تطورها المستمر، والذي انعكس في أجيالها المختلفة.

تطور نظريات الحرب

في انعكاسٍ للتغيرات التي طرأت على النظام الدولي مرت نظريات الحرب بمراحل عديدة خلال القرون الثلاثة الماضية. بعد انتهاء الحروب الدينية في منتصف القرن السابع عشر تقريباً، دارت الحروب من أجل مصالح الملوك الأفراد، وكانت محدودةً في أهدافها ونطاقها، وأصبح فن المناورة حاسماً.

وتمّت صياغة تحليل الحرب وفقاً لذلك من حيث الاستراتيجيات، ثم تغير الوضع بشكلٍ جذري مع اندلاع الثورة الفرنسية التي زادت من حجم القوات من جيوش محترفة صغيرة إلى جيوش مجنّدة كبيرة، وتوسعت أهداف الحرب بعد ذلك لتشمل مثل الثورة، وهي المثل التي جذبت الجماهير التي كانت خاضعةً للتجنيد الإجباري.

آثار الحروب ومخاطرها

تدمر الحرب المجتمعات والأسر، وغالباً ما تعطل تنمية النسيج الاجتماعي والاقتصادي للأمم، وتشمل آثار الحرب الأضرار الجسدية والنفسية طويلة المدى للأطفال والكبار، فضلاً عن انخفاض رأس المال المادي والبشري. ويعدُّ المتضرر الرئيسي من الحروب والصراعات هم النساء والأطفال، ففي الصراعات المعاصرة 90 بالمئة من الضحايا هم من المدنيين، ومعظمهم من النساء والأطفال، وتواجه المرأة في المجتمعات التي مزقتها الحروب أشكالا خاصة ومدمرة ناتجةً عن العنف الجنسي، والذي ينتشر في بعض الأحيان بشكلٍ ممنهج لتحقيق الأهداف العسكرية أو السياسية.

تأثير الحرب والصراعات على المجتمعات والنسيج الاجتماعي

تتسبّب الحروب في تدمير الحياة الإنسانية، والتراث الثقافي والاقتصادي، وتعوق التنمية والسلام في المجتمعات المتأثرة، ويعدُّ تجنُّب الحروب، وحماية حقوق الإنسان، وتعزيز السلام والعدالة من أهمّ التحديات التي يواجهها العالم. إن للحروب آثاراً مدمرة على المدنيين في المجتمعات التي تشهد دولها الحروب على أراضيها، وخاصةً عندما تطول سنوات الحرب.

فكما هو معلوم الحرب نزاعٌ مسلحٌ بين دولتين أو أكثر، وتستخدم فيه كافة أنواع الأسلحة، ففي ظل سنوات الحرب تصبح حياة المدنيين قلقةً مضطربة، وينعدم فيها الاستقرار، والأمن، والأمان الذي هو العنصر الأهمّ لحياةٍ طبيعيةٍ كريمة مستقرة، وتكثر المجاعات، ويعمُّ الفقر والأزمات، وتسوء الأحوال، وتكثر العصابات، وتسود الفوضى في العلاقات الاجتماعية والإنسانية، وتنهار مؤسسات الدولة، وتضعف أو تنعدم الخدمات العامة.

 لكن كان وما يزال تمزُّق النسيج الاجتماعي من أهمّ وأخطر تداعيات هذه الحرب، وتلعب وسائل إعلام الحرب دوراً هاماً في خلق نزاعاتٍ طائفية ومذهبية، وقد شكلت الحرب العالمية الأولى واحدةً من أكثر الحروب تدميراً في التاريخ الحديث. بالإضافة للأضرار الجسدية والنفسية طويلة المدى التي تخلقها الحرب فضلاً عن الإعاقة، والأمراض النفسية والاجتماعية، وأبرز تلك الأمراض ناجمٌ عن صدمة الحرب.

في أوقات الحرب تفقد المجتمعات ألقها، وعندما تطول يفقد الناس الأمل بالخلاص، وتزداد المأساة يوماً بعد يوم، ويصبح في كل عائلة قتيل أو أكثر، والكثير من المفقودين والنازحين من مدينةٍ إلى أخرى، ومن منطقةٍ إلى أخرى مع كثرة العصابات، وانعدام الأمن والغلاء الفاحش، وفقدان المواد الضرورية من أدوية وحليب أطفال.

وغير ذلك من المستلزمات الأساسية للحياة، عدا عن تراجع الخدمات، كالماء، والكهرباء. ومع هذه الظروف الكارثية الصعبة يبحث المواطنون عن منقذ للخلاص حتى وإن كان الطريق إليه مليئاً بالمخاطر، وكل ذلك لأن الحياة في الوطن باتت أشبه بالموت البطيء، فمن الطبيعي أن تصبح الهجرة حلم كل شخصٍ مهما كان الثمن.

تأثير الحرب النفسي

تؤثر الحروب على الصحة النفسية للإنسان، وقد يمتدُّ تأثير الاضطرابات النفسية والعقلية لفتراتٍ زمنيةٍ طويلة، وقد ينتقل أثرها من جيل لآخر، ومن أمثلة الأمراض النفسية الاكتئاب، واضطرابات القلق، والفصام، واضطرابات الشهية، والسلوكيات التي تسبّب الإدمان أحياناً.

ويتعرض الكثير من الأشخاص لمشكلاتٍ تتعلق بالصحة العقلية من وقتٍ لآخر، ولكن يصبح القلق المتعلق بالصحة العقلية مرضاً نفسياً عندما تسبّب العلامات والأعراض المستمرة إجهاداً متكرراً، وتؤثر في القدرة على العمل. وينتج عن الحروب تدمير البنية التحتية التي تدعم الصحة العامة للمجتمع.

مثل: قطاعات الأنظمة الغذائية، والرعاية الطبية، والنظافة، والنقل، والاتصالات، والطاقة الكهربائية، وتشمل آثار الحرب الأضرار الجسدية والنفسية طويلة المدى على الأطفال والبالغين، فضلاً عن الفقراء، وسوء التغذية، والإعاقة والتدهور الاقتصادي، والأمراض النفسية والاجتماعية الناجمة معظمها عن صدمة الحرب.

تأثير الحرب على البيئة

تستمر آثار الحروب على البيئة لفتراتٍ طويلة جداً لأنها كفيلةٌ بإحداث دمارٍ بيئي كاملٍ للتربة والأراضي الزراعية، بالإضافة إلى تلويث الهواء والماء، وإلحاق الضرر بالمصادر الطبيعية، الأمر الذي يؤثر سلباً على صحة الإنسان، وحياته، ونمط معيشته.

أثر الحروب على الاقتصاد

للحروب جرأة وقحة في تدمير البنية التحتية والموارد الاقتصادية للدول بلا استئذان، ويحدث نتيجته انخفاض الناتج المحلي الإجمالي للدول المتأثرة، حيث تتعرض الصناعات للتدمير، وتتضرر قطاعات عديدة، مثل: الزراعة، والتجارة، والخدمات، وكل هذا يقلل النمو الاقتصادي، ويؤثر على مستوى المعيشة.

عالمياً، يحدث انخفاض كبير في الأرباح التجارية، بالإضافة إلى الانخفاض الشديد في معدل الإنتاج الذي تحققه الدول الناشبة فيها الحرب أو الصراع، حيث تتعرض الدولة التي تخوض الحرب لانهيار البنية التحتية، وقد يستغرق إعادة بنائها وإصلاحها وقتاً طويلاً للغاية، كما يتعرض النشاط الاقتصادي الاعتيادي للدولة إلى ركودٍ طويل.

الحلول المقترحة للحد من الحروب

1- إن منع نشوب الصراعات هي أكثر الوسائل فعاليةً في الحدّ من المعاناة، ويجب أن يكون ذلك أولوية من اللحظة الأولى.

2- لمجلس الأمن دور حاسم لا غنى عنه لمنع نشوب الحروب.

أشهر الحروب عبر العالم

– الحرب العالمية الأولى (1914-1918).

– الحرب العالمية الثانية (1939- 1945).

– الحرب الكورية (1950- 1953).

– حرب فيتنام (1955- 1975).

– حرب الخليج الثانية.

– حرب الصومال (1991-1994).

– الغزو الأميركي للعراق (2003-2011). [1]

المراجع البحثية

1- Frankel, J. (2024c, April). War | History, Causes, Types, Meaning, Examples, & Facts. britannica. Retrieved April 23, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.